منصة X تعتمد استراتيجية جديدة للتحكم في الروابط لإبقائك داخل التطبيق

مصطفى يسري
مصطفى يسري

2 د

تختبر «إكس» تغييرًا يشمل إبقاء التفاعل مرئياً أثناء تصفح الروابط على iOS.

التغيير يهدف لمنع هجرة المستخدمين عبر إبقاء المنشورات بارزة في أسفل الشاشة.

إيلون ماسك يعلن عن تحديث يجعل الذكاء الاصطناعي يفهم المحتوى بدلًا من الاعتماد على الإعجابات والردود.

تحاول «إكس» أن تصبح تطبيق "كل شيء" ليجمع التصفح والتجارة والتواصل في مكان واحد.

التغيير يثير قلقاً من تحول الإنترنت إلى جزر مغلقة تديرها الخوارزميات.

في كل مرة نضغط فيها على رابط داخل تطبيق «إكس»، نشعر وكأننا نغادر غرفة مزدحمة إلى ممرٍ مجهول في مكان آخر من الإنترنت. لكن يبدو أن الشركة لم تعد تريدنا أن نغادر بهذه السهولة. إذ تختبر «إكس» تغييرًا في طريقة فتح الروابط على نظام iOS، بحيث تبقي أزرار الإعجاب والمشاركة والتعليق ظاهرة دائمًا، حتى أثناء تصفح المحتوى الخارجي.


محاولة جديدة لكسب انتباه المستخدم

الخطوة ليست مجرد تعديل واجهة، بل تعكس هاجسًا قديمًا في شبكات التواصل: كيف تُبقي المستخدم داخل المنصّة لأطول فترة ممكنة. عندما كان الرابط يفتح في صفحة تغطي المنشور بالكامل، كان كثير من المستخدمين يتوقفون عن التفاعل أو حتى لا يعودون لتطبيق «إكس». التغيير الجديد يهدف إلى حل هذه المشكلة عبر إبقاء المنشور حاضرًا في أسفل الشاشة، وكأن التطبيق يذكّرك باستمرار: «ما زلت هنا».


تحوّل في خوارزمية التوصيات

بالتوازي مع هذا التعديل، أعلن إيلون ماسك عن تحديث مرتقب في نظام التوصيات، يجعل الذكاء الاصطناعي يقرأ كل منشور وفيديو يوميًا ليفهم المحتوى مباشرة بدل الاعتماد على مقاييس سطحية مثل عدد الإعجابات أو الردود. هذا التوجه يُشير إلى محاولة «إكس» تحويل المنصّة من منظومة تفاعل إلى منظومة فهم، حيث لا يُكافأ المنشور لمجرد الضجيج الذي يخلقه، بل لمحتواه وما يتضمنه فعلًا.


ماذا يعني البقاء داخل التطبيق؟

في الرؤية التي يروج لها ماسك، يريد «إكس» أن يصبح تطبيق «كل شيء»، مساحة تجمع التصفح والتسوق والدفع والتواصل في مكانٍ واحد. جعل الروابط تعمل دون مغادرة التطبيق خطوة صغيرة في طريق هذه الفكرة. لكنّها أيضًا تثير أسئلة حول حدود الانفتاح على الويب، وعن احتمالية أن يتحول الإنترنت نفسه إلى جزر مغلقة داخل تطبيقات ضخمة تديرها الخوارزميات.


خطر الانغلاق في نظام مغلق

ذو صلة

كلما نجحت المنصّات في احتواء المستخدم داخل بيئتها، تقلّ مساحة الويب المفتوح الذي كان جوهر التجربة الرقمية الأولى. قد يُكسب هذا «إكس» المزيد من الوقت والمشاركة، لكنه في المقابل يعيد تشكيل علاقة الإنسان بالمعلومة، من الاستكشاف إلى الاستهلاك داخل جدران رقمية عالية. المعضلة هنا لم تعد تقنية فقط، بل ثقافية أيضاً: هل نريد شبكة تربطنا بالعالم أم تطبيقًا يُعيد تعريف العالم من منظور واحد؟

بين سعي الشركات نحو "الكل في واحد" ورغبة المستخدم في البساطة والتنوع، تستمر هذه الرقصة بين الحرية والسيطرة. «إكس» يجرّب نموذجًا جديدًا للبقاء، لكن المستقبل سيجيب إن كان المستخدم يرغب حقًا في البقاء.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة