تاريخ التطبيقات الهجينة Hybrid والأصلية Native .. وإلى أين يتجه مستقبل التطبيقات؟

4 د
منذ عشر سنوات أي مع ظهور الأجهزة الخليوية المحمولة، تغيرت طبيعة الويب فبدلاً من انصباب الاهتمام على تصميم صفحات الويب للشاشات الكبيرة مثل شاشات اللابتوب والديسكتوب أصبح الاهتمام موجهاً باتجاه ما هو مناسب لحجم راحة الكف.
وفي البداية لم يكن هناك متجر للتطبيقات وبالتالي لم يكن لدينا سوى صفحات الويب، وبعدها تم إطلاق متجر للتطبيقات الأمر الذي جعل الحاجة إلى لغات برمجية لتكويد هذه التطبيقات أمراً مهماً جداً وبسبب وجود العديد من المنصات مثل أنظمة iOS وكذلك منصة الأندرويد جعل هذا الأمر المبرمجين أمام تحديات عديدة أهمها أنك سوف تضطر لتصميم أي تطبيق تريده أن يعمل على النظامين وتكويده مرتين بدلاً من مرة واحدة.
قبل فترة ليست بالبعيدة

أمام التحدي السابق كان لا بد من البحث عن وسيلة أو حل يجعل إمكانية التكويد لمرة واحدة بدلاً من عدة مرات ومن ثم استخدام هذا الكود لبناء تطبيقات تعمل على منصات مختلفة أمراً ممكناً، للوهلة الأولى يبدو حلاً صعباً جداً أو خيالياً نوعاً ما ولكنه تحقق وأبصر النور فما هي الوسيلة التي تم اعتمادها؟!
الوسيلة هي صفحات الويب، أمر منطقي أليس كذلك؟ وخاصة باعتبار صفحات الويب من الممكن معاينتها عبر أي جهاز كان.
إذا بعد اقتراح كتابة التطبيقات كصفحات ويب للحل، لم تبدو كما تخيلها المطورون عندما دخلت حيز التطبيق! وهنا كان التساؤل الرئيسي: ما هو السبب في ذلك؟!

السبب الرئيسي لذلك هو أن هذه التطبيقات لم تكن تشبه التطبيقات الأصلية (والتي أطلق عليها native والتي تكود باللغة البرمجية المناسبة لكل منصة مثل الجافا لأندرويد مثلاً)،هذا من ناحية أولى، ومن ناحية ثانية كانت هذه التطبيقات بطيئة ولها بعض السلبيات الأخرى، أمر محزن حقيقة كبداية ولكنه سرعان ما تغير .. فكيف تم ذلك؟!
ماذا عن التطبيقات في أيامنا هذه؟
تمت عمليات السعي لاستخدام لغة برمجة موحدة لكل التطبيقات الأمر الذي سيتيح استخدامها على عدة منصات، وسارعت الشركات إلى العمل ضمن هذا الإطار للمساعدة الفعالة وخاصة شركة آبل وبقي سؤال وحيد أمامنا وهو: ما هي اللغة البرمجية المناسبة؟!
الجواب ببساطة كان الجافا سكريبت لما تتمتع به من المرونة وقابلية العمل على جميع المنصات عبر اعتماد إطار العمل React ليصبح لدينا ببساطة نوع جديد من التطبيقات أطلق عليه اسم التطبيق الهجين (أو Hybrid).
وهناك أمثلة عديدة في أيامنا هذه عن التطبيقات الهجينة وإطارات العمل التي تساعد على تصميمها ومن أبرز هذه الأمثلة إطار العمل Cordova الذي يسمح بتصميم تطبيقات الموبايل بالاعتماد على اللغات البرمجية المستخدمة في الويب وبالتالي لن يكون مبرمج الويب بحاجة إلى تعلم لغات برمجة جديدة ليبرمج تطبيقات الموبايل الأمر الذي سيوفر عليه الوقت والجهد ويحقق له نتيجة مميزة جداً وكأنه قد تعلم لغات برمجة جديدة خاصة ببرمجة تطبيقات الموبايل.

إذا اصبح بإمكاننا القول الآن أنه يمكن تصنيف التطبيقات بشكل عام إلى تصنيفين رئيسيين في أيامنا هذه وهما:
التطبيقات الأصلية (native)
وهي التطبيقات التي تصمم باللغة البرمجية الأم المناسبة للعمل على منصة محددة وكنا قد طرحنا مثال عن ذلك وهو الجافا والأندرويد وكذلك Objective-c ونظام iOS من شركة آبل.
التطبيقات الهجينة (Hybrid)
وهي استخدام لغات برمجة محددة لتصميم تطبيقات متنوعة تعمل على أكثر من منصة وكنا قد ذكرنا مثالين مهمين جداً ويتعاظم الاهتمام بهما يوماً بعد يوم وهما إطار عمل Cordova وكذلك إطار عمل React.
راجع من قسم الألعاب: كيف حطمت فورت نايت جميع الأرقام القياسية؟!
إلى أين يتجه مستقبل التطبيقات إذًا؟

يمكن القول بإن المستقبل وفق نظر القائمين على عملية تطوير تطبيقات الهواتف المحمولة يلخص بالاختصار التالي: PWA والذي هو اختصار للعبارة Progressive Web App وهو الحل الذي يعتمد على الويب اعتماداً أساسياً في بناء التطبيقات، ويسمح أيضاً للتطبيقات المصممة بالاعتماد عليه بالحصول على نفس الميزات الموجودة في التطبيقات الأصلية (مثل الوصول بدون انترنت إلى التطبيق).
إذًا خلاصة القول إن كان اهتمامك بمنصة محددة تريد أن تبرمج تطبيقات تعمل عليها فقط كمنصة أندرويد مثلاً أو نظام iOS من شركة آبل فيمكنك تعلم لغة برمجة واحدة ومحددة والبدء ببرمجة تطبيقاتك بالاعتماد عليها لتصبح مبرمج لهذا النوع من التطبيقات فقط.
أما إن أحببت أن تبرمج تطبيقات تعمل على أكثر من منصة وليست مقيدة بإحداها فتستطيع الاتجاه إلى مبدأ cross-platform programming أو البرمجة بالاعتماد على إطارات العمل التي تساعدك على استخدام لغات برمجة محددة لبرمجة تطبيقات تعمل على عدة أنواع من الأجهزة والأنظمة، النوع الذي يسمى بالتطبيقات الهجينة، الأمر الذي يفتح أمامك العديد من الأبواب وفرص العمل المتعددة عوضاً أن تبحث عن مسمى وظيفي واحد كما في الحالة الأولى.
في كلتا الحالتين الأمر عائد لك فقد انتهت مهمتنا عند هذه النقطة بعد أن وضحنا لك الحالات الممكنة وأنت صاحب القرار!
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د
ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.
لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.
حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.
يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.
في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.
حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.
قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.
واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.
يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.
في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.
حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.