جوجل تكشف عن Earth AI… ذكاء اصطناعي يقرأ كوكب الأرض من الفضاء
3 د
في خطوة تعزز ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، كشفت «جوجل» عن منصة جديدة تُعرف باسم Google Earth AI، وهي منظومة من النماذج الذكية و«وكلاء الاستدلال الجغرافي» المصمَّمين لفهم كوكب الأرض بعمق غير مسبوق. تهدف الشركة من خلال هذا المشروع إلى مساعدة الباحثين والمؤسسات على تحويل الصور الفضائية والمعطيات الضخمة إلى رؤى عملية يمكن الاستناد إليها في التخطيط البيئي والاستجابة للكوارث والتنمية المستدامة.
ينتقل هذا التطور ليعكس رؤية أوسع لدى «جوجل»، حيث تسعى إلى الجمع بين أبحاثها المتقدمة في الذكاء الاصطناعي ونماذجها الأساسية لبناء نظام قادر على **الاستدلال الجغرافي متعدد الوسائط**، أي تحليل الصور والأرقام والنصوص معاً لفهم الواقع بشكل شامل.
كيف يعمل «Earth AI»؟
تعتمد المنصة على مجموعة من النماذج الأساسية تشمل نماذج «الاستشعار عن بُعد» التي تحلل الصور الفضائية عالية الدقة باستخدام تقنيات التعرف على الأنماط اللغوية البصرية، ونماذج «الديناميات السكانية» التي تتابع تغير توزيع السكان شهرياً عبر 17 دولة. وهذا يربط بين قدرة «جوجل» على تحليل الصور الضخمة ومشروعاتها الأوسع في التنبؤ البيئي.
وقد أظهرت الاختبارات أن دمج هذه النماذج يرفع دقة التنبؤات الخاصة بالكوارث الطبيعية بنحو 11% في المتوسط، مثل الفيضانات والإعاصير، مقارنة باستخدام نموذج واحد فقط. ويستعين النظام بوكلاء استدلال يعتمدون على تقنيات Gemini الحديثة لتقسيم المسائل المعقدة إلى خطوات صغيرة، مثل تحديد المناطق المعرّضة للأعاصير أو تقييم قابلية المجتمعات للصمود.
ثورة في تحليل الصور والبيانات الجغرافية
يمثل «Earth AI» قفزة في دراسة الأرض من خلال الجمع بين البيانات السكانية والبيئية والصور الفضائية. فكل نموذج أساسي يتخصص في جانب معين، لكن التكامل بين النماذج يحقق ما تسميه «جوجل» التحليل المتقاطع للمجالات، وهو ما يمكّن الباحثين من طرح أسئلة معقّدة بلغة طبيعية، مثل: *أين سيضرب الإعصار القادم؟* وما المناطق الأكثر هشاشة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية؟
وهذا النهج المتكامل يؤدي إلى بناء فهم أدق لعلاقات الإنسان بالبيئة، سواء لتطوير نظم الإنذار المبكر أو تحسين إدارة الموارد الطبيعية أو دعم جهود الاستدامة العالمية.
تعاون مفتوح ودعم للمجتمع العلمي
تقول «جوجل» إنها ستفتح الباب تدريجياً أمام المؤسسات الأكاديمية والشركات للحصول على acceso إلى المنصة من خلال خدمات Google Cloud وVertex AI. كما يشارك المشروع في برامج دعم منظمات دولية مثل الأمم المتحدة وشركاء يعملون في مجالات الصحة العامة والإغاثة والبيئة. ويعكس هذا التوجه رغبة الشركة في تحويل المنصة إلى أداة عالمية تدعم **التحليل الجغرافي والإنساني** في مواجهة التحديات المعاصرة.
في السياق نفسه، تواصل «جوجل» التعاون مع جامعات مثل أكسفورد التي أثبتت أن نموذج «الديناميات السكانية» ساعد في تحسين التنبؤات طويلة المدى بأمراض مثل حمى الضنك في البرازيل بنسبة تفوق 40%.
نظرة مستقبلية
يبدو أن «Google Earth AI» ليس مجرد منتج جديد، بل بداية لحقبة جديدة في ذكاء الأرض، حيث تمتزج البيانات والصور والتفاعل البشري في منظومة واحدة للتنبؤ بالمتغيرات الكوكبية. في عالم يزداد تأثراً بتغير المناخ والكوارث الطبيعية، قد يصبح هذا النوع من الذكاء الاصطناعي الحليف الأهم لصنّاع القرار والعلماء على حد سواء.
بهذه الخطوة، تواصل «جوجل» بناء جسرٍ بين الفضاء الافتراضي وكوكبنا الحقيقي، لتمنحنا رؤية أوضح عن كيف يتغير العالم من حولنا — وربما تساعدنا على تغييره نحو الأفضل.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
