فايرفوكس تكشف عن حماية جديدة تقلل تتبع المستخدمين بنسبة 70٪

ملاذ المدني
ملاذ المدني

2 د

أعلنت موزيلا عن تحديث ضخم في فايرفوكس يقلل تتبع المستخدمين بنسبة 70%.

يأتي التحديث ضمن منظومة الحماية المحسّنة من التتبع ويوفر خصوصية عالية للمستخدمين.

تُركز التحديثات على تشويش البيانات التقنية التي تستخدمها المواقع في التتبع الرقمي.

التقنيات الجديدة تقلل عدد المستخدمين الممكن تتبعهم من 60% إلى 20%.

تؤكد موزيلا استمرارها في تحسين أنظمة الدفاع لحماية خصوصية المستخدمين.

في خطوة جديدة نحو تعزيز الخصوصية على الإنترنت، أعلنت شركة موزيلا عن تحديث جوهري في متصفحها **فايرفوكس** يهدف إلى تقليص قدرة المواقع على تتبع المستخدمين عبر ما يُعرف بـ “البصمات الرقمية” (Fingerprinting). التحديث المدمج في النسخة رقم 145 من المتصفح، يُتوقع أن يقلل إمكانية التعرف على المستخدمين بشكل فريد بنسبة تصل إلى 70%، وهو ما يمثل انتصاراً ملموساً لعشّاق الخصوصية.

هذا التحديث يأتي ضمن منظومة **الحماية المحسّنة من التتبع** التي طوّرتها الشركة منذ سنوات، وهو متاح حالياً في وضع **التصفح الخاص** ووضع **الحماية الصارمة ضد التتبع (ETP Strict)**، على أن يتم طرحه قريباً للمستخدمين في الوضع العادي.

وهذا يربط بين جهود فايرفوكس المستمرة ومساعيه لتثبيت نفسه كأحد أكثر المتصفحات حرصاً على حماية البيانات الشخصية.


كيف تعمل البصمة الرقمية ولماذا تُعد خطراً؟

على عكس **ملفات تعريف الارتباط** التي يمكن للمستخدم رفضها بسهولة، فإن “بصمات المتصفح” تعتمد على معلومات فنية يصعب حجبها، مثل نوع النظام، دقة الشاشة، الخطوط المثبّتة، إعدادات اللغة، وعدد الأنوية في المعالج. تجمع المواقع هذه البيانات لتشكيل "ملف تعريف" دقيق يمكنه تتبع المستخدم حتى عند تعطيل التتبع أو استخدام الوضع الخفي.

وهو ما يجعل تحديث فايرفوكس الأخير خطوة وقائية ذكية، إذ طوّر المتصفح آليات للتعتيم على هذه التفاصيل التقنية ومنع المواقع من استغلالها في التعقب.


إجراءات موزيلا الجديدة لمكافحة البصمات

ضمن هذا التحديث، اعتمدت موزيلا آليات متعددة لتشويش البيانات التي يمكن استغلالها للتتبع، مثل: إضافة ضوضاء عشوائية على الصور الخلفية التي تُقرأ من المواقع، واستخدام مجموعة خطية موحّدة لأنظمة التشغيل، وإخفاء تفاصيل تتعلق بدقة الشاشة وعدد أنوية المعالج وإمكانيات اللمس.

هذه التقنيات تُعد نقلة نوعية في مفهوم حماية المستخدم، إذ تقلّص نسبة المستخدمين الذين يمكن تتبعهم من أكثر من 60% إلى نحو 20% فقط.
وهذا يمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من تصفح الإنترنت تكون فيها الخصوصية جزءاً أصيلاً من التجربة اليومية.


تحديات الخصوصية المستقبلية

ذو صلة

رغم هذا التقدّم الكبير، تُقرّ موزيلا بأن الوصول إلى نسبة صفر في المئة من التتبع أمر شبه مستحيل، إذ تعتمد كثير من المواقع والخدمات على بعض المعلومات “القابلة للبصم” لضمان أداء الوظائف الحيوية للمواقع. ومع ذلك، فإن الشركة تؤكد استمرارها في تحسين أنظمة الدفاع لجعل هذه البيانات أقل فائدة لمنصات الإعلانات والتتبع.

في النهاية، يُظهر هذا التطور من فايرفوكس كيف يمكن للتقنيات الحديثة أن تُعيد تعريف العلاقة بين المستخدم والإنترنت، عبر تمكين الأفراد من استعادة السيطرة على هويتهم الرقمية وسط عالمٍ يتسارع فيه سباق البيانات والتتبّع.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة