كيف تعيد Jably الكورية تعريف توظيف المواهب العالمية بالذكاء الاصطناعي؟

خلال مشاركتنا في Pangyo Global Media Meet-Up 2025 في كوريا الجنوبية، أصبح واضحًا لنا أن الابتكار الكوري يتجاوز الحدود التقليدية، ليطال حتى حياة الشباب الباحثين عن فرص العمل من مختلف أنحاء العالم. من بين الحلول الذكية التي استوقفتنا، كانت منصة K-tag من شركة Jably، والتي تقدم نموذجًا جديدًا لإدارة توظيف المواهب وإجراءات التأشيرات، مستندة بالكامل إلى الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.

في أراجيك، سمعنا قصصًا متكررة عن طلاب أجانب في كوريا يقضون أسابيع في إرسال الرسائل الباردة للشركات دون أي رد يُذكر. مدير التسويق في Jably، راؤول مورودر، أكد هذه المعاناة: "تسعة من كل عشرة طلاب دوليين يعانون من ديون رواتب وظروف عمل سيئة، وأحيانًا يتعرضون للعنف في العمل". المنصة الجديدة جاءت لتعالج هذه المشاكل الهيكلية في سوق العمل الكوري: تشتيت قنوات البحث، وتعقيد الإجراءات القانونية، وسوء استغلال الطلاب من قبل أرباب العمل.

K-tag لا تكتفي بعرض الوظائف، بل تحول مهارات الطالب وخبراته وسجله الأكاديمي واللغوي إلى بيانات منظمة تعزز دقة المطابقة بين المرشح والوظيفة المناسبة.

ميزة K-tag الأهم هي تقليل زمن الانتظار المعتاد. فبدلاً من الانتظار لأسبوعين أو أكثر من أجل رد محتمل، أصبح بإمكان الطالب تلقي رد في غضون 24 ساعة فقط بفضل خوارزميات التوصية الذكية التي تراعي الجنسية، المهارات، والتفضيلات الشخصية.

من الجهة الإدارية، تساعد المنصة الطلاب في تجهيز مستندات التصريح العمل عبر فحص الوثائق تلقائيًا وربطها بقاعدة بيانات الحكومة الكورية، ما يوفر عناء التقديم المتكرر واحتمالية رفض الطلب بسبب أخطاء بسيطة. "الطالب كان يجمع ثمانية مستندات، ويعيد إرسالها عدة مرات حتى يقبلها مكتب الهجرة، أما الآن، نساعده من المرة الأولى"، بحسب مورودر.

ما يميز K-tag في رأينا أن معظم المنصات المنافسة تقدم حلاً جزئيًا: إما التوفيق بين الوظائف، أو دعم التأشيرات فقط. أما Jably فتوفر الحلين معًا، بل وتخطط لدمج خدمات مصرفية واتصالات وتأمين وحتى دورات لغة كورية، من خلال شراكات مع أكثر من 30 جامعة وشركة محلية ودولية.

أحد أعضاء فريق أراجيك جرب سابقًا إجراءات العمل في الخارج، ويقول: "تخيلت لو كانت هناك منصة تختصر علي كل هذا الوقت والصداع... خطوة مثل K-tag ستغير حياة آلاف الطلاب وتساعدهم على دخول السوق بثقة وعدالة."

بناء قاعدة بيانات ضخمة بالاعتماد على الأنظمة الرسمية للحكومة الكورية أعطى Jably تفوقًا تقنيًا يصعب تكراره. الشركة استثمرت بشكل ضخم في البنية التحتية منذ البداية، وهو ما يمنحها دقة في التحقق، وصعوبة للمنافسين في مجاراتها.

هذا التأسيس القوي انعكس على النتائج: 770 ألف دولار عائدات في أول أربعة أشهر فقط من الإطلاق، واهتمام واسع من الجامعات والمؤسسات.

خطوة Jably التالية هي التوسع في اليابان وتايوان، حيث الأعداد الكبيرة للطلاب الأجانب ومشكلات الهجرة المتشابهة. لديهم خطة واضحة لبناء شراكات محلية قوية تضمن الاستمرارية والموثوقية في كل سوق.

في أراجيك، نرى أن هذه الخطوة تعكس فهمًا حقيقيًا لتحديات التوظيف في شرق آسيا، خصوصًا مع تركيز الشركة على تقديم الحل الذي كان المؤسسون أنفسهم يتمنون وجوده خلال سنوات دراستهم.

خلاصة تجربتنا في Pangyo Global Media Meet-Up مع Jably أن الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية في سوق التوظيف الدولي. منصات مثل K-tag ستمنح الطلاب الأجانب، ليس في كوريا فقط بل في كل آسيا، فرصة لبدء حياتهم العملية دون استغلال أو تعقيد بيروقراطي. من هنا، نعتقد أن نماذج كهذه جديرة بأن تُقتبس عربياً، خاصة مع تزايد أعداد الطلبة الوافدين والأسواق العالمية المفتوحة.

هل نتخيل مستقبلًا منصة عربية شبيهة لـJably تساعد الطلاب المغتربين في أوروبا أو الخليج؟ ربما تكون هذه الخطوة القادمة!