رِسال تطلق استراتيجيتها العالمية الطموحة في التكنولوجيا المالية وتعلن عن شراكات وخدمات جديدة

أراجيك
أراجيك

3 د

في مؤتمر Money20/20 الشرق الأوسط، أعلنت شركة "رسال" السعودية عن خطة استراتيجية طموحة تستهدف إعادة تعريف المعاملات المالية والاقتصاد الرقمي على مستوى العالم. الشركة، التي اشتهرت في المنطقة بحلولها في مجال القسائم الرقمية وبرامج الولاء، تسعى اليوم لتقديم ما تصفه بـ"اقتصاد القيمة القابل للبرمجة"، أي جعل النقاط والمكافآت والائتمان أكثر ذكاءً وقابلية للاستخدام في الحياة اليومية.


شراكة دولية تعزز المدفوعات عبر الحدود

أحد أبرز الإعلانات تمثل في شراكة استراتيجية مع شركة Runa، المزود العالمي للبنية التحتية للمدفوعات. من خلال هذه الخطوة، سيتمكن المستخدمون من الوصول إلى خدمة "Pay to Card" في أكثر من 60 دولة حول العالم. وهذا يعني أن المؤسسات والجمعيات الخيرية باتت قادرة على تحويل الأموال مباشرة إلى بطاقات المستفيدين دون الحاجة إلى وسطاء، ما يمنح عمليات الدفع شفافية وسرعة أكبر. وهذا يرتبط مباشرة بطموحات رسال في خفض تكاليف التحويلات وتسريع حركة المال عبر الحدود.

وبالانتقال إلى جانب آخر، فقدمت الشركة خدمة جديدة تحمل اسم "رسال باي"، والتي تتيح للمستخدمين تحويل نقاط الولاء أو المكافآت غير المستغلة إلى أموال قابلة للإنفاق. كثيرون اعتادوا فقدان أميال السفر أو نقاط التسوق بسبب انتهاء صلاحيتها، والآن بإمكانهم تحويلها إلى قيمة فعلية. بالنسبة للشركات والتجار، هذا يعني تنشيط موارد مالية خاملة وتحويلها إلى حركة استهلاك جديدة، مما يعزز من ولاء العملاء ويزيد من العوائد. هذا التطوير يتقاطع مع اتجاه عالمي نحو جعل ولاء العملاء مصدراً ثابتاً للسيولة.


قفزة نحو التمويل المضمن والقروض المصغرة

إلى جانب ذلك، كشفت رسال عن طرح حلول للقروض المصغرة تعتمد على واجهات برمجة مفتوحة (APIs)، تربط بين المقرضين والمنصات الراغبة في تقديم ائتمان محدود الاستخدام. يحصل المقترضون على بطاقات رقمية يمكن استخدامها فقط لدى تجار محددين، بما يتيح للمقرضين سيطرة أكبر على وجهة الإنفاق وضمان أمان الأموال. هذه الخطوة تأتي في وقت تتوقع فيه دراسات نمو حجم سوق التمويل المضمن في المنطقة ليصل إلى 10 مليارات دولار بحلول 2030. وبالتالي فإن رسال تحاول استباق الطلب وتثبيت نفسها كأحد اللاعبين الأساسيين في هذا القطاع.

وهذا بدوره يمهد للحديث عن مشروع آخر ضمن الاستراتيجية الجديدة، هو "رسال كونكت"، المنصة التي تهدف إلى ربط البنوك وبرامج الولاء والتجار تحت مظلة واحدة. هذه البنية التحتية أشبه بشبكة توصيل خلفية تسمح لكل الأطراف بالعمل بانسجام، بدلاً من التشغيل المنعزل كما هو معتاد. لمتاجر التجزئة والمؤسسات المالية، هذه التكنولوجيا قد تعني خفض التكاليف التشغيلية وتبسيط الدمج بين الأنظمة المختلفة.

في النهاية، مجمل هذه المبادرات يوضح أن رسال لم تعد تكتفي بالريادة المحلية في السعودية، بل تسعى لترسيخ حضور عالمي في التكنولوجيا المالية، عبر الجمع بين المدفوعات عبر الحدود، وتفعيل رأس المال "المنسي" في برامج الولاء، وتسهيل الائتمان المضمن بشكل أكثر أماناً. إذا نجحت الشركة في تنفيذ هذه الرؤية، فقد تتحول إلى نموذج يحتذى به في صناعة الفنتك بالشرق الأوسط، وتفتح الباب أمام شركات أخرى في المنطقة للعب دور أكبر على الساحة الدولية.

باختصار، رسال تراهن على أن مرونة القيم المالية وإعادة برمجتها هي مستقبل الاقتصاد الرقمي، والسوق يترقب ليرى كيف سيتحول هذا الطموح من فكرة إلى واقع ملموس.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.