الهة الكنعانيين
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
اعتمد العلماء في معرفتهم للكنعانين كما غيرهم من الشعوب على بقاياهم ومخطوطاتهم، والتي تعبر عن الحياة التي عاشها أهل الحضارات المختلفة، وبالنسبة للكنعانيين فقد تم اكتشاف الكثير حولهم عن طريق منطقة أوغاريت الموجودة في شمال الساحل السوري والتي تعتبر مركزًا للثروة والتجارة من عام 1450 إلى 1180 قبل الميلاد، حيث وجد أحد الفلاحين آثارًا في أرضه وبالكشف عنها تبين أنها تعود للكنعانيين وتم الكشف عن بقايا قصر وبعض المخطوطات الهامة والتي قدمت معلوماتٍ حول مختلف جوانب حياة الكنعانيين بما فيها الهة الكنعانيين ودينهم.
حول الدين الكنعاني
لم يعرف العالم الكثير حول الدين الذي ساد هذه المنطقة قبل زمنٍ طويلٍ، حيث اكتشفت أغلب المعلومات التي نعرفها اليوم في القرن الأخير، بينما كانت المعلومات السابقة جميعها من الكتب المقدسة والتي شوهت الدين الكنعاني وأظهرته مظهر الوثنية والنقص.
كشفت حفريات القرن العشرين عن العديد من النصوص، بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية التي قدمت تفاصيل غير معروفةٍ سابقًا ورؤى ثاقبة لطبيعة الدين الكنعاني، وبالرغم من أن النصوص احتوت معلوماتٍ قليلةً إلا أنها أخبرتنا أن الدين في زمن الكنعانيين كان يحوي تقاليدًا أسطوريةً غنيةً، كانت بمثابة جسرٍ بين الديانات القديمة في بلاد الرافدين والآلهة اليونانية والرومانية اللاحقة، حيث تطورت العديد من الآلهة الرومانية عن آلهةٍ كنعانيةٍ سابقةٍ.
الهة الكنعانيين
على الرغم من عدم وجود إله واحد يوحد الدولة الكنعانية فإن الآلهة الرئيسية تعكس الاهتمامات التي اهتم بها أهل تلك الحضارة، حيث تشتهر المنطقة بالأرض الخصبة والزراعة ووفرة المياه والأفكار حول العلاقات مع العالم السفلي والسماء، وبالفعل كانت الآلهة الأشهر هي آلهة الخصوبة، وكان يعتقد أن الكون محكومٌ بالإله الأكبر سنًا وإله الحرب وحوله مجلس من الآلهة ومجموعة من مستوى أدنى من الآلهة، حيث شملت النصوص الأوغاريتية مجموعةً أكثر من 234 إله، وهم على عكس البشر لديهم حياة أبدية.
الإله بعل
يعتبر الإله بعل أحد أهم الهة الكنعانيين التي قدسوها وبجلوها، وهو إله الخصوبة في المنطقة، وكان شهيرًا جدًا عالميًا حيث سمي أيضًا إله المطر وهو العامل الهام في خصوبة الأرض، كما سمي في بعض الأحيان رب الأرض لارتباط اسمه بالأرض.
تعود معرفتنا للإله بعل وشخصيته وكل تفاصيله إلى مجموعةٍ من الألواح الأوغاريتية التي تم اكتشافها عام 1929، والتي يرجع تاريخها إلى منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد، ومن أشهر الأساطير التي كانت شائعةً حول الإله بعل أن معركة تقام بينه وبين إله الموت وتؤثر نتيجتها على الأرض والزراعة، فإذا فاز بعل تمر دورة سبعة سنواتٍ من الخصوبة على الأرض وإذا خسر تمر دورة سبع سنواتٍ من الجوع وقلة الخصوبة.
كما ارتبط اسم الإله بعل بخصوبة الإنجاب في بعض التفسيرات، وخاصةً فيما يتعلق بالحيوانات التي تعطي الخيرات للناس في دورة سنوات الخصوبة والوفرة.
ولم يكن الإله بعل حصرًا على فكرة الخصوبة بل كان أيضًا إله الآلهة وكان يسيطر عليها ويستولي بذلك على ملكية إله البحر، كما تشير المخطوطات إلى رغبة الإله بعل في امتلاك قصرٍ كبيرٍ وعظيمٍ مثل باقي الآلهة، وتوسط بذلك إله الفنون والحرف لبناء قصرٍ تمتد مساحته لأكثر من 10000 فدان، وتشير الأسطورة إلى بناء معبد بعلٍ في أوغاريت، ولم يكن الإله بعل حكرًا على الكنعانيين بل كانت عبادته شائعةً أيضًا في مصر، وكان ذلك في حوالي عام 1400 قبل الميلاد وحتى نهاية 1075 قبل الميلاد.
بعض الهة الكنعانيين الأخرى
يوجد العديد من أسماء الآلهة الشهيرة في زمن الكنعانيين ويختص كل إلهٍ منهم بشيءٍ معينٍ، وقد تغير وتطور البعض منهم مع مرور الوقت مما جعل القصص تتفاوت بعض الأحيان، وهنا نذكر بعض منهم:
- الإله بعل الإله الأساسي.
- عنات آلهة الحرب البكر وهي رفيقة وأخت الإله بعل.
- آشرا وهي آلهة البحر وأم الآلهة عشتار.
- عشتاروت أو عشتار وهي آلهة الحب والجمال والتضحية.
- بعلت أو بعليت زوجة الإله بعل.
- داجون إله خصوبة المحاصيل.
- إيل بمعنى الإله العلي الأعظم.
- أشمون إله الشفاء.
- كاثيرات آلهة الزواج والحمل.
- موت إله الموت.
- شميم إله السماوات.
- شيمش إله الشمس.
- ياريخ إله القمر.