تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ما هي عوامل التعرية

شادي ديب
شادي ديب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

5 د

تتعرض التربة للعديد من المخاطر ومن أهمها عوامل الحت والتعرية والانجراف، ما يسبب العديد من المشاكل للإنسان لما لها من دورٍ كبيرٍ في تحقيق الأمن الغذائي، فهي المصدر الرئيسي لنمو النباتات المُغذية للإنسان والحيوان، وتُعدّ موئلاً طبيعيًا للعديد من الكائنات الحية خاصةً في الأوساط البيئية الأرضية.


تعريف التعرية

هي العملية الجيولوجية المعاكسة للترسيب والتي تتضمّن تكسير وتفتيت الصخور والتربة وإزالة بعض مكوناتها، كما قد تتضمن عملية نقل هذه المكونات من مكان إلى آخر بوساطة المياه بفعل الأمطار والأنهار أو الجليد بفعل الأنهار الجليدية أو الرياح أو بفعل الإنسان ونشاطاته.


العوامل التي تسبب تعرية التربة


عوامل التعرية الهوائية

تحدث التعرية الهوائية عندما تقوم الرياح بحمل ذرات الترب والرمال الصغيرة إلى مسافاتٍ كبيرةٍ ونقلها من مكانٍ إلى آخر، وتسبب العديد من المشاكل منها تغيير المواصفات الفيزيائية للتربة وإفقارها والتلوث الهوائي الناتج، إذ من الممكن أن تُحمل الأتربة والغبار حتى ألاف الأمتار في طبقات الجو، وتحدث التعرية بالهواء في المناطق الجافة وشبه الجافة في سنوات الجفاف وانخفاض الغطاء النباتي وقلّة الدّبال والمواد العضوية التي تعمل دور الملاط اللاحم لجزيئات التربة.


عوامل التعرية المائية

تنتج بشكلٍ رئيسيٍ عن الأمطار الغزيرة وخاصةً في خارج موسمها، فعندما تتساقط بغزارةٍ على التربة تقوم بتكسير وتفتيت جزيئات التربة وتجرفها معها لتقوم بسدّ مسامها، ما يُخفّض بشكلٍ كبيرٍ من نفاذية الماء ضمن التربة ويُسبب الجريان السطحي للماء. يزداد خطر الانجراف في التُرب ذات البنية المساميّة السيئة وفي حال قلّة الغطاء النباتي. وتعتمد درجة قابليّة التربة للتعرية المائية على ما يلي:

  • كثافة الأمطار وغزارتها: فكلما زادت الكثافة زاد احتمال سدّ المسامات وحدوث الجريان السطحي.
  • طبيعة التربة: تختلف التُرب الطينية في قدرتها على تحمّل قطرات المطر.
  • انحدار الأرض: كلما زاد انحدار الأرض زادت معه سرعة جريان الماء وزاد مخاطر انجراف التربة.

عوامل التعرية الجليدية

تنشأ التعرية الجليدية بشكلٍ أساسيٍ من الأنهار الجليدية كنتيجةٍ للعمليات الفيزيائية، حيث يتسلّل الماء الذائب في أسفل النهر الجليدي داخل الشقوق في الطبقات الصخرية ويتجمد داخلها. كنتيجة لزيادة حجمه بالتجمد يضغط الماء على نقاط الاتصال الضعيفة في الصخور ويقوم بتكسيرها ويسبب انسلاخ بعض الأجزاء الصخرية التي تنزاح مع النهر الجليدي بفعل ضغط ثقله في مجراه. تلعب الصخور المُتكسّرة دورًا مباشرًا في عمليات حتّ الطبقة الصخرية أثناء مسيرها مع مجرى النهر الجليدي لتترك ما يُسمى بالتصدّعات الجليدية.


التجوية الفيزيائية والكيميائية للصخور

تُعرّف الصخور على أنها كتلةٌ من المعادن الصلبة التي تختلف كثيرًا من حيث التكوين وطريقة تشكلها، منها الصخور الرسوبية والصخور البركانية وغيرها.

تحدث التجوية الفيزيائية للصخور من خلال العمليات التي تُسبّب تفتيت الصخور لأجزاءٍ أصغر ما يُسهل حركتها ونقلها ببقية العوامل، ومن العوامل الفيزيائية التي تسبب تجوية الصخور الرياح والماء والجليد وحركة ذوبان وتجمد المياه في الشقوق الصخرية وضغط جذور النباتات التي تقوم بتفتيت بعض أنواع الصخور.

يُقصد بالتجوية الكيميائية التفاعلات التي تحدث بين معادن الصخور وبعض المكونات الأخرى الموجودة في الوسط البيئي، والتي تُسبب إذابة الصخور وانسلاخ أجزاءٍ منها.


أشكال التعرية


التآكل السطحي والتآكل العميق

تتعرّض تُرب التلال المكشوفة للتعرية السطحية والتعرية العميقة نسبيًا، تحدث التعرية السطحية عند تآكل الطبقة السطحية من كامل تربة التلّ ولا يتجاوز السنتيمترات ومن الصعب مُلاحظته، فيما تحدث التعرية العميقة عندما تتجمع مياه الأمطار وتقوم بجرف التربة في ممرات تجمعها لعمقٍ قد يتجاوز 30 سنتيمترًا، ويمكن أن يكون أعمق بكثيرٍ ويُسمى عندها بتعرية الأخاديد.


تآكل أو تعرية التربة الشديدة

تحدث كنتيجةٍ لعوامل التعرية الهوائية والمائية للتربة السطحية التي تُزيلها بشكلٍ كاملٍ وصولًا الى طبقة التربة المالحة او القلوية، وعندها يزداد تأثير المطر على التربة وتزداد معها كميّة الانجرافات اللّاحقة، وتحدث عندما تُزيل الرياح جزيئات التربة الناعمة والطينية لتترك وراءها ذرات الرمال الكبيرة والصغيرة والقليل من الطين ما يجعل التربة أكثر انغلاقًا وأقلّ نفاذيةً ويزيد الجريان السطحي.


تآكل الأخاديد

يحدث هذا النوع من التعرية بسبب تجمع جريان الماء السطحي في مجرى صغيرٍ نسبيًا مع قوّة تدفقٍ كبيرةٍ للماء تُسبب انجرافًا لطبقات التربة في هذا المجرى ليترك خلفه أثرًا يشبه مجرى جدولٍ أو نهرٍ جافٍ، عادةً ما يتحدّد عمق الأخاديد بعمق طبقة الصخور الأساسية وبالغالب يكون دون عمق مترين، لكن في بعض أنواع الترب الرسوبية يصل لأعماقٍ حتى 15 مترًا، وهذا النوع من أشد أنواع التعرية خطورةٍ فهو يحدّ انتاجية التربة ويقيد استخداماتها الزراعية ويُلحق الأضرار بالمباني والبنى التحتية مثل الطرقات.


التعرية النفقيّة

يحدث هذا النوع عندما تتخلل مياه الأمطار الطبقة السطحية من التربة من خلال إحدى الشقوق الموجودة أصلًا والموصولة مع فراغٍ ناتجٍ ضمن التربة بفعل جذور إحدى النباتات أو بعض أنواع الحيوانات، عند زيادة غزارة وقوة الماء يبدأ الماء بالجريان تحت سطح التربة ويجرف معه قسمًا من الأتربة ليُشكل نفقًا، يبدأ هذا النفق صغيرًا وتحافظ التربة فوقه على مظهرها لكن عند اشتداد التعرية تنهار التربة السطحية لتشكل أخدودًا.

بالإضافة لعددٍ من الأشكال الأقل شيوعًا مثل تآكل السهول الفيضية والانهيارات الجرفيّة وانهيارات الكتل التربية الكبيرة.


أهم الأنشطة البشرية التي تسبب تعرية التربة


إزالة الغابات

إما للأغراض الصناعيّة للاستفادة من أخشابها وخصوصًا في الغابات التي تقع على المنحدرات، حيث تساهم جذور الأشجار المعمرة في الحفاظ على التربة من الانجراف والتعرية، أو للاستخدامات الزراعية حيث يفرض التزايد السكاني استصلاح المزيد من الأراضي للزراعة وهو ما يتم على حساب الغابات. تسبب الزراعة استهلاك الطبقة السطحية من التربة الغنية بالمُغذيات وانجرافها المائي أو الهوائي.


الرعي الجائر

ينتج عن الضغط الكبير على النباتات من قبل المواشي عندما تُربى بكثافاتٍ عاليةٍ جدًا وتُترك لترعى في نفس المناطق وهو ما يؤدي لإزالة الغطاء النباتي من المناطق وبالتالي التعرية الهوائية للطبقة السطحية من التربة ذات المواصفات الفيزيائية الجيدة، تتبقى التربة ذات النفاذية الأقل والتي تشجع الجريان السطحي ما يسبب انجرافاتٍ مائيةٍ كبيرةٍ في حال الهطولات المائية الغزيرة.


استخدام المواد الكيميائية الزراعية

عند اتباع الاجراءات الزراعية التكثيفية الخاطئة يلجأ المزارعون لتطبيق كمياتٍ كبيرةٍ من المُخصّبات الكيميائية على المناطق الزراعية التي تُزرع بالمحصول الواحد وبدون تطبيق الدورة الزراعية، وهو ما يُشكّل استنزافًا وقتلًا للكائنات الحية الدقيقة ورطوبة التربة، ويُحفّز نموّ الأحياء الضارة وتدهور التربة، كما يُسبّب انخفاض الانتاجية على المدى الطويل وتعريض الترب لمخاطر التعرية الهوائية والمائية، كما يُسبب انجراف الترب والمواد الكيميائية للأوساط البيئية المجاورة ويُحدث خللًا في التوازن البيئي. 


أعمال البناء

يقوم الإنسان بحفر التربة عند بناء المنشآت وشقّ الطرق الجديدة، وهو ما يؤثر على حركة الماء الطبيعية في الوسط فيُسبّب تجمع المياه في أماكن وانحدارها الشديد في أماكن أخرى ما يُشجع ويزيد من مخاطر التعرية وانجراف التربة.

ذو صلة
    هل أعجبك المقال؟