ذكاء اصطناعي

حدث Pixel 10 مخيب للآمال: الاستعراض يطغى على الابتكار

أراجيك
أراجيك

4 د

فعالية إطلاق Pixel 10 غلب عليها حضور المشاهير، مما طغى على قيمة التكنولوجيا.

خصصت غوغل احتفالًا صاخبًا لرفع الإثارة حول هواتفها الجديدة.

ظهرت الفعالية بمظهر ترفيهي، لكن غاب عنها الحوار التقني الجدي.

النجوم لم يظهروا اهتمامًا حقيقيًا بالتقنية، ما أثار انتقاد المنصات.

ركز الحدث على الترفيه، لكنه فشل في إيصال القيمة الحقيقية للابتكارات.

بدت القاعة كبيرة ومليئة بالحماس المصطنع، لكن كلمة السر كانت: حرج وتكلف. لدى متابعينا لأخبار التكنولوجيا، لم تمر فعالية Google الأخيرة لإطلاق هاتف Pixel 10 مرور الكرام، بل تحولت إلى حدث طغى عليه الأداء التمثيلي للمذيع الشهير جيمي فالون وضجة المشاهير، حتى كادت تذوب فيه القيمة الحقيقية للتقنيات الجديدة التي قدمتها غوغل في هواتفها الذكية الجديدة.

من المثير للدهشة أن غوغل خصصت هذه المرة احتفالًا صاخبًا أكثر من المعتاد، استدعت فيه ألمع الأسماء مثل فالون، جنبًا إلى جنب مع نجوم الرياضة والفن، في محاولة لرفع مستوى الإثارة حول هواتف Pixel 10. لم يكن ذلك الغريب في سوق تتسارع فيه شركات مثل آبل وسامسونغ على خطف الأضواء، لكن النتيجة جاءت بعكس المرجو؛ كثير من متابعي التقنية وصفوا الحدث على الإنترنت بأنه "لا يُحتمل المشاهدة".

وهذا يوصلنا إلى نقطة محورية عن الفجوة بين العروض الترويجية الضخمة وواقع التطور التقني الفعلي.


حضور باهت رغم الهالة الإعلامية

بدأت الفعالية بمقاطع مضحكة حاول فيها فالون بث الحماس حول معيار مقاومة الماء (IP68) في هواتف بيكسل، وهو معيار أصبح مألوفًا منذ عدة سنوات تقريبًا منذ إصدار Pixel 3. تكرار الحديث عن ميزة قديمة بطريقة مبالغ فيها أظهر للجمهور نوعًا من السطحية وأبعد النقاش عن الابتكارات الجوهرية، مثل الذكاء الاصطناعي المتقدم (AI) الذي أدخلته غوغل في التفكير الآلي، التصوير، الترجمة الفورية، وحتى المميزات الموجهة للواقع المعزز.

انتقال غوغل إلى التركيز على النجوم — من لاعبي كرة السلة وسائقي الفورمولا وان إلى الشخصيات المؤثرة على الشبكات الاجتماعية — كان هدفه على ما يبدو شحن الحدث بجرعة من الترفيه، لكن ذلك جاء على حساب فحوى التكنولوجيا نفسها.

هنا تتضح الإشكالية: بدلاً من أن تبرز قدرات الذكاء الاصطناعي، تاهت تلك المحاور في ظل الهزل والدردشة الخفيفة، حتى اعتبرت منصات مثل Reddit أن الحدث مجرد دعاية تلفزيونية للتسوق المباشر، على غرار قنوات QVC وHSN القديمة.

وهذا يشير إلى كيف يمكن أن تتحول الأحداث التقنية المهمة إلى استعراض تسويقي إذا لم يُراعَ التوازن بين الترفيه والعمق.


الحوار الغائب والأسئلة السطحية

المثير للسخرية أن النجوم المدعوين لم يظهروا أي اهتمام حقيقي بالمميزات التقنية التي تحدث عنها مسؤولو غوغل. فعندما بدأ فالون بطرح أسئلة من نوع "ما معنى Agentic؟" أو "لماذا كل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟" جاءت الإجابات من كبار المديرين، مثل ريك أوسترهلو، مختصرة ومبسطة إلى درجة بدت للمتمرسين في التقنية غير مرضية وكأنها لمجرد ملء الفراغ.

وبينما كان بعض الضيوف يظهرون اهتمامًا طفوليًا بمزايا مثل "Circle to Search"، كشف الحدث عن افتقار المحتوى للحوار التقني المركز والشرح الفني الذي ينتظره المهتمون بمستقبل الهواتف الذكية وتحولات صناعة الأجهزة الذكية والمساعدات الرقمية مثل Gemini.

وهذا يسلط الضوء على حاجة شركات التكنولوجيا الكبرى إلى مخاطبة جمهورها الأساسي بشفافية وشغف حقيقيين، لا عبر السجالات الترويجية فقط.


أصالة مفقودة وفرص ضائعة

ضمن الفعالية، حاولت غوغل خلق لحظات إنسانية عبر لقاءات مع فنانين مثل المصور أندريه د. واغنر وصانعة المحتوى أليكس كوبر. هنا فقط شعر المتفرجون بلمسة واقعية، حينما تحدث الضيوف عن تجاربهم الحياتية مع الكاميرا والتقنية. غير أن هذه اللحظات بقيت نادرة وسط موجات التمجيد الترويجي وتصفيق المشاهير.

يجب التنويه إلى أن منتجات غوغل، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما تزال في مقدمة السباق، وتتفوق أحيانًا على آبل في دمج تقنيات مثل مساعد Gemini، الترجمة الفورية، وتوظيف الخوارزميات في التصوير المتقدم وإدارة الخصوصية. لو ركزت الشركة حديثها على هذه الإنجازات وعرضت حالات استخدام واقعية في حياة المستخدم العادي، لربما لاقت الفعالية ترحيبًا أوسع وانطباعًا أقوى لدى جمهور التقنية الصلب.

وهذا يبرز أهمية أن تظل الحوارات التقنية في الصدارة، مع الاعتناء بمخاطبة اهتمامات عشاق التقنية بدلًا من محاولة كسب جمهور أوسع بأي ثمن.


وجه جديد للأحداث أم عودة إلى الجوهر؟

على الرغم من حسن نية غوغل في محاولة جعل التكنولوجيا "أكثر لطفًا" وجاذبية لجمهور أوسع، إلا أن فعالية إطلاق Pixel 10 كشفت عن تحدٍّ في إيجاد التوازن بين الاستعراض الترفيهي وتقديم المحتوى التقني الموثوق. يبقى المعيار عند جمهور التكنولوجيا هو الأصالة والبساطة، والرغبة في تعلُّم الجديد بدلًا من اكتساب جرعة زائدة من التعليقات الدعائية.

ومع استمرار التنافس المحموم في عالم الأجهزة الذكية، تبدو الحاجة ماسة لفعاليات تستعيد الحوار العميق حول الذكاء الاصطناعي، الخصوصية، التطوير البرمجي، تجارب المستخدم، وكل ما يجعل الأجهزة أداة حقيقية لتحسين حياتنا اليومية — وليس مجرد صرعة مؤقتة على خشبة العرض.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.