الذكاء الاصطناعي يغيّر شكل الذكريات: كيف تنقل JL Standard الكورية فيديوهات التأبين إلى العالم

ملاذ المدني
ملاذ المدني

3 د

في أراجيك، تعودنا أن نرى الذكاء الاصطناعي في كل مكان: السيارات، التسوق، الطب، وحتى الفن. لكن قليلون هم من يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإعادة إحياء الذكريات الإنسانية، خاصة في لحظات الفقد والحنين. هذا ما لفت انتباهنا خلال مشاركتنا الأخيرة في فعاليات بانجيو 2025، عندما شاهدنا كيف دمجت JL Standard الكورية الذكاء الاصطناعي مع أحاسيس البشر بطريقة غير مسبوقة.


الذكريات ليست مجرد صور... الذكاء الاصطناعي يعيد رسم الحنين

شركة JL Standard تأسست عام 2018، لكنها لم تكتف بتقنيات الصور التقليدية أو التعديلات العادية. منصتها الرائدة "SoulLink" قادرة على استحضار ملامح شخص راحل من بضع صور وصوت قصير، لتخلق فيديو تأبيني حميمي، يجمع بين الواقع والحنين.

استمعنا خلال عرض الشركة في بانجيو إلى مديرها بول كيم وهو يشرح ثلاثة وظائف أساسية لـSoulLink:

  • تصحيح الذكريات بصريًا: تحسين جودة الصور القديمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • ميزة "لم الشمل": خلق صورة واقعية تجمع بين المتوفى وأحبائه بطريقة تبدو طبيعية، وكأن اللقاء حدث فعلاً.
  • فيديوهات تأبينية شخصية: تجميع الصور، الأصوات والنصوص لخلق فيلم قصير يوثق حياة الراحل وأثره على من حوله.

في رأينا، هذه الوظائف تتجاوز فكرة حفظ الذكرى إلى منح العائلات فرصة جديدة لمعالجة الفقد بشكل خاص وشخصي. أحد أفراد فريق أراجيك جرب الخدمة بعد فقدان قريب له مؤخراً، وقال: "الفيديو منح العائلة لحظة هادئة مع الذكرى، شعور بالدفء والامتنان، دون إزعاج أو حرج من المجتمع".


ليس فقط للتأبين: الذكاء الاصطناعي لذكريات المناسبات وحفظ الأرشيف

JL Standard لم تتوقف عند خدمات التأبين فقط. لديها منصة "LifeLink" التي تنتج دعوات زفاف ومناسبات وأعياد ميلاد بمحتوى شخصي مولّد بالذكاء الاصطناعي. هذه الخدمات تتيح للعائلات والشركات إنتاج فيديوهات احترافية بضغطة زر، دون الحاجة لفريق تصوير أو إخراج تقليدي.

الشركة أطلقت أيضًا أكشاك ذكية في حدائق الذكرى الكورية: بضغطة زر يمكنك طباعة صورة تذكارية أو فيديو قصير لشخص عزيز. وأطلقت خدمة "MemoryLink" لترتيب الأرشيف الرقمي للراحلين، والوصول إليه عبر QR code أو NFC، ما يجعل الذكريات في متناول العائلة في أي وقت.


الأسواق العالمية تنتظر... من طوكيو إلى الرياض

لاحظنا أن JL Standard لا تكتفي بالسوق الكورية، بل تسعى للتوسع الدولي. اليابان باتت أكبر أسواقها الخارجية، خاصة بعد مشاركتها بمعرض ENDEX بطوكيو وإنتاج فيديو تأبيني خاص بالسيدة ديوي سوكارنو، الذي حصد تغطية إعلامية واسعة. هذه التجربة فتحت لهم أبواب شراكات جديدة مع شركات يابانية، إلى جانب انضمامهم لبرامج حاضنات أعمال في فرنسا وبدء برامج تجريبية في الإمارات والسعودية.

هذا التوسع يثبت، في رأينا، أن الذكاء الاصطناعي ليس حكرًا على مجالات الترفيه أو التسويق، بل يمكن أن يعيد تعريف فكرة "الذكرى" نفسها لتناسب خصوصية كل مجتمع.


بانجيو: حاضنة الذكاء الاصطناعي الإنساني

من اللافت أن JL Standard جزء من مجتمع شركات الذكاء الاصطناعي المزدهر في بانجيو Techno Valley، حيث البنية التحتية المشتركة والتشبيك بين الثقافات. استفادت الشركة من هذه البيئة لاختبار خدماتها ميدانيًا، والانضمام لبرامج احتضان مدعومة حكوميًا، والحصول على استثمارات محلية ودولية.


وجهة نظرنا في أراجيك: الذكريات بين الذكاء الاصطناعي والمشاعر الإنسانية

بعد تجربة JL Standard وخدماتها، أصبحنا نؤمن أن الذكاء الاصطناعي إذا طُوّع ليخدم العواطف والخصوصية الإنسانية، يمكن أن يغير الطريقة التي نحزن ونحتفل بها على السواء. الجيل القادم من الذكريات لن يكون مجرد صور في ألبوم أو ملفات على الحاسوب، بل لحظات رقمية حية، يعاد إحياؤها حسب الطلب، بلمسة شخصية تناسب كل ثقافة.

هل نتوقع أن تنتشر مثل هذه الخدمات في العالم العربي قريبًا؟ نحن نرى أن الخصوصية والتقاليد قد تطرح تحديات، لكن مع الوقت، سيجد الذكاء الاصطناعي مكانه حتى في أكثر لحظاتنا إنسانية.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.