تريند 🔥

🤖 AI

تطيب الحياة لمن لا يبالي… دليلك الشامل لإتقان فن اللامبالاة

دليلك الشامل لإتقان فن اللامبالاة
تيماء الشيخ حسن
تيماء الشيخ حسن

5 د

تطيب الحياة لمن لا يبالي… مفتاح لراحة البال والتسليم، ومقولة تلّخص طريقة حياة تعلّمنا ألّا نأخذ العالم على عاتقنا ونكبّد أنفسنا مزيداً من الضغوط، فالنجاح يبدأ عندما نعيش براحة وسكينة وعندما نهتم بالأشياء التي تستحق الاهتمام، ونختار معاركنا التي نريد أن نخوضها دون أن نوكل أيّ شخصٍ آخر باختيار المهم بالنسبة لنا، نغمض أعيننا ونثق بأنه ولو سقطنا من المؤكد أننا سنبقى بخير.


اللامبالاة بصورتها الإيجابية

هي إتقان فن العيش الصحيح للوصول لحدّ النضج الإنسانيّ المعتدل المطلوب لمواجهة الحياة بشكل سليم ومقابلة ضغوطاتها والتغلب عليها، هي إرادة الإنسان وإصراره على العيش وترك كلّ ما قد يرهقه من إحباطات الآخرين وسلبيتهم، فلا شيء يؤثر به ولا يتأثر بشيء.

اللامبالاة الإيجابية تعني التغلب على الحزن واليأس والخوف، أن تتجرد ولا تبالي تجاه الكسب والفقد والخسارة والحزن والمحاولات المستمرة التي تدعم الشعور الإنساني السلبي.

أن تمتلك فن اللامبالاة الإيجابية هذا بحدّ ذاته أمرٌ صحيّ جداً…


اللامبالاة بصورتها السلبية

اللامبالاة

علم النفس ينظر إلى اللامبالاة على أنها مرض قد يصاب به الإنسان، فيصبح يتصرف بدون اهتمام أو شغف تجاه حياته الشخصية أو الحياة العامة، كما تظهر عليه علامات اليأس والإحباط وانعدام الشعور فلا يهتم بالنواحي العاطفية ولا الاجتماعية. ويكون مستهتراً بمشاعر الآخرين من حوله ويبتعد عن التعامل معهم ويرفض تدخلهم في حياته. وتعتبر هذه الحالة نتاج ضغوطات وظروف قد مرّ بها الإنسان، أنتجت لديه شعوراً بالضعف والعجز أمام كمّ المعاناة من حوله، أو قد يكون سببها أنماط الحياة المختلفة كسوء التغدية والحرمان من النوم وأحياناً عيوب عضوية مثل وجود خلل في الغدة الدرقية.

بغضّ النظر عن المسببات فإنّ العامل المشترك هو فقدان الشخص لأسباب السعادة والحياة، فيصبح وكأنه واقع تحت تأثير التخدير لا يكترث ولا يستجيب وكأنه مفصول عن الواقع، وتبدأ الحلول لهذه الحالة عند تغيير المرء لطريقة تفكيره ومعالجة ما يدور في الرأس من أوهام ونظرة يأس إلى الماضي، والسعي لنزع الأفكار السلبية التي تؤدي إلى تلك الحالة.

اللامبالاة عملة لها وجهان وفرق بسيط جداً بين الجانبين أحدهما قد يرفع الشخص نحو السماء والآخر قد يجعله على هامش الحياة..


فكيف تكتسب فنّ اللامبالاة الإيجابية؟


لا تبال بآراء الناس..

أول خطوة في طريق اللامبالاة هي عدم الاكثراث بآراء الآخرين وعدم تقييد تصرفاتك تبعاً لأهوائهم، لوّن حيّاتك كما تشاء وارقص على إيقاعك الخاص، ولا تأخذ في الاعتبار ما يعتقده عنك الآخرون، هناك فئة كبيرة من الأشخاص المتمرسين بإصدار الأحكام ومراقبة الناس، لا تلتفت لكلامهم فحياتك من أجلك وليس لإرضائهم، وأنت وحدك من يعرف نفسك فدعها تعيش الحياة بسعادتها.


لا تبال بالمستقبل..

لم يعطنا الله علم الغيب لذا لا تفكر كثيراً فيما يخبئه لك المستقبل والأيام القادمة، وتذكر أن هذا النوع من القلق يهدر طاقتك ويعذّب نفسك بلا فائدة، فعش أيامك بسلام وتسليم ورضا ولا تفكر كثيراً بأشياء خارجة عن إرادتك موضوعة بعلم الغيب وفي يد صاحب الأمر كلّه وميّسر كل الخير.


لا تبال بالفشل..

الطبيعة البشرية تقتضي أنّ يخطئ الإنسان ويمر بتجارب كثيرة، فلا تكن جلّاداً لذاتك طوال الوقت، وتعامل مع الفشل كمنحنى تعليمي وتجارب تستفيد منها دون أن تستسلم، ولا تنظر للحياة بعين الكمال حتى لا تصاب باليأس.


عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها، دعها تسير على ما يرام… ولا تبالِ…

سلوك مفيد جداً في الحياة فلا يمكننا التحكم في كل شيء ولا يمكننا التحكم في الأشخاص الآخرين والطقس والمواقف والازدحام ففي كل مرة تحاول السيطرة على الأمور الخارجة عن السيطرة ينتهي بك الأمر إلى هدر الطاقة والوقت والأعصاب، فالنهج الأكثر ذكاءً هو قبول ما لا يمكنك تغييره، وإعادة توجيه مواهبك في السيطرة إلى موهبة اللامبالاة، الأمر برمتّه يتعلق برؤية الفرق بين ما هو مهم وما هو ليس كذلك، فعندما تبدأ بالتخلص من كلّ ما هو غير ضروري تكون قد بدأت درب اللامبالاة الممتع.


اسأل نفسك ما الذي أريده حقاً ونفّذ…

ابدأ لعبة التغيير واخرج من دائرة المسؤوليات والواجبات النموذجية، واسعَ لتخصيص وقت لفعل ما تحب، فالحياة تستحق العيش فقط إذا فعلت ما تحبّ، أما الواجبات قد تدخلك في دوامة الروتين القاتل.


فوائد اللامبالاة

لحياة أكثر إنتاجية ومعنى ومليئة بشعور الرضا، اسعَ لتطوير مهارة اللامبالاة لديك فهذا سيعود عليك بالفوائد التالية:

سيضعف قلقك وستدرك أنه لا فائدة من حمل الضغينة والكره تجاه تصرفات الآخرين التي لا تتماشى مع فهمك الخاص للعالم، وسيحررك التخلي عن تلك الأفكار، ويعينك على فهم اختلاف طبائع الناس، فلا تتوقع منهم أن يفكروا مثلما تفكر. بمجرد أن نتقن حرفة الاستغناء سنكون على طبيعتنا دون تصنع أو تكلّف، فنحن غالباً ما نقول أشياء لا نقصدها بقصد إرضاء الآخرين وكسب إعجابهم.

تساعدنا أيضاً اللامبالاة على التعرف على العلاقات الحقيقية في حياتنا، والابتعاد عن العلاقات السطحية المرهقة، فمن يحبنا سيتمسك بنا ولو لاحظ عدم اهتمامنا أحياناً، وبالمقابل فالأشخاص المزيفون سيسقطون من حياتنا وهذه نعمة.

مع فن اللامبالاة ستتميز أفعالنا باحترام الذات والتعامل مع المواقف بنزاهة، كما أننا نصبح أكثر قدرة على التطور والنمو بظل الخبرات والتجارب الشخصية.

ذو صلة

الوصول لمرحلة اللامبالاة يجعلنا ندرك العيش بطمأنينة ونفس راضية، نعطي بلا مقابل نتقبل الصدمات ونتغلب عليها، نفهم الحياة بمنظور معتدل، وبمجرّد إدراك هذه المرحلة يعني فهم الحياة، فقط عش ولا تبال… اعقلها وافعلها.. فحين تدرك حقيقة الحياة وترضى ستتأكد أن كلّ ما تخشاه يحمل وراءه كل ما تحبّ فقط عندما ترضى.

وأخيراً… كن متوحشّاً عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي تحاول سلبك التركيز والحرية، وقل لا لكل شيء لا تريده، التفكير بهذه الطريقة سيؤسس لك أياماً أكثر إشراقاً وبسمة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

حقا لقد تعلمت الكثير من هذا المقال

مقال ممتاز. ومفيد في فن العيش في الحياة. شكرا جزيلا

شكرًا جزيلًا لكم على هذه المقالة المفيدة لقد استفدت منها كثيرا

مقال رائع جزاك الله خيرا

ذو صلة