OTITON: طبيب في المنزل لتشخيص أمراض الأنف والأذن

هل يمكن لجهاز صغير في درج المنزل أن يختصر زيارة الطبيب؟ هنا في أراجيك، هذا السؤال رافقنا خلال Global Media Meet-Up في سيول، داخل مكاتب Aving News، حيث التقينا بعدد من الشركات الكورية التي تستعد للمشاركة في CES 2026. من بين كل تلك الابتكارات، لفتت انتباهنا شركة OTITON، ليس لأنها تقدم تقنية معقدة، بل لأنها تحاول حل مشكلة يومية يعرفها كل أب وأم.

خلال لقائنا مع Suri Lee، ممثلة الشركة، شعرنا أننا لا نتحدث عن “جهاز ذكي” بقدر ما نتحدث عن تجربة شخصية تحولت إلى منتج. الفكرة بدأت مع مؤسس الشركة Jaden Kim، وهو أب شاب عاش تجربة القلق نفسها التي يعيشها ملايين الأهالي. طفل يعاني من حرارة أو ألم في الأذن، مستشفى مزدحم، وانتظار طويل لتشخيص غالباً ما يكون بسيطاً.

فكرة OTITON وُلدت خلال جائحة كورونا، في وقت أصبحت فيه المستشفيات تحت ضغط هائل. في رأينا، هذا التوقيت لم يكن صدفة. الجائحة كشفت هشاشة الأنظمة الصحية عندما يتعلق الأمر بالحالات البسيطة، لكنها شائعة، مثل التهابات الأذن أو الحمى.

منتج الشركة، Doctor in House، هو ميزان حرارة ذكي متعدد الوظائف. من جهة، يقيس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء، ومن الجهة الأخرى يحتوي على منظار أذن صغير. الجهاز متصل بتطبيق على الهاتف، يتيح للأهل رؤية داخل الأذن مباشرة، مع تحليل أولي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

Suri لخصت الفكرة بجملة واضحة: الهدف ليس استبدال الطبيب، بل تجنب الذهاب إليه عندما لا يكون ذلك ضرورياً. من خلال تجربتنا في الاطلاع على المنتج، وجدنا أن قوته الحقيقية تكمن في بساطته. لا خطوات معقدة، لا إعدادات مربكة. جهاز واحد، تطبيق واحد، وتجربة مصممة للاستخدام اليومي.

OTITON لا تكتفي بعرض صورة أو رقم حرارة. في قلب النظام، هناك ذكاء اصطناعي تم تدريبه على أكثر من 55 ألف حالة سريرية لالتهابات الأذن الوسطى، مأخوذة من أكبر المستشفيات الجامعية في كوريا الجنوبية.

الذكاء الاصطناعي قادر حالياً على اكتشاف سبع حالات مرضية مختلفة، من بينها التهاب الأذن الحاد، ثقب طبلة الأذن، وتراكم الشمع. الأهم من ذلك، أن قاعدة البيانات تُراجع وتُحدّث ثلاث إلى أربع مرات سنوياً لتحسين دقة النتائج.

أحد أعضاء فريق أراجيك، وهو أب لطفلين، علّق بعد العرض قائلاً إن هذا النوع من الأدوات لا يقدّر قيمته إلا من عاش القلق الليلي بسبب حرارة مفاجئة أو بكاء طفل لا يستطيع شرح ألمه. في رأينا، هذا هو الاختبار الحقيقي لأي منتج صحي منزلي.

OTITON تعمل أيضاً على إضافة اختبار سمعي بسيط، يعتمد على إشارات صوتية بدرجات مختلفة، للكشف المبكر عن ضعف السمع. خطوة نراها ذكية، خصوصاً في مرحلة الطفولة المبكرة.

اللافت أن OTITON لا تخطط للتوقف عند صحة البشر. في 2026، ستطلق الشركة Doctor Pet، نسخة مخصصة للحيوانات الأليفة. هنا تتغير التحديات، فتركيبة أذن الحيوانات، خصوصاً الكلاب، أكثر تعقيداً.

الشركة أعادت تصميم المستشعر والأداة، باستخدام رأس من السيليكون المرن والقابل للتبديل، مع الحفاظ على التشخيص غير التدخلي لتجنب أي توتر للحيوان. الفكرة، كما قالت Suri، هي إعطاء الحيوانات “صوتاً رقمياً” يساعد أصحابها والأطباء البيطريين على فهم حالتها الصحية.

التطبيق المخصص لـ Doctor Pet سيسمح بتتبع الأعراض، تسجيل العلاجات، ومشاركة البيانات بسهولة مع الطبيب البيطري. ومع سعر متوقع يقارب 150 دولاراً، تراهن OTITON على أن يكون المنتج في متناول شريحة واسعة من أصحاب الحيوانات.

من وجهة نظرنا، دخول هذا المجال في هذا التوقيت ذكي جداً. سوق العناية بالحيوانات يشهد نمواً سريعاً، ومعه يزداد الطلب على حلول صحية منزلية موثوقة.

OTITON لا تعد بعلاج، بل بتشخيص أولي واعٍ. وهذا فارق مهم. في عالم تعاني فيه الأنظمة الصحية من ضغط مستمر، الحلول التي تقلل الزيارات غير الضرورية للمستشفى تصبح ذات قيمة حقيقية.

مع Doctor in House وDoctor Pet، تقدم OTITON تصوراً جديداً للرعاية الصحية المنزلية. رعاية استباقية، مدعومة بالبيانات، وسهلة الاستخدام. في رأينا، هذا النوع من الابتكار لا يغير الطب بين ليلة وضحاها، لكنه يغيّر سلوك الناس.

من سيول، خرجنا بانطباع واضح. OTITON ليست مجرد شركة أجهزة طبية، بل محاولة لإعادة تعريف علاقة العائلة بالصحة اليومية. شركة كورية تستحق المتابعة في CES 2026، وربما قريباً، في منازلنا.