Claude يحصل على ذاكرة دائمة… ويمكنه حتى استيرادها من ChatGPT

أراجيك
أراجيك

3 د

في خطوة تعزز موقعها في عالم المساعدات الذكية، أعلنت شركة «أنثروبيك» عن إطلاق ميزة «الذاكرة» الخاصة بروبوتها الشهير «كلود» لجميع المستخدمين المشتركين في الخطط المدفوعة. الميزة الجديدة تتيح للبرنامج تذكّر المشاريع والسياقات السابقة وحتى تفاصيل المستخدم، ليصبح التعامل معه أكثر طبيعية وسلاسة.

يمثل ذلك تحولاً لافتاً في طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ لم يعد المستخدم مضطراً للبدء من الصفر في كل جلسة. وتماماً كما في الحياة الواقعية، صار «كلود» قادراً على مواصلة المحادثات من حيث توقفت آخر مرة، سواء كان الأمر يتعلق بكتابة رواية، أو تطوير كود برمجي، أو إعداد خطة عمل.

وهنا يظهر الرابط بين هذه الميزة الجديدة وطموح أنثروبيك في جعل «كلود» شريكاً رقمياً طويل الأمد لا مجرد أداة عابرة.


ذاكرة ذكية تنافس «ChatGPT»

تأتي هذه الخطوة لتضع «كلود» في منافسة مباشرة مع «شات جي بي تي» من «أوبن إيه آي» و«جيميني» من «غوغل»، واللذين قدّما وظائف مشابهة خلال العام الماضي. لكن ميزة أنثروبيك تكمن في تركيزها على ذاكرة مبنية على المشاريع يمكن تعديلها أو حذفها بحسب رغبة المستخدم، ما يمنح شعوراً بالتحكم الكامل في البيانات الشخصية.

وتوضح الشركة أن المستخدم يستطيع تشغيل الذاكرة أو تعطيلها وقتما يشاء، بل وحتى الدخول في وضع التخفي الذي يمنع البرنامج من تسجيل أي معلومات. كما يمكن للمستخدم إدارة ذاكرته بسهولة من خلال الإعدادات، وحذف أي مشروع متى أراد.

ومن هنا، يتضح أن «أنثروبيك» تسعى إلى المواءمة بين الراحة الشخصية والأمان الرقمي، وهو اتّجاه تزداد أهميته في كل تحديث جديد لتقنيات الذكاء الاصطناعي.


جسر بين الأنظمة: تكامل مع «ChatGPT»

واحدة من المزايا الفريدة هي إمكانية استيراد ذاكرة محفوظة من حساب «ChatGPT» أو حتى من جلسات «كلود» السابقة. فبدلاً من البدء بتعريف الروبوت بنفسك مجدداً، يمكنك رفع ملف يحتوي على المعلومات التي يتذكرها النظام المنافس، مثل أسلوب الكتابة أو بيانات سيرتك. هذه الميزة، رغم أنها لا تزال تتطلب نقل البيانات يدوياً، توفر جسراً يسمح بالانتقال السلس بين المنصتين دون فقدان السياق.

وبذلك، تحقق أنثروبيك خطوة نحو ما يمكن وصفه بـ«ذاكرة عابرة للمنصات»، مما يعزز فرص التعاون بين أدوات الذكاء المختلفة مستقبلاً، مع الحفاظ على الخصوصية.


اختبار صارم للسلامة قبل الإطلاق

تقول الشركة إنها أجرت تجارب مكثفة قبل إطلاق الميزة، شملت سيناريوهات تتعلق بالصحة النفسية والخطاب الضار وسوء استخدام الأوامر. ووفقاً لنتائج تلك التجارب، تم تعديل الطريقة التي تتعامل بها الذاكرة مع المحتوى بحيث تتجنب تعزيز السلوكيات السلبية أو التحيزات. ويؤكد «مايك كريغر»، مدير المنتجات في أنثروبيك، أن الهدف «ليس فقط استمرارية المشاريع، بل بناء شراكة فكرية مستدامة تمتد لأسابيع وشهور».

ويعني ذلك أن التحديث الجديد لا يقتصر على الوظيفة التقنية، بل يقدم مفهوماً جديداً لتفاعل الإنسان مع الذكاء الاصطناعي كمشارك حقيقي في التفكير والتطوير.

ختاماً، يشكّل إطلاق «ذاكرة كلود» نقلة نوعية في تجربة المستخدم مع المساعدات الذكية. فهو يمزج بين التخصيص والمرونة والأمان، ويقربنا خطوة إضافية من فكرة الشريك الرقمي الدائم الذي يفهم أولوياتنا ويتطور معنا بمرور الوقت. ومع اقتراب بقية الشركات من تقديم ميزات مشابهة، يبدو أن معركة «الذاكرة المستمرة» ستكون محور التنافس المقبل في عالم الذكاء الاصطناعي.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.