فيلم Cruella: نسخة ديزني النسائية من الجوكر

5 د
لا أعلم متى بدأنا نكره الأبطال الأخيار ونبحث عن المهمشين المُعادين للمجتمع الذي لفظهم، والارتباط بهم بهذا الشكل، ربما نوع من أنواع التمرد، حتى وإن كان على الصعيد الخيالي فقط. لكن المهم هنا هو أن هذا الشعور انتقل إلى شركة كبيرة كديزني وبدأت تدرك أن حكايات القصص الخيالية عن الفتاة الجميلة المغلوب على أمرها والتي تنتصر في النهاية بمعجزة ما بسبب نقاء قلبها، أصبح أمرًا مثيرًا للسخرية. فبدأت تخلق قصصًا خلفية عن أعداء الأبطال -الذين أحببناهم أكثر- ونالت نجاح كبير بداية من Maleficent إلى فيلمها الأحدث Cruella وهو موضوع مقالتنا هذه.
يدور فيلم Cruella حول الأسباب التي جعلت شريرتنا المفضلة من سلسلة 101 Dalmations تصبح هكذا، فبالطبع لم يولد أي شخص شرير شر مطلق ولكنه يتحول إلى هذا بفعل المجتمع.
طفولة Cruella

بدأ فيلم Cruella مع ميلادها غير المُرحب به بسبب شعرها الأيقوني المقسوم ما بين الأبيض و الأسود وبعدها نرى والدتها اللطيفة الجميلة وهي تحاول تهذيبها لتخبرها أن اسمها Estella وليس Cruella أي قاسية ومن هنا نعرف مصدر هذا الاسم غير المألوف. وبعدها ينتقل الفيلم حول طفولة كرويلا وكيف لم تناسبها المدرسة بسبب تنمر الاطفال على شعرها الغريب ما عدا صديقتها “أنيتا دارلينج” وبعدها تترك المدرسة وتقرر والدتها مغادرة المدينة، لكن عليها أولا الذهاب إلى صديقة ما لمساعدتها وهنا تبدأ القصة.
تذهب كرويلا مع والدتها إلى “الصديقة” وهي البارونة مصممة الأزياء -كما سنعرف فيما بعد- لتطلب منها المساعدة وتطلب الأم من استيل أن تبقى في السيارة لكن هذا بالطبع لن يحدث وتخرج استيل مبهورة بالأزياء التي تراها، ولأول مرة تظهر الكلاب المنقطة في مجريات القصة، وتجري وراء استيل لملاحقتها وتجري استيل خارج القاعة إلى الشرفة حيث تقف والدتها مع البارونة لتستلقي استيل على الأرض لتتفاداها الكلاب وتجري الكلاب على والدتها لتقع من على الحافة وتهرب استيل معتقدة أنها قتلت والدتها وأصبحت يتيمة -كبداية أي قصة خيالية-.
تذهب استيلا إلى لندن، المدينة التي كان من المفترض أن تنتقل إليها مع والدتها وتتعرف هناك على هوراس وجاسبر، طفلين مشردين يعيشان على السرقة وتصبح استيل شريكتهم حتى تكبر ويساعداها على تحقيق حلمها بالعمل في مصنع البارونة -لم تعرف أنها هي صديقة والدتها- وبعد خلافات مع المدير عن طبيعة عملها ورغبتها في إبداء رأيها حول طريقة عرض الملابس، تفقد كرويلا سيطرتها على نفسها في إحدى الأيام وتصلح موديل زجاج العرض في نفس اليوم الذي تأتي فيه البارونة لتعجب بما فعلته وتدعوها للعمل معها، وتبدأ الأسرار تُكشف شيئًا فشيئًا.
أوجه الاختلاف مع السلسلة الأصلية
تعشق Cruella في هذا الفيلم الكلاب، وخاصة كلبها (بادي)، الوحيد الذي بقت وفية له طوال الفيلم، وحتى الكلاب المنقطة استطاعت فرض سيطرتها عليهم في النهاية وتكوين علاقة معهم وإن كانت لم تنسى أنهم السبب في موت والدتها.
كشف هذا الفيلم عن العلاقة التي جمعت بين مصممة الأزياء أنيتا دارلينج في فيلم 101 Dalmations وكرويلا التي كانت في الأساس زميلة كرويلا في المدرسة والوحيدة التي كانت تعاملها جيدًا، والمختلف أنها في هذا الفيلم تعمل صحفية وتساند كرويلا في حربها مع البارونة، كما أن كرويلا هي الي أهدت أنيتا الكلب المرقط “بونجو”.
ظهر بطلنا روجر من فيلم 101 Dalmations هنا أيضًا باعتباره المحامي الخاص للبارونة الذي تسببت كرويلا في طرده يشكل غير مباشر وأيضًا هي التي أهدته كلبه المنقط (بيرديتا) وكأنها هي التي جمعت بين روجر وأنيتا بطريقة ملتوية.
لا يتناول الفيلم حكاية حب كرويلا للفرو أو الجلود المنقطة بأي شكل إلا في ملاحظة صغيرة تقول فيها عن كلاب البارونة أنهم سيصنعوا معاطف جيدة وما إن نظر إليها جاسبر قالت أنها تمزح.
أضاف فيلم Cruella علاقة هوراس وجاسبر بكرويلا باعتبارهما أصدقاء طفولتها وهم من ساعدوها في محنتها على عكس عملهم كمجرد تابعين لها في الفيلم الكارتوني أو النسخة الحية.
أقرأ أيضًا: حقق هذا الشخص ثروة من الاستثمار في ألعاب الفيديو؛ فلما لا تفعل أنت أيضًا؟
عوامل النجاح

