أفضل الروايات العربية على الإطلاق

24 د
نستعرض معًا في هذه المقالة أفضل الروايات العربية.. أي أفضل 30 رواية عربية على الإطلاق، حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب لأفضل مئة رواية عربية، والتي اخترنا منها فقط الروايات الثلاثين الأولى، إليكم القائمة:
ظلّ الأفعى | يوسف زيدان

عنوان للجرأة، للكاتب المصري يوسف زيدان، تناقش الرواية في مكانة المرأة وأهمّيتها، تطرح أسئلةً جريئةً، وتفرض على القارئ التمهّل والوقوف عندها، فإمّا يرفض الاستسلام للبديهيات أو يقع في فخّ التحيز المسبق، تحكي الرواية قصة (نواعم) تلك الفتاة العميقة التي نفرت من زوجها (عبدو) الرجل الساذج والسطحي، ليشكيها لجدّها وهنا تظهر رسائل والدتها- البروفسورة التي تعيش في الغربة_ التي مُنعت عن طفلتها، وهي رسائل مليئةٌ بمناقشة التاريخ البشري، والطبيعة الإنسانية، تحدثها فيها عن فخّ المساواة بالرجل الذي أبعد المرأة عن طبيعتها المميزة، لتصبح في عصر القوّة مُكمّلًا للرجل.
تتطرّق رواية زيدان إلى بعض المواضيع المثيرة للجدل، مُقتبسًا من القصص والأساطير التاريخية، في سبيل إيضاح وجهة نظره في المرأة الحاضنة للحياة. صدرت عن دار الشروق عام 2006، لتتبعها بالعديد من الطبعات، وممّا جاء فيها:
“وأنت يا ابنتي معذورة في حيرتك، وفي التردد في طرح السؤال… فقد نشأت في بلاد الإجابات، الإجابات المعلبة التي اختزنت منذ مئات السنين، الإجابات الجاهزة لكل شيئ، وعن كل شيئ، فلا يبقى للناس إلا الإيمان بالإجابة، والكفر بالسؤال. الإجابة عندهم إيمان، والسؤال من عمل الشيطان! ثم تسود من بعد ذلك الأوهام، وتسود الأيام، وتتبدد الجرأة اللازمة والملازمة لروح السؤال”
“الأمومة .. طبيعة، والأبوة ثقافة. الأمومة يقين، والأبوة غلبة ظن. الأمومة أصل في الأنثى، والأبوة فرع مكتسب”.
اقرأ أيضًا: اقوى الروايات العالمية لكتاب معاصرين.
حيونة الإنسان | ممدوح عدوان

ارتأى شاعرنا السوري تسمية (حيونة) بدل (تحوين) برغم صحة اللفظ الثاني، لتقريب المعنى والمقصد، فالرواية انعكاسٌ للواقع الذي أسقط القناع عن القيم والمبادئ التي تتغنى بها الإنسانية، وتحكي الأسباب السياسية والاجتماعية وغيرها التي حوّلت الإنسان إلى كائنٍ عنيفٍ متوحّشٍ ومتجرّدٍ من المشاعر وأقرب ما يكون إلى (الحيوان)، مُسلّطًا الضوء على نقطتين هامتين؛ أولاهما بيئة نشأة الإنسان والتي قد تكون الأساس بقمعها وظلمها في تحويله إلى كائنٍ منعدم الإنسانية، أمّا الثانية فهي النظم الاستبدادية والقمعية التي تعمد على سلب الإنسان كرامته، وبذلك يقارب عدوان من واقع الدول العربية عامة.
صدرت الرواية عام 2003م عن دار قدمس للطباعة والنشر، وإليك بعض الاقتباسات:
“نحن لا نتعود يا أبي إلا إذا مات شيء فينا، وتصور حجم ما مات فينا حتي تعودنا على كل ما حولنا”
“حين تتفاقم الأمور فإن السلطات تتراجع، يصبح رجل السلطة أمام خيارين، إما الاستسلام للإرادة الشعبية وإما محاولة قتل الشعب كله”
“مجتمعات القمع، القامعة والمقموعة، تولّد في نفس كل فرد من أفرادها دكتاتورا، ومن ثمّ فإن كل فرد فيها ومهما شكا من الاضطهاد يكون مهيئًا سلفًا لأن يمارس هذا القمع ذاته الذي يشكو منه، وربما ما هو أقسى وأكثر عنفًا على كل من يقع تحت سطوته”.
عزازيل | يوسف زيدان

من أفضل الروايات العربية. هي ترجمةٌ لثلاثين رقًّا تعود للقرن الخامس الميلادي، وجدت بالقرب من قلعة القديس سمعان العمودي في حلب سوريا، تُعدّ من أكثر الروايات إثارةً للجدل فهي أوّل الروايات العربية التي تتحدث عن تلك الحقبة الزمنية؛ فترة انتشار المسيحية في أغلب مصر، والصراع بين الكنائس حول طبيعة المسيح وولادة السيدة العذراء من جهةٍ، ومع الوثنيين من جهةٍ أخرى، تحكي الرواية قصة الراهب هيبا الذي يكتب مذكراته الأقرب إلى صراعاتٍ داخليةٍ خلال رحلة بحثه في الطبّ واللاهوت من صعيد مصر إلى الإسكندرية وحتى وصوله إلى حلب، مدفوعًا بعزازيل؛ وهو أحد أسماء إبليس قبل لعنه وخروجه من الجنة، حيث كان يقول له:” أكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب، اكتب كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله” وأيضًا ” يقول في رده على استفسار هيبا:” نعم يا هيبا، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك”.
صدرت الرواية عام 2008م عن دار الشروق لتحصد الجوائز وتثير آراء النقاد، ومن بعض الاقتباسات:
“ولعل البدايات كما كان أستاذي القديم سوريانوس يقول ، ما هي إلا محض أوهام نعتقدها . فالبداية والنهاية إنما تكونان فقط في الخط المستقيم . ولا خطوط مستقيمة إلا في أوهامنا ، أو في الوريقات التي نسطر فيها ما نتوهمه . أما في الحياة وفي الكون كله ، فكل شيء دائري يعود إلى ما منه بدأ ، ويتداخل مع ما به اتصل.”
“لطالما أحببت الأشياء التي تتم فقط في داخلي. يريحني أن أنسج الوقائع في خيالي، وأحيا تفاصيلها حينًا من الدهر، ثمّ أنهيها وقتما أشاء. تلك كانت طريقتي التي تعصمني من ارتكاب الخطايا، فأظل آمنًا”.
رجال في الشمس | غسان كنفاني

