التهديد الصامت للتضخم: هل بدأت العملات الرقمية تستحوذ تدريجيًا على دور الأدوات التقليدية لتنويع الاستثمارات؟

5 د
التهديد الصامت للتضخم: هل بدأت العملات الرقمية تستحوذ تدريجيًا على دور الأدوات التقليدية لتنويع الاستثمارات؟
في أسواق اليوم، باتت الضبابية السمة السائدة، مما يزيد الضغط على المتداولين والمستثمرين على حدٍ سواء. تغيّر الرسوم الجمركية، وتحول السياسات النقدية، واستمرار التوترات، عوامل تؤثر سلبًا في المعنويات وتبطئ عجلة النمو العالمي. يتوقّع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) أن ينخفض النمو الاقتصادي العالمي إلى 2.3%، وهو مستوى لا يتجاوز عتبة الركود العالمي إلا بفارق طفيف يبلغ 0.2 نقطة مئوية
لكن خلف كل ذلك يلوح تهديد دائم آخر هو التضخم. فعلى الرغم من التحسن النسبي في الأرقام، يظل أثره العميق ملموسًا في أسعار الأصول وسلوك المستثمرين ونظرتهم للمخاطر. ووفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي، من المنتظر أن يتراجع معدل التضخم العالمي إلى 4.2%، بعد أن بلغ 5.9% في عام 2024 و6.8% في عام 2023. نظريًا، يبدو ذلك تحسنًا ملحوظًا، لكنه لا يزال بعيدًا عن المستويات التي يكون فيها التضخّم صحيًّا ومستقرًّا.
بالنسبة للمتداولين والمستثمرين، يعني ذلك أن التضخم، وإن لم يعد يتصدّر العناوين، فإن تأثيره لا يزال يرسم ملامح المشهد الاقتصادي. لا يزال التضخم يؤثر في قرارات المستثمرين، من حيث وجهة تدفق رؤوس الأموال، وأساليب التحوّط داخل المحافظ الاستثمارية، وكذلك اختيار الأصول التي تُعدّ ملاذًا آمنًا. ولهذا يتساءل كثيرون اليوم: هل أصبحت العملات الرقمية البديل الجديد للتحوّط من التضخم، مهدّدةً الهيمنة الطويلة للأصول التقليدية الآمنة؟
العملات الرقمية: المنافس الجديد للذهب
عادةً ما تحقق الملاذات الآمنة أداءً مستقرًا خلال فترات الركود الاقتصادي، وكان الذهب لعقود طويلة الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الأمان، والعنصر الثابت في مواجهة الأزمات. في المقابل، ظهرت البيتكوين في السنوات الأخيرة كمنافس رقمي يوصف بأنه "الذهب الرقمي"، غير أن هذه المقارنة قد لا تعكس الواقع بدقة. لنتأمل المشهد بشكل أعمق.
من النظرة الأولى، يبدو الذهب والبيتكوين وجهين لعملة واحدة؛ إذ يتشاركان عددًا من السمات: فكلاهما نادر، ومحدود، وذو طابع مضاربي. كما أن استخدامهما في المعاملات اليومية محدود، ويتأثران بحجم الطلب، ويعتمدان على أطرافٍ وسيطة مثل المعدّنين لتوفيره. لكن حين ننظر عن قرب، نكتشف أن القصة مختلفة تمامًا.
على الرغم من أن العملات الرقمية غالبًا ما تتّبع سلوك الأصول التقليدية في فترات التضخم من حيث تراجع قيمتها، فإنها تُظهر نمطًا مغايرًا عندما يُضاف عدم اليقين السياسي إلى المعادلة. ففي أوقات التوترات الجيوسياسية السابقة، لوحظ أن السوق يتعامل مع بعض العملات الرقمية -وعلى رأسها البيتكوين- كملاذات آمنة، ويرجع السبب في ذلك إلى ابتعادها عن قبضة السياسات الحكومية والتلاعب بالعملات، مما يمنحها جاذبية خاصة حين تهتز الثقة بالمؤسسات.
هذا ليس مجرّد افتراضٍ نظري. فقد ارتفع سعر البيتكوين قبل الانتخابات الأمريكية عام 2016 وبعدها، وخلال المراحل الأولى من جائحة كوفيد-19، وكذلك أثناء عدد من الأحداث العالمية الأخرى التي شهدت تراجع الثقة بالأنظمة التقليدية. ومن ثمّ، فالسؤال الحقيقي ليس عمّا إذا كان البيتكوين يتحرّك في أوقات عدم اليقين، بل عمّا إذا كان قادرًا على الحماية فعلاً.
هل يُعَدّ البيتكوين ملاذًا آمنًا؟
خلصت دراسة أُجريت في كلية الاقتصاد بجامعة يونسي، أعدّها الباحثان سانغيوب تشوي وجونهيوق شين، إلى أن البيتكوين تتراجع في أوقات الاضطرابات المالية، لكنها تسجّل ارتفاعًا في القيمة عند تصاعد الغموض السياسي، نظرًا لاستقلالها التام عن السياسات الحكومية والبنوك المركزية.
نحن نعيش اليوم مرحلة من هذا النوع؛ مرحلة تتّسم بتوترات جيوسياسية وتحوّلات في السياسات التجارية. وفي ظل هذه الظروف، يميل المستثمرون إلى تنويع محافظهم في أصولٍ لا ترتبط مباشرة بالقرارات المالية أو النقدية. وهنا تكمن جاذبية البيتكوين: إنها رمزٌ للتحرّر من السيطرة المؤسسية، ونظامٌ مستقلّ بذاته يعمل خارج دائرة السياسات التقليدية.
تشير دراسة أخرى إلى أن البيتكوين قد تشكّل أداة تحوّط قوية في مواجهة النفط، والدولار الأمريكي، ومؤشرات الاتحاد الأوروبي، وصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs). كما تُظهر النتائج أن الارتباط القائم بين الذهب والبيتكوين والمؤشرات الأمريكية مثل S&P 500 وNasdaq 100 قد يعكس تغيّر نظرة المستثمرين، إذ بدأ بعضهم يعتبر العملات الرقمية أحد الملاذات الآمنة.
ومع ذلك، هناك تحذير مهم. فالعملات الرقمية تظل متقلبة بطبيعتها، وتاريخ البيتكوين القصير نسبيًا يجعل تصنيفها كملاذ آمن أمرًا مشروطًا، لا مضمونًا. في المقابل، اكتسب الذهب سمعته الراسخة على مدار قرون. وبالنسبة للمتداولين الذين يتجنبون المخاطر، يظل الذهب يوفّر الاستقرار، في حين يمكن للبيتكوين أن تكون أداة للتنويع بفضل إمكانية تحقيقها لأرباح عالية، لا بديلًا مباشرًا.
التحوط مع Exness
تظل فعالية استراتيجيات التحوّط مرهونة بالشروط التي تدعمها. ففي فترات التقلب أو عدم اليقين، حين يلجأ متداولو عقود الفروقات إلى أصول مثل الذهب أو البيتكوين لإدارة تعرضهم للمخاطر، تصبح جودة التنفيذ أمرًا حاسمًا. وفي تلك اللحظات الحاسمة، تكون شروط التداول نفسها هي التي تحدّد ما إذا كانت استراتيجيتك ستصمد أم تنهار.
توفّر Exness لمتداولي عقود الفروقات أفضل شروط تداول متاحة في السوق، بما يشمل معدلات السبريد، والتنفيذ، وعمليات السحب، متجاوزةً بذلك المعايير المعتادة في السوق. يضمن محرك Exness الخاص تنفيذًا دقيقًا للصفقات، حتى أثناء صدور الأخبار عالية التأثير،1 مما يوفر للمتداولين الثقة اللازمة لتطبيق استراتيجيات التحوّط.
تلعب شفافية الأسعار واستقرار معدلات السبريد دورًا حيويًا أيضًا. فبفضل معدلات السبريد المستقرة التي تقدمها على البيتكوين، والتي تقلّ عن متوسط السوق بمعدل 4 مرات،2 وأفضل معدلات سبريد على الذهب،3 تضمن Exness أن تعمل أدوات التحوّط، سواء الرقمية مثل البيتكوين أو التقليدية مثل الذهب، وفقًا لما هو مخطط لها.
تمتد مزايا التداول مع Exness إلى ما بعد ساعات السوق، حيث توفر أسرع عمليات سحب منذ عام 2009، واليوم تتم معالجة 98% من السحوبات تلقائيًا.4
باختصار، التحوّط مع Exness يعني التحوّط مع مزيد من التحكم. فمتداولو عقود الفروقات يمكنهم تنفيذ الصفقات، وإدارة المخاطر، وسحب الأموال بثقة مطلقة، وهي نفس الثقة التي تدعم استراتيجياتهم، بغض النظر عن مدى تقلب الأسواق.
1 يُقصد بمصطلح "التنفيذ الأدق" متوسط معدلات الانزلاق في سعر التنفيذ في الأوامر المعلقة، استنادًا إلى البيانات التي تم جمعها خلال الفترة من سبتمبر 2024 إلى يوليو 2025 لعقود الفروقات على الذهب والنفط الأمريكي والبيتكوين، وذلك على حساب Standard لدى Exness مقارنةً بحسابات مماثلة لدى 4 وسطاء آخرين. قد تحدث تأخيرات وانزلاقات سعرية. لا يوجد ضمان لسرعة التنفيذ ودقته.
2 ادعاء السبريد الأكثر استقرارًا بمعدل 4 مرات يشير إلى أقصى سبريد لعقود الفروقات على البيتكوين لحساب Pro لدى Exness استناداً إلى البيانات التي تم جمعها خلال الفترة من 12 إلى 25 مايو 2025، مقارنة بمتوسط أقصى سبريد لعقود الفروقات على البيتكوين لدى 8 وسطاء آخرين يقدمون حسابات دون عمولة وبأقل سبريد.
3 ادعاءات السبريد الأفضل تشير إلى أدنى معدلات سبريد وأدنى متوسط معدلات سبريد على حساب Exness Pro، للذهب والنفط الأمريكي، استنادًا إلى البيانات التي تم جمعها في الفترة من 12 إلى 25 مايو 2025، عند مقارنتها بمعدلات السبريد المقابلة في الحسابات التي بلا عمولات لدى وسطاء آخرين.
4 في Exness، يتم تنفيذ أكثر من 98% من عمليات السحب تلقائيًا. وقد تتفاوت مدة المعالجة بناءً على طريقة الدفع التي اخترتها.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