الأزياء ثم الأزياء ثم الأزياء، لعبت الأزياء دور كبير في الترويج للفيلم أولاً، -وفي حالتي أنا- لعبت دور في الاستمرار في مشاهدة الفيلم والاستمتاع بالأزياء المعروضة، بالإضافة إلى اقترابه من واحد من أفلامي المفضلة وهو The Devil Wears Prada والذي يدور أيضًا عن ربة عمل متسلطة في مجال الأزياء.
الالتزام قدر الإمكان بالحكاية الأصلية أنه في نهاية هذا الفيلم تُخلق شخصية شريرة، حتى وإن كان تم إظهار المبررات التي أدت بها إلى ذلك والشعور بالتعاطف معها على أكثر من صعيد، لكن لا يمكن النظر إلى هذا الفيلم باعتباره منفصل عن الأفلام الأخرى وإن كان اختلف عنهم في بعض التفاصيل.
صنعت ايما ستون وايما تومبسون ثنائي داكن ومختلف -على قدر ما هم متشابهون- كان سببًا للعديد لمشاهدة الفيلم، وقد نجحا في إثارة كل المشاعر المطلوبة، العطف والكره والتفهم وحتى الرغبة في التفرد، فحتى لو كان الفيلم سيئًا من ناحية القصة أو الحبكة -وهذا ليس صحيح- إلا أن تمثيلهما ممتاز كعادتهما، فهما فائزتان بجائزة الأوسكار عن أفضل ممثلة، كيف يمكن اغفال مشاهدتهما معُا لأول مرة؟
نقاط الضعف

لا يمتلئ الفيلم بنقاط ضعف كثيرة من وجهة نظري، لكن أكثرها غرابة هو عدم معرفة البارونة أن استيلا هي كرويلا بسهولة، أعني أجل تغيير لون الشعر قد يغير الشكل لكن ليس لدرجة أن تراها اليوم السابق بشعر أحمر وحين تراها اليوم التالي بشعر أبيض وأسود أمام عينيها مباشرة، بل وتحادثها ولا تكتشف الشبه؟ بدا هذا غير موفق.
كررت ديزني الشخص الشرير شر مطلق في هذا الفيلم أيضًا مع شخصية البارونة -بالرغم أن المفترض أن هذه هي الفكرة الأساسية- فالبارونة ترغب أن تكون بمفردها على الساحة، ولا تقبل أي منافسين، لكن أن يصل الأمر إلى القتل بدا مبالغ فيه أو كان بحاجة للتمهيد له بشكل أفضل. ومن يدري، ربما بعد 20 عامًا نجد فيلمُا عن طفولة البارونة؟
الفيلم كتجربة ممتعة للغاية وإن كان البعض لا يراه مناسبًا للأطفال بسبب سوداويته وتمحور فكرته حول الانتقام، إلا أنه بالنسبة للكبار الذين يلعنون المجتمع والظروف -كحالتي- يجدوه فيلم مُسلي ويلمس لديهم وترُا متعلق بذكريات الطفولة مع ربطه بنظرتنا الجديدة السوداوية للواقع.
أقرأ أيضًا: فيلم Raya and the last dragon: هل ستحيد ديزني عن تصغيرها للمرأة؟
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د
ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.
لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.
حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.
يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.
في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.
حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.
قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.
واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.
يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.
في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.
حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.