شراكة ضخمة لتعزيز شبكة الذكاء الاصطناعي اللامركزية في تيليجرام ومنافسة OpenAI بقوة

ملاذ المدني
ملاذ المدني

3 د

تستعد شبكة Cocoon لتقديم بديل لامركزي لمنصات الذكاء الاصطناعي المركزية مثل OpenAI.

يدعم AlphaTON Capital بنية تحتية مستدامة بطاقة كهرومائية في السويد لشبكة Cocoon.

تتيح Cocoon للمستخدمين توفير موارد حاسوبية وكسب عملات TON في المقابل.

تليغرام تستغل مليارات مستخدميها لتعزيز منصة Cocoon وتوفير خدمات ذكاء اصطناعي.

المشروع يسعى لمزج الخصوصية، الاستدامة، والحوكمة اللامركزية في مستقبل الذكاء الاصطناعي.

يبدو أن مشهد الذكاء الاصطناعي على وشك استقبال لاعب مختلف تماماً عن المتعارف عليه، حيث تتحرك شبكة Cocoon التابعة لتليغرام بخطى ثابتة نحو بناء بنية تحتية تعتمد على اللامركزية والخصوصية وتقليل استهلاك الطاقة. الفكرة باختصار: بديل مفتوح وواسع للمنصات المركزية مثل OpenAI، قائم على مجتمع عالمي من المستخدمين الذين يوفرون قوة الحوسبة ويكسبون منها في الوقت نفسه.


اندفاع قوي لتجهيز البنية التحتية

بدأت القصة عندما أعلنت AlphaTON Capital، أحد أهم الداعمين في منظومة بلوكتشين Ton، عن نشر عدد ضخم من بطاقات الرسوميات عالية الأداء داخل مركز بيانات يعمل بالطاقة الكهرومائية في السويد. هذا التعاون يجمع أسماء بارزة في مشهد الذكاء الاصطناعي اللامركزي مثل SingularityNET وCUDO Compute وVertical Data ضمن خطوة تهدف إلى توفير قدرة حوسبة ضخمة لشبكة Cocoon. وهذا الربط بين الاستثمار الضخم واعتماد الطاقة النظيفة يعكس توجهاً واضحاً نحو ذكاء اصطناعي أكثر استدامة.

ومع هذا الدفع الكبير في البنية التحتية، يصبح من الطبيعي الانتقال إلى قلب الفكرة التي تقوم عليها Cocoon وكيف تميّز نفسها عن اللاعبين الآخرين.


فكرة Cocoon: اللامركزية تُعيد توزيع القوة

تقوم شبكة Cocoon، وهي اختصار لعبارة Confidential Compute Open Network، على نموذج يتيح لأي شخص أن يقدّم موارده الحاسوبية ليستفيد الآخرون منها، مقابل الحصول على عملات TON. هنا تتحول مفاهيم مثل حوسبة الحافة وسلاسل الكتل والخصوصية الرقمية إلى أدوات عملية تمنح المستخدم سيطرة أكبر على بياناته دون الحاجة للمرور عبر شركات تملك كل شيء. وهذا يربط بين الحاجة العالمية لحماية البيانات وبين محاولة تليغرام تقديم منظومة أكثر شفافية للمطورين والمستخدمين.

وبما أن المنصة تعتمد على شهرة تليغرام الواسعة، فمن المنطقي التعمق في الدور الذي يلعبه التطبيق في تعزيز طموح Cocoon.


قوة تليغرام: مليار مستخدم كرافعة استراتيجية

يُنظر إلى تليغرام اليوم ليس كمنصة مراسلة فقط، بل كبوابة تقنية تضم مجتمعات إلكترونية ضخمة وأدوات تطوير مثل Mini Apps. من هذا المنطلق، تخطط الشركة لاعتماد Cocoon لتشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بل وتشجيع المطورين على فعل الشيء نفسه. وجود قاعدة مستخدمين تتجاوز المليار يمنح المشروع زخماً لا يمكن تجاهله، ويجعله منافساً محتملاً لأنظمة مركزية مثل ChatGPT وGoogle Gemini. وهذا يربط بدوره بين توسع الاستخدام الفعلي وبين توجه المستثمرين نحو دعم البنية التقنية.

ومع وضوح الجانب التجاري، يصبح من المهم فهم الصورة الأكبر التي يراها المستثمرون وشركاؤهم حول مستقبل هذا النوع من الذكاء الاصطناعي.


توافق بين الخصوصية والاستدامة والحوكمة

تؤكد AlphaTON وشركاؤها أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لن يكون صراعاً بين السرعة والسعة الحاسوبية فقط، بل بين قيمٍ مثل الحوكمة اللامركزية وحماية المستخدمين وتقليل البصمة الكربونية. تصريحات المسؤولين تتحدث بوضوح عن رفض النماذج التي تجمع البيانات بلا حدود أو تستهلك الطاقة بمعدلات لا يمكن تحملها. النموذج الجديد، كما يقولون، يمكنه تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي دون أن يكون على حساب الخصوصية أو البيئة. وهذا يربط بدقة بين الخطاب الأخلاقي للمشروع وبين فرص توسعه خلال السنوات القادمة.

ذو صلة

خاتمة

بين الدعم المالي القوي، والبنية التحتية النظيفة، وقوة مجتمع تليغرام العالمي، يبدو أن Cocoon AI يدخل سباق الذكاء الاصطناعي من زاوية مختلفة تماماً. قد لا يزيح اللاعبين الكبار بين ليلة وضحاها، لكنه يعيد طرح السؤال الأهم: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مفتوحاً وآمناً ومربحاً للجميع؟ الزمن كفيل بالإجابة، لكن المؤشرات الأولى تبدو واعدة.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة