طريقة نفخ بالونات الهيليوم

أراجيك
أراجيك

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

منذ عام 1859، انتظر علماء الفلك حدوث ظاهرة الكسوف الكلي للشمس لدراسة البروزات الشمسية، وهي سحب كثيفة من الغاز. فبعد اكتشاف العالم الألماني جوستاف كيرشوف كيفية توظيف تحليل الضوء لمعرفة التركيب الكيميائي للشمس والنجوم الأخرى، سعى العلماء للتعرف على غازات الشمس، واعتقدوا أنّ بإمكانهم فعل ذلك فقط أثناء كسوف كلي للشمس. وفي عام 1868، استطاع عالم فلك فرنسي تحليل طيف الشمس أثناء فترة الكسوف وكشف عن أول عنصر خارج كوكب الأرض، وهو غاز الهيليوم. وقتها لم يكن الهيليوم معروفًا على الأرض بعد. اليوم، يستخدم الهيليوم في مجالات عدة من حياتنا، ومن ضمن استخداماته الشائعة بالونات الهيليوم، فكيف يتمّ نفخ تلك يا ترى؟


بالونات الهيليوم

في أعياد الميلاد والحفلات، تحتاج الأسر إلى أنواع من البالونات لإضفاء بهجة على المكان، وعادةً ما يفضل الناس استخدام بالونات تطفو عن الأرض، مما يعطي للاحتفال جمالًا، بدلًا من تلك التي تسقط على الأرض. هذه هي بالونات الهيليوم. في أغلب الأحيان، يكون من الأسهل شراء البالونات ونفخها في مكان الحفل، لضمان استمرارها لفترة أطول أثناء الحفل.


لماذا تطفو بالونات الهيليوم

يعد الهيليوم غازًا خفيفًا، لذلك يرتفع في الهواء تبعًا لقانون أرخميدس. وفي حالة بالونات الهيليوم، نجد أنها تزيح الهواء وتطفو فوقه. كما نجد ضغط الهواء فوق البالون أقل تحته. ويتسبب هذا الاختلاف في الضغط إلى قوة محصلة تدفع البالون لأعلى. وبذلك تطفو بالونات الهيليوم بعكس الأنواع الأخرى العادية التي تسقط على الأرض.


طريقة نفخ بالونات الهيليوم باستخدام خزان الهيليوم 

  1. حدد كمية الهيليوم المطلوبة

    توجد أحجام مختلفة من البالون. لذلك، عليك تحديد كمية الهيليوم المطلوبة، وعليها تستطيع شراء الكمية المناسبة، لكن بعد تحديد أحجام وعدد البالونات. وهو حاصل ضرب كمية الهيليوم (بالأقدامِ المكعبة) × عدد البالونات المراد ملؤها. مثلًا، يحتاج بالون بحجم 11 بوصة نحو قدم من الهيليوم. ويستطيع خزان هيليوم ملء 100 بالون. 

  2. احصل على خزان هيليوم

    تستطيع شرائه إذا كنت ستستخدمه كثيرًا، وهناك إمكانية للاستئجار من متاجر الحفلات لعدة أيام إذا كنت تحتاجه لفترة بسيطة. تختلف الأسعار باختلاف أحجام الهيليوم المطلوبة. فمثلًا، سعر خزن هيليوم فيه ما بين 8 – 14 قدمًا مكعبًا يُكلف نحو 40 إلى 60 دولارًا. بينما استئجار خزان فيه 14 قدمًا يُكلف 25 دولارًا. وعند الانتهاء، عليك إعادة الخزان إلى المتجر حتى لا تضطر دفع مبلغ إضافي بسبب التأخير. 

  3. قرر الوقت الذي ستَملأ فيه البالونات

    تختلف الفترة الزمنية التي تبقى فيها البالونات طافية تبعًا لعدة عوامل، منها: درجة الحرارة والرطوبة والارتفاع ونوع البالونات. مثلًا، نجد بالونات الفويل تظل معلقة في الهواء لفترة ما بين يومين إلى 14 يومًا. بينما تطفو بالونات اللاتكس لفترة زمنية تتراوح بين 4 – 16 ساعة.

  4. تحضير البالون والخزان لعملية النفخ

    ثبت فوهة البالون فوق صمام الخزان، ثم أدر المفتاح في اتجاه عقارب الساعة. وحدد المحول الذي ستحتاج بناءً على نوع البالون. مثلًا، المحول المخروطي يستخدم لنفخ بالونات اللاتكس، بينما يستخدم المحول مسماري الشكل في نفخ البالونات المعدنية.

  5. البدء بعملية النفخ

    يوجد في الخزان مقبض تحرير، يشبه مقبض صنبور الحديقة، حركه عكس اتجاه عقارب الساعة، لينطلق الهيليوم ويملأ البالون. ويجب الانتباه إلى أنه يمتلئ بسرعة كبيرة. لذا، عليك إزالته فور وصوله للحجم المطلوب. 

  6. إزالة البالون

    بعد نفخ بالونات الهيليوم إلى الحجم المناسب، عليك إزالته ببطء عن صمام الخزان وتستطيع وضع ربطة عند عنق البالون لتجنب خروج الهيليوم منه. ثم غلق مفتاح الخزان. وهكذا قد حصلت على بالون هيليوم منتفخ. 


التأثيرات السلبية لبالونات الهيليوم 

بالرغم من البهجة التي تُضفيها بالونات الهيليوم في الاحتفالات، ولكن يجب الحذر عند التعامل لها، فهناك بعض المخاطر التي قد تسببها سواء للإنسان أو البيئة كالتالي:

  • عند إطلاقها في الهواء، قد تسافر البالونات إلى مسافات بعيدة تُقدر بآلاف الأميال، وتلوث الأماكن التي تسقط فيها. 
  • تقتل بالونات الهيليوم عددًا كبيرًا من الحيوانات.
  • قد تتداخل مع أسلاك الكهرباء وتتسبب في حدوث انقطاعات خطيرة للتيار الكهربائي في المناطق التي تسقط فيها.
  • عند سقوطها في المياه أو حتى على اليابسة، قد تخلط الحيوانات بينها وبين الطعام وتأكلها.
  • عند استنشاق غاز هيليوم نقي، يصاب الإنسان بالاختناق ويموت في خلال دقائق معدودة. كما يتسبب استنشاق الهيليوم من خزان مضغوط في حدوث انسداد غازي، وهذا بمثابة فقاعة في وعاء دموي.
هل أعجبك المقال؟

الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د

ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.

لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.

حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.


يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.

في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.

حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.

قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.

واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.

يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.

ذو صلة

في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.

حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات