تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

تنمر ومعاناة وسرطان.. مطربات تتنافسن بوثائقيات من تجارب حياتهن!

مطربات تتنافسن بوثائقيات عن أعمالهن أراجيك فن إليسا وسيلين ديون وبيونسيه وبيلي إيليش و ليدي غاغا
ساندي ليلى
ساندي ليلى

15 د

يقول المخرج سبايك جونز عن الأفلام الوثائقية: "صنع فيلم وثائقي هو أمر يتعلق بالاستكشاف والانفتاح والتعلم واتباع فضولك".

تعد الأفلام الوثائقية فرعاً من الشجرة العظيمة المدعوة الفن السابع، إنها أعمال تستمد حكاياتها وقوتها من الواقع ولا شيء سوى الواقع لا مكان لشطحات الخيال هنا، تتنوع مواضيع الأفلام الوثائقية فقد يكون وثائقياً تاريخياً عن حرب ما أو سياسياً أو علمياً لكن الأهم هو أن يخلو العمل تماماً من أي تعديلات أو تدخلات خارجية من المخرج؛ أي باختصار الأفلام الوثائقية هي فن تجسيد الحياة عن طريق الكاميرا.

تمتلك الأفلام الوثائقية شعبية كبيرة، ولها محبوها الذين يستمتعون بالأسلوب الاستكشافي الواقعي فيها، لكن الوثائقيات لا تتعلق بالتاريخ أو الطبيعة فقط ففي الأعوام الأخيرة بدأ نجوم الغناء والسينما وحتى الرياضة باللجوء إلى هذا النوع من الأفلام كمحاولة للتقرب من جمهورهم وفتح نافذة نقية تتيح إلقاء نظرة واضحة على حياتهم.

رغم أن السوشيال ميديا أصبحت ضوءاً مسلطاً على هذه الحياة إلا أنها ليست بصدق ومتعة الوثائقي؛ فللوثائقيات متعة خاصة لا تفوقها متعة، إنها متعة الاستكشاف أن ترى نجمك أو نجمتك المفضلة أمام الكاميرات بشكل طبيعي حقيقي نقي لا يمت بصلة لأجواء المسرح وإبهاره هو أمر لا يمكن تفويته.

بعض الوثائقيات تحقق شهرة غير المسبوقة؛ فمثلاً يصعب حقًا ألا تكون سمعت بوثائقي تايلور سويفت Taylor Swift: The Eras Tour الذي حطم أرقام الإيرادات وحقق عائدات مذهلة عجزت عنها أغلب أفلام هذا العام.

يوثق الفيلم جولة تايلور العالمية بين عامي 2023-2024 التي حققت نجاحاً خيالياً أيضاً لكن تايلور أبقت حياتها الخاصة بعيدة تماماً عن هذا الوثائقي، حتى الوثائقي السابق Miss America 2020 لم يكشف الكثير عن حياة تايلور الشخصية واكتفى بإلقاء الضوء على مهنتها الناشئة ونجاحها الأسطوري متطرقاً بعض الشيء إلى آرائها السياسية.

لربما كانت "سويفت" غامضة بشأن حياتها الخاصة، لكن هناك نجمات أخريات قدمن وثائقيات ملهمة وكشفن فيه جزءاً مهماً حساساً من حياتهن الشخصية، وشاركن الجمهور تجارب صعبة مؤثرة غيرت حياتهن كمحاولة راقية لنشر التوعية مستغلين شهرتهن لأجل هذه القضايا بجرأة غير المسبوقة، فحتى لو كنت نجماً مهماً كشف جزء من حياتك للعالم كله ليس أمراً هيناً بأي حال.

في الأسابيع القليلة الماضية تصدر اسم المغنية اللبنانية إليسا محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي بعد إصدار الفيلم الوثائقي الخاص بها الذي عرض على نتفليكس والذي حمل اسم It's OK رغم أن إليسا واحدة من أكثر فناني العرب صراحة وانفتاحاً خاصة في آرائها السياسية الجدلية.

إلا أن الوثائقي الخاص بها لم يخل أبداً من المفاجاَت والصدق والانفتاح الشجاع الذي حاولت إليسا عن طريقه فتح حياتها أمام جمهورها الواسع؛ الانفتاح الذي ذكرنا بنجمات شجاعات أخريات سنتطرق لذكرهن اليوم في "أراجيك فن"، لكن لنبدأ مع ملكة الإحساس إليسا!


تنمر، معاناة مؤلمة مع السرطان، عائلة محبة..هذه هي إليسا 

فيديو يوتيوب

عَبر عقود من الأغاني الرائعة والصوت الدافئ الحنون تربعت إليسا بجدارة على عرش ملكة الإحساس، لا أحد يغني مثل إليسا بذلك الصوت المفعم بالشجن والشوق والحب وكلمات رائعة تمس قلبك مهما كنت صارماً قوياً.

تعد إليسا أيضاً من أكثر المشاهير جدلية فهي لا تتوانى أبداً عن طرح آرائها السياسية والاجتماعية مهما كانت غريبة أو غير المطروقة.

عَبر الأعوام أيضاً تغير شكل إليسا كثيراً والسبب الأساسي يعود لعمليات التجميل والتي سببت لها التواء واضحاً في الفم جعلها ضحية نكت عديدة تتجاوز حدود المزاح لتصل إلى الإساءة والتنمر، عَبر أغانيها نجحت إليسا في إلقاء الضوء على قضايا مهمة كالعنف ضد المرأة في "يا مرايتي" والعلاقات السامة المسيئة في "تعبت منك" كما أنها شاركت جمهورها تجربتها مع السرطان في أغنية "إلى كل اللي بيحبوني".

في الوثائقي الخاص بها حافظت إليسا على صراحتها الشجاعة مشاركة تفاصيل شديدة الحساسية عن عائلتها وطفولتها فكشفت عن علاقتها بوالدها الأستاذ زكريا خوري الذي كان له أكبر أثر في حياتها.

رغم أنه كان قاسياً عليها لكنها بقيت حتى رحيله متعلقة بشدة به، وبدا التأثر الشديد عليها عندما تحدثت عنه كما ظهرت والدتها لأول مرة أمام الجمهور في الوثائقي واصفة إياها بـ "أم العيلة" لأنها دومًا ما تهتم بإخوتها وعائلتها وتضعهم أولوية في حياتها مصرة على أنها تناديها باسمها الحقيقي أليسار لا باسم شهرتها.

لقد تحدثت إليسا في الوثائقي بوضوح غير المسبوق عن عائلتها وعلاقة والديها أبيها المتعلم وأمها غير المتعلمة والصدع الذي أنشأه هذا التباين بينهما كما تطرقت في الحديث إلى طفولتها التي أمضتها في مدرسة داخلية وقابلت الراهبة التي كانت أول من اكتشف موهبتها الغنائية وصوتها الحساس.

لم تنس إليسا الكلام عن التنمر القاسي الذي تعرضت له والسخرية المؤلمة التي نالتها من المتنمرين خاصة تلك التي شبهتها بالجمل وصرحت أنها ندمت بشدة على إجراء كل هذه العمليات التجميلية، لكن ما حدث لا يمكن أبداً الرجوع عنه .ووضحت تجربتها مع مرض السرطان، معلنة أنها أصيبت به بسبب الـ "ستريس" الضغط الناجم عن علاقة سامة وقعت ضحيتها.

كما قدمت في الوثائقي مفاجأة لطيفة لجمهورها، حيث كشفت أنها ستتعاون مع الملحن الرائع مروان خوري في أغنية جديدة من إنتاج شركتها الخاصة بعد معاناة صعبة مع شركات الإنتاج والظلم الذي لحق بها مما دفعها لإنشاء شركة إنتاج خاصة بها لحماية حقوقها وحقوق أغانيها.

كانت إليسا في الوثائقي امرأة مختلفة عما نراه منها عادة؛ إذ كانت صادقة عفوية حقيقية واستطاعت جعل كل من شاهد الوثائقي فرداً من عائلتها بصراحتها وشجاعتها، ومما لا شك فيه أن هذا الوثائقي سيزيدها قرباً ومحبة من جمهورها الواسع الذي يعشق بحق صوتها الأخاذ الذي يصعب جداً ألا تغرم به.


سيلين ديون تشارك معاناتها مع المرض  

لا شك أنك أغرمت طويلاً بالصوت الحنون الرقيق الذي يصدح في زوايا سفينة التايتنك الأسطورية مغرداً قلبي سيمضي قدماً.

إنها سيلين ديون الكندية الرائعة ذات الصوت الحالم الحزين الذي أمتعنا لأعوام طويلة بأغانِ رومانسية رائعة اخترقت بسهولة حواجز اللغة والثقافة والسياسة ليسحر العالم كله.

فيديو يوتيوب

كانت سيلين كأميرات الحكايات رقيقة مرهفة جميلة، لكنها ومع الأسف عانت نكبات قاسية جداً؛ كان أولها وأقساها خسارتها لزوجها وحب حياتها رينيه أنجليل، وكأنما هذا لم يكن كافياً لها فأعلنت عام 2022 وعَبر انستغرام إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس وهو مرض ذاتي مناعي يصيب واحداً من كل مليون شخص وهو مرض يسبب تشنجات وتقلصات عضلية مؤلمة للمريض ولا علاج له حتى يومنا هذا.

لقد توقفت مسيرة سيلين المهنية تماماً وفقدت القدرة على التحكم بجسدها واختفت بشكل مطلق عن الأنظار، لكن بعد طول غياب ومنذ أيام قليلة ظهرت سيلين مجدداً على مسرح الغرامي لهذا العام أثناء تسلم تايلور سويفت جائزتها، كأفضل ما حدث في الحفل جميلة أنيقة ساحرة منتصرة على الألم والمرض بعدما ظننا أننا لن نراها على الإطلاق.

فيديو يوتيوب

ستعود سيلين إلينا مجدداً فقد أنها أعلنت إطلاق وثائقي يحمل اسم I Am:Céline Dion وثائقي سيتتبع معاناتها مع هذا المرض القاسي وقد قالت سيلين في بيان:" لقد شكل العامان السابقان تحدياً كبيراً بالنسبة لي، وكانت رحلة من اكتشاف ظروفي إلى تعلم كيفية التعايش معها وإدارتها ولكن دون أن أدعها تحدد كيف سأعيش، مع استمرار محاولاتي لاستئناف مسيرتي الفنية أدركت كم افتقد القدرة على رؤية معجبيني خلال هذا الغياب، لذا قررت أن أقوم بتوثيق هذا الجزء من حياتي لمساعدة الأخرين الذين يشاركونني المعاناة مع هذا المرض".

من المتوقع أن يصدر الوثائقي قريباً ومن المؤكد أنه سيكون علامة فارقة في مسيرة أسطورة موسيقية كسيلين ديون التي رفضت الاستسلام لمرض مميت لا علاج له وما زالت مصرة على العودة إلى المسرح وإلى جمهورها المشتاق بحق لها برغبة شجاعة في مشاركتهم معاناتها الصعبة بشكل صادق حقيقي لتكون إلهاماً مساعداً للبؤساء الذين يعانون مرضها النادر.

مشاركة آلامها معهم موضحة حقيقة مؤلمة حتى لو كنت مغنياً حاصلاً على الأوسكار فهذا لا يكفي أبداً للنجاة من براثن مرض مناعي نادر، لا يوجد أي شك في أن سيلين ديون امرأة شديدة الشجاعة والقوة بروح جميلة وعزيمة قوية تجعلها قادرة على الانفتاح أمام العالم كله للكلام عن مرض قاس صعب دمر حياتها ومهنتها كي تسلط الضوء عليه وتكون ضوء أمل لأولئك الذين ظنوا أن المرض هو نهاية الحياة. 


بيونسيه والعنصرية 

فيديو يوتيوب

موسيقى راقصة تهز المسرح، عروض خلابة خارجة من الخيال، صوت رخيم قادم من أعماق القارة السمراء، هذه هي بيونسيه إنها ملكة الحفلات والعروض الراقصة بصوتها الأخاذ، تعيدك بيونسيه إلى الحياة مجدداً وعَبر عقود ظهورها على المسرح تمكنت من إثبات نفسها كرمز قوي للنساء السود في أميركا خلفاً للصوت الأسطوري الذي هز أسماع العالم لعقود ويتني هيوستن.

لم تكتف بيونسيه بالموسيقى فهي أيضاً ممثلة موهوبة من الطراز الرفيع، مَن منا ينسى الأداء الأسطوري الرائع في Dream girls 2006 الذي أبدعت فيه بقوة.

ومع نهاية العام الماضي أطلقت بيونسيه فيلماً وثائقياً تستعرض فيه الجهد الضخم والتطور المبدع الذي وضعته في جولتها الخاصة بألبوم Renaissance الذي استوحته من رغبتها في الهروب من الواقع في تلك الفترة الحرجة التي مر بها العالم خلال جائحة كوفيد - 19 نال الألبوم استحساناً واسعاً من النقاد والجمهور وساعد بيونسيه كي تصبح الفنان الأكثر نيلاً لجوائز الغرامي خلال مسيرتها الموسيقية.

سلط الفيلم الوثائقي الضوء على خفايا الجولة الأسطورية التي استعرضت فيها بيونسيه أكثر من عشرين زياً مختلفاً في مسارح مصنوعة بدقة مذهلة أدت إلى عروض أسطورية، لم يسبق رؤيتها من قبل لقد كانت هذه الجولة تتويجاً لجهد جبار استغرق أربعة أعوام من العمل الشاق والتفاصيل الدقيقة التي أصرت بيونسيه أن تكون لها الكلمة الأخيرة فيها.

كان الوثائقي الخاص ببيونسيه منافساً شرساً لوثائقي تايلور سويفت في السينما والتي أذهلت العالم أيضاً بعروضها الأسطورية، لكن وبينما حافظت تايلور على خصوصيتها وجعلت المسرح هو بطل الفيلم كانت بيونسيه أكثر انفتاحاً مع جمهورها فشاركت معهم حقائق شخصية وتفاصيل إنسانية قربتها من جمهورها أكثر فكشفت أنها وقبل الجولة أجرت عملية جراحية في الركبة.

لكنها ومع ذلك عادت بعدها بفترة قليلة لتذهلنا برقصات صعبة رشيقة، لا شك أنها بذلت فيها جهداً أسطورياً لتكون بهذه الدقة والروعة وهذا أمر طبيعي بحق، فبيونسيه لا تستسلم بسهولة بدليل استمرارها بنجاح منقطع النظير طوال أعوام مسيرتها المهنية، كما تطرقت بوضوح وشفافية إلى فكرة الأمومة وتأثير وجود أطفالها في حياتها، لكن أكثر ما صدم المشاهدين عند عرض الوثائقي هو معاناة بيونسيه من العنصرية.

كامرأة سوداء كانت بيونسيه محط أنظار العالم منذ انطلاقتها وسرعان ما أصبحت تجسيداً لثقافة سود أميركا ورمزاً بصرياً موسيقياً لنجاحهم، لكن حتى بيونسيه لم تسلم من قباحة العنصرية ففي أحد مشاهد الفيلم يظهر بعض الأشخاص يخبرون بيونسيه أن الأشياء التي طلبتها غير قابلة للتنفيذ وغير الموجودة.

لكن بيونسيه تصر على أنها موجودة وأنها تحتاجها في الجولة لقد جعل هذا الموقف بيونسيه تشعر بقدر وافر من العنصرية المتخفية حيث قالت :" أشعر أنني وكامرأة سوداء أواجه طريقة تعامل مختلفة من الناس، كل شيء هو قتال بالنسبة لي الأمر يشبه معركة مستمرة ضد إرادتك، لقد واجهت هذا طوال حياتي المهنية، في النهاية جميعهم أدرك أن هذه العاهرة لن تستسلم".

 إن إخبار بيونسيه بكيفية تقديم أداء على المسرح أشبه بإعطاء غوردون رامزي نصائح في الطهي، لقد اضطرت بيونسيه دوماً لأن تقاتل ولم يكن الأمر سهلاً بأي حال فهي كسائر النساء السودوات عانت كثيراً من كلمة لا ومن أشخاص ينظرون إليها بدونية لكنها وقفت في وجههم معلنة أنها لن تستسلم لتفكير رجعي كهذا.

وكانت قد عبرت عن معاناتها كامرأة سوداء في الوثائقي السابق Homecoming عام 2019 حيث قالت: " كامرأة سوداء كنت أشعر أن العالم يريدني أن أبقى محبوسة في صندوق صغير، غالباً ما تشعر النساء السود بالتقليل من قدرهن أريد أن نكون فخورين بما هو أكثر من العرض، أن نكون فخورين بالرحلة والنضال شاكرين لذلك الجمال الذي يأتي مع تاريخ مؤلم ونبتهج بالألم بالعيوب والأخطاء، أريد أن يشعر الجميع بالامتنان لكل عقباتهم وجرأتهم وصدقهم ممتنين لحريتهم لقد تمكنا من إنشاء مساحة حرة آمنة حيث لا يتم تهميش أي منا".

لم تدر بيونسيه ظهرها لأهلها وأصولها وثقافتها بل أصرت أنها واحدة منهم، كانت قوية أمام العنصرية هذه القوة كانت أبرز وأهم أسباب نجاحها المذهل يضاف إليها رشاقتها وجاذبيتها وصوتها الحالم الجبار بالطبع، لقد قدم لنا عصر النهضة صورة أوسع وأشمل لبيونسيه الإنسانة والأم والفنانة التي تبذل جهوداً مذهلة لأجل تقديم أفضل أداء ممكن لجمهورها الواسع الذي ينتظر عروضها الساحرة عاماً بعد عام.


بيلي إيليش ضحية متلازمة توريت 

فيديو يوتيوب

خلال فترة قصيرة للغاية نجحت بيلي إيليش بقوة وأصبحت أشهر مغنيات العالم كله، رغم صغر سنها إلا أنها استطاعت الفوز بجائزة أوسكار عن أغنية No Time to Die التي أضافت الكثير من السحر لفيلم جيمس بوند الأخير إضافة إلى صوتها الرائع وطريقة غنائها الفريدة.

صنعت بيلي لنفسها اسماً وشهرة بأزيائها الغريبة وتسريحات شعرها التي تشعرك أن مصفف شعرها رجل مخبول خصل حمراء نارية أو شعر أخضر زمردي، لا شك أن مظهر بيلي إيليش فريد جداً ومميز لدرجة أنها تحضر أهم الاحتفالات العالمية بملابس فضفاضة واسعة جداً تحولت إلى هوية بصرية تميزها أضافت إلى موهبتها الواضحة تألقاً خاصاً.

لكن تحت هذا الشكل الغريب والملابس الفضفاضة تقبع معاناة مؤلمة تفتحت بيلي عنها في الوثائقي الذي بث على منصة Apple+ والذي حمل اسم Billie Eilish: The World's a little Blurry والذي تتبع حياة بيلي وعائلتها لمدة عامين تقريباً كانت بيلي آنذاك في الـ 16 من عمرها موهبة فذة أذهلت العالم.

وكان جمهورها يتوق بشدة ليرى ما خلف غرابة أطوارها الفريدة، كانت بيلي في الوثائقي صريحة للغاية فتحدثت عن عائلتها الداعمة بشدة والتي كانت السبب الرئيسي لاحترافها الغناء وتلك الصداقة الرائعة التي تجمعها بأخيها فينياس الذي يعد شريك نجاحها وداعمها الأول.

لكن أهم ما كشفته بيلي كان معاناتها مع متلازمة توريت التي شخصت بها في طفولتها إن متلازمة توريت هي اضطراب يشتمل على حركات تكرارية لا إرادية أو أصوات غريبة أي أنها انعدام القدرة على التحكم بجسدك، رغم أنها لا تتحدث عن الأمر كثيراً إلا أنها أخذت المشاهدين في رحلة داخلية إلى أعماقها في فيلمها الوثائقي كاشفة عن تجربتها ومعاناتها.

مع التشنجات التي جعلتها مرة من المرات تكسر كأساً زجاجياً في فمها بعدما فقدت تحكمها بجسدها فجأة، لقد كان مرض بيلي الشيء الأكثر خصوصية ومع ذلك قررت بشجاعة حقيقة أن تتحدث عنه لكنها كانت أشد شجاعة عندما قررت أن تشارك معاناتها مع الصحة العقلية وتنفتح لجمهورها حول تأثير شهرتها المبكرة عليها وجهلهم بحياتها ومعاناتها العصيبة.

ففي بعض الأحيان بدا لبيلي أن الجميع ينسى أنها كانت مجرد مراهقة حتى لو كانت موهوبة بشدة مراهقة قابعة تحت الأضواء تعاني من التنمر والسخرية والاتهامات بالتأثير السلبي، كانت بيلي في نظرهم فتاة ناجحة موهوبة غريبة الأطوار بعض الشيء.

وقد وضحت بيلي في الفيلم صعوبة أعوام المراهقة عليها حيث كانت في الـ 19 من العمر بقولها:" إنه أمر مضحك عندما يفكر شخص آخر في بيلي إيليش عندما كانت في الرابعة عشر من عمرها فإنه يفكر في كل الأشياء الجيدة التي حدثت لكن كل ما يمكنني التفكير فيه هو كم كنت بائسة كم كنت مذهولة ومرتبكة بشدة كانت الثالثة عشر إلى السادسة عشر صعبة للغاية".

لقد حققت بيلي إيليش نجاحات غير المسبوقة في زمن قياسي بحق وفرضت نفسها وموهبتها في عالم يعج بالمواهب الرائعة، إنها الآن في الـ 23 من العمر ولا تزال متألقة بشدة ومن المتوقع أن تنال أوسكار ثانية هذا العام، بصدقها وشجاعتها أصبحت بيلي رمزاً ملهماً للمراهقين خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية.

مبرهنة أن الموهبة الحقيقية لا يوقفها شيء وأن النجاح لا يتطلب ارتداء فساتين ثمينة وعروضاً مذهلة برقصات شبه مستحيلة بالضرورة يمكنك الفوز بالغرامي وأنت ترتدي بذلة جدك ما المانع خاصة لو كنت بيلي إيليش موهبة استثنائية يصعب أن تتكرر.


ليدي غاغا تكشف سر أزيائها الغريبة 

فيديو يوتيوب

لا شك أن ليدي غاغا تمتلك صوتاً موسيقياً رائعاً وموهبة حقيقية جعلتها تفوز بالأوسكار بعدما سحرت العالم بأغنية Shallow مع برادلي كوبر.

لكنها أيضاً تمتلك حساً غريباً جداً في الموضة خاصة في بداياتها، لا شك أنك تتذكر فستان اللحم الذي ارتدته في إحدى المناسبات أو الأزياء العجيبة التي أصرت على الظهور بها حتى في الغرامي والأوسكار فساتين ضخمة بقصات غير المطروقة وتسريحات ومكياج يليق بالفضائيين لا بمغنية محترفة.

لقد بقيت إطلالات ليدي غاغا سراً غير المفسر حتى أطلقت الوثائقي الخاص بها Gaga: Five Foot Two الذي وثق الأحداث المتعلقة بإطلاق الألبوم الخامس وعرضها الشهير في بطولة السوبر بول الأمريكية.

عرض الوثائقي على نتفليكس وكان نافذة واضحة للروح الطيبة القابعة خلف الأزياء الغريبة ومنح المشاهدين وصولاً صادقاً إلى كواليس عامًا كاملاً في حياة غاغا التي انفتحت لجمهورها حول مواضيع كثيرة شخصية حيث شاركت معاناتها مع مرض الفورمولوجيا وهو مرض لم يعرف الطب بعد سبب حدوثه.

لكنه يصيب المريض بألم مزمن منتشر وكثير من التعب والإرهاق والاكتئاب وأعراض أخرى لم تكن سهلة على المغنية بأي حال والتي تحدثت بإسهاب حول معاناتها مع الصحة العقلية وتعاملها مع مرضه الصعب، كما كشفت غاغا شيئاً أكثر حساسية أشفى غليل معظم جمهورها فقد أجابت أخيراً عن السبب الذي جعلها لأعوام ترتدي ملابس غريبة.

لقد كان السبب الحقيقي هو قلة ثقتها بنفسها وبجسدها؛ فغاغا التي عانت منذ أعوام طفولتها من التنمر القاسي على شكل جسدها وأنفها الأمر الذي ولد في داخلها رفضاً وعدم راحة لشكلها الخارجي.

وجدت في الملابس العجيبة مهرباً من واقع غير المريح وقد عبرت عن هذا خلال الوثائقي بقولها:" لم أشعر أبداً براحة كافية للغناء وأنا كما أنا الآن، أن أغني وأنا أرجع شعري للخلف لا أكثر، لم أشعر أبداً بالجمال أو الذكاء الكافي أو حتى الموسيقى الجيدة بما فيه الكفاية وهذا كان الجزء الجيد، لم أشعر أنني جيدة بما فيه الكفاية وأنا أشعر بذلك الآن أعلم أنني استحق هذا من بين كل الأشياء التي استحقها هذا هو المكان الذي أعلم أنني استحق فيه شيئاً ما لذا يجب علي أن أبقى هنا".

امتلأ الوثائقي بكثير من التلميحات التي تؤكد أن غاغا نبذت شخصيتها القديمة غريبة الأطوار وتقبلت شخصيتها وشكلها وجسدها كما هو وأدركت أخيراً أن موسيقاها أكثر من كافية لمواجهة العالم حيث قالت: " أستطيع الآن أن أرى الأمر، لست بحاجة إلى أن أرتدي مليون شعر مستعار وكل ذلك الهراء لإثبات موقفي".

كانت صراحة غاغا رائعة بحق إن فتيات كثيرات يعانين بشدة من عدم تقبل أشكالهن بسبب القيم الجمالية الخرافية التي يفرضها المجتمع، لقد أرادت غاغا أن تظهر للعالم كله ضعفها ذلك الضعف الذي جعلها ترتدي ملابس لافتة للنظر ظناً منها أنها لم تكن كافية بحضورها وموسيقاها.

تطور غاغا واضح بحق ورأينا جميعًا فستانها الأسود الأنيق، عندما صعدت إلى مسرح أكبر جوائز عالم الفن كأنما أرادت أن تبلغ العالم أن تلك الفتاة قليلة الثقة المختبئة تحت ملابس المهرجين اختفت وعلى العالم استقبال امرأة قوية مستقلة صمدت ببراعة في عالم يحاول الرجال بشتى الوسائل فرض سيطرتهم ومعاييرهم عليه.

كانت هذه جولة فنية إنسانية استعرضنا فيها نجمات استطعن كسر الحاجز الرابع مع الجمهور بوثائقيات كشفت الكثير من الأسرار الشخصية بطريقة جعلتهن أقرب لجمهورهن الذي رأى النجمة الرائعة القوية إنساناً طبيعياً يواجه المرض والخسارة ويتعرض للتنمر والإساءة والعنصرية.

ذو صلة

إن مشاركة حياتك الخاصة أمر صعب بحق فكيف لو كنت نجمة شهيرة تشارك العالم كله معاناة شخصية ومأساة جعلتها ما هي عليه، إن هذا يتطلب شجاعة هائلة لا شك أن كل واحدة ممن ذكرناهن في هذا المقال تمتعت بقدر وافر منها شجاعة جعلتنا مغرمين ومعجبين بهن بلا أي شك أو على الأقل أكثر تقبلاً وتفهماً لهن.. وأنت عزيزي القارئ ما رأيك في هذه الوثائقيات؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة