ما المقصود بالسيروكو؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
السيروكو هي الرياح الحارّة الرطبة التي تنشأ من الجنوب الشرقي إلى الجنوب الغربي باتجاه شمال افريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، والتي تؤثر بشكل ملحوظ على العمليات البحرية والملاحة وسفن الركاب ومراكز السكان، وتتطور هذه الرياح حسب الضغط المنخفض الذي يتحرك نحو البحر الأبيض المتوسط وبدايتها تكون عندما يتحرك الهواء على سطح منخفض نحو جبهة باردة ، وقد تستمر لعدة أيام. بدايتها على الغالب تكون في خليج قابس في تونس .
خصائص السيروكو
لهذه الرياح خصائص مختلفة تبعاً لمكان وجودها وهبوبها ولها العديد من الأسماء المحليّة حيث تسمى في افريقيا العريفي والسموم في فلسطين والأردن وسوريا وشبه الجزيرة العربية، أما في ليبيا فتسمّى جبيلي والفلفل الحار في تونس وجنوب الجزائر والخماسين في مصر وحول البحر الأحمر، إننا نطلق اسم سيروكو على أي رياح جنوبية دافئة ففي أقصى اليونان نسميها دي لافنتي ومع انتقال هذا الهواء شمالاً باتجاه البحر الأبيض المتوسط ترتفع نسبة رطوبته بسبب ارتفاع درجات الحرارة فيصل اسبانيا باسم سولانو وفرنسا باسم مارين.
ينبع هذا الهواء الساخن مباشرة من الصحراء العربية الكبرى ملتقطاً الغبار نحو شمال افريقيا على طول الساحل الشمالي فيحوّل الجوّ إلى حارّ جاف ومغبّر مع رؤية ضعيفة والغبار المتشكل من تلك الرياح قد يكون سبباً في تدمير آليات ومعدات لأنه يهبّ على شكل عواصف رملية ورياح قوية باتجاه البلقان وتغطي جنوب إيطاليا وأجزاء من اليونان، غالباً يمكن التوقع المسبق لمساحات الغبار التي تنتج عن عواصف سيروكو والرياح المحليّة الأخرى، ويوجد مركز متخصص بتنبؤات الغبار والرمال في برشلونة حيث يتمكن الأخصائيون من تحديد مناطق الغبار والرمال حسب صور الأقمار الصناعية وقد التقطت صورة لعمود من الغبار المركّز تحمله السيروكو قبالة السواحل الليبية من أحد الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا.
مخاطر السيروكو
بالإضافة إلى مخاطر الغبار فيمكن لسيروكو أن تشكل عواصف رعدية قوية وذلك عندما تتجه نحو المتوسط وتصبح ثابتة فوقه فتسحب الهواء الرطب نحو إيطاليا وشبه جزيرة البلقان وتصبح البيئة مواتية للعواصف الرعدية خاصة خلال فصل الربيع فتهطل الأمطار التي تسمى بأمطار الدّم وذلك لأن المطر يكون ممزوجاً بالرمال الحمراء التي تملأ الجوّ، ومن الممكن أيضاً أن تشكل السيروكو ضباباً بحرياً في منطقة البحر الأبيض المتوسط وفوق الأدرياتيكي الشمالي وقبالة السواحل الإيطالية وقد يستمر لأيام عديدة حتى تنتهي موجة الرياح المنخفضة، فإذا ترافقت الرياح القوية بحالة ارتفاع المدّ قبالة تلك السواحل فتظهر حالة اكوا التا.
حين تنتقل هذه الرياح باتجاه الشمال فإنها تؤدي إلى تغيّرات في حالة الطقس فتنشأ الغيوم ويتشكل الضباب وتبدأ الأمطار بالهطول فوق مناطق شمال البحر الأبيض المتوسط وهذه الرياح الحارة والرطبة تؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة حتى تصل إلى حوالي 30 درجة مئوية ليلاً وأكثر من 40 درجة مئوية في فترات النهار، هذه الرياح ليست مشروطة بموسم محدد فهي تهبّ على مدار السنة وغير مرتبطة بشهر أو موسم معيّن، تكون بأقصى شدّتها في شهري شباط وتشرين الثاني حيث تصل سرعتها إلى حوالي 100 كيلومتر في الساعة.
