كل ممنوع مرغوب. هذه مقولة صحيحة تمامًا لا يمكننا الجدال بشأنها! سمّ الأمر فضولًا، أو تحرقًا لجرعة تفوق الحدود الطبيعية للمتعة؛ لكن دومًا الممنوع قادر على منحك ما لا يستطيع المتاح توفيره لك … ليس بدون عواقب بالطبع. هكذا نجد قائمة طويلة من الممنوعات بحكم القانون أو الدين أو العُرف؛ وفي مقالنا هذا سنتناول إحدى تلك الممنوعات لكن بحكم الطب.
شجرة محرمة أخرى!
مع هذا، لا يجب القول بأن الكومارين مادة غير خطرة؛ فقط تسليط الضوء على أخطارها ومدى سميتها هو ما يبدو خادعًا إلى حد بعيد. فحسب تقرير لمجلة أتلانتيك الإخبارية، فقد حظرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية فول تونكا والكومارين بعدما أخطأت في اسم الكومارين لحساب مكون دوائي آخر لتجلط الدم يدعى الكومادين Coumadin. قد يبدو هذا صعب التصديق مع كيان عملاق كإدارة FDA لكن لا شيء مستبعد تمامًا، خاصة أن قرار الحظر قديم يعود إلى خمسينيات القرن الماضي.
فإذا انتقلنا إلى الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية European Food Safety Authority، نجد أن لها رأيًا آخر فيما يتعلق بالكومارين وحبوب التونكا. فحسب تقرير تابع لها، منة الآمن تمامًا استهلاك الكومارين طالما تم بشكل “متحفظ للغاية Ultra Conservative” ما يعني أن استهلاكه بمقدار يساوي 0.1 ميليجرام لكل كيلوجرام من وزن الشخص الذي يتناوله لن يتسبب في أي مشاكل صحية، وسيستطيع الجسم التعامل مع المكون الكيميائي السام حتى ولو تناولت تلك الجرعة المتحفظة يوميًا مدى الحياة.
هل تذكرون عدد أطباق الحلوى التي تستطيع حبة تونكا واحدة أن تكفيها؟ 80 طبقًا لو تذكرون! ومع هذا العدد الكبير للغاية الذي ستتوزع عليه برادة حبة التونكا، فمن غير المحتمل أن يتعرض أحدهم لجرعة زائدة من الكومارين تهدد حياته. وأخيرًا قد ترغب في معرفة أن فول التونكا ليس ممنوعًا في بعض الدول مثل كندا مثلًا؛ فإذا كنت هناك لا تنس تجربته!