
ما الفرق بين النسغ الناقص والنسغ الكامل
نسغ النبات (Sap) هو دم حياة النبات، وسائل ينتقل عبر الأوعية الخشبية أو الخلايا اللحائية للنبات. يحمل الماء والمواد المغذية من الجذور ويوصلها إلى الأوراق والساق، التي تحتاجها للقيام بعملية التركيب الضوئي. كما يساعد في نشر الرطوبة في أنحاء النبات. ويجب ألا نخلط بين النسغ والعصارة وحليب النبات فهي عناصر منفصلة بوظائف مختلفة، كما يجب أن ندرك الفرق بين النسغ الناقص والنسغ الكامل لدى النبات وجوهر كلّ منهما.
يعتبر تدفق النسغ مرادفًا لحركة الماء في النبات، لكنه لا يعني تدفق الماء أو سرعة الماء؛ فالسائل في ساق النبات ليس ماءً نقيًا بل يحتوي على عناصر أخرى.
يترادف تدفق النسغ مع النتح أو التعرق بعبارة أخرى (Transpiration)، وأحيانًا مع تبخر النتح (Evapotranspiration). إذًا؛ فتدفق النسغ لا يعني التعرق ولا التبخر على نحو تام، إنما هو حركة السائل في النبات، بينما النتح هو فقدان النبات للماء بالتبخر. أما تبخر النتح؛ فهو تعرق إضافة إلى تبخر الماء من السطوح الأخرى، خاصة التربة.
نوعا النسغ لدى النبات
هناك فعليًا نوعان من النسغ في النبات هما؛ النسغ الناقص والنسغ الكامل وهما أنسجة مركبة تقوم بنقل الغذاء والماء في النبات. وبمثابة أوعية النبات الدموية، ويشكلان معًا حزم الأوعية الدموية. ويعملان معًا كوحدة لتكون عملية نقل الغذاء والمواد المغذية والمعادن والماء فعالة. وتحمل أوعية مختلفة داخل ساق النبات وأغصانه وأوراقه كل من سائلي النسغ الناقص والكامل.
- النسغ الكامل (Phloem): هو الشكل الأغنى غذائيًا، ويتدفق من مكان إنتاج أو تخزين الكاربوهيدرات (النشويات) إلى مكان استهلاكها. أي من الأوراق حاملًا السكريات والهرومونات والمعادن والدهون وعناصر أساسية وعناصر نزرة (كمية قليلة) مذابة فيه إلى أجزاء النبات المحتاجة للتغذية كالساق والجذور عبر أوعية لحائية. وهناك بعض الأشجار التي يكون نسغها الكامل ومحتواها من السكر أعلى من غيرها.
- النسغ الناقص (Xylem): يتكون بمعظمه من الماء والأملاح المعدنية والقليل من المواد المغذية على شكل محلول مخفف. ويتدفق عادة من الجذور إلى الساق والأوراق عبر أوعية خشبية.
التركيب الداخلي لكلّ من النسغ الناقص والنسغ الكامل
- النسغ الكامل ينشأ النسغ الكامل من خلايا بارضية أو مولدة (نسيج نباتي قابل للتكاثر meristematic cells) في الكامبيوم الوعائي، ينشأ اللحاء الأولي من نسيج مولد قمي (Apical Meristem)، وينشأ اللحاء الثانوي من الكامبيوم الوعائي (Vascular Cambium).
- يتشكل النسغ الناقص من عناصر قصيبية مثل القصيبات والأوعية بشكل مهيمن. هناك الكثير من الخلايا الأخرى التي تمنحه وضع النسيج المركب. ينشأ النسيج الخشبي الأصلي من الكامبيوم (النسيج الجنيني الأولي Procambium) خلال النمو الأولي، بينما ينشأ النسيج الخشبي الثانوي الكامبيوم الوعائي خلال النمو الثاني.
التشابه بين النسغ الناقص والنسغ الكامل
الفرق بين النسغ الناقص والنسغ الكامل
النسغ الكامل | النسغ الناقص | |
---|---|---|
وظائفه | نقل الطعام والمواد مثل السكر والأحماض الأمينية من الأوراق إلى الأعضاء المخزنة والأجزاء النامية للنبات. حركة هذه المواد تسمى "النقل". | نقل الماء والمعادن من الجذور إلى الأجزاء الهوائية للنبات. |
الحركة | ثنائية الاتجاه (صعودًا أو نزولًا في الساق من "المنبع إلى المصب"). | أحادية الاتجاه (صعودًا). |
التواجد | الجذور، الساق، والأوراق، تنقل السكروز إلى النمو (الجذور والبراعم) والأجزاء الخازنة من النبات (بذور الفاكهة والجذور المنتفخة). | الجذور والساق والأوراق. |
وظائف إضافية | تشكيل حزم الأوعية الدموية مع النسغ الناقص. | تشكيل حزم الأوعية الدموية مع النسغ الكامل، ومنح القوة الميكانيكية للنبات بسبب وجود الخلايا الليغنين (الخشبين). يجعل الجدار الملغنن الثانوي أيضًا النسغ الناقص مضادًا للماء ويحميه من الانهيار تحت ضغط نتح الماء. |
البنية | شكل أنبوبي مستطيل بأنابيب غربالية رقيقة الجدران. تملك الأنابيب الغربالية مسامًا في طرف كل جدران عرضية (متقاطعة) وأنابيب دقيقة تتمدد بين العناصر الغربالية وتسمح بتدفق طولاني للمواد. | شكل أنبوبي بدون جدران عرضية ما يسمح بتدفق عمودي متواصل للماء، ويسهل المرور بشكل أسرع داخل أوعية النسغ الناقص. |
العناصر | أنابيب تصفية (غربالية)، نسيج حشوي (محزوم بشكل فضفاض ما ينتج عنه فراغات بين الخلايا الأمر الذي يسمح بتبادل الغاز)، خلايا مصاحِبة، ألياف لحائية، خلايا وسيطة. | قصيبات، عناصر وعائية، نسيج حشوي (محزوم بشكل فضفاض ما ينتج عنه فراغات بين الخلايا الأمر الذي يسمح بتبادل الغاز)، ونسيج خشبي. |
طبيعة النسيج | نسيج حي مع حشوة قليلة، لكن بدون نواة/ غشاء بلازمي داخلي. | أنسجة ميتة عند النضج، لذلك هي مجوفة بدون محتويات الخلية. |
الشكل | ليس على شكل نجم. | نجمي. |
الموقع في الحزم الوعائية | يحدث النسغ الكامل على الجانب الخارجي من الحزم الوعائية. | يحتل النسغ الناقص مركز الحزم الوعائية. |
الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د
ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.
لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.
حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.
يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.
في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.
حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.
قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.
واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.
يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.
في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.
حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.