عامان من التجارب يحددان مصير بطارية هاتفك مع الشحن السريع

في عالم الهواتف الذكية، لا يتوقف الجدل حول طريقة الشحن المثلى للحفاظ على عمر البطارية. قناة **HTX Studio** على يوتيوب قررت حسم هذا الجدل من خلال تجربة علمية طويلة الأمد امتدت لعامين، شملت شراء 40 هاتفاً وإجراء اختبارات شحن متواصلة، بحثاً عن إجابة واحدة: هل يؤدي **الشحن السريع** إلى تلف البطارية مع مرور الوقت؟

يبدأ التقرير بإيضاح أن معظم المقارنات التقليدية تركز على عمر البطارية أو سرعة الشحن فقط، لكنها لا تكشف التأثير الحقيقي على **صحة البطارية**. لذلك، اعتمد صانع المحتوى على تجربة مصممة بعناية تشمل **هواتف آيفون 12** و**iQOO 7**، قُسمت إلى مجموعات تعمل بالشحن البطيء والسريع مع مراقبة الأداء والقدرة على الاحتفاظ بالطاقة على مدى مئات الدورات.

استخدم الفريق تطبيقاً خاصاً لتفريغ البطارية من 100% إلى 5% بشكل شبه آلي، ثم إعادة شحنها حتى الامتلاء، أي دورة شحن شبه كاملة تعادل **0.95 دورة**. كما طبقوا سيناريو آخر يُبقي الشحن بين 30% و80% فقط، وهو ما يعادل نصف دورة تقريباً، لقياس الفرق بين الشحن الكامل والجزئي.

وهذا يربط بين تصميم التجربة الدقيق وإمكانية المقارنة الواقعية بين أسلوبَي استخدام شائعين: إعادة الشحن عند انخفاض الطاقة بشدة أو الحفاظ على النسبة المتوسطة بشكل دائم.

### النتائج: الفارق أقل مما نتوقع

بعد مرور 167 يوماً وقرابة 500 دورة شحن – أي ما يعادل سنة ونصف من الاستخدام الفعلي – أظهرت النتائج أن الشحن السريع (بقوة 20 واط على آيفون و120 واط على iQOO) **لم يُحدث تأثيراً جوهرياً** على صحة البطارية مقارنة بالشحن البطيء. بل إن شحن الهاتف في نطاق 30% إلى 80% قلّل التدهور الطفيف أكثر من الشحن الكامل من 5% إلى 100%. ومع ذلك، بقي الفرق ضئيلاً للغاية وغير مؤثر للاستخدام اليومي.

ينتقل التقرير بعدها إلى تجربة أخرى تهدف لمعرفة إن كان ترك الهاتف مشحوناً بالكامل يؤذي البطارية.

قام الباحث بتخزين ثلاثة هواتف آيفون 12 بحالات شحن مختلفة: 1%، و50%، و100% مثبتة على الشاحن لمدة أسبوع. المفاجأة أن **أيًّا منها لم يُظهر انخفاضاً ملموساً في السعة**، مما يشير إلى أن تدهور البطارية عملية بطيئة تحدث خلال فترات طويلة. هذا يعني أن ترك الهاتف على الشاحن لفترة وجيزة لن يؤدي إلى أي ضرر يُذكر.

لكن التجربة تُذكّر المستخدمين بأن التآكل التدريجي للبطارية لا مفر منه، حيث تبدأ **مؤشرات الأداء** بالانخفاض عند وصول الصحة إلى نحو 85%، وتصبح واضحة أكثر عندما تنخفض تحت 80%. في تلك المرحلة، يُنصَح بتبديل البطارية لاستعادة عمر الاستخدام وسرعة الأداء المستقرة.

تثبت تجربة HTX Studio أن **الشحن السريع ليس العدو** الذي يظنه كثيرون. ما يضر البطارية حقاً هو الحرارة المرتفعة والاستعمال القاسي على مدى طويل، لا سرعة تدفق التيار نفسها. إذا كنت تشحن هاتفك بانتظام ضمن حدود معقولة وتحرص على إبقائه بعيداً عن الحرارة، فلن تقلق كثيراً بشأن طريقة الشحن، سواء كانت سريعة أو بطيئة.

بهذا، تُغلق هذه التجربة باب الشك حول أكثر الأسئلة التي حيّرت مستخدمي الهواتف لسنوات: يمكن للشحن السريع أن يكون آمناً تماماً—ما دام يُستخدم بعقلانية وضمن المعايير الموصى بها.