أهم المهرجانات الموسيقية في الوطن العربي

6 د
الموسيقى من أكثر الفنون الساحرة على مرّ العصور، فدائماً ما تكون هناك حالة خاصة للموسيقى، الموسيقى الرائعة قادرة على أن تنقلك من غرفتك إلى زمن آخر، إلى حالة أخرى، لكن مع مرور الوقت تغيرت الأمور، فتحولت الموسيقى من مجرد نغمات منتظمة إلى عالم كامل، إلى ألوان وأنواع عديدة ومتنوعة، وتطورت الموسيقى الشرقية كثيراً بالتزامن مع ظهور ألوان عديدة من الموسيقى الغربية مثل الميتال والترانس بجانب ألوان من الموسيقى أخذها العرب عن الغرب مثل موسيقى البوب والراب.
وقد كنت قد تطرقت في مقال سابق لأفضل المهرجانات الصيفية في العالم، إلا أنني الآن سأنتقل إلى نطاق أضيق، أي إلى العالم العربي لكن دون أن ألتزم بنطاق زمني محدد، ومن المعروف أن هذه المنطقة تحديداً (إلى جانب دول الشرق الأوسط الغير العربية) تعرف أوضاعاً خاصة في العالم مؤخراً مما يجعلها من أقل الأماكن استقبالاً للمهرجانات باستثناء دول قليلة جداً كالمغرب الذي يعد من بين أكثر الدول المنظمة للمهرجانات في إفريقيا والعالم العربي، وتونس ولبنان المعروفتان بدورهما بتنظيم التظاهرات التقافية بشكل عام والموسيقية بشكل خاص، وبالتالي فمن الطبيعي أن نجد أن مواقع المهرجانات المذكورة في هذا المقال تتكرر في دول دون غيرها.
لنتعرف إذن على أفضل المهرجانات العربية وأهمها، وأقصد بهذا تلك التي تملك تاريخاً طويلاً وصيتاً جيداً عربياً وعالمياً، وكذلك التي تستقطب عدداً كبيراً من المتفرجين والمشاركين .
مهرجان موازين – إيقاعات العالم

المكان: الرباط وسلا، المغرب
إذا بحثت على الإنترنت عن أفضل الوجهات لحضور مهرجان في إفريقيا، أو عن أفضل المهرجانات الصيفية في العالم، فإنك حتماً ستجد مهرجان موازين بين نتائج البحث، إنه ثاني أكبر مهرجان موسيقي في العالم وأكبر مهرجان موسيقي في القارة الإفريقية والعالم العربي، بعدد حضور قُدر بمليونين و خمسمائة ألف متفرج سنة 2013، ومليونين وستمائة ألف متفرج سنة 2016، حيث ينهال هذا الحشد الغفير من الجماهير على العاصمة المغربية من البلدان المجاورة للمغرب ومن أوروبا بشكل خاص لحضور هذا المهرجان الذي يقدم تنوعاً كبيراً جداً يحترم ويرضي جميع الأذواق ،ولمشاهدة الكم الهائل من الفنانين العالميين الذين يحضرون لإحياء المهرجان، والذي يفوق عددهم التسعين بأكثر من خمسة وثلاثين جنسية مختلفة، متوزعين -إلى جانب الفنانين المغاربة والمواهب الشابة- على 7 منصات مختلفة:
- منصة السويسي (الحضور مجاني ما عدا أمام المنصة): للموسيقى العالمية
- منصة فضاء النهضة (الحضور مجاني ما عدا أمام المنصة): للموسيقى الشرقية
- منصة أبي رقراق (الحضور مجاني ما عدا أمام المنصة): للموسيقى الإفريقية
- منصة سلا (الحضور مجاني ما عدا أمام المنصة) : للموسيقى المغربية
- منصة شالة (الحضور مؤدى عنه): للموسيقى العريقة
- منصة مسرح محمد الخامس الوطني (الحضور مؤدى عنه): برمجة متنوعة، غالباً يستقبل الموسيقى الطربية والكلاسيكية والجاز أو الموسيقى “الذوقية” عموماً.
- منصة القاعة الفنية النهضة (الحضور مؤدى عنه): للموسيقى التقليدية في المغرب العربي والشرق الأوسط.
وقد انطلق مهرجان موازين سنة 2001 تحت الرعاية الرسمية للعاهل المغربي الملك محمد السادس وبإدارة سكرتيره الخاص منير الماجدي، ويستمر ل9 أيام تسبق دخول فصل الصيف بقليل، أي في نهاية شهر مايو وبداية شهر يونيو.
مهرجان قرطاج الدولي

المكان: قرطاج، تونس
يعتبر هذا المهرجان من أهم وأعرق المهرجانات الموسيقية العربية والإفريقية، حيث يعود تاريخه إلى سنة 1964، وتدور فعالياته بشكل دائم داخل مبنى المسرح الأثري بقرطاج، والذي يحظى بطاقة استيعابية تكفي ل 7500 شخص.
ويعتبر مهرجان قرطاج الدولي من بين أطول المهرجانات الموسيقية في العالم حيث يستمر لمدة شهر كامل يمتد من منتصف شهر يوليو إلى منتصف شهر أغسطس من كل سنة، ويقدم إلى جانب الحفلات الموسيقية عروضا مسرحية وعروضاً للرقص الفولكلوري ورقص الباليه أيضاً.
RedFest DXB

المكان: دبي، الإمارات العربية المتحدة
على عكس المهرجانات الأخرى المذكورة في هذه اللائحة والتي تملك تاريخاً طويلاً، فإن هذا المهرجان يعتبر حديث العهد جداً، حيث يعود تاريخ انطلاقه إلى 2014، ويعتبر أكبر مهرجان في منطقة الشرق الأوسط، إلى أن مدته لا تتجاوز أكثر من يومين لا أكثر، وبالتالي يكون أيضاً أقصر مهرجان في هذه اللائحة، ويهتم مهرجان ريدفيست بالأساس بالموسيقى العالمية ويقوم باستدعاء مجموعة كبيرة من الفرق والمغنيين العالميين. ويقام في فصل الشتاء وبالتحديد في شهر فبراير.
مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة

المكان: فاس، المغرب
واحد من أرقى المهرجانات في العالم العربي ومن أهم مهرجانات الموسيقى الروحية والعريقة على النطاق العالمي، يحظى باحترام كبير وغالباً ما يستقبل شخصيات مرموقة وشهيرة من مختلف أنحاء العالم والتي تحضر لمتابعة فعالياته التي تستمر ل9 أيام يتم خلالها استدعاء عدد كبير من الفنانين والموسيقيين من مختلف الجنسيات، والذين يحضرون لتقديم تراث بلدهم الفني وموسيقاهم التقليدية، كما يتم تخصيص كل دورة لتكريم ثقافة بلد معين، وقد عرفت هذه السنة التي تعتبر الدورة الثانية والعشرين، اختيار الهند كضيفة الشرف.
ويقام هذا المهرجان في عدد من أشهر المواقع التاريخية في مدينة فاس، العاصمة العلمية للمملكة المغربية، والتي صنفت كثرات إنساني عالمي حسب منظمة اليونسكو منذ سنة 1981، وقد اعتبرت الأمم المتحدة مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة واحداً من أهم التظاهرات التي ساهمت في ترسيخ حوار الحضارات.
مهرجان البستان الدولي

المكان: برمانا، لبنان
مهرجان آخر يمكن تصنيفه ضمن خانة المهرجانات الراقية، حيث يعتبر مهرجان البساتين الدولي واحدا من أهم المهرجانات الموسيقية الشتوية وأطولها أيضاً، حيث تصل مدته ل5 أسابيع كاملة بين شهري فبراير ومارس، يتم خلالها استدعاء أكبر الفرق الموسيقية العالمية، ويختص هذا المهرجان بأنواع محددة من الموسيقى نذكر من بينها موسيقى الحجرة والأوبرا كما يقدم حفلات أوركسترا وأنواع أخرى من العروض الترفيهيّة كالعروض المسرحيّة والعروض الراقصة.
ويحتفل هذا المهرجان بدوره كل سنة بثقافة وموسيقى بلد معين، بالإضافة إلى تنظيم حلقات تعليمية هدفها رفع الوعي والثقافة الموسيقية عند العموم.
المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجم

المكان: الجم،تونس
نبقى مع الموسيقى الكلاسيكية الراقية وننتقل إلى مهرجان آخر من هذا النوع له وزنه عربياً وإقليمياً، إنه المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجم، والذي يعود تاريخ انطلاقه إلى واحد وثلاثين سنة مضت، أي تحديدا سنة 1985، وهو مهرجان -كما يدل اسمه- يهتم بالموسيقى السمفونية، ويعتبر المهرجان الدولي الوحيد في العالم العربي الذي يختص بالموسيقى السمفونية بشكل حصري ودون إدخال أية عناصر أخرى أو عروض ترفيهية جانبية، ويقام هذا المهرجان في قصر الجم الأثري الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثالث، والذي يتمتع بقدرة استيعابية تكفي ل30 ألف متفرج.
مهرجان غناوة بالصويرة

المكان: الصويرة، المغرب
الصويرة، موجادور أو مدينة الرياح، مهما اختلفت تسمية هذه المدينة الصغيرة، فإنها تبقى من أكثر المدن المغربية سحراً وجمالاً رغم أنها مدينة شبه مجهولة في العالم العربي، وإذا حالفك الحظ وزرتها خلال شهر يونيو، فستكتشف سحراً آخر تماماً،إنه سحر موسيقى الغناوة (أو الكناوة) التي تصدح بها المدينة في كل جوانبها وأزقتها بفضل هذا المهرجان السنوي الذي أقيم أول مرة سنة 1998 وأصبح يستقطب حالياً ما يقارب خمسمائة ألف متفرج.
ولمن لا يعرف موسيقى غناوة فهي موسيقى إفريقية يعود أصلها إلى ساحل غرب ووسط إفريقيا قبل أن يتم تصديرها إلى المغرب العربي في أواخر القرن التاسع عشر، وتعتبر هذه الموسيقى أصل العديد من أنواع الموسيقى العصرية أهمها الجاز والروك.
ويهدف هذا المهرجان بالأساس إلى ترسيخ قيم التسامح والانصهار الثقافي من خلال الفَنّ، حيث يقوم بجمع أفضل عازفي الموسيقى الغناوية (الذين يلقبون بالمعلمين) مع عازفين ومغنيين عالميين من أجل نتيجة مبهرة وجميلة جداً.
مهرجانات أخرى تستحق الذكر :
- مهرجان أصوات نسائية – المغرب
- مهرجان جرش – الأردن
- مهرجان الحمامات – تونس
- مهرجان بعلبك – لبنان
- مهرجان الأرز – لبنان
ما هو أكثر مهرجان عربي تودون زيارته؟ وهل هناك مهرجانات أخرى تودون إضافتها؟ شاركونا رأيكم في التعليقات.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
كشف أسرار الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها في المملكة العربية السعودية!

2 د
العثور على حاويات مستطيلة قديمة منتشرة في جميع أنحاء صحراء شمال غرب المملكة العربية السعودية، ممّا أثار حيرة علماء الآثار منذ السبعينيات.
كشفت عمليات التنقيب في مستطيل من الحجر الرملي يبلغ طوله 140 متر بالقرب من العلا في عام 2019 عن بقايا حيوانات، متجمعة حول لوح قائم من الحجر يُفسر على أنه مقدّس.
يُظهر التأريخ بالكربون المشعّ مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أن الموقع كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد.
كشف تحليل حديث أنّ الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها عبر الصّحاري الشّماليّة الغربيّة للمملكة العربيّة السّعوديّة كانت تُستخدَم لطقوس غير معروفة، بما في ذلك إيداع قرابين حيوانيّة، يُحتَمل أن تكون نُذراً لآلهة غير معروفة.
يعود تاريخ العبوات المستطيلة، المُسمّاة mustatils، إلى حوالي 7000 عام، وقد حيّرت علماء الآثار منذ السّبعينيّات. تم التعرف على أكثر من 1600 مستطيلات من خلال المسوحات الجوّية، ووجدوا أنّها تتكون من منصتين قصيرتين وسميكتين متّصلتين بجدران منخفضة يصل طولها إلى 600 متر، ولكن لا يزيد ارتفاعها عن نصف متر. عدم وجود الأسقف والجدران المنخفضة يجعلها غير مناسبة لمرافق التخزين أو حظائر الماشية.

كشفت التّنقيبات الّتي أجريت في مستطيل واحد عن ألواح حجرية قائمة ومزخرفة، بالإضافة إلى تناثر عظام الحيوانات، وتحديداً جماجم الحيوانات، المأخوذة من الماعز والغزلان والمجترّات الصّغيرة والماشية الدّاجنة.
تظهَر على العِظام علامات القطع والحرق، والّتي يعتقد الباحثون أنّها تشير إلى أنّ اللّوح الحجريّ كان "بيتيل"، وهو حجر مقدس يمثل إله أو آلهة الناس الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين. يفترض الباحثون أن الأحجار الدائمة، أو البيتيل، كانت بمثابة وسيط بين الجنس البشري والإلهي، حيث كانت تعمل كوكيل أو مظهر من مظاهر إله / آلهة العصر الحجري الحديث أو فكرة دينية غير معروفة، والتي أودعت فيها العناصر الحيوانية كعروض نذرية.

يُظهر التأريخ بالكربون المشع للموقع مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أنه كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد. علاوة على ذلك ، اكتشف الباحثون غرفة حجرية صغيرة مستطيلة بجوار رأس المستطيل حيث توجد غرفة بيتيل، تحتوي على رفات بشرية. هذه حجرة دفن قديمة، مبنية من ألواح من الحجر الرملي غير المشغول. كان المتوفى ذكراً بالغاً ربما كان يعاني من هشاشة العظام، لكن من كان ولماذا دُفن في المستطيل لا يزال مجهولاً.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.