كيف تبني صوتًا مؤثرًا في عملك وتدعم فريقك بثقة

ملاذ المدني
ملاذ المدني

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

يدعم الموظفون العدالة ويرغبون بمساندة الزملاء رغم شعورهم أحياناً بأنهم غير مؤهلين.

تعرقل ظاهرة المحتال اتخاذ المبادرات وتزيد الشك في الذات داخل بيئات العمل.

يساعد الوعي بالمشاعر والاستماع والسؤال على أن تكون حليفاً دون مثالية زائدة.

تخفف الخطوات الصغيرة كإتاحة الحديث أو تقدير الجهد من القلق وتعزز الثقة.

يوفر التدريب والدعم المؤسسي موارد تبني مهارات الحلفاء وتقلل شعور عدم الكفاءة.

كيف تصبح حليفاً فعالاً في عملك دون أن تشعر بأنك محتال؟ هذه واحدة من أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن أي موظف يرغب في دعم زملائه، خصوصاً أولئك الذين يواجهون تهميشاً أو تحديات إضافية. كثيرون يريدون فعل الصواب، لكن ما إن يحين وقت اتخاذ الموقف حتى يظهر ذلك الإحساس المزعج بأنك لا تنتمي أو أنك لست الشخص المناسب لهذا الدور. هنا تبدأ القصة.

في البداية، من المهم أن ندرك أن أغلب الموظفين يؤمنون بالعدالة الاجتماعية داخل بيئات العمل، ويريدون مساندة من يتعرضون للتمييز أو الإقصاء أو عدم المساواة. الأبحاث الحديثة تشير إلى أن غالبية العاملين يقدّرون مفاهيم الإنصاف والتنوع، ويعتبرون دعم الزملاء خطوة أساسية لصنع بيئة مهنية أكثر صحة. وهذا يربط بين رغبة الأفراد في مساعدة الآخرين وبين الشعور الداخلي بالمسؤولية تجاه العدالة.

لكن لماذا لا يتحول هذا الدعم إلى أفعال ملموسة؟ هنا يظهر ما يعرف بظاهرة المحتال، وهي شعور داخلي بأنك غير مؤهل أو غير كفء، حتى وإن كنت تملك المهارات والمعرفة اللازمة. هذا الإحساس بالشك في الذات يمكن أن يصيب أي شخص، ويقوده إلى التردد أو التجنب. وهذا يربط بين هذا الشعور وبين القلق الذي يجعل البعض يجمّد في اللحظات التي تحتاج منهم المبادرة.

ولكي تتعامل مع هذا الشعور وتصبح حليفاً فعالاً، إليك خطوات عملية واضحة:

1- ابدأ بفهم مشاعرك تجاه دورك كحليف. كثير من الناس يقعون في دائرة التفكير بأن دعم الآخرين يتطلب خبرة كبيرة أو معرفة عميقة بالعدالة الاجتماعية أو التنوع الثقافي، بينما الواقع أن أول خطوة هي الاعتراف بالرغبة الصادقة في المساندة. وهذا يربط بين الوعي الذاتي وبين البدء الفعلي في اتخاذ خطوات بسيطة.

2- تعلّم كيفية دعم زملائك دون افتراض أنك يجب أن تكون مثالياً. الحليف الحقيقي ليس هو الشخص الذي يعرف كل شيء، بل من يستمع، يلاحظ، ويسأل عن الطريقة الفضلى لدعم المجموعة المهمشة أو الفرد المستضعف. وهذا يربط بين مهارات التواصل الفعّال وطبيعة العلاقات المهنية الصحية.

3- لاحظ كيف يمكن أن يضخّم القلق الداخلي مشاعر عدم الكفاءة. ظاهرة المحتال تكون غالباً أقوى عند الموظفين الشباب، والقادة الجدد، وبعض الفئات مثل الرجال أو العاملين من خلفيات اجتماعية مختلفة. فهم هذه العوامل يساعدك على إدراك أن الشعور طبيعي وليس مؤشراً على فشل. وهذا يربط بين الدراسات النفسية وسلوك الأفراد في بيئة العمل.

4- طبّق خطوات صغيرة وعملية بدل انتظار اللحظة الكبرى. مثلاً، يمكنك دعم زميل يتعرّض للتجاهل عبر إفساح المجال له للتحدث في الاجتماع، أو الإشارة إلى مجهود موظف لم يُقدّر. خطوات كهذه تبني الثقة تدريجياً وتقلّل من الشعور بأنك غير مؤهل. وهذا يربط بين مفهوم التعاطف المهني وبناء ثقافة عمل أكثر شمولية.

5- ابحث عن التدريب أو الموارد التي تشرح كيف تكون حليفاً واعياً. العديد من الشركات توفر برامج تتعلق بالتنوع والإنصاف وتطوير الحلفاء، وهي أدوات مهمة تساعدك على اكتساب مهارات جديدة وتشعر بأنك أكثر ثقة. وهذا يربط بين التدريب المؤسسي ودور الفرد في دعم ثقافة الشركة.

6- لا تتجاهل القلق المصاحب لظاهرة المحتال، بل تعامل معه كدليل على أنك بالفعل تهتم وتريد أن تفعل الصواب. الشعور بعدم اليقين ليس عيباً، بل علامة على أنك تسعى إلى مساندة الآخرين بطريقة محترمة ومسؤولة. وهذا يربط بين الصحة النفسية والمرونة في العمل.

في النهاية، كونك حليفاً فعالاً لا يعني أن تكون مثالياً أو خبيراً، بل يعني أن تكون موجوداً ومستعداً لاتخاذ خطوة إيجابية مهما كانت صغيرة. ومع مرور الوقت، ستجد أن الشعور بأنك محتال يتلاشى كلما وثقت بدورك وتأثيرك داخل فريقك. هكذا تصنع بيئة عمل عادلة، وهكذا تبدأ الرحلة نحو دعم حقيقي ينعكس على الجميع.

هل أعجبك المقال؟