مستخدو iOS يحصلون على ميزة تشغيل أكثر من حساب واتساب لأول مرة

يبدو أن مستخدمي آيفون على موعد مع واحدة من أكثر الميزات طلباً منذ سنوات، فواتساب بدأ بالفعل اختبار تشغيل أكثر من حساب على الجهاز نفسه دون الحاجة لأي حيل أو تطبيقات إضافية. خطوة صغيرة على الورق، لكنها قد تغيّر طريقة استخدام ملايين الأشخاص للتطبيق الأشهر في التراسل الفوري.

بدأت القصة عندما رصد بعض المختبرين على منصة TestFlight ظهور خيار جديد يسمح بإضافة حسابات متعددة داخل واتساب مباشرة. وتكشف هذه الخطوة عن توجه واضح لجعل التنقل بين الحسابات سلساً كما هو الحال في إنستغرام، خاصة أن كل حساب يحتفظ بسجل الدردشات وإعدادات الإشعارات وتفضيلات الخصوصية بشكل مستقل. وهذا التغيير يربط بين التوسع المستمر لواتساب وبين رغبة المستخدمين في فصل حياتهم الشخصية عن المهنية دون تسجيل خروج أو إدخال بيانات جديدة في كل مرة.

وتتفرع من هذه الميزة لوحة جديدة داخل الإعدادات تحمل اسم قائمة الحسابات، يمكن من خلالها إضافة حساب أو حذفه بسهولة. اللافت أن الانتقال بين الحسابات لا يتطلب إعادة تشغيل التطبيق أو تحميل بيانات جديدة، وهو ما يشير إلى إعادة تصميم داخلية أكثر مرونة في بنية التطبيق نفسها. وهذا يعيدنا إلى التغييرات الكبيرة التي بدأت واتساب في طرحها أولاً لمستخدمي أندرويد عام 2023، حين أعلنت الشركة أن تفعيل ميزات مشابهة يتطلب وجود شريحتي اتصال نشطتين على الهاتف نفسه.

ومع أن الشركة لم تعلن حتى الآن عن تاريخ محدد لوصول هذه الميزة لمستخدمي آيفون، فإن ظهورها لدى عدد متزايد من المختبرين يجعل إطلاقها قريباً على الأرجح. وهذا التطور ينسجم مع سياسة واتساب الحديثة في توسيع نطاق خدماتها داخل منظومة أبل، خصوصاً بعد طرح التطبيق على ساعة آبل مع دعم قراءة الرسائل والتنبيهات الصوتية دون الحاجة للهاتف.

في هذا السياق، يبرز أن نسخة واتساب الأحدث على متجر التطبيقات، وهي 25.34.74، أصبحت شرطاً أساسياً للاستفادة من الميزات الجديدة إلى جانب ضرورة امتلاك ساعة آبل من الجيل الرابع أو أحدث تعمل بنظام watchOS 10. وهذا يعكس اندماجاً أكبر بين واتساب والأجهزة القابلة للارتداء، ما يجعل استخدام التطبيق أكثر مرونة في مختلف السيناريوهات اليومية.

باختصار، اختبار ميزة تعدد الحسابات على آيفون ليس مجرد إضافة تقنية جديدة، بل خطوة تعكس نضج واتساب وتطويره أدوات أكثر تكيّفاً مع حياة المستخدمين المتعددة المسارات. وإذا استمر الإيقاع بهذه الوتيرة، فقد نجد أنفسنا أمام نسخة من واتساب تقترب أكثر من أن تكون منصة شاملة للاتصال والعمل والشخصية بدلاً من مجرد تطبيق مراسلة.