طبيعة الرياح
ظاهرة الرياح على هذا الكوكب كجميع العوامل الطبيعية قد تحمل الفوائد في حالتها الطبيعية وإن تغيّرت الظروف المناخية قد تتحول إلى كوارث تهدد الطبيعة والمجتمع.
تعد الرياح عبارة عن هواء متحرك وهي ظاهرة طبيعية ومصدر من مصادر الطبيعة التي سخرها الإنسان وطوعها لأغراضه وخدمته. وذلك بطرقٍ عدة حيث أصبحت مصدرًا للطاقة الكهربائية التي يتم توليدها بواسطة طواحين الهواء، كما استخدمت طاقتها في تسيير رحلات البحارة أيضًا والمناطيد وغيرها. لكن وبالرغم من كونها مفيدة للإنسان للغاية إلا أنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تدمير الأرواح والأراضي والممتلكات مسببةً الاعاصير والحرائق و غيرها؛ وذلك ما جعل الإنسان ومنذ القدم مهتمًا بدراستها ومعرفة أنواعها وأسبابها وظواهرها.
سمات السيروكو
أول استخدامٍ تاريخيٍ لتسمية سيروكو يعود للعام 1617 الميلادي أما عن أصل الكلمة؛ فيقال أنها مأخوذة من الكلمة الإيطالية القديمة سكيلوكو أو شيروكو والتي تعني الرياح الجنوبية الشرقية.
تعد رياح السيروكو نوعًا من أنواع الرياح المحلية، وهي رياح حارة صحراوية قوية تحدث فوق شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوب أوربا، تهب من الجنوب أو الجنوب الشرقي وتنشأ من شمال افريقيا، حيث تبدأ جافة وتصبح محملة بالرطوبة أثناء مرورها عبر البحر الأبيض المتوسط.
تبلغ سرعتها حوالي 100 كم في الساعة وتحدث على مدار العام إذ ليس لها فصل أو موسم معين، لكن يشاع حدوثها بكثرة في فصلي الخريف والربيع، وتتراوح مدتها من عدة ساعات إلى عدة أيام .
آثارها
لرياح السيروكو نتائج غير مستحبة على الإطلاق، وغالبًا ما تكون آثارها سلبية لدرجة أن اسم هذه الرياح ارتبط قديمًا بالعديد من الأساطير حيث عدت دليلًا على غضب الآلهة بسبب ما كانت تجلبه من دمار. لكن تختلف آثارها بحسب مناطق حدوثها ونذكر فيما يلي بعض من هذه الآثار:
- تسبب جفافًا شديدًا في الطقس عند هبوب هذه الرياح على السواحل الواقعة في شمال افريقيا.
- عند عبورها للبحر المتوسط تخلف العواصف البحرية والتي تؤثر وبحسب قوتها على الملاحة وحركة السفن.
- في أوروبا تسبب في برودة الطقس الذي قد يترافق بالأمطار المختلطة بالرمال وتسمى هذه الأمطار بأمطار الدم وذلك نسبةً إلى كمية ولون الرمال التي تحملها معها.
- يمكن أن تسبب آثارًا على المباني والسيارات والأشجار والمحاصيل الزراعية.
- في بعض المناطق الساحلية وإذا ما ترافقت هذه الرياح مع المد فإنها تؤثر على حركة الأسماك وهجرتها؛ فقد يعتبر حدوثها موسمًا للصيد وتجارة الأسماك من ناحيةٍ أخرى.
- تسبب السحب والضباب والأمطار على مناطق شمال البحر الأبيض المتوسط، ويقال أحيانًا أنها تسبب في حدوث الأرق والصداع للكثير من الناس، كما وقد تصبح الرؤية سيئة للغاية في أثناء هبوبها.
- لوحظ في العديد من المناطق ارتباطها بالحرائق حيث تؤثر على مدة هذه الحرائق وحجم انتشارها.