تريند 🔥

🤖 AI

كيف تستطيع تعزيز حاستك السادسة؟ .. الإجابة تكمن في الإدراك والمرونة العصبية

نغم حسن
نغم حسن

6 د

من النادر أن تلقي على شخص موضوعًا يتعلق بالحاسة السادسة دون أن يقتبس من حياته أو حياة شخص واحد يعرفه على الأقل قصصًا وحوادث تثبت وجودها، وربما كنت أنت من الفئة المميزة بين البشر الذين يملكون حدثًا فريدًا ينبئك بأمرٍ ما قبل وقوعه، ربما كنت ممن تأتيهم رسائل عبر الأحلام، أو قدرة خاصة على قراءة بواطن الناس وكشف حقائقهم المزيفة، ورغم غرابة كل ما سبق لكنها أمور موجودة لا يمكن التغافل عنها.

وهنا فرق غير واضح بين الحاسة السادسة التي تعني قدرتنا على إدراك شيء غير محسوس قبل وقوعه، وبين ما يسميه العرب "الفراسة" والتي تعني التعرف على حقيقة شخص من خلال ملامحه فيقال عنه مثلًا كريم أوبخيل أو جبان.


ما علاقة الإدراك العصبي بالحاسة السادسة؟


هو مصطلح صاغه ستيفن بورجيس -أستاذ الطب النفسي في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل- يتعمق في قدرتنا على اكتشاف إشارات السلامة والخطر في البيئة دون وعي واعي، إنه مثل وجود رادار بديهي للإشارات الاجتماعية والعاطفية، ويساعدنا الحدس على التنقل اجتماعيًا، واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على إشارات خفية، ويعد مفهوم الدكتور بورجيس للاستقبال العصبي عنصرًا حاسمًا في الفهم وهو أمر حيوي لتحسين مهارات القيادة، فهو يمكّن القادة من استشعار المناخ العاطفي داخل فرقهم، مما يسمح باتخاذ قرارات أكثر فعالية.

إن الاستقرار العصبي هو الأساس لحاستنا السادسة، فهو يسمح لنا بقراءة ما بين السطور، والتقاط المشاعر غير المعلنة، والشعور بالجو السائد في الغرفة، إنها مهارة قيمة للقادة والمدربين وأي شخص يسعى إلى فهم الآخرين والتواصل معهم على مستوى أعمق وأكثر بديهية، ويرتبط هذا بالناقل العصبي الأوكسيتوسين.


ما دور المرونة العصبية في حياتنا؟


إنها تلك القدرة الرائعة على التكيف، وهي قدرة الدماغ المذهلة على إعادة التنظيم والتكيف من خلال تكوين روابط عصبية جديدة طوال الحياة حتى في أواخر مرحلة البلوغ، وتوفر المرونة العصبية للقادة الفرصة للنمو المستمر والتطور طوال حياتهم المهنية، من خلال تبني فكرة أن أدمغتهم ليست ثابتة ولكن يمكن إعادة توصيلها بممارسات معينة.

بحث عالم الأعصاب مايكل ميرزنيتش في هذه الظاهرة ويُشار إليه عادةً باسم "أبو المرونة العصبية"، فلقد تحدث إلينا في مشاركة npnHub بأن أدمغتنا ليست كيانات ثابتة ولكنها قابلة للتكيف بشدة وقادرة على إعادة توصيل الأسلاك حرفيًا.


إذًا ما علاقة المرونة العصبية بالحاسة السادسة؟


كل شيء يبدأ بالمرونة العصبية، إنها المفتاح السحري لحاستك السادسة وإمكانياتك الخفية، وإشعال النيران الإبداعية لخيالك، فعندما تفهم تعقيدات المرونة العصبية، ودور الناقلات العصبية، ومناطق الدماغ المعنية، فإنك تكتسب نظرة ثاقبة لقدرات عقلك البديهية، مما يتيح لك تسخير حاستك السادسة بقوة مكتشفة حديثًا.

إن إطلاق العنان لحاستك السادسة هو رحلة مثيرة، تتشابك بشكل وثيق مع الناقلات العصبية الرئيسية مثل الأوكسيتوسين، والذي يشار إليه غالبًا باسم هرمون الحب، ربما هي إشارة لنا بأن مشاعر المحبة الصافية تطلق العنان لحاستنا السادسة، ويرتبط الأوكسيتوسين بتعزيز الوظيفة الاجتماعية وتنظيم المزاج، فهو لا يعزز المشاعر مثل الثقة والتعاطف والترابط الاجتماعي فحسب، بل يتماشى أيضًا بسلاسة مع تنمية مهاراتك البديهية، مما يعزز رحلتك لتسخير حاستك السادسة.

إن التفاعل المعقد بين المواد الكيميائية العصبية مثل الأوكسيتوسين يوفر طريقًا واضحًا لاستكشاف وصقل إمكاناتك البديهية والحصول على حاسة سادسة للديناميكيات الاجتماعية.


كيف نطور إدراكنا العصبي؟



ابق فضوليًا ومنفتحًا

إن تنمية الفضول والعقل المنفتح أمر بالغ الأهمية للقادة الذين يهدفون إلى تعزيز قدراتهم البديهية، إذ تعمل هذه الصفات على تعزيز المرونة العصبية، مما يمكّن القادة من التكيف والتعلم ويصبحوا أكثر إبداعًا في عمليات صنع القرار وحل المشكلات.


كن مبدعًا

انطلق في رحلة إلى عالم الفنون الإبداعية ارسم اطبخ، تعلّم العزف أو سافر، وشاهد حاستك السادسة وهي تصل إلى آفاق جديدة، وهنا ستكتشف قوة الثقة في غرائزك، وإقامة اتصالات غير متوقعة، والتنقل بجرأة في المناطق المجهولة لاستقبالك العصبي.


التعاطف هو حجر الزاوية في القيادة الفعالة.

إن تطوير التعاطف كما يدعمه بحث بول زاك حول الأوكسيتوسين، يعزز قدرة القائد على فهم الاحتياجات العاطفية لأعضاء فريقه والاستجابة لها.


الزائد هو القاتل

احذر من أعداء الحاسة السادسة الكامنة لديك، وهم التوتر والاندماج في صراعاتك الداخلية والحمل المعرفي الزائد، إذ يمكن لهؤلاء الأشرار تخريب قواك المُكتشفة حديثًا.


هل جميعنا نمتلك الحاسة السادسة؟ وكيف نعمل على إخراجها من داخلنا؟


الحاسة السادسة لدينا هي جسر لروحنا، فنحن جميعًا نمتلك الحاسة السادسة لكن بنسب متفاوتة، فالشخص الذي يمتلك الحاسة السادسة بوضوح له صفات خاصة كالاستقرار الوجداني وصفاء النفس والتعايش والثقة بالنفس والإيمان، والغريب أنه يوجد شيء شبيه بـ الحاسة السادسة عند الحيوانات، فقد وُجد أن كثيرًا منهم ينتابه الذعر قبل وقوع الزلزال إذ تهرب القطط من منازلها إلى العراء وتقفز الاسماك من الماء كما أن الفئران تهرع بعيدًا عن مساكنها، ويقول عالم الجيولوجيا جيمس بيركلاند بأنه قادر على التنبؤ بالزلزال قبل وقوعه بأسبوع، استنادًا على إعلانات هروب الحيوانات من أصحابها في أمريكا.

لكن هذه الأداة تتطلب التدريب قبل أن نتمكن من اكتساب المهارات التي توفرها، فإذا أردت أن تعرف ذاتك عليك العيش خارج نفسك، نعم هكذا ببساطة، سوف يساعدك على هذا المشي في الطبيعة وممارسة التأمل، بشرط أن توجه أفكارك إلى الخارج، فعندما تركز بإفراط على الحوار الجاري في رأسك، فإنك تفوّت بسهولة ما يحدث مع الأشخاص والأشياء الأخرى في العالم من حولك.

عندما تجد نفسك عالقًا في رأسك، وجه تركيزك بوعي إلى الخارج ولاحظ الأشخاص والأماكن والأشياء من حولك، وهدئ عقلك من خلال إخبار نفسك أنك لست بحاجة إلى التفكير في كل ما يدور في رأسك، كل ما عليك أن تقرر أن تريد تكون هادئًا فقط.

كما نتطور القدرة على استخدام الحدس من خلال التعرض المتكرر لمواقف ونتائج مختلفة، فكلما كانت تجاربك أكثر ثراءً وتعقيدًا زادت معرفتك، وانتبه جيدًا لمشاعرك ردًا على الأشياء التي تواجهها، ولاحظ كيف تشعر وتتفاعل معها، وسجلها إن استطعت، فكلما أصبحت أكثر تدريبًا على مراقبة الآخرين وردود أفعالك اللاواعية تجاههم، أصبحت أكثر انسجامًا مع حدسك.

يُعتقد أن الأحلام هي تعبيرات غير واعية عن مشاعرنا وأفكارنا وأفكارنا الداخلية، ويمكن أن تحتوي على معلومات بديهية قيمة قد لا يكون عقلك الواعي على علم بها، كما تتضمن الكتابة الحرة الجلوس مع ورقة فارغة وكتابة كل أفكارك، تسمح لك الكتابة بالاستفادة من جزء وعيك الموجود قبل أن يتوسط عقلك العقلاني، وسوف تتفاجأ بالأفكار غير المتوقعة التي ستهبط على قلمك عندما تنسجم مع الحالة.

ذو صلة

تعلم أن تلاحظ الأشياء الصغيرة، فكلما زاد اهتمامك بالأشياء المحيطة بك، أصبحت أكثر وعيًا بالتغيرات والاختلافات الطفيفة، وأصبحت أكثر انسجامًا مع العالم من حولك، وتعلم المشاهدة والاستماع عن كثب، فعندما تتحدث مع شخص ما، درب نفسك على التركيز عليه بالكامل، وردود فعله، وحركة عينيه، وقفزات صوته وعندما تتعلم مراقبة شخص ما عن كثب وبانتباه، فإنك غالبًا ما تتعلم كيفية التقاط إشارات صغيرة غير محسوسة تقريبًا والتي تشير إلى أفكار وانفعالات البشر.

درّب حواسك غير البصرية، فإذا كنت تعمل بوعي على إعطاء الأولوية للحواس الأخرى غير البصر، فيمكنك أن تبدأ في إدراك الاختلافات التي لم تكن على دراية بها من قبل، وتذكر أن المظاهر مضللة دائمًا لذلك أغلق عينيك قليلًا وأطلق العنان لروحك.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة