أمازون تكشف عن نظارات “أميليا”.. ذكاء اصطناعي يرافق السائقين في آخر أمتار التوصيل
3 د
في خطوة جديدة تؤكد رهاناتها على توظيف التكنولوجيا في أعمالها اللوجستية، أعلنت شركة أمازون عن نموذج أولي لنظارات ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي أطلقت عليها اسم "أميليا". صُممت هذه النظارات خصيصاً لمساعدة سائقي التوصيل في أداء مهامهم بكفاءة وسرعة أكبر، لتكون أحدث إضافة في سلسلة ابتكارات الشركة بمجال التقنيات القابلة للارتداء.
تأتي النظارات بكاميرا مدمجة وشاشة عرض صغيرة، وترتبط بسترة مزودة بزر مضمن يتيح للسائقين التقاط صور لعمليات التسليم بضغطة بسيطة. وقالت بيريل تومي، نائبة رئيس قسم النقل في أمازون، إن الشركة تختبر الجهاز في عدة مواقع بمشاركة مئات السائقين وعدد من شركاء خدمات التوصيل.
وهذا يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن شبكات التوصيل، إذ لا يقتصر التطوير على الأنظمة المركزية فقط بل يمتد إلى الأدوات الميدانية في أيدي الموظفين.
أوضحت تومي أن السائقين يستخدمون النظارات فعلياً أثناء عملهم، ما يمنح الشركة بيانات دقيقة لتحسين تجربة الاستخدام. وأضافت أن النظارات مصممة خصيصاً لحالات الاستخدام الميداني، مع إمكانية توسعة نطاق التجارب لاحقاً في أمريكا الشمالية ثم في باقي الأسواق العالمية.
ورغم أن المنتج موجه في المقام الأول للسائقين، لم تستبعد تومي احتمال طرحه للمستهلكين مستقبلاً، لتدخل أمازون بذلك إلى مجال تشتد فيه المنافسة من شركات كبرى مثل ميتا وغوغل اللتين تطوران منتجات مشابهة للفئات العامة من المستخدمين.
وهذا يعكس التوجه العام لعمالقة التكنولوجيا لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتكامل الأجهزة الذكية لتحسين تجربة العمل والاستهلاك على حد سواء.
وفي سياق موازٍ، كشفت أمازون عن ذراع روبوتية جديدة تعمل جنباً إلى جنب مع موظفي المستودعات، صُممت لفرز الطرود بسرعة ودقة أعلى. ويُتوقع أن تسهم هذه الروبوتات الصناعية في تقليل الإصابات المهنية وتعظيم الاستفادة من مساحات التخزين داخل المستودعات. كما تعمل الشركة على تطوير نظام ذكاء اصطناعي متكامل لإدارة العمليات اللوجستية وتحليل البيانات لحظياً لاستباق الاختناقات وتحسين الأداء.
هذا التكامل بين الأنظمة الذكية في الميدان وفي مراكز الفرز يُبرز رؤية أمازون الشاملة نحو الأتمتة الذكية وتحقيق أعلى كفاءة تشغيلية دون الإخلال بعنصر الأمان البشري.
حرصت أمازون على تزويد نظارات "أميليا" بخصائص أمان دقيقة؛ إذ تتعرف النظارات على حركة المركبة وتغلق تلقائياً أثناء القيادة لمنع التشتيت. كما يحتوي وحدة التحكم على مفتاح فعلي يسمح للسائق بإيقاف الكاميرا وجميع الحساسات متى شاء، في دلالة على اهتمام الشركة بجوانب الخصوصية. وتشير التقديرات إلى أن الجهاز قد يوفّر ما يصل إلى ثلاثين دقيقة من وقت العمل في كل نوبة عبر تقليل المهام المتكررة وتسريع العثور على الطرود داخل المركبات.
ومن خلال هذه الابتكارات، تؤكد أمازون أنها لا تسعى فقط لزيادة العائد الإنتاجي، بل لتوفير بيئة عمل أكثر راحة وسلامة لسائقيها وموظفيها.
في الختام، تمثل نظارات "أميليا" مثالاً جديداً على مسار الدمج بين الذكاء الاصطناعي والابتكار الصناعي في قطاع الخدمات اللوجستية. وبينما تتجه ميتا وغيرها إلى الأسواق الاستهلاكية، تركز أمازون على تحسين الكفاءة التشغيلية في "المرحلة الأخيرة" من شبكة التوصيل. وبذلك ترسم الشركة ملامح مستقبل يمكن أن يصبح فيه الذكاء الاصطناعي زميلاً يومياً لكل موظف ميداني في العالم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.