تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

المرأة في الحضارات القديمة.. هل كان الفراعنة من القلة الذين أعطَوا المرأة حقوقها؟

المرأة في الحضارات القديمة
آلاء عمارة
آلاء عمارة

7 د

في قديم الزمان قبل حلول الميلاد ومع بدء تطور الإنسان، ظهرت الحضارات القديمة والتي كانت بمثابة حجر الأساس لبناء الإنسان العاقل، وبدأت العلوم تخطو خطواتها الأولى فوضعت حجر الأساس، واليوم ها نحن ذا منهمكون في البحث عن أسرار الحضارات القديمة، ودائمًا ما نسعى إلى كشف الستار عن هذه الحضارات العريقة ومعرفة خبايا الماضي. وفي هذه الآونة ظهرت العديد من الحضارات، منها الفرعونية والإغريقية والآشورية والفينيقية والبابلية وغيرها، وكل هذه الحضارات أشادت بدور المرأة، بل واهتمت بترك نقوش وعلامات تخبر أبناء المستقبل عن المرأة في حضاراتهم، منهن من قادت أمتها، ومنهن من كشفت عن العلوم، ومنهن من كنَّ سيدات فاضلات مؤثرات. إليك نبذات عن صور المرأة في الحضارات القديمة.


المرأة في الحضارة الفرعونية

المرأ في الحضارات القديمة

المرأة في الحضارة الفرعونية

لاقت المرأة العديد من مظاهر الاحترام والتقدير في الحضارة الفرعونية القديمة، فكانت المرأة مساوية للرجل في الحقوق، وكانت تمارس الكثير من المهن باستثناء المهن الشاقة التي لا تتحملها طبيعتها الأنثوية مثل القتال والزراعة وغيرها من الأعمال الصعبة، وكانت المرأة المصرية تحظى بالكثير من الحقوق التي تسمح لها التصرف بممتلكاتها الخاصة كيفما تشاء، بعكس الحضارات الأخرى التي كانت توجب تولي ذكر أمر الوصاية على ممتلكات المرأة.

كما كانت المرأة المصرية تتمتع بحق الزواج بمن تشاء، وتنفصل عن زوجها إذا شاءت، ولا يتطلب ذلك وجود وصي عليها من أسرتها في أمر الزواج، وإذا تطلق الزوجان فلا حرج عليهما، لكن من الأفضل أن يظل الزوجان مع بعضهما بقية حياتهما. وكما كان يوجد آلهة ذكور عند المصريين القدماء، فكانت هناك آلهة إناث أيضًا، ويظهر ذلك واضحًا في أسطورة إيزيس وأوزوريس أشهر الآلهة المصرية.

ولم يبخل المصريون القدماء على المرأة بمناصب رفيعة في الدولة؛ فقد تولت المرأة وظيفة كاتبة وكاهنة، ووزيرة بل ومنهن من تربعت على عرش السلطة وصارت حاكمة للبلاد، وهذا لم تقبله العديد من الحضارات القديمة. أما عن الحضارة المصرية، فقد سمحت للمرأة تولي الحكم كميراث عن الأب أو الزوج، وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك مثل نفرتيتي، فقد كان المصريون القدماء يُفضّلون تولي حاكمة امرأة تحمل الدماء النبيلة على تولي حاكم رجل غير حامل الدماء النبيلة، ومثال على ذلك حتشبسوت التي تولت الحكم بعد أخيها وزوجها تحتمس الثاني، وفي زواج الأخوة دلالة على أن المصريين القدماء كانوا يحرسون على نقاء الدماء النبيلة بزواج الأخوة ببعضهم.


المرأة في الحضارة الإغريقية

المرأة في الحضارات القديمة

المرأة في الحضارة الإغريقية

حظيت المرأة الإغريقية بالقليل من الحقوق، فكانت حياتها تقتصر على رعاية الأسرة وتربية الأطفال، وكانت لا تستطيع أن تتخذ قرارًا دون الرجوع لزوجها أو الوصي عليها، وكانت لا تستطيع أن ترث من أبيها إلا في حالة ما إذا كانت وحيدة، وفي حال تمكنها من ميراث أبيها، فإذا تزوجت لا يحق لها أن تتصرف في ميراثها هذا، بل كان يذهب لزوجها. لكن كان هناك تفرقة بين النساء حسب الولاية، فقد حظيت بعض النساء في ولايات مختلفة بحقوق أكبر، وكان يُسمح لهن بالتصرف في ممتلكاتهن وشرب الخمر، لكن هناك بعض النماذج الاستثنائية من النساء الإغريقيات اللاتي تفوقن فأصبحن طبيبات وفيلسوفات وشاعرات. مثال على ذلك هيباتيا الإسكندرانية، وهي عالمة رياضيات وفيلسوفة وعالمة فلك، وكانت من أبرز الشخصيات الإغريقية.

وظهرت المرأة في أساطير وآلهة الإغريق وأبرز الأمثلة على آلهة الإغريق أثينا، والتي وضعوا لها تصورًا فريدًا، فقد كانت تنعم بالشخصية القوية والذكاء والشرف، كما كانوا يقدسون آلهة الخصوبة والزراعة ويجسدونها في صورة امرأة وليست ذكرًا، وكانت تحظى بالعديد من مظاهر التوقير، ومع ذلك فقد صور الأدب الإغريقي القديم المرأة في صورة ساحرة شريرة تسعى لعرقلة حركة الأبطال، وسحب ذكاء الرجال، وكتبوا عنها أنها مثيرة للمتاعب وغيورة من الرجال.

كان المجتمع الإغريقي القديم -خاصة وسط المجتمع الزراعي- على استعداد للتخلي عن البنت في سبيل الاحتفاظ بالولد. أما عن التعليم، فقد كان التعليم مفتوحًا لكلا الجنسين، إلا أنّ الأولاد كانوا يتعلمون الرياضات القوية، في حين كانت الفتيات يتعلمن الرقص والعزف. وفي المجتمع الإغريقي كانت الفتاة تتزوج بموافقة وصي عليها كالأب، فإذا تغيب الأب كان هناك الأخ أو العم أو الخال.


المرأة في الحضارة الصينية القديمة

المرأة في الحضارات القديمة

المرأة في الحضارة الصينية

عانت المرأة كثيرًا في ظل الحضارة الصينية القديمة، ولم تحظَ بما تمتع به الرجال من مكانة اجتماعية أو سياسية، وإنما كانت خاضعة لأوامر ولي أمرها، وهو الأب في بادئ حياتها، ثم الزوج بعد ذلك، وكانت تتعرض للمعاملة السيئة، وقد تتأذى جسديًا، وتُعزل عن الناس، وكان الرجال يلقون دعمًا في هذا بسبب الطقوس الدينية التي سخروها لخدمتهم. وبالرغم من هذه الحالة المحزنة للمرأة، إلا أنّها لم تستطع أن تحجم طبيعتها العنيدة المتمردة، فظهر منهن من كافحن هذا الظلم.

وفي بعض الروايات القديمة، يُذكر أنّ النساء كنَّ يعتقدن أنهن كنَّ رجالًا في الماضي، لكن ظهورهن في صورة امرأة اليوم هو بمثابة عقاب لأخطاء فعلتها في الماضي. أما عن الاهتمام، فكانت الأسر تهتم بالذكر أكثر من الأنثى، ومعظم الأسر كانت تستغنى عن الإناث بمجرد ولادتهن، وهناك من يطلقن عليهن أسماء طيبة، أملًا في إيجاد أزواجٍ لهن عندما يكبرن، فكانوا ينظرون للذكر على أنه رب الأسرة وأنه سيعمل ويجني المال، إلا أن الأنثى لا تعمل ولا فائدة منها. بالرغم من ذلك فكانت المرأة تتمتع بالكثير من الصفات الشرفية في المجتمع الصيني منها الاجتهاد والإخلاص والأخلاق الرفيعة.

وفي حالات الزواج، كانت تتم باتفاق من الآباء، فكانوا يختارون الفتاة المناسبة لابنهم تبعًا للمنزلة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة، كما كانوا يحددون العروس وهي ما زالت طفلة صغيرة، لكن لا يتم الزواج إلا عندما تكبر، فيتزوج الشاب وهو على مشارف العشرين من عمره. لكن في حال ما إذا توفي الشاب قبل الزواج، فتذهب الفتاة إلى بيت أهل زوجها كأرملة له. وإذا كانت سعيدة الحظ، فتذهب إلى بيت زوجها يوم الفرح، وتُحمل على كرسي زفاف أحمر، لا تمس قدماها الأرض، حتى لا يُصيبهما شر، وكانت تحتفظ بلقب عائلتها الأصلية. وكانت المرأة تُعامل وكأنها من ممتلكات الزوج، ولا يحق لها الطلاق إلا في حالات محدودة، أبرزها عدم الإنجاب، