مايكروسوفت تطلق “Copilot Fall Release”: الذكاء الاصطناعي الذي يعيدك إلى حياتك
3 د
في خطوة وصفتها مايكروسوفت بأنها "قفزة نحو جعل الذكاء الاصطناعي أكثر إنسانية"، أعلنت الشركة عن طرح تحديث ضخم لخدمةCopilot يحمل اسم "Copilot Fall Release"، وهو إصدار يهدف إلى جعل المساعد الذكي أكثر شخصيةً، فائدةً، وقربًا من المستخدمين في حياتهم اليومية.
تأتي هذه الخطوة في وقت تتنازع فيه الآراء حول مستقبل الذكاء الاصطناعي؛ بين الحماس الكبير والمخاوف الواسعة، إذ تؤكد مايكروسوفت أن رؤيتها تقوم على مبدأ بسيط: *التكنولوجيا في خدمة الإنسان، وليست العكس*. وتطمح الشركة إلى تقديم أدوات رقمية تمنح الناس وقتًا أكثر لحياتهم بدل أن تستهلكه منهم.
وهذا يعكس بوضوح الرؤية التي يتبناها رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت مصطفى سليمان، الذي شدّد على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يعزز الإبداع البشري ويحترم الحكم الشخصي، لا أن يحل مكانه.
مساعد رقمي يُعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والآلة
من أبرز ما جاء في التحديث الجديد، تحويل Copilot إلى ما تسميه الشركة "رفيقًا رقمياً"، أي AI Companion، يساعد المستخدم في التفكير والتخطيط والحلم، ولكنه يتصرّف دائمًا ضمن شروط من يستخدِمه. يستطيع Copilot الآن أن يتذكر المعلومات المهمة، ويفهم سياق المحادثات السابقة، ويتكيّف مع تفضيلات المستخدم وشخصيته.
وهذا يفتح الباب لمرحلة جديدة من التفاعل مع التقنية، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي أداة فهم ومؤازرة وليس مجرد برنامج للحلول الجاهزة. كما أضافت الشركة خاصية "Groups" التي تتيح التعاون بين المستخدمين في الوقت الفعلي عبر Copilot، لتلخيص النقاشات وتنظيم المهام وتوليد أفكار مشتركة.
شخصية جديدة وتجربة أكثر دفئًا
في إطار جعل التجربة أكثر قربًا، قدمت مايكروسوفت شخصية افتراضية جديدة تُعرف باسم “Mico”، وهي وجه ودود يمكن تخصيص مظهره وألوانه ويستجيب لمشاعر المستخدم أثناء المحادثة الصوتية. هذه الإضافة تهدف إلى جعل التواصل مع الذكاء الاصطناعي أكثر إنسانية وبُعدًا عن الجفاف التقني.
كما أطلقت أسلوب حواري جديد يتيح التفاعل بتعبيرات طبيعية تُشبه “الحديث الواقعي”، بحيث لا تكون إجابات Copilot مجرد ردود جامدة بل مساهمات تشاركية تضيف عمقاً للنقاش.
الذاكرة، الخصوصية، والتكامل عبر التطبيقات
ترافق هذا التحديث مع تطوير قدرات الذاكرة الطويلة لدى Copilot، بحيث يستطيع المستخدم تذكيره بمناسبات أو مهام مستقبلية مثل التدريب لماراثون أو تذكّر ذكرى سنوية. كما دعمت مايكروسوفت المساعد بوصلات ذكية (Connectors) تسمح له بالبحث في محتوى المستخدم داخل خدمات مثل OneDrive وOutlook وGoogle Drive، مع التأكيد على أن الخصوصية تبقى بيد المستخدم وحده.
ويتّضح من هذا النهج أنّ الشركة تريد لمساعدها أن يعمل كــ“عقل رقمي مساعد” يعزز الإنتاجية دون المساس بالأمان الشخصي.
Copilot في الصحة، التعليم، ونظام ويندوز
ولأن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من حياتنا اليومية، ركزت مايكروسوفت أيضًا على مجالات الصحة والتعليم. Copilot for Health يجلب مصادر موثوقة للإجابة عن الأسئلة الطبية ويرشد المستخدم إلى الأطباء المناسبين، بينما يعمل Learn Live كمعلّم تفاعلي يطرح الأسئلة ويشرح المفاهيم بأسلوب حواري ميّال للتفكير النقدي.
وفي نظام Windows 11، أصبح التفاعل مع Copilot أكثر طبيعية عبر الأمر الصوتي "Hey Copilot"، وقدرة المساعد على تلخيص المستندات أو إرشاد المستخدم خطوة بخطوة أثناء العمل بفضل ميزة Copilot Vision. أما متصفح Edge فقد تحوّل هو الآخر إلى “متصفح ذكي” يستطيع تلخيص الصفحات واتخاذ إجراءات مثل الحجز أو ملء النماذج.
ختامًا: الذكاء الاصطناعي يصبح أقرب للناس
يبدو أن مايكروسوفت تراهن على نشر مفهوم جديد في عالم الذكاء الاصطناعي، قوامه الثقة، الشخصية، والصلات الإنسانية. فبدلاً من منافسة البشر، تسعى الشركة إلى تمكينهم، مقدّمة Copilot كرفيق رقمي يوسّع قدراتهم الإبداعية والمعرفية.
وبحسب إعلانها الرسمي، فإن معظم هذه الميزات متاحة حاليًا في الولايات المتحدة وستتوسع تدريجيًا إلى أسواق أخرى. ومع ذلك، يبقى الهدف الأسمى لمايكروسوفت كما قال سليمان:
أن تعمل التقنية في خدمة الإنسان، لا العكس.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
