تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الإدارة التفصيلية “Micromanagement”: أن تقتل الطموح والإبداع داخل شركتك … بيديك

الإدارة التفصيلية
محمود صالح
محمود صالح

4 د

للإدارة أشكال كثيرة ولكن جوهرها يكمن في تحقيق الخطط الموضوعة مسبقاً من أجل الوصول إلى الأهداف.

لكن ما سنتطرق إليه اليوم سيكون مألوفاً لفئة كبيرة من الموظفين، وقد يراه البعض منهم ضرورياً وقد يراه الآخرين مقيتاً لا ينجز مصلحة العمل بل يعطلها. ضيفة حديثنا اليوم هي الإدارة التفصيلية (Micromanagement) ويطلق عليها البعض أيضاً “الإدارة التفصيلية”.


ماذا تعني الإدارة التفصيلية

في تعريفها البسيط الموجز: هي إحدى طرق الإدارة التي يتدخل فيها المدراء في جميع تفاصيل العمل بشكل مفرط ودقيق. كذلك يسعى المدراء من خلال تلك الطريقة إلى بسط نفوذهم على موظفيهم دون أن يتركوا لهم فرصة اتخاذ القرارات.

برز مصطلح الإدارة التفصيلية للمرة الأولى عام 1975 على صفحات صحيفة الإيكونوميست الأمريكية الشهيرة. ولكنه يلقى سخطاً واسعاً لأنه بطبيعة الحال يتسبب في جعل الموظفين مرتبكين وفي حالة إحباط دائم، وذلك لأن جوهر اعتماد هذا الأسلوب هو التقليل من أهمية الأمور وهو ما يدفع الموظفين إلى خفض إنتاجيتهم لأنهم في نهاية المطاف سيشعرون بالإحباط.


أين تنتشر الإدارة التفصيلية

أشارت دراسات إلى أن المدراء يميلون إلى اتباع هذا النوع من الإدارة بسبب عدم شعورهم بالأمان أو نتيجة طبيعتهم النفسية، في نهاية الأمر تؤدي الإدارة التفصيلية إلى إضعاف قدرات الموظفين وزعزعة ثقتهم في أنفسهم ويمكن أن يلاحظ هذا النوع من الإدارة في بيئات الأعمال المتوسطة والصغيرة وبالتحديد في الأعمال العائلية.

الإدارة التفصيلية

كيف يؤثر مثل هذا السلوك الإداري على بيئة العمل والعاملين

ولعل من أبرز المظاهر السلبية لهذا النوع من الإدارة هو تركيز المدير على الأمور الدقيقة والتفصيلية في الشركة وإهمال بعض المواضيع الجوهرية، أي تصحيح الأخطاء الهامشيّة بدلاً من تصحيح الأخطاء الجوهرية والأساسية الموجودة في لدى فريق العمل.

كذلك طلب تقارير غير ضرورية ومفرطة في التفاصيل، إضافة إلى تجنب التفويض وإعطاء الصلاحيات ويظهر ذلك جلياً عندما يقوم المدير بمراقبة وتقييم كل خطوة من خطوات سير العمل، بدلاً من أن يقوم المدير بإعطاء تعليمات عامة على مهمات صغيرة ومن ثم يخصص وقتًا لمتابعة الأمر الأكبر.

قد يفاجئ أحد الموظفين عند قيامه باتخاذ قرار دون استشارة “المدير التفصيلي”، حتى وإن كان ضمن صلاحيات الموظف، يقوم المدير باتخاذ قرارات عقابية قد تصل إلى الإيقاف أو حتى الفصل.

بالطبع الأمر لن يتوقف عند هذا الحد سيجد الموظف نفسه أمام تدخل مفرط على المستوى الفني في أعماله من قبل مديره في أدق التفاصيل، كذلك سيواجه الأهمال المتعمد لخبراته أو زملائه في العمل. أبغض ما يمكن أن تجده وأنت تعمل هو أن يتصيد مديرك الأخطاء لك، هذا ضمن أحد سلبيات الإدارة التفصيلية حيث تركز في الأساس على أخطاء الآخرين وقتل الإبداع داخل بيئة العمل، بالتالي ستتولد دوافع سلبية لدى الموظفين.

وسيلحظ الموظفون خلال عملهم في ظل الإدارة التفصيلية غياب الرؤية المؤسسية، فضلاً عن التركيز على الأولويات الخاطئة، وانعدام الثقة بين الرئيس ومرؤسيه وحتى داخل فرق العمل في المؤسسة، إضافة إلى عدم وجود ولاء للمنظمة بين العاملين مرتبطاً أكثر بالدوافع الشخصية وتقدير الذات.

ذلك النوع البائس من الإدارة سيخلق نوعاً من عدم التطور لدى الموظفين لأن لديهم إحباط بطبيعة الحال وهو ما سيجعلهم لا يكترثون بتطوير مهاراتهم، كذلك سيواجه الموظفون الجدد تحت مظلة تلك الإدارة صعوبة في الاندماج وأن من حولهم من موظفين يأتون فقط لتقضية الوقت وليس العمل بشغف. كذلك يتنامى الشعور لدى الموظفين بالاحتراق الداخلي وتراكم الضغوط لدى الجميع ما يخلق بيئة عمل عدائية.

تلك الطريقة العقيمة في الإدارة لن تحقق خطط الشركة وأهدافها في النمو والمنافسة بينها وبين الشركات الأخرى كذلك ستعمل على إهدار الكثير من الأمول بأكثر من طريقة:

  • الأولى: إعطاء الموظفين الأقل كفاءة أموالاً لا يستحقونها.
  • ثانياً: عدم التقدير المادي للأشخاص الذين يستحقون بالفعل سيضطرهم إلى مغادرة المؤسسة في نهاية المطاف وفي جميع الأحوال الشركة ستجد أن مواردها المالية تُستنفد دون أن تحقق النجاح المطلوب، وهو ما قد يترتب عليه الإغلاق حتى ولو بعد فترة طويلة.

اقرأ أيضًا: أن “تحرق” نفسك في العمل ليس مجرد كلمة تقال وإنما مشكلة حقيقية!


كيف تتجنب الشركات مثل هذا السلوك الإداري

لكن هناك عدة أمور يمكن أن تتجنب بها الشركات طريقة الإدارة التفصيلية، مثل:

  • تركيز الشركة على تحقيق أهدافها عن طريق عمل موظفيها مباشرة دون إرهاقهم في تفاصيل هم في غنى عنها.
  • كذلك يجب على المدير أن يدرك أن المهمات التي يقوم بها موظفوه هي مهماتهم فقط أما هو فيقع على عاتقه مسؤوليات أكبر.
  • أن يضع المدير مسألة التخطيط نصب عينيه.
  • على المدير أن يفوّض بعض المهمات إلى الموظفين لأن ذلك سيخفّف من المركزية في الشركة ويجعل العمل أكثر مرونة، كذلك عليه الابتعاد عن الإجراءات المعقّدة والمملّة للموظفين هذا سيجعله مديراً رائعاً في نظر موظّفيه.
  • يفضل من حين إلى آخر سؤال الموظفين عن مستوى الدعم الذي يحتاجونه من المدير، فبعض الموظفين يرغبون في تنفيذ المهمات مباشرة من دون ذكر التفاصيل، بينما آخرون يحتاجون إلى الدعم المستمرّ من قبل مديرهم في معظم التفاصيل.
ذو صلة

لذلك لا يجب تعمّيم طريقة الإشراف على الموظّفين لأن ذلك سيقودك إلى فخّ الإدارة التفصيليّة. ومن الضروري أن يسأل المدير موظفيه بشكل مستمرّ عن رأيهم في إدارته ويستفسر ما إذا كان لديهم مشاكل أو شكاوى تعيق عملهم.

اقرأ أيضًا: ما الذي يجعل الحياة رائعة؟ الجواب من دراسة استمرت لـ 75 عامًا!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة