رسوم، انزلاق، وتمويل: ثلاثية تحسم أرباحك في البيتكوين!

مع تزايد اهتمام المستثمرين بالعملات الرقمية، أصبح تداول البيتكوين جزءًا من المشهد المالي العالمي. يختار المتداولون بين السوق الفوري، حيث يشترون العملة ويملكونها مباشرة، وسوق المشتقات الذي يتيح المضاربة دون ملكية فعلية ويستخدم آليات مثل التمويل الدوري. يشرح هذا المقال الاختلافات بين هذين السوقين ويركز على الرسوم والانزلاق السعري وتمويل العقود الدائمة.

إذا كنت تتساءل ماهو التداول في سياق البيتكوين، فهو ببساطة بيع وشراء الأصل عبر السوق الفوري أو عبر المشتقات مثل العقود الدائمة، بهدف الاستفادة من تغيّر السعر. يختلف العبء التكليفي بين رسوم الصانع والآخذ، وقد تتأثر النتيجة بـ“الانزلاق السعري” عند ضعف السيولة أو استخدام أوامر سوق كبيرة. ولأن العقود الدائمة تضيف كلفة تمويل دورية (Funding)، فإن اختيار نوع الأمر وإدارة الرافعة المالية يحددان كثيرًا من ربحيتك على المدى القصير.

لفهم الصورة كاملةً، اسأل نفسك ما هو البيت كوين ولماذا يتصرّف بطريقة مميزة؟البيتكوين هو أول عملة رقمية لامركزية تعتمد على تقنية البلوك تشين. تُسجل المعاملات في دفتر عام يحدّثه المعدّنون، ويستخدم النظام مفاتيح عامة وخاصة لضمان الملكية. يتميز البيتكوين بندرة عرضه لأن سقفه 21 مليون قطعة، ولا تخضع إصداراته لسيطرة أي جهة مركزية. يعتمِد أمان الشبكة على التعدين باستخدام قوة حوسبة كبيرة للتحقق من صحة الكتل، وتوفر اللامركزية مقاومة للرقابة وتجذب مستثمرين يبحثون عن بديل للنظم النقدية التقليدية.

في السوق الفورية يشتري المتداول البيتكوين بالسعر الحالي ويصبح مالكًا لها دون تواريخ انتهاء أو رسوم تمويل. أما العقود الآجلة والدائمة فهي أدوات مشتقة تسمح بالمضاربة دون امتلاك الأصل؛ تتميز العقود الدائمة بأنها لا تنتهي ويتم تعديل أسعارها بواسطة معدل تمويل دوري لمنع انحراف السعر عن السوق الفوري. توفر هذه العقود سيولة كبيرة وإمكانية استخدام الرافعة المالية، لكن المتداول يواجه مخاطر التصفية إذا تحرك السوق ضده. كما يمكن استخدامها للتحوط؛ فالمستثمر الذي يحتفظ بعملة بيتكوين في السوق الفوري قد يفتح مركز بيع في العقد الدائم لتخفيف أثر انخفاض السعر.

تختلف رسوم التداول بين المنصات وتنقسم عادة إلى رسوم صانع وآخذ. بشكل عام، تكون رسوم العقود الدائمة أقل من رسوم السوق الفوري، لأن المنصات تشجع على استخدام منتجات الرافعة. مثال ذلك أن منصة MEXC تُطبق رسوم صانع صفرية ورسوم آخذ 0.05 ٪ في السوق الفوري، بينما تنخفض في العقود الدائمة إلى حوالي 0.02 ٪. وبشكل مشابه، تقدم Pionex رسوماً في حدود 0.05 ٪ في السوق الفوري وتنخفض في العقود الدائمة إلى 0.02 ٪. منصات مثل Binance وKuCoin تفرض رسوماً فورية تبدأ من 0.10 ٪ وتنخفض في المشتقات إلى ما بين 0.01 ٪ و0.05 ٪ حسب حجم التداول واستخدام توكن المنصة. في المقابل، بعض المنصات الأمريكية تفرض رسوماً فورية أعلى قد تصل إلى 0.40 ٪ ولا توفر دائمًا عقودًا دائمة. يمكن أن تؤثر هذه الاختلافات على ربحية المتداول؛ فعمولات السوق الفوري المرتفعة قد تقلص العائد، في حين أن عقود المشتقات تقدم رسومًا منخفضة لكنها تحمل تكاليف تمويل أخرى.

الانزلاق السعري هو الفرق بين السعر المتوقع لتنفيذ الصفقة والسعر الذي تتم عنده فعليًا. يبيّن موقع NAGA أن الانزلاق قد يكون إيجابيًا عندما يحصل المتداول على سعر أفضل من المتوقع، أو سلبيًا عندما يتحقق بسعر أسوأ. تزداد احتمالات الانزلاق في العملات منخفضة السيولة أو عند تنفيذ أوامر كبيرة. في السوق الفوري يرتبط الانزلاق بعدم توفر السيولة الكافية، بينما في العقود الدائمة يمكن أن يتفاقم خلال فترات التقلب بسبب التصفية المتسلسلة للصفقات ذات الرافعة. استخدام أوامر الحد ومراقبة عمق دفتر الطلبات يساعد في الحد من الانزلاق، كما أن تقسيم الطلبات الكبيرة إلى أوامر أصغر يمكن أن يقلل من تأثيرها على السعر ويسمح بتنفيذ أجزاء من الصفقة بسعر مقبول.

يمثل معدل التمويل آلية تجعل سعر العقود الدائمة قريبًا من السعر الفوري. عندما يتداول العقد بعلاوة يدفع أصحاب المراكز الطويلة رسومًا لأصحاب المراكز القصيرة، وعندما يكون السعر دون الفوري يحدث العكس. تُحتسب هذه الرسوم عادة كل بضع ساعات وتُقيَّد بسقوف لحماية السوق، وتشير قيمها الإيجابية إلى أن المتداولين يميلون إلى الشراء، بينما تُظهر القيم السلبية هيمنة مراكز البيع. مثال بسيط: إذا بلغ معدل التمويل 0.01 ٪ فإن مركزًا بقيمة 100 ألف دولار يدفع 10 دولارات في كل دورة. يمكن أن تتغير المعدلات بسرعة خلال فترات التقلب الشديد، مما يزيد تكلفة الاحتفاظ بالمراكز أو يخلق فرصًا للمراجحة.

التداول في البيتكوين متنوع؛ فالسوق الفوري يقدّم بساطة وملكية مباشرة للعملة مع رسوم تنفيذ قد تكون أعلى، بينما توفر المشتقات مثل العقود الدائمة سيولة عالية ورسومًا منخفضة مع فرض معدل تمويل دوري. الانزلاق السعري يمثل تحديًا في كلا السوقين، إلا أنه يزيد عند انخفاض السيولة أو في فترات الاضطرابات. معدل التمويل يعد مؤشرًا على معنويات السوق ويؤثر على تكلفة الاحتفاظ بالمراكز. باتباع نصائح مثل اختيار منصة مناسبة، واستخدام أوامر الحد، ومراقبة معدلات التمويل، يمكن للمبتدئين تحسين تجربتهم وتقليل المخاطر أثناء التداول في كل من السوق الفوري وسوق المشتقات. والأهم من ذلك، ينبغي للمستثمرين الصبر والتعلّم المستمر حتى يتكيفوا مع تقلبات عالم العملات الرقمية.