لماذا تختفي التكنولوجيا آخر الزمان؟
إن الأحاديث عن نهاية الزمان وقصص الحروب التي ستتم بالسيف، وأن الآلات فيها هي الخيول والجمال! فلماذا تختفي التكنولوجيا آخر الزمان؟
تظل فكرة انهيار العالم من القضايا التي تشغل بال الكثيرين وقد تكون أنت واحدًا منهم لما تحمله من قصص مرعبة ومخيفة، حيث تدور الكثير من الحكايا حول نهاية الكون، إذ يعتقد البعض أنَ كائنات الزومبي هي التي ستنهي البشرية في حين يعتقد البعض الآخر بأنّ الكائنات الفضائية هي التي ستتولى ذلك، وتبقى الحكاية الأكثر انتشارًا هي ثورة الروبوتات الآلية على أصحابها كأن يقترن نهاية الكون بغزو الرجال الآليين للجنس البشري والقضاء على الحياة فوق الأرض، ويعزو هؤلاء فكرتهم هذه إلى التطور الهائل الذي وصلت له التكنلوجيا اليوم، بحيث وضعت يدها على الكثير من المهن والأعمال التي كانت مسندة إلى البشر.
إلا أنّ هذه النظرية لا تتفق مع العديد من النظريات الأخرى التي تعتقد بأنّ نهاية الكون مقرونة بانهيار التكنولوجيا، إذ يمكنك أن تقرأ حول وجهة نظر الأديان المختلفة حول نهاية الكون، إذ أنّ الإسلام مثلًا ينص على أنّ نهاية العالم مقرونةً بعودة السيد المسيح وقتله للمسيح الدجال، ومن ثم يحل على الأرض دمار شامل يقضي على حضارتها وكل ما حققته من إنجازات وتقنيات وهو الذي يطلق عليه الإسلام بقيام الساعة.
وكذلك الأمر ستجد في الدين المسيحي بأنّ نهاية الكون مقرونة بالخراب والظلم وانهيار الحضارات حيث ستعود البشرية إلى مراحلها الأولى من الضعف والهوان، وهذا ما جاء به السيد المسيح الذي أخبر أنصاره بأنّ نهاية الزمان ستشمل الكثير من الحروب والمجاعات والزلازل، فضلًا عن اعتداء دول على دول وممالك على أخرى ومرور العالم بأسره بمحنة عظيمة تثقل كاهله.
التكنولوجيا وانهيار الأرض
لقد شهدت الحضارة البشرية تطورًا كبيرًا بالتقنيات التي ساعدت برفاهية البشرية، لهذه التكنولوجيا العديد من الجوانب، منها الإيجابي ومنها السلبي، فمن الناحية الإيجابية كان لها دور بتطوير الحياة البشرية ودفعها نحو الأمام، ومن خلالها استطاع الإنسان ترويض الطبيعة وعمل على السيطرة عليها، كما أنه استطاع القضاء على عدد كبير من الأمراض المستعصية التي حصدت أرواح ملايين البشر، كما اعتمد على التكنولوجيا في تطوير الزراعة لتأمين الاكتفاء الغذائي لملايين البشر.
أما الناحية السلبية فقد ساهمت بتلوث الكوكب، وانتشار الجفاف، والاحتباس الحراري، بالإضافة لاختراع الأسلحة المتطورة الفتاكة التي قد تقتل ملايين البشر بلحظات، تقول بعض النبوءات أن التكنولوجيا ستختفي من حياة البشر، فعلى الصعيد العلمي يتوقع بعض العلماء أن اختفاء التكنولوجيا المرتبط بالحياة البشرية قد يكون نتيجة إما حروب تستخدم فيها الأسلحة الذرية، أو نتيجة كوارث طبيعية كالزلازل، أو اصطدام كويكب بالأرض، أو عواصف شمسية قد تؤدي إلى انهيار الحضارة البشرية والتكنولوجيا، ويقول أينشتاين “لا أعرف بأي أسلحة ستخاض الحرب العالمية الثالثة، ولكن الرابعة ستخاض بالعصي والحجارة”.
أما من الناحية الدينية فهناك نبوءات لدى كلا الديانتين الإسلامية والمسيحية بانهيار الحضارة البشرية وبالتالي انهيار التكنولوجيا، اعتمد الفقهاء المسلمين في توقع نهاية الحضارة البشرية والتكنولوجيا على العديد من الأحاديث والمرويات كصحيح مسلم والترمزي وهي مرويات عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تقول إنّ في آخر الزمان ستكون الحروب بالسيوف والرماح وعلى ظهر الخيول، وظهور شخصية المسيح الدجال، وهذا دليل على نبوءة زوال التكنولوجيا، ويعتقد المسيحيون أنه عندما تستهلك التكنولوجيا حياتنا هذا دليل على أن عودة المسيح قريبة وكذلك نهاية الحضارة البشرية.
المسيخ الدجال ونهاية العالم
يقولون: (إذا بلغ الشيء ذروته اقتربت نهايته)، اثنان لا يمكن التنبؤ بهما؛ نهاية التكنولوجيا ونهاية العالم، لكن هناك من يعتقد أن ثمة علاقة تربط بين كلتا النهايتين.
وتتقدم التكنولوجيا بسرعة مهولة ولا عجب في أن نشهد مستقبل تهيمن عليه جميع مظاهر التطور والحداثة، حينها ستكون الحياة في قبضة الذكاء الاصطناعي، لكن هل سيواصل المنحنى الصعود حتى يظل في القمة طوال الوقت، أم أن الانحدار التدريجي أمر لا مفر منه كما هو الحال مع كل شيء، ثم ما محل نهاية العالم من المنحنى هل ستصاحب الذروة أم تلي الانحدار.
وفي الواقع؛ يوجد رأيان مختلفان، هناك من يتكهن بانتظار النهاية عند قمة المنحنى، أي والتكنولوجيا في أوج تقدمها، وآخرون يظنون أن نهاية العالم ستصاحب انحداره عندما تنهار التكنولوجيا، وفي هذا الصدد تباينت الآراء الدينية رغم الاتفاق الجزئي كما يلي:
في الإسلام: يعتقد المسلمون أن ظهور المسيخ الدجال سيتزامن مع نهاية العالم والتي ستشهد اختفاء جميع مظاهر التقدم التكنولوجي والتقني، حتى تكون المعارك بالسيوف والخيول لا بالصواريخ والأسلحة النووية، عندها سيأتي المسيح عيسى عليه السلام ليقتل المسيح الدجال وينقذ البشرية من شروره. وفي حديث الدجال عند الترمذي وغيره: “فيضرب رجلاً شاباً ممتلأ شباباً بالسيف فيقطعه جزلتين“. كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الملاحم التي تسبق خروج الدجال: “فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف اسمائهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم..” لاحظ ذِكر الخيول والسيوف مما جعل البعض يستدل بهما على انتهاء التكنولوجيا في آخر الزمان.
في المسيحية: يعتقد بعض المسيحيين أن يسوع المسيح سيعود قريبًا إلى الأرض، يزعم المؤمنون أن هناك عددًا كبيرًا من العلامات التي تتنبأ بذلك أهمها الثورة التكنولوجية التي تسير على قدم وساق، وجاء هذا التكهن استندًا إلى بعض نصوص الإنجيل التي تقول أن عودة المسيح ستكون وشيكة عندما تستحوذ التكنولوجيا على حياتنا.
هل هناك أدلة دينية على نهاية التكنولوجيا؟
منذ بدء الخلق على الأرض وهناك ظالم ومظلوم، واسترداد للحقوق بشتى الوسائل منها طريقة الحرب الذي يستخدم فيها المقاتلون أنواع كثيرة من الأسلحة ومع تطور الأزمنة وتطور العلم استبدل القتال في الحرب إلى الصواريخ والطائرات بدل السيوف والرماح والخيول، غير يسود اعتقاد بأنه لا بد أن تختفي التكنولوجيا آخر الزمان وستكون الحرب بالسيوف والرماح، رغم تطور العلم الكبير ووصول العلم إلى الفضاء الخارجي.
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ – أَوْ بِدَابِقَ – فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لاَ وَاللَّهِ لاَ نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لاَ يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطُنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ) . رواه مسلم ( 2897 ) .
الأعماق ودابق: موضعان بالشام.
ويعتقد البعض أن هذا الأمر مستحيل الحصول بسبب وجود العلم والتطور الكبير في التكنولوجيا رغم أننا نؤمن إيماناً كاملاً بصدق كلام النبي صلى الله عليه وسلم، هناك أدلة كثيرة منها علمنا بأن عظمة زمن الفراعنة وبناء الاهرامات الكبرى، وقدرتهم على التحنيط التي إلى الآن لم يصل العلم إلى كيفيتها ومع ذلك انتهت حضارتهم، دليل آخر مملكة سبأ التي انتهت رغم التطور الذي كان فيها، فجميع الحضارات القديمة لم تورث لنا بل انتهت وذهب العلم مع حضارتهم، ولولا وجود قصصهم في القرآن الكريم لم نعرف عنهم شيء، وهذا أكبر دليل على أنه ستنتهي التكنولوجيا في آخر الزمان.
- العنفات تعرف على أنواعها وبنيتها
- ما هي مفارقة فيرمي
- كيف سقطت دولة السلاجقة وما هي عوامل سقوطها؟
- ما هي أحاديث الرسول ﷺ التي تتحدث عن ذي القرنين؟
- ما هي أسباب غزوة أحد؟
- من أشهر قبائل الهنود الحمر؟
- ما معنى چا في اللهجة العراقية؟
- ما هي الموجات الزلزالية؟
- كيف يتم إطلاق القمر الصناعي؟
- ما معنى اسم ميرا في الإسلام وفي اللغة العربية؟