للكاتب المناضل غسان كنفاني، تحكي الرواية الهمّ الفلسطينيّ، همّ شعبٍ يتعرّض للاضطهاد والظلم في أرضه المسلوبة من قبل المحتلّ الإسرائيلي، يعاني أبطالها الأربعة من الجوع والقهر في مخيمات اللاجئين، بالإضافة لهم أرضهم المحتلة، حنى يتخذوا قرارهم بالهرب إلى الكويت بالاختباء في خزان صهريجٍ للمياه، وهناك في حرّ الصحراء حيث تلفحهم حرارة الشمس تكون نهايتهم في خزّان المياه على حدود الكويت، تصور القصة معاناة شعبٍ كاملٍ، شعبٍ ضائعٍ أثقلته الخيبات والهزائم. مما ورد فيها:
“كلّهم يتحدّثون عن ِالطريق ، يقولون : تجد نفسكَ على الطريق ! وهُم لا يعرفون منَ الطريق إلا لونها الأسود وأرصِفتها !”
“أريد أن أستريح ، أتمدد ، أستلقي في الظل وأفكر أو لا أفكر، لا أريد أن أتحرك قط لقد تعبت في حياتي بشكل أكثر من كاف! إي والله أكثر من كاف”.
الخبز الحافي | محمد شكري

الجزء الأول من ثلاثية السيرة الذاتية للكاتب المغربي محمد شُكري، كتبت عام 1972م، ولكنها مُنعت من النشر حتى عام 1982م، لما تحمله من تفصيلٍ عميقٍ لسواد الواقع العربي بما يغاير العادات والتقاليد العربية، فيروي شكري أحداث حياته منذ الطفولة حين تعرّض للتعنيف من قبل والده، وشهد مقتل أخيه على يد الوالد، ليترعرع لاحقًا في شوارع البلاد يقتات من قمامتها ويغوص في عالم المجون والبغى، حتى يدخل السجن في عشرينيات عمره وهناك يستدلّ على من يعلمه الكتابة والقراءة بعد خروجه، ليتفوّق ويصبح مدرسًا، تصوّر الرواية الجانب المظلم من المجتمعات العربية ويُسلّط الضوء عليها في ظلّ استنكار الغالبية لها، تعود أهمية الرواية لمحاكاتها لخبايا ونوازع النفس البشرية دون تزييفٍ أو تجميلٍ، وهو ما جعلها تُترجم لأكثر من 83 لغة.
ممّا جاء فيها:
“أخي صارَ ملاكًا وأنا سأكون شيطانًا، هذا لا ريب فيه، الصغار إذا ماتوا يصيرون ملائكة والكبار شياطين، لقد فاتني أن أكون ملاكًا. يضربني ويلعنني جهرًا، أضربه وألعنه في خيالي، لولا الخيال لانفجرت”
“لا تنسوا أن لعبة الزمن أقوي منا، لعبة مميتةٌ هي، لا يمكن أن نواجهها إلا بأن نعيش الموت السابق لموتنا، لإماتتنا، أن نرقص علي حبال المخاطرة نشدانا للحياة”.
ذاكرة الجسد | أحلام مستغانمي

للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، تروي فيها مرحلة انكسار أحلام الشباب الذين ضحّوا بحياتهم خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وتروي قصة الشاب خالد الذي فقد يده خلال الثورة كما فقد أحلامه معها وخاب أمله بانتشار الفساد وتغلغله في البلاد، هي فقط (حياة) ابنة -صديقه سي طاهر الذي رافقه في رحلة نضاله- من أعاد الحياة إلى قلبه بعد عودتها من فرنسا للبحث في ذكريات أبيها فتتعرّف على خالد بن طوبال ليغرم بها، ولكنها أغرمت بصحفيٍّ فلسطينيٍّ، تُعدّ الرواية مزيجًا للسياسة مع رومانسية الحب، وهو ما استطاعت مستغانمي إيصاله بأسلوبٍ شاعريٍّ وغنائيٍّ، حُولِّت الرواية إلى مسلسلٍ تلفزيونيٍّ للأصداء المبهرة التي تلقتها في البلاد العربية، كما أنّها أُدخلت في مناهج العديد من مدارس والجامعات فيها.
صدرت ذاكرة الجسد في بيروت عام 1993م ، ونالت جائزة نجيب محفوظ عام 1998م، ومن المقتبسات عنها:
“كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا , إلا عندما نشفى منها”
“عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بِقلم , دون أن نتألم مرة أخرى !”
“عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين !
دون جنون!
ودون حقد أيضا . .
أيمكن هذا حقًا ؟”“لا أذكر من قال: يقضي الإنسان سنواته الأولى في تعلم النطق، وتقضي الأنظمة العربية بقية عمره في تعليمه الصمت!”.
موسم الهجرة إلى الشمال | الطيب صالح

للطيب صالح، الكاتب السوداني الذي نافس المبدع نجيب محفوظ على جائزة نوبل وفقًا لآراء النقاد، نشر روايته هذه عام 1966م عن دار العودة في لبنان، وتُعدّ لقاءًا للثقافات وتفاعلها بين الغرب والشرق، فيرسم الطيب لك انبهار الشرقي ببلاد الغرب مأخوذًا بسحر رومانسيتها، ويوضّح صورة الشرقيّ بعيون الرجل الغربيّ؛ عبر التقاء البطل مصطفى سعيد إثر عودته من بريطانيا بعد سبع سنينٍ درس فيها وعلّم بجامعتها وتزوّج منها، براوي الحكاية، فيسردها علينا الراوي تارةً والبطل تارةً أخرى.
وإليكم بعض المقتطفات منها:
“نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوروبي، فلاحون فقراء، ولكنني حين أعانق جدي أحس بالغنى، كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه.”
“وانتشر دم المغيب فجأة في الأفق الغربي كدماء ما بين ماتوا في حرب عارمة نشبت بين الأرض والسماء. وانتهت الحرب فجأة بالهزيمة، ونزل ظلام كامل مستتب احتل الكون بأقطابه الأربعة.”
ليلة السنوات العشر | محمد صالح الجابري

من أفضل الروايات العربية، إذ صور الكاتب محمد صالح الجابري قصة كفاح الشعب التونسي، من خلال ثلاثة أبطالٍ للرواية، في لقاءٍ للأصدقاء جمعهم بعد انقطاعٍ دام عشر سنواتٍ، في مرحلةٍ مفصليّةٍ لتونس التي تواجه تحدياتٍ كبيرةٍ، هم لمياء ونجيب ومروان، عاد بهم هذا اللقاء إلى ذكرياتهم في السنوات الماضية ليرويها كلٌّ منهم، فمنهم من توجّه للعمل السياسي، ومنهم من غاص في مشاكله الخاصّة، ومنهم من بقي مُحايدًا ممّا يحدث حوله.
صدرت الرواية عام 1982م، ومما جاء فيها:
“خمسة عشر سنة مرت على ذاك الحدث، كم هي قصيرة الحياة، دلف إلى الحمام بعد أن تعب في البحث عنه، تلذذ حرارة البخار الصاعدة منه، استلقى بكل ثقله عند النحاسة (البيت الذي يغلى فيه الماء)، طافت به الذاكرة عند الأهل، كيف سيتصل بهم، لم يعد يذكر رقم عمه الوحيد في القرية والأموال التي تركت له في السجن هي فقط ثلاثون دينارا قد لا تكفيه لمبيت ليلة ولعشاء وتبغ”.
الحرام | يوسف إدريس

تسليطٌ للضوء على تلك الفئة المصرية من الطبقة الكادحة (الغرابوة) أو (التراحيل)، من قبل الأديب المصري يوسف إدريس، استخدم فيها كاتبنا أسلوبًا رمزيًّا لتصوير الصراع حول لقمة العيش بين ثلاث فئاتٍ في المجتمع المصري هم الغرابوة وأهل العزبة والمأمور والكتبة، فتنشأ هوّة ويظهر التفاوت لدى ظهور فتىً لقيط في العزبة، لتتضارب الاتهامات، يبين لنا الكاتب أنّ هناك حرامًا أكبر من جُرم البطلة والدة الطفل غير الشرعيّ، وهو ما نراه في فقر الغرابوة ومعاناتهم. ومما ورد فيها:
“حب الاستطلاع إذا استبد بالمرأة أصبح سيدها الأعلى الذي يحركها أنى شاء”
“فالإنسان وهو مرعوب قد يقف عقله ويهرب بجسده، أو قد يحدث العكس فيتسمّر بجسمه في مكانه ويهرب بعقله.”
“هو مستعد أن يصدق الحرام من الرجال، ولكنه لامر ما يصعب عليه ان بصدق الحرام من النساء”.
الوباء | هاني الراهب

حاول الروائي السوري هاني الراهب، أن يعكس التغييرات التي أصابت المجتمع السوري بعد ثورة 1963م على الأصعدة السياسية والاجتماعية، مُستخدمًا الأرض كعنصرٍ أساسيٍّ ثابتٍ في روايته منذ البداية وحتى النهاية، في حين توالت وتعاقبت الأجيال المختلفة بخصائصها وتكويناتها على هذه الأرض الثابتة، تبدأ بالسنديان الجدّ الأكبر وعلى مدى عقدين متتاليين وبعد موت السنديان الأكبر يبدأ الأحفاد بتقسيم الأرض لتظهر خفاياهم ونواياهم الداخلية، وتتكشّف عيوبهم.
حاز الراهب على عدّة جوائز عن روايته الوباء، منها جائزة مجلة الآداب اللبنانية عام 1961م، وجائزة اتحاد الكتاب العرب عان 1981م، وممّا جاء فيها:
“يمكن لواحد مثلي أن يلجأ إلى العنف، إذا استمر هذا الضغط. صديقي يقول، إن مشكلتنا نحن الفلاحين أن القيم التي نشأنا عليها تتعارض مع قيم الطبقة المتوسطة التي اكتسبناها، لكننا تبنينا قيم الطبقتين في عملية تجاور وتواز، ليس فيها صراع يوصل إلى تركيب جديد. لذلك نجد مستويين ومعيارين للسلوك والأخلاق. لكن هذه الحالة لن تدوم. أنا أتنبأ أن مئة السنة القادمة، أو خمسين سنة قادمة، ستكون عصر العنف. ضغط الدولة في العالم سيزداد، والخائفون سيخرجون من جلودهم يصيرون مادة للعنف. العنف الشامل. وطغيان الدولة سيلغي القانون نهائيًا، ويعيدها إلى وضع همجي، التفكك ولانحلال، لكل قيمة وبنية وعلاقة.”
مدرارت الشرق | نبيل سليمان

رباعية للكاتب السوري نبيل سليمان ( الأشرعة، بنات نعش، التيجان، الشقائق)، روايةٌ تاريخيّةٌ للشعوب المغلوبة، حاول فيها كاتبنا أن يصور المجتمع السوري بكلّ طبقاته وفئاته ومكوناته، عبر أبطاله الممثلين للفسيفساء السوري بتفاصيله إبان نهاية الحرب العالمية الأولى، وبعد نهاية الامبراطورية العثمانية، وبدء ظهور الدويلات الاستعمارية، هي حالة تصويرٍ للمشهد السياسي كاملًا، تميّزت مدارات الشرق بجرأة كاتبها في إثارته لنقطةٍ حساسةٍ وهي ظهور النزعة الطائفية لبعض الأقلّيات وميلها لتشكيل دويلاتٍ منفصلةٍ بدءًا من جبل الحلو إلى جنوب سوريا.
وهذي بعض المقتطفات منها:
“مضى الآن ما يربو على القرن، ونحن نضطرب في غمار تاريخ بجيش بالأحداث والخيبات، قضت أجيال، وانهارت مشاريع وأحلام… وأقضى بنا المال إلى مستنقع من الانحطاط والظلمات والحروب الأهلية”.
الحب في المنفى | بهاء طاهر

الإبداع في تجسيد ثلاثية الحب والسياسية والغربة في عملٍ واحدٍ، هي رواية الكاتب المصري بهاء طاهر والتي صدرت عن دار الآداب اللبنانية عام 1995م، تروي الحكاية قصة صحفيٍّ مشبعٍ بالفكر الناصري، أغرقته خيبات عقود في الكآبة ليسافر إلى سويسرا، تعكس الرواية حالة الغربة والتناقضات النفسية لدى كاتبنا بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وعجز العرب وتنكّر الغرب. وممّا ورد فيها ما يلي:
“الإنسان لا يقرر أن يحب . الإنسان يحب. هذا هو الأمر”
“لا أعرف الكثير عن الأسر السعيدة، هل تتشابه في أفراحها أم لا …لكني أعرف ان الشقاء ندبة في الروح إن بدأت في الطفولة فإنها تستمر العمر كله ..أفهم أنه لا توجد ندبة تشبه أخرى”
“إننا نجونا بالحب…فلا تدع العالم يهزمنا لنضيع من جديد”
لا أحد ينام في الإسكندرية | ابراهيم عبد المجيد

من أفضل الروايات العربية، روايةٌ مصريةٌ من أهمّ إصدارات دار الشروق لعام 1996م، وإحدى ثلاثية الإسكندرية للكاتب إبراهيم عبد المجيد، فللإسكندرية مكانةٌ كبيرةٌ في قلوب سكانها وزوارها، ولطالما كان لها تأثيرٌ سحريٌّ عليهم.
تبدأ الرواية أحداثها مع بداية الحرب العالمية الثانية، وتنتهي بنهايتها، فتعكس واقع الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية للمدينة، وتدور حول التقاء شابٍّ مسلمٍ من إحدى قرى دلتا النيل بآخر مسيحي، فيسلّط الضوء على التقاطعات بين فئتين اجتماعيتين مختلفتين، وعلى الصعوبات التي قد تواجهها في بعض علاقاتها، مُظهرًا دور المرأة المصرية في تلك الحقبة الزمنية، فلا بدّ من وجودها بين فصول الرواية، لا أحد ينام في الإسكندرية رواية تلامس الواقع بأدق تفاصيله، لتنال إعجاب الجمهور والنقاد وتصبح الرواية المصرية الأولى. ممّا ورد فيها:
“أحس أنه في حاجة إلى أن يحكى لأحد. هي لحظة غريبة تلك التي تداهم الإنسان فيجد نفسه في حاجة إلى أن يكشف عما اجتهد في إخفائه وقتًا طويلًا و لا يستطيع الإنسان أبدًا أن يهرب من هذه اللحظة حين تداهمه. يمتلئ صدره بشجن ثقيل يصعد إلى عينيه حزنًا نبيلًا، و يبدأ في الحاكية و إفشاء السر الثقيل”
“وقال لي: إذا رأيت النار فقع فيها فإنك إن وقعت فيها انطفأت، وإن هربت منها طلبتك وأحرقتك”
أنا أحيا | ليلى بعلبكي

من الأدب اللبناني، للكاتبة ليلى بعلبكي، أهمّ ما يميّز الرواية هو وصف إحساس الغّربة الملازم للشخص في وطنه، فالرواية تتحدث عن فتاةٍ في مُقتبل العمر تعيش في بيروت ضمن عائلةٍ ميسورة الحال، لتبدأ تلك الأسئلة بالتصاعد حول مصدر الثروة، وتحاول لينا فياض كسر روتين منزلها وعملها، وتتعرّف خلال مجرى الأحداث إلى بهاء الشاب، للرواية أسلوبٌ أدبيٌّ يحاكي الشعر الغنائي، فلم تعمد الروائية على التركيز في الشخصيات كبهاء الذي كثيرًا ما يبدو كمراهقٍ حالمٍ، أكثر ممّا يبدو عليه كشخصيةٍ حزبيّةٍ، فبيروت المدينة التي تضجّ بصراعاتها الداخلية والخارجية تبدو كمدينةٍ هادئةٍ، لا تكاد تُذكر الحرب فيها سوى في مرورٍ عابرٍ خلال سرد الأحداث.
صدرت الرواية في عام 1958م عن دار الآداب، لتحتلّ مرتبتها هذه حتى وقتنا هذا، وهذي بعض المقتطفات منها:
“هكذا أنا عالم مستقل لا يمكن ان يتأثر مجرى الحياة فيه بأي حدث خارجي لا ينطلق من ذاتي .
أنا أصرح وبكل بساطة أنني لا أملك عقلا متينا يقدر على حل العمليات الحسابية ، ومطالعة رواية شكسبير ونقدها ، وإيجاد حل لقضية فلسطين”.“ما يشغلني هو كيف سأمرن اعصابي على تحمل الاصغاء للمحاضرات الى نهايتها ، وكيف سأناقش الرئيس بالوظيفة التي لم أستلمها، وكيف سأمشي بحذائي اللذي يرفعني سبعة سنتمترات عن الأرض”
سأهبك مدينة أخرى | أحمد ابراهيم الفقيه

هي الثلاثية (سأهبك مدينة أخرى – هذه تخوم مملكتي – نفق تضيئه امرأة واحدة ) إحدى أهمّ وأشهر الروايات للكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه، التي تغوص بك إلى عمق مشاعرك، لتلامس روحك وتتفاعل معها فتفرح تارةً وتتشوّق تارةً أخرى لتبكي في أماكن مختلفة، فهي كلوحةٍ متكاملة العناصر، تجذبك بألوانها وتشدّك إليها لتكملها لما تتمتّع به من سلاسةٍ وعذوبةٍ في السرد وتشويقٍ في الأحداث، فتعيش الصراع مع بطلها خليل الإمام الذي يعود بك بالزمن إلى رحلته في أوروبا حين سافر لنيل شهادة الدكتوراه في (سأهبك مدينة أخرى)، ثم إلى أحلامه في بناء المدينة الفاضلة في (هذه تخوم مملكتي)، لينتهي في بحثه عن حبٍّ مغايرٍ لعادات مجتمعه (نفق تضيئه امرأة واحدة).
فنشهد ما عاناه الإمام بعدما عاش في بيئةٍ مختلفةٍ عن مجتمعه الشرقيّ بالقيم والمبادئ والأخلاق، فعاش صراعًا داخليًا لتظهر جوانب شخصه الخفية.
صدرت الأجزاء الثلاثة عن دار رياض الريس في ليبيا، وممّا ورد في الرواية:
“تسطع في قلب الظلام أضواء مدينة بعيدة . وأستعيد مع تراتيل الموج ذكرى تلك الأيام التيحاولت أن أمحوها من تاريخي . فإذا بها تطفو على سطح الذاكرة ، حلقة من حلقات زمن بهيج تقوض وانتهى . أملأ صدري من هواء البحر وأنا أحس بشيء من الارتياح لأنني منحت ذاكرتي مدينة أخرى تهرب إليها ، من قسوة المدن التي تطاردها رياح الصحراء”
“حاذر أن تدخل مدينة كبيرة دون أن تكون مسلحًا بامرأة تحبها”
الزيني بركات | جمال الغيطاني

روايةٌ تاريخيةٌ للروائي المصري جمال الغيطاني، هي رحلةٌ عبر الزمن إلى زمن نهاية عصر المماليك وبداية الاحتلال العثماني، ومن أهمّ ما يميزها هو تلك المرونة والقابلية في إسقاطها على واقع الكثير من البلدان العربية إن لم يكن جميعها، فتصوّر منظومة الاستبداد في أجهزة الدولة وظهور التنافس بين تلك الكينونات البيروقراطية، ليذهب ضحيتها الفئة الكادحة من الشعب. استمدّ الغيطاني أحداثه التاريخية من كتاب (بدائع الزهور) لابن إياس، ليرسم مشاهد مكتملةً بجميع العناصر الفنية، مُصورًا قمع الشعب وخوفه من الدولة متمثّلةً بولي الحسبة موسى بن بركات والذي لُقب لاحقًا لجمال صنعه بالزيني، فحققّ العدل وساند تلك الطبقة المكافحة من الشعب، ولكن سرعان ما ظهرت تلك الازدواجية في شخصه لتظهر نواياه الحقيقة، وينتهي المشهد بتزكيته في منصبه بعد مساعدته للسلطان سليم الأول لينتهي بذلك عصر المماليك.
صدرت الرواية في طبعتين لعامي 1989م و 1994م، عن دار نشر الشروق في مصر، وإليك بعض الاقتباسات منها:
“كلنا نحترق، أنت في ثباتك وأنا في طوافي، لكن إن مالت الروح عما رماه بها الزمان فقل علينا السلام!”
“في أول العمر يكشف الإنسان عوج الدنيا فيحاول تقويمها ، لكن في آخره عندما يبدو كل شيء على حاله ولا أمل في تحول ، في انقلاب ، حتى أولاده لا يدركهم”
“الدرس العظيم المستفاد من التواريخ، أنه في حالات اندلاع الفتنة فلابد من حياد البصاص. البصاص يعمل للعدل وحده، ورمز العدل هو كرسي السلطنة، كرسي السلطنة ذاته”
الشراع والعاصفة | حنّا مينا

من أفضل الروايات العربية، رواية لتوأم البحر الروائي السوري حنّا مينا، من يبلل كلماته بمياه البحر المالحة، وصف فيها ذلك الصراع بين أهل الساحل السوري وغضب البحر خلال رحلة البقاء، تدور الأحداث في الحرب العالمية الثانية في ظلّ الاستعمار الفرنسي، في بيئةٍ غير متجانسةٍ، عن بحّارٍ فقد مركبه البحري ليعود إلى حياة البرّ ويكتشف فيها الواقع السياسي والنضالي للبلاد في مواجهة الاستعمار الفرنسي وأذياله، وبنهاية الحرب العالمية يعود إلى البحر في مركبٍ وفكرٍ جديد، حاول مينا ملامسة الواقع مُقتربًا من جمهوره ومُبتعدًا عن الخيال، باستخدامه الآيات القرآنية والأمثال الشعبية بكثرة، مُحاكيًا البيئة الساحلية بأهلها وطبيعتها.
صدرت الرواية في عام 2006م عن دار الآداب، وممّا ورد فيها ما يلي:
“وقد وجد على شاطئ اللاذقية يوما قلبا كهذا القلب،تلفت ورجا وعاش على الرجاء، ثم تلفت ورجا وعاش على الرجاء، لقي وفيا لرجائه، مخلصًا لأمانيه”.
“وفي قاع الفلوكة مد البحارة أرجلهم واستراحوا. حين تنفرد الريح بالعزوف على الشراع لا بد أن يصمت المجذاف, وفي حال كهذه يحسن به ان يضع رأسه في الماء وينتحب وجدًا كما تفعل الناعورة ذات الأنين. وقد انغمست رؤوس المجاذيف في الماء, وظلت مدلاة كذلك, فما دامت الريح قد واتت فلتسترح الأخشاب مشكورة على ما بذلت من جهد كبير لتعطي فائدة قليلة”
الرجع البعيد | فؤلد التكرلي

الرواية العراقية التي مُنعت من النشر في بغداد، فاضطّر كاتبها فؤاد التكرلي إلى نشرها في بيروت في دار ابن رشد، أهمّ ما يميّزها هو ملامستها للخطوط الحمراء بانتقادها للحرس القوميّ وحزب البعث العربي، أبطالها عائلةٌ عراقيّةٌ بسيطةٌ تجهد لمواصلة حيلتها لعدّ الفشل الذي عانى منه بعضهم، لتنتهي القصة بمقتل مدحت بطلها برصاصة طائشة، لا يعرف أحد مصدرها سواء كانت من الانقلابيين أم الشيوعيين.
أهم الانتقادات التي وجّهت للرواية هو استخدام الكاتب للغة العامية بكثرةٍ، ممّا يعيق فهمها أو استيعابها، وإليك بعض مما قيل فيها:
“اني اتسلى هنا، منذ مجيئنا، بأن أنسى سريعا معاني الكلمات المبطنة، يهمني الا اشقى طوال الوقت، اذ يبدو أن من التعقل، ونحن في ملجأ أمين، الا نأكل لحمنا، أن نلعق الجراح فقط، هذه هي المهمة المثلى. يكفي احيانا أن ننجو من بعض الاخطاء لا كلها، وأن نشعر أننا بعيدون عن ساحة العذاب. وليس من قبيل التواضع، إن شهيق الحياة لا يمنع أن يعقبه بثوان زفير الموت. بل هذا هو المنطق الوحيد، فإذا سنحت الفرصة لشهيق آخر، فهو نعمة زائدة.”
“أمسك بيدي على موضع الاصابة وأخفيه فلا يعود له وجود ظاهر، ويصير بالإمكان معاودة العيش السوي، ثم تتساوى الأمور كلها”
الوشم | عبد الحمن مجيد الربيعي

من أفضل الروايات العربية، رواية الوشم والتي بلغت النور في سبعينيات القرن الماضي على يد الروائي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي، وصف فيها الواقع السياسي المُتضارب في البلاد آنذاك، والذي يُقارب إلى حدٍّ كبيرٍ الحياة السياسية لعددٍ من البلدان العربية، وهذا ما عكسه الربيعي باتباعه مستويين من السرد، خاطب في أحدهما القارئ مُستخدمًا ضمير الغائب، أمّا المستوى الثاني فخصّ به بطل الرواية كريم الناصري وهو يتحدث إلى صديقه في المعتقل مستخدمًا ضمير المتكلم، فيعيش البطل صراعًا بين شخصيته النضالية وانهزاماته وانكسارات ذاته في المعتقل.
هذي بعض المقتطفات منها:
“في عالم المهرجين حاول أن يجد له مكانا و أن يستعيد يقينه الضائع , ولكنه لم يتعامل بأمان مع الأشياء التي واجهته في هذه المدينة التي ما زالت تلعق جراحها و نزع عن جسدها ثياب الحداد , فتعثرت خطواته في دروب العتمة والنضوب”
“لقد أردت أن أنتشل روحي النادبة المسحوقة التي لا تعرف السلام , لست نبيا ولكنني إنسان اعتيادي لطخته الصفوف بشعاراتها وتهريجها و قادته إلى عهرها , فهدرت صحتي وشبابي و اليوم أحاول أن أجد الأمان , هذا كل شيء”
المجوس | ابراهيم الكوني

الروائي الليبي إبراهيم الكوني من أهمّ من سلّط الضوء على حياة الصحراء في المغرب العربي، مصوّرًا عراقة سكانها، وتذليلهم لها، مُجسّدًا حياة قبائل الطوارق، وموضّحًا التقاطعات بين التقاليد والأعراف الموروثة، وتأمّلات حكماء ومشايخ الصحراء، مع المتصوفين والروحانيين الباحثين عن الله، ومع من يصبو للوصول إلى السلطة واقتناء الكنوز، إلى قسوة الصحراء بخفاياها ومجهولها ومعاندتها للسكان المتأصّلين فيها، فتدفع الجميع نحو أقصى حدود الاحتمال، تتميّز الرواية بأسلوبٍ روائيٍّ شعريٍّ صوفي. صدرت رواية المجوس على جزأين متتالين خلال 1990 و 1990 عن دار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، ومن أهمّ ما قيل فيها:
“الموت رفيق الصحراويين، سرّ الصحراويّ أنه لا يخاف الموت. يقال إنّه نزل إلى الحياة بصحبة الموت، وعندما استنشق الهواء وأخذ أوّل نفس من فتحتي الأنف، توقّف الموت ورفض أن يدخل إلى الجوف. قال للإنسان: أنا أفضّل أن أمكث هنا وأنتظر. حفر مأوى بين فتحتي الأنف والشفة العليا، في هذا الضريح يرقد الموت”
“كل من عبد الذهب أقام في قلبه معبدا لشعائر المجوس”
“الأشياء تبقي سماوية مالم تمد إليها يد الإثم”
“إن الهزيمة الأقسى هي تلك التي تتخفي في ثياب ورطة لا تملك حياة لتفاديها، وهي حيلة داهية تدبرها الأقدار لكسر سيف المحارب الشجاع”
كوابيس بيروت | غادة السمان

الرواية عبارة عن مذكرات للكاتبة السورية غادة سمان، تصف فيها وقائع ومجريات الحرب الأهلية اللبنانية التي عايشتها. تُرجمت الرواية إلى 6 لغات عالمية، وصدرت هذه المذكرات عن منشورات غادة السمان في أكتوبر عام 1976 م.
إليكم بعض المقتطفات من الرواية:
“لا حياد في مجتمع بلا عدالة.. لا حياد في مدينة العُري والفيزون، مدينة الجوع والتخمة.. المحايدون هم المجرمون الأوائل.. الأكثرية الصامتة هي الأكثرية المجرمة، إنها ترى الظلم وتُعانيه لكنها تؤثر السلامة الرخيصة على الكفاح الخطر النبيل.”
“ربما كنت دومًا سجينة دون أن ألحظ ذلك,تمامًا، كمخلوقات دكان بائع الحيوانات الأليفة.. وربما كنت أعي سجني دومًا وأحاول كسر قبضتي، وما شوقي الدائم إلي الأفق والسماء إلا من بعض شوقي إلى الحرية الداخلية.. الحرية الحقيقية لا حرية التنقل فقط في سجن كبير جدرانه هي حدوده واسمه الوطن!”
“فكرت قليلًا بأخي، ماذا يفعل في السجن؟ لست خائفة عليه من صحبة المجرمين، فسجوننا لا تضم سوى المجرمين الصغار. أما المجرمون الكبار فيرتعون في أقفاص الحرية الوهمية وعلى كراسي الحكم”
حدث أبو هريرة قال | محمود المسعدي

تترجم هذه الرواية الأفكار الفلسفية الوجودية للكاتب التونسي محمود المسعدي، الرواية تناقش رحلة شخصية تقليدية نحو الخروج من المألوف، التجرد من القيود، وقد نُشرت سنة 1973 عن الدار التونسية للنشر.
ومما جاء فيها:
“لقد كان دائم التوق إلى الشمس دائم الخوف من طلوعها، ويقول: إن استطعت، فاجعل كامل حياتك فجرًا”
“إن الذئاب تلبست بدمائكم فأعارتكم وحشة وظمأ وجوعًا، وأنبتت بأفهواهكم أنيابًا حديدًا، فتآكلتم وتقاتلتم.. فلا القتل أروى ولا النهب أشبع! والله إنها لمن المعجزات، تفسدون وتهدمون وتجعلون ما خلق الله دمارًا وأنتم لا تعلمون ما تطلبون، ألا إنكم فؤوس الخراب، أفلا تستحون وترعوون!”
رامة والتنين | إدوار الخراط

هي رواية حوارية بطلاها رجل وامرأة، يتميز الحوار بينهما بدمج عناصر من الخيال الأسطوري وبعض العناصر الرمزية من الحضارات الفرعونية واليونانية والإسلامية، وتعود الرواية للكاتب المصري إدوار الخراط، وهي جزء من ثلاثية صدرت قبل الجزأين الثاني (الزمن الآخر) والثالث (يقين العطش)، وقد صدرت سنة 1980 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
أما عن المقتطفات:
“الحب كذبة. هو الشهوة العارمة للخلاص من الوحدة، الاندفاعة التي لا توقف نحو الانصهار الكامل والاندماج والاشتعال المزدهر، لكنه يدور أيضًا في الوحدة وينتهي بتكريسها، أكثرُ علقمًا من الموت. نحن نحب وحدنا، الحب أيضًا وحدة لا شفاء منها”
“عندما يمتزج الحب كعاطفة صادقة بوجع الحياة، تضحي الحياة أجمل حتى بعذاباتها فهي تحمل في ثنايا تواترات ساعاتها وأيامها لحظات ساحرة، وومضات آثرة من ذاك الحنين الذي يترك داخل القلب، واعدا بآمال محققة”
الزمن الموحش | حيدر حيدر

من أفضل الروايات العربية، الرواية للكاتب السوري حيدر حيدر، تمثل موقف الشخصيات الداعية إلى تبني العلمانية ورفض الماضي وقراءة الحاضر في ضوء المستقبل لا غير. نشرت الرواية سنة 1973 عن دار العودة اللبنانية، تجد فيها نوعًا من العبث والوجود واللاوجود، الحب والميتافيزيقا، الشعر والموسيقا، والثورة والاضطهاد..
“وكان أن جاء زمان عصيب لم نحسب له حسابًا فيما مضى، زمان تساوى فيه الحب والكراهية، الإبداع والغباء، الانتهاز والثورة، وفي ذلك الزمان الفاجع نمت الأعشاب الضارة وراحت تمتص جذور الخصب والحب”
الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل | إميل حبيبي

يطرح الروائي الفلسطيني إيميل حبيبي من خلال هذه الرواية الساخرة قصة شخصية تعاني قصورًا في التميز بين مصطلحي التفاؤل والتشاؤم اللذَين تم استجماعهما في مصطلح ”التشاؤل”، صدرت الرواية عام 1974 عن دار ابن خلدون اللبنانية.
“أوقعتني الشجاعة في مأزق لم أنجُ منه إلا بمزيد من هذه الشجاعة”
رجال في الشمس | غسان كنفاني

هي الرواية الأولى للكاتب الفلسطيني الثائر غسان كنفاني، وتعالج أحداث نكبة الشعب الفلسطيني سنة 1948، صدرت سنة 1963 في بيروت كما صدرت على شكل فيلم سينمائي سنة 1973، واعتُبر واحد من أهم مئة فيلم سياسي في تاريخ السينما العالمية.
يقول كنفاني في الرواية:
“تسير الأمور على نحو أفضل حين لا يقسم الناس بشرفهم”
“لقد احتجت إلى عشر سنوات كبيرة جائعة كي تصدق أنكَ فقدت شجراتك وبيتك وشبابك وقريتك كلها!”
“أوَتحسب أن حياتك هنا أفضل كثيرًا من موتك؟ لماذا لا تحاول مثلنا؟ لماذا لا تنهض من فوق تلك الوسادة وتضرب في بلاد الله بحثًا عن الخبز؟ هل ستبقى طول عمرك تأكل من طحين الإغاثة الذي تهرق من أجل كيلو واحد منه كل كرامتك على أعتاب الموظفين؟”
“عشر سنوات طوال وهو يحاول أن يقبل الأمور. ولكن أي أمور؟ أن يعترف ببساطة أنه ضيّع رجولته في سبيل الوطن؟ وما النفع؟ لقد ضاعت رجولته وضاع الوطن وتبًا لكل شيء في هذا الكون الملعون!”
الحرب في بر مصر | يوسف القعيد

هي رواية سياسية للأديب المصري يوسف القعيد، تحكي قصة عُمدة قرية، فضّل عدم إرسال ابنه لحرب 1973 وأرسل مكانه ابن خفيره على أنه ابنه، هذا الأخير الذي سيستشهد في الحرب، وسيتم دفن خيوط القضية والتي تورطت فيها شخصيات عديدة، الرواية نُشرت سنة 1978 عن دار ابن رشد اللبنانية، وأما عن العقيد فهو أديب مصري معاصر من مواليد محافظة البحيرة.
“لكل جيل قدره، وقدر جيلنا نحن أبناء مصر كان الطموح أكبر من الإمكانية. وضعنا الأقدام فلم نجد تحتها أرضًا، ورفعنا الرؤوس لنلامس السحاب فاختفت السماء من فوقنا. وفي اللحظة التي وضعنا فيها أيدينا علي حقيقة جيلنا تخلي عنا الزعيم باستشهاده، في الوقت الذي ازداد فيه احتياجنا له”
شرف | صنع الله إبراهيم

من أفضل الروايات العربية، فهي من تأليف الكاتب المصري صنع الله إبراهيم، يتحدث فيها الكاتب عن البعد الإنساني للمساجين خاصةً منهم أصحاب العقوبات الطويلة، وهي رواية تنتمي لأدب السجون، صدرت سنة 1997 عن دار الهلال المصرية. يتحدث الكاتب في الرواية عن “شَرَف” الذي له من اسمه نصيب، والذي حاول الدفاع عن نفسه ما أودى به لارتكاب جريمة قتل. يدخل شَرَف السجن ويلتقي شخصيات نعتها بالأسماك الصغيرة، وأنه لا يدخل السجن المجرمون الحقيقيون.
“إذا كان شرف موجودًا بجسده بين جدران الزنزانة الأربعة، فإن روحه كانت ترفرف فى الخارج طول الوقت، ليلًا ونهارًا، فهو من سلالة شعب عظيم فضّل دائمًا أن يكون مستعبدًا كي لا يُحرم من عشق الحرية والتطلع إليها”
البحث عن وليد مسعود | جبرا إبراهيم جبرا

تدور الرواية حول شخصية ”وليد مسعود” والتي تجمع في ثناياها مختلف العناصر المُركبة للشخصية العربية، وهي رواية للكاتب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا صدرت عام 1978 عن دار الثقافة الجديدة. تقدم الرواية أيضًا صورة نادرة لبغداد ما قبل حرب الخليج، حيث الحس الوطني والقومي، وتمازج الشخصية الفلسطينية مع العراقية والعربية عمومًا، وتعتبر هذه الرواية من أهم روايات جبرا.
يقول جبرا:
“في الشباب نخجل من الاستغراق في الذكريات، لأن الحاضر والمستقبل أهم وأضخم، لكننا مع تقدم السنين يقلّ فينا الخجل”
الثلاثية | نجيب محفوظ

من أفضل الروايات العربية، إذ تحكي الثلاثية قصة حياة شخصية من طفولته إلى رشده مرورًا من مراهقته وشبابه، وتتكون من ثلاث روايات وهي ”بين القصرين” (1956)، ”قصر الشوق” (1957) و”السكرية” (1957)، وهي من تأليف الأديب المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للأدب، والذي تدور أحداث رواياته جميعها في مصر، ومن أشهر أعماله الثلاثية، وأولاد حارتنا، والتي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقت قريب.
“- لماذا إذًا يُصر الناس على الزواج منذ بدء الخليقة؟
– لأن الزواج -كالموت- لا ينفع معه التحذير ولا الحذر”
لحظة من فضلك… هل تعتقد أن الروايات المذكورة تستحق أن تكون ضمن الروايات الثلاثين الأوائل؟ وما هي الرواية التي تعتقد أنها من المفروض أن تكون ضمن ال30 الأوائل؟ شاركنا رأيك.
أحلي ماعندنا،واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.