
ما هي العقدة النفسية
حالما نرى شخصًا يتصرف تصرفاتٍ خارجةً عن الطبيعة ويتحدث بطريقةٍ غير اعتياديةٍ بل وحتى يُسوّق لأفكارٍ غريبةٍ بعيدة عما هو معروفٌ بالنسبة للطبيعة البشرية، سيتبادر إلى أذهاننا مصطلح العقدة النفسية وإصابته بواحدةٍ من أدت لوصوله إلى تلك الحالة من الغرابة في السلوك والأفكار.
تعريف العقدة النفسية
أول من استخدم مصطلح العقدة النفسية هو عالم الأعصاب والطبيب النفسي الألماني ثيودور زيرين للدلالة على ظاهرةٍ نفسيةٍ جديدةٍ تُعرّف على أنها مجموعةٌ من مشاعرَ وأحاسيس لا واعية ومثبتة وراسخة، يتجلى تأثيرها على الشخص من خلال صفاتٍ جسديةٍ ونفسيةٍ محددةٍ، مُسببةً توترات واضطرابات نفسية داخلية قد تترك أثرًا عميقًا على مراحل تطوّر الشخصية.
أشهر أنواع العقد النفسية
اهتم علماء النفس والأطباء النفسيون بدراسة العديد من العقد النفسية المختلفة عن بعضها البعض والمصنفة منذ وقتٍ طويلٍ، إضافةً لعقدٍ نفسيةٍ جديدة لم تكن موجودةً من قبل في سبيل إيجاد علاجٍ لها:
عقدة أوديب
قدم العالم سيغموند فرويد عام 1899 في كتابه تفسير الأحلام شرحًا يوضح أن عقدة أوديب من الناحية التحليلية النفسية هي الرغبة الجنسية التي تنتاب الأبناء تجاه آبائهم من الجنس المخالف لهم، والإحساس بالضيق والانزعاج والنفور من الآباء من نفس جنسهم؛ أي يميل الابن جنسيًّا لوالدته وينفر من والده وبالعكس تميل الابنة جنسيًّا إلى والدها وتنفر من والدتها.
أما عن سبب هذه التسمية فيعود إلى أوديب، وهو بطل أسطورةٍ يونانيةٍ قديمةٍ ذبح والده وتزوّج من والدته دون أن يعلم أنها أمه، وهي ذاتها عقدة إلكترا، نسبةً لإحدى الأساطير حول فتاةٍ ساعدت على ذبح والدتها أيضًا.
عقدة جوكاستا
تُعاني الأم المصابة بعقدة جوكاستا من التعلق الوسواسي والمفرط بابنها، وتقييدها لحياته الشخصية والذي يزداد من خلال الرغبة الكامنة فيها، وتشكل إرادة أو قناعة لاستعباد الابن لدرجة تُشبه معها شعور الابن تجاه والدته في عقدة أوديب، وغالبًا ما تترافق هذه العقدة بغياب الأب أو بوجوده لكن بشخصيةٍ ضعيفةٍ للغاية فتستعيض عنه المرأة بعلاقتها بابنها. أيضًا يعود اسم هذه العقدة النفسية نسبةً إلى جوكاستا ملكة طيبة اليونانية، ووالدة أوديب الذي تُنسب إليه عقدة أوديب، وعادةً ما تترافق عقدة جوكاستا بالأعراض التالية:
- الشعور بالحب والإعجاب الشديد تجاه الابن والتعلق به لدرجةٍ تصل إلى الرغبة باستعباده.
- الرغبة الجامحة في التواصل الجسدي والتعبير عن الحب.
- إلحاح الأم بشدةٍ على ضرورة بقاء الابن بجانبها دائمًا.
ونتيجةً للمعاناة من هذه العقدة يترعرع الابن تحت كنف والدته وحبها المبالغ فيه ليُصبح رجلًا بالغًا، دون أن يعلم أن علاقة الأمومة يجب أن تكون أكثر تحررًا وأقل عاطفةً، فيُصبح شخصًا غير قادرٍ على اتخاذ قراراته بمفرده، وذلك لا يعود إلى ضعف شخصيته بل لأنه يُصبح مرتبطًا بتأثير والدته العميق في نفسه، لكن إن كان لدى الأم أكثر من ولدٍ فإن العقدة ستكون مرتبطةً بواحدٍ منهم هو المفضل لديها.
عقدة ميديا
هي واحدةٌ من العقد النفسية القليلة الانتشار في العالم وأصعبها حيث تُعرف أنها اضطراباتٌ تُصيب علاقة الأم بأولادها لدرجةٍ قد تُشكل فيها الأم خطرًا على حياة أطفالها، فقد تُعنّفهم لفظيًّا وجسديًّا وذلك رغبةً منها في الانتقام من زوجها لسببٍ من الأسباب فتجد مبتغاها بإيذاء أطفاله. أما اسم هذه العقدة النفسية فهو نسبةً إلى بطلة إحدى الأساطير الإغريقية القديمة وتُدعى ميديا.
عقدة الإله
هي اعتقادٌ غير قابلٍ للشك مصحوب بمشاعر وأحاسيس قوية بامتلاك الشخص مقدراتٍ خاصة وامتيازاتٍ لا يمتلكها غيره من البشر، حيث يقتنع من يُعاني من عقدة الإله أنه منزّهٌ عن الخطأ والفشل وأنه قادرٌ على أداء مُختلف الأمور الصعبة والمعقدة وحتى المستحيلة وأن آراءه غير قابلةٍ للنقاش. ولا تُعتبر عقدة الإله اضطرابًا سريريًّا ولا حتى مرضًا قابلًا للتشخيص.
عقدة الاضطهاد
هذه العقدة النفسية هي نوعٌ من الوهم والشك الذي يعني بدوره اعتقادًا ثابتًا غير منطقيٍّ يقتنع معه الشخص أنه على صوابٍ حتى مع وجود أدلةٍ تُثبت العكس؛ فبالنسبة لمن يعتقد أنه يُعاني من الاضطهاد يُصوّر له اعتقاده الراسخ غير المنطقي بأنه هدفٌ دائمٌ لخططٍ ومكائدَ يدبرها له الآخرون والتي تظهر على شكل أعراضٍ نذكر منها:
كشف أسرار الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها في المملكة العربية السعودية!

2 د
العثور على حاويات مستطيلة قديمة منتشرة في جميع أنحاء صحراء شمال غرب المملكة العربية السعودية، ممّا أثار حيرة علماء الآثار منذ السبعينيات.
كشفت عمليات التنقيب في مستطيل من الحجر الرملي يبلغ طوله 140 متر بالقرب من العلا في عام 2019 عن بقايا حيوانات، متجمعة حول لوح قائم من الحجر يُفسر على أنه مقدّس.
يُظهر التأريخ بالكربون المشعّ مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أن الموقع كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد.
كشف تحليل حديث أنّ الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها عبر الصّحاري الشّماليّة الغربيّة للمملكة العربيّة السّعوديّة كانت تُستخدَم لطقوس غير معروفة، بما في ذلك إيداع قرابين حيوانيّة، يُحتَمل أن تكون نُذراً لآلهة غير معروفة.
يعود تاريخ العبوات المستطيلة، المُسمّاة mustatils، إلى حوالي 7000 عام، وقد حيّرت علماء الآثار منذ السّبعينيّات. تم التعرف على أكثر من 1600 مستطيلات من خلال المسوحات الجوّية، ووجدوا أنّها تتكون من منصتين قصيرتين وسميكتين متّصلتين بجدران منخفضة يصل طولها إلى 600 متر، ولكن لا يزيد ارتفاعها عن نصف متر. عدم وجود الأسقف والجدران المنخفضة يجعلها غير مناسبة لمرافق التخزين أو حظائر الماشية.

كشفت التّنقيبات الّتي أجريت في مستطيل واحد عن ألواح حجرية قائمة ومزخرفة، بالإضافة إلى تناثر عظام الحيوانات، وتحديداً جماجم الحيوانات، المأخوذة من الماعز والغزلان والمجترّات الصّغيرة والماشية الدّاجنة.
تظهَر على العِظام علامات القطع والحرق، والّتي يعتقد الباحثون أنّها تشير إلى أنّ اللّوح الحجريّ كان "بيتيل"، وهو حجر مقدس يمثل إله أو آلهة الناس الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين. يفترض الباحثون أن الأحجار الدائمة، أو البيتيل، كانت بمثابة وسيط بين الجنس البشري والإلهي، حيث كانت تعمل كوكيل أو مظهر من مظاهر إله / آلهة العصر الحجري الحديث أو فكرة دينية غير معروفة، والتي أودعت فيها العناصر الحيوانية كعروض نذرية.

يُظهر التأريخ بالكربون المشع للموقع مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أنه كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد. علاوة على ذلك ، اكتشف الباحثون غرفة حجرية صغيرة مستطيلة بجوار رأس المستطيل حيث توجد غرفة بيتيل، تحتوي على رفات بشرية. هذه حجرة دفن قديمة، مبنية من ألواح من الحجر الرملي غير المشغول. كان المتوفى ذكراً بالغاً ربما كان يعاني من هشاشة العظام، لكن من كان ولماذا دُفن في المستطيل لا يزال مجهولاً.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.