تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

نجاح لم يحققه السلطان سليمان.. المسلسلات التركية تغزو العالم وتنافس هوليوود!

تركيا تتصدر المشهد العالمي.. اكتساح مسلسلاتها يجتاح العالم بقوة - أراجيك فن
أراجيك فَنّ
أراجيك فَنّ

7 د

تعتبر تركيا الآن ثالث أكبر مصدّر للمسلسلات المكتوبة في العالم، بعد أمريكا وبريطانيا، وفقًا لبيانات شركة الاحصاءيات الشهيرة Parrot Analytics، خلفًا للنجاح الهائل الذي حققته مسلسلاتها في السنوات الأخيرة.

كذلك ارتفع الطلب العالمي على المسلسلات التركية بنسبة 184% بين عامي 2020 و 2023، بالمقارنة مع 73% للدراما الكورية، فإن الشعبية الناجحة لهذه الأعمال لا تقتصر على الشرق الأوسط، بل امتدت أيضًا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية، بحسب المنشور على موقع The Economist.

ومع تقديم مجموعة متنوعة من المسلسلات التركية التي تتنوع بين الرومانسية والدراما الاجتماعية والتشويق، فإن الجمال البصري والأحداث الشيقة لهذه الأعمال جعلتها محبوبة للغاية في العديد من الثقافات.

يمكن قراءة الكثير من التاريخ العثماني عن طريق الأعمال الدرامية، كمعرفتنا أنه في القرن السادس عشر الميلادى قام السلطان سليمان القانوني بالتخلص من أي شخص كان يشتبه في أنه يحاول منافسته على العرش، بما في ذلك شقيقين وولدين وحفنة من الأحفاد.

وقد تم بث مسلسل عن حياة سليمان بعنوان "القرن العظيم" لأول مرة في عام 2011 وتمت دبلجته للعربية تحت مسمى حريم السلطان، وكان المسلسل جزءًا من الموجة الأولى من الأعمال الدرامية التركية التي غزت السوق العالمية، فمن بين محبي المسلسل الشهير مغنية الراب الأمريكية كاردي بي.

واليوم ومع انتشار شعبية المسلسلات التركية، يتحتم على السلطان سليمان (مسلسل حريم السلطان) أن يتشارك عرشه مع مسلسلات تركية أخرى، أحدثها هو مسلسل الغدار ويحكي قصة جندي يعود من الحرب ويجبر على أن يصبح قاتلاً محترفًا وذلك من أجل حماية عائلته. 

وتحظى المسلسلات التركية بشعبية واسعة ليس فقط في الشرق الأوسط بل وحتى في أوروبا وأمريكا اللاتينية، وفي العام السابق كانت الدول الثلاث الأكثر اقبالاً على المسلسلات التركية الجديدة هم؛ إسبانيا والسعودية ومصر. والغرفة التجارية في إسطنبول تقدر صادرات التلفزيون التركي قد بلغت 600 مليون دولار أمريكي في عام 2022 فقط، وبعض المحللون يتوقعون أن تزداد في الفترة المقبلة لتقدر بالمليارات.

فما الذي يجعل الدراما التركية جديرة بالاهتمام؟ أولاً لأنها مبهرة بصريًا، إنهم يتباهون بالمناظر الطبيعية الساحرة والأزياء الفاخرة والممثلين الوسيمين، معظم المسلسلات تحتوي على قصص حب، ونادرًا ما يتم إنتاج مسلسلات من نوعية الخيال العلمي. كما يقول أوزليم أوزسومبول، رئيس المبيعات في شركة Madd Entertainment، والمسؤولة عن التوزيع.

فإن المسلسلات الدرامية، بما في ذلك الأعمال الدرامية القانونية وحتى التاريخية، تمزج بين الرومانسية والانتقام. ففي عام 2023، فاز مسلسل "Yargi" ("أسرار عائلية") بجائزة إيمي الدولية لأفضل مسلسل تلفزيوني، ويتتبع المسلسل قصة محامين متنافسين يقعان في قصة حب. 

ويقدر الجمهور العربي أن المسلسلات التركية تصور المسلمين كأبطال، وليس كإرهابيين أو سائقي سيارات أجرة كما تفعل هوليوود في كثير من أعمالها، وتتعامل المسلسلات التركية بتواضع مع الجمهور حيث تقوم هيئات مراقبة وسائل الإعلام التركية بطمس علامات زجاجات الكحول، وتمنع المشاهد الجنسية، وتفرض غرامات على المشاهد الحميمية بين الشخصيات.

 لقد أجبرت الرقابة المخرجين على الإبداع لاستبدال تلك المشاهد، بل والمحافظة على ارتفاع معدل الإثارة الجنسية في العمل دون تلك المشاهد، حيث تحل مشاهد نظرات الشوق محل لقطات العلاقة الجنسية، فعلى سبيل المثال في مسلسل الطيور المبكرة، تكاد الاهتمامات العاطفية أن تبلغ ذروتها حيث تقوم البطلة برش عطرها على رقبة رئيسها في العمل، والذي ذهب لاحقًا إلى السجن لضربه رجلاً يحاول شراء حقوق ذلك العطر. 

وبدأ الروائيون الرومانسيون الأمريكيون يأخذون مثالاً من كتاب قواعد اللعبة التركية، فمثلا المؤلفة آبي جيمينيز، التي كتبت رواية "Yours Truly"، وهي الرواية الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز، قد بنت شخصية البطل الذكر في روايتها على شخصية البطل في مسلسل "Sen Cal Kapimi" ("الحب في الهواء")، وهي حكاية من الأعداء إلى العشاق حيث زوجان يقعان في الحب بعد أن تظاهرا بأنهما مخطوبين. 

في النصف الأول من عام 2023، كانت المسلسلات الدرامية الأكثر شعبية في أسبانيا من المسلسلات التركية، وذلك وفقًا لشركة Glance المختصة ببيانات التلفزيون. حيث أنه لدى الأسبان والأميركيين اللاتينيين تاريخ في مشاهدة المسلسلات التليفزيونية الطويلة.

لذا فقد اعتادوا على الالتزام بمدة عرض الحلقات في المسلسلات التركية. ويبدو أن بعض المشاهدين يرحبون باستراحة من الدراما المليئة بالمشاهد الجنسية والمشاهد الدموية التي تعرض في المسلسلات الغربية. 

وينجذب الجمهور الناطق بالأسبانية إلى القيمة الإنتاجية العالية للدراما التركية، حيث يقول أحد مقدمي البرامج هناك أن المسلسلات التليفزيونية في أمريكا اللاتينية "تبدو رخيصة" بمعنى رديئة الصنع وذلك بالمقارنة مع الأعمال التركية، وتقول كارولينا أكوستا ألزورو من جامعة جورجيا إن الناس في تركيا وأمريكا اللاتينية "يعبرون عن مشاعرهم بلا خجل. ولهذا السبب تنجح الميلودراما في كلا من الثقافتين".

 الموزعين للمسلسلات التركية معجبين بها أيضًا، بسبب أنه يتم بث المسلسلات في حلقة واحدة في الأسبوع تكون مدتها حوالي 3 ساعات، ولكن عند بيعها لدول أجنبية يتم تقطيعها وتشغيلها بشكل متكرر لعدد حلقات أكبر مما يجعلها من الممكن أن تذاع كحلقات طوال الأسبوع وذلك يعنى عائد إعلاني أكبر، ولهذا فإن القنوات التلفزيونية غير التركية تستطيع أن تعرض المسلسل على مئات الحلقات. 

يقول عزت بينتو، وهو موزع تلفزيوني، إن الأعمال الدرامية الكورية جيدة، لكنها تستمر لمدة 13 ساعة تجارية فقط كمجمل بينما يمكن أن تمتد المسلسلات التركية إلى حوالي 200 ساعة مما يجعلها جاذبة أكثر للقنوات. 

ويشتكي بعض المشاهدين من عدم قدرتهم على مشاهدة الأعمال التركية بلغتهم الخاصة، لكن هذه ليست مشكلة بالنسبة للغة الإسبانية، فدبلجة العمل للإسبانية يجعل المسلسل مناسبا للإذاعة في كل أنحاء إسبانيا وأمريكا اللاتينية. بينما الحال في لغات أقل انتشارات مثل البولندية واليونانية فإن شركات التوزيع تلجأ لحلول أرخص من الدبلجة مثل الترجمة المكتوبة.

مما جعل بعض المشاهدين من تلك الدول يتعلمون التركية للمسارعة في مشاهدة أحدث حلقات المسلسلات التركية دون الانتظار حتى يتم ترجمتها، حيث أضافت ياسمين سليكول من جامعة نورث ويسترن في قطر أن بعض المعجبين بالأعمال التركية يقومون بدبلجتها لبعضهم البعض على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأفادت أيضًا بأن الأعمال الدرامية التركية ساعدت في تعزيز صورتها الخارجية، خاصة في البلاد التي كانت جزءًا من الأراضي العثمانية سابقًا، حيث نشأت السيدة سيليكول في بلغاريا حيث تسمع من الصغر أن الأتراك "أشرار وهمجيون ورهيبون" أثناء فترة حكمهم للأراضي البلغارية، لكنها تعتقد أن الأعمال الدرامية التركية ساعدت في تغيير هذه الصورة، وتقول إن البلغار كانوا يقضون إجازاتهم خارج البلاد في اليونان، لكنهم الآن يذهبون إلى تركيا أكثر من ذي قبل.

وقد أسهمت الدولة في ذلك الأمر أيضًا، ففي عام 2012، انتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مسلسل "القرن العظيم" لأنه خصص الكثير من الوقت لمؤامرات القصر وليس ما يكفي لفتوحات سليمان، ولهذا قامت هيئة الإذاعة الحكومية التركية بإخراج دراما تاريخية خاصة بها، بعنوان (“القيامة: أرطغرل”)، ذلك المسلسل الذي تدور أحداثه حول محارب تركي في القرن الثالث عشر ساهم في تأسيس الدولة التركية.

ففي مايو 2020، عندما كان معظم سكان العالم في منازلهم بسبب فيروس كورونا، كان المسلسل رابع أكثر المسلسلات التلفزيونية طلبًا على مستوى العالم وذلك وفقًا لشركة Parrot Analytics. لدرجة أنه في نفس العام أشاد رئيس وزراء باكستان السيد عمران خان بالمسلسل بسبب "قيمه الإسلامية"، وتم نصب تمثال لأرطغرل في لاهور. وحققت دبلجة الحلقة التجريبية باللغة الأردية للمسلسل حوالي 153 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.

والآن منصات البث الرقمي تنشىء المزيد من المحتوى التركي الأكثر جرأة، حيث تفاجىء المشاهدون للدراما التركية بأحداث مسلسل "النادي" وهو من انتاج شبكة نتفليكس، وتدور أحداثه حول سجينة سابقة تتواصل مرة أخرى مع ابنتها بعد سنوات قضتها في السجن، ويصور المسلسل المذابح ضد الأقليات التي حصلت في أسطنبول في خمسينيات القرن الماضي، وهو موضوع حساس سياسيًا. 

وتميل أحداث مسلسلات خدمات البث الرقمي المباشر مثل نتفليكس إلى أن تكون عدد الحلقات أقل ومدة الحلقة أقصر، فمسلسل "النادي" حيث يحتوى المسلسل حتى الآن على 20 حلقة وهو عدد قليل بالمقارنة بمسلسل حريم السلطان المكون من 139 حلقة، ولجأت شركة أمازون العالمية لإنتاج أفلام تركية مثل فيلم Bihter والذي يحتوى على مشاهد جريئة وتدور أحداثه حول امرأة شابة تخون زوجها المسن بسبب سوء معاملته لها. 

وتهدف هذه التنازلات في تقديم المشاهد الجريئة والقضايا الساخنة إلى زيادة الطلب على مشاهدة الأعمال التركية في الغرب من الناطقين باللغة الإنجليزية، والذين كانت لديهم دومًا رغبة أقل في مشاهدة الأعمال المدبلجة أو المترجمة خلفًا للبلدان الأخرى. 

ذو صلة

وعلى عكس أسبانيا بمسلسل "La Casa De Papel" وكوريا بمسلسل “Squid Game" لم تحقق الدراما التركية نجاحًا كبيرًا في أمريكا وبريطانيا، فعلى سبيل المثال مسلسل "Kara Para Ask" المعروف عربيًا باسم العشق الأسود لم يحقق نجاحًا أو مشاهدة كبيرة في أمريكا أو بريطانيا، على الرغم من محبة النجم الأرجنتيني العالمي ليونيل ميسي للمسلسل في الوقت الذي يلعب فيه في نادي انتر ميامي الأمريكي Barbra Streisand للمسلسل.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة