قبل مسلسل تشرنوبل Chernobyl: أفلام عالمية استلهمت أحداثها من الكارثة النووية الشهيرة

طرحت شبكة HBO قبل فترة وجيزة مسلسل Chernobyl الذي حققت حلقاته الأولى نجاحاً ساحقاً وحازت على تقييمات نقدية مرتفعة، حتى أن المسلسل -بعد عرض حلقاته الأولى- تصدر قائمة المسلسلات الأعلى تقييماً على موقع IMDB، وذلك لما اتسم به من جودة فنية ودقة تاريخية وعمق في تناول حادثة انفجار المفاعل النووي الشهيرة.

يعود تاريخ كارثة تشرنوبل النووية إلى عام 1986 وتسبب الإشعاع الناتج عن الانفجار في وفاة نحو 40 شخصاً وإصابة أكثر من 2000 آخرين، بينما قدرت الخسائر المادية بما يتجاوز ثلاثة مليارات دولار أمريكي، أما الضرر الأبرز فقد تمثل في إعلان مدينة بريبيات -الواقعة في شمال أوكرانيا السوفيتية- منطقة محظورة بسبب التلوث الإشعاعي وتحولت على مدار سنوات إلى مدينة أشباح غير مأهولة.

قد يكون مسلسل Chernobyl أفضل عمل فني تناول كارثة مفاعل تشرنوبل حتى الآن لكنه بالتأكيد ليس الأول، فحادثة بهذا الحجم ما كان صُنّاع السينما -حول العالم- ليدعوها تمر مرور الكرام، وبناء عليه فقد تم تقديم العديد من الأعمال السينمائية -متعددة التصنيفات- التي تطرقت إليها أو استلهمت أحداثها منها، ومن خلال الفقرات التالية تستعرض أراجيك فن معكم قائمة بأبرز تلك الأعمال.

يستند الفيلم التلفزيوني Chernobyl: The Final Warning إلى أحداث حقيقية، ويدور حول الطبيب الأمريكي روبرت جيل الذي قاد الفريق الطبي الدولي المُشارك في علاج الناجين من كارثة مفاعل تشرنوبل، ويسلط الفيلم الضوء على الملابسات التي أحاطت بتلك الواقعة وأبرزها تسبب بعض السياسات في عرقلة جهود الإنقاذ.

عُرِض فيلم Chernobyl: The Final Warning للمرة الأولى في عام 1991، وهو من إخراج أنثوني بيج الذي قدم العديد من التجارب التلفزيونية المُشابهة أهمها فيلم The Missiles of October الذي تطرق إلى أزمة صواريخ كوبا في عهد الرئيس الأمريكي جون كينيدي.

يُصنف فيلم A Translator -عنوانه الأصلي Un Traductor- وتقع أحداثه في دولة كوبا حول “مالين” أستاذ الأدب الروسي في جامعة هافانا والذي تتم مُطالبته بالعمل كمترجم لعدد من الأطفال الناجين من حادثة تشرنوبل النووية أثناء فترة تلقيهم العلاج، ومن خلال ذلك العمل الجديد يتعرف “مالين” على أبعاد الكارثة الإنسانية وتنكشف له العديد من الحقائق.

أحداث فيلم A Translator مقتبسة من أحداث حقيقية وهو إنتاج كوبي كندي مشترك، أخرجه الثنائي رودريغو باريوسو وسيباستيان باريوسو ومن بطولة الممثل البرازيلي رودريغو سانتورو.

تدور أحداث فيلم Innocent Saturday–عنوانه الأصلي V Subbotu- بالتزامن مع وقوع انفجار مفاعل تشرنوبل النووي؛ حيث يُجاهد مجموعة من الأصدقاء من أجل البقاء على قيد الحياة، ويبذلون كل ما بوسعهم للتمكن من مغادرة المدينة والهرب من تلك الأهوال. الفيلم إنتاج عام 2011 ومن تأليف وإخراج ألكسندر ميندادزي.

تدور أحداث فيلم Chernobyl Diaries حول ستة من السائحين الشباب الذين يتوجهون إلى أوكرانيا بحثاً عن المغامرة والإثارة، ومن ثم يعقدون صفقة -بصورة غير رسمية- مع أحد المرشدين السياحيين تقضي باصطحابه لهم إلى داخل مدينة “بريبيات” التي بقيت مهجورة لمدة ربع قرن بسبب التسرب الإشعاعي  والتلوث الإشعاعي الناتج عن كارثة تشرنوبل، لكن عند وصولهم يكتشفون أنهم ليسوا وحدهم بتلك المدينة المُدمرة!

ينتمي فيلم Chernobyl Diaries إلى فئة أفلام الرعب والإثارة وهو من إنتاج 2012، وشارك في بطولته جوناثان ساودسكي، أوليفيا دادلي، ناثان فيليبس ومن إخراج برادلي باركر.

تجري أحداث فيلم Land of Oblivion -عنوانه الأصلي La terreoutrage- في أجواء ظلامية سوداوية حول الفتاة الشابة “آنيا” التي تعاني من صدمة نفسية وتعتبر حادثة تشرنوبل كارثة شخصية، حيث تسبب انفجار المفاعل في فقدانها لمن تُحب بذات اليوم الذي كان مُحدداً لزفافهما. بينما يخوض الطفل فاليري العديد من الاختبارات القاسية بعدما شوهت طفولته وتحولت حياته -في أعقاب الكارثة- إلى سلسلة من المآسي.

صدر فيلم Land of Oblivion في عام 2011 وتم عرضه آنذاك ضمن فعاليات عدد كبير من المهرجانات السينمائية الدولية وحاز على تقييمات نقدية جيدة، الفيلم من إخراج مايكل بوغانيم وبطولة أولغا كوريلنكو.

تستند أحداث الفيلم الأوكراني Motylki إلى وقائع حقيقية، وتدور أحداثه حول شاب وفتاة يلتقيان في خضم حالة الفوضى التي سادت مدينة “بريبيات” عقب التسريب الإشعاعي، وتنشأ بينهما علاقة عاطفية بينما يحاولان النجاة بشتى الطرق وتجاوز الحدود إلى المناطق الآمنة. الفيلم إنتاج 2014 ومن إخراج فيتالي فوروبيوف.

تعد كارثة تشرنوبل أكبر الكوارث النووية وإحدى أفظع الفواجع في تاريخ الإنسانية بشكل عام، وبناء على ذلك كان من الطبيعي أن تتطرق لها عشرات الأفلام الوثائقية التي اجتهد صُنّاعها في تسجيل شهادات من عاصروها ورصد الأسباب التي أدت إلى وقوعها والنتائج التي ترتبت عليها وأساليب التعامل معها.

حققت بعض تلك الأفلام نجاحاً كبيراً على الصعيد الدولي وحصدت عدد كبير من الجوائز العالمية، حتى أن بعضها -لما اتسم به من دقة- أصبح مرجعاً أساسياً لصُنّاع الأفلام الروائية المُستلهمة من ذلك الحدث الكارثي، من أشهر وأفضل تلك الأفلام: