واتساب لم يعد آمنًا كما تظن.. Gemini يرى ويسجّل أكثر مما يُفترض أن يفعل — وجوجل تردّ: “لا نتنصّت”

أراجيك
أراجيك

3 د

يبدو أن جوجل تعيش مجدداً في قلب نقاش واسع حول حماية الخصوصية، بعد تقرير جديد من موقع Ars Technica كشف أن منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، Gemini، قد تكون قادرة على قراءة محتوى الشاشة في أجهزة أندرويد، بما في ذلك تطبيقات خارجية مثل "واتساب". التقرير يثير تساؤلات عديدة حول مدى شفافية الشركة في التعامل مع بيانات المستخدمين، وهو ما يجعلنا أمام جدل يربط بين التقدم التقني وثمنه على صعيد الأمان الرقمي.

هذا الجدل يقودنا إلى تفاصيل أعمق حول طريقة عمل النظام الجديد في أندرويد.


كيف يعمل Gemini داخل نظام أندرويد؟

بحسب التقرير، أصبح جيميني مدمجاً بشكل وثيق في نظام التشغيل بحيث يمكنه تحليل كل ما يحدث على الشاشة، من رسائل إلى محتوى مكتوب داخل تطبيقات أخرى. حتى عند قيام المستخدم بإيقاف الإذن للوصول، يُقال إن البيانات ما تزال تُخزّن مؤقتاً على خوادم جوجل لمدة تصل إلى 72 ساعة. هذا الأمر دفع خبراء الخصوصية للتحذير من ثغرات محتملة تمكّن من الاطلاع على معلومات يفترض أن تكون شخصية، مثل المحادثات والصور الخاصة أو نصوص الدردشة في التطبيقات المشهورة.

ما يلفت الانتباه هنا هو التواصل غير الواضح من الشركة مع المستخدمين.


انتقادات وشكوك حول سياسات الخصوصية

أشارت التقارير إلى أن مستخدمين في الولايات المتحدة تلقوا رسائل إلكترونية تخطرهم بأن بياناتهم قد تُتاح لموظفين داخليين أو متعاقدين خارجيين. جهات حقوقية اعتبرت أن التعليمات المقدمة من جوجل لتعطيل الميزة مربكة ومتضاربة، مما يجعل حماية الخصوصية أمراً صعباً حتى بالنسبة للمستخدم المتمرس تقنياً. ورغم أن الشركة تؤكد أن نقل البيانات لا يتم إلا عند تنفيذ المستخدم لأوامر محددة، فإن طبيعة التكامل العميق بين جيميني والنظام تجعل المسألة أكثر تعقيداً في الواقع.

وهذا يربط بين الانتقادات الموجهة حالياً وتاريخ جوجل الطويل مع قضايا الخصوصية ومعايير الأمان.


رد جوجل وتوضيح الموقف الرسمي

رداً على الاتهامات، صرّحت متحدثة باسم جوجل أن نظام Gemini لا يقوم "بالتنصت التلقائي" على التطبيقات، وأن نقل المعلومات يتم فقط عند تنفيذ المستخدم لأمر مباشر واختيار ربط التطبيق مثل "واتساب" بالمساعد. وأضافت أن المستخدم يستطيع إدارة الأذونات ومنع الاتصال بالتطبيقات وفق رغبته، بل ومسح البيانات المخزنة في أي وقت من خلال لوحة النشاط في حسابه الشخصي. ومع ذلك، ما زال كثير من الخبراء يرون أن التحكم الكامل يبقى نسبياً في ظل توسع وظائف الذكاء الاصطناعي داخل أنظمة الهواتف الذكية.

هذا ما يفتح باباً واسعاً للحديث عن أهمية حماية الخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي الشامل.


بين التقدم التقني وحق المستخدم

توصي جهات أمان رقمية المستخدمين بتوخي الحذر عند مشاركة معلومات حساسة عبر أي تطبيق مراسلة، إذ لا يمكن لأي نظام أن يكون آمناً بنسبة مئة بالمئة. ومع استمرار دمج المساعدات الذكية مثل جيميني في صميم نظام أندرويد، يصبح الوعي الرقمي ضرورة لا خياراً—فهو الضمان الحقيقي للحفاظ على خصوصية المستخدمين وحقوقهم في بيئة رقمية تتغير بسرعة غير مسبوقة.

وفي المحصلة، تبدو جوجل عالقة بين معادلة معقدة: تطوير تقنيات متقدمة تخدم تجربة المستخدم من جهة، والإبقاء على الثقة والشفافية وحماية البيانات من جهة أخرى.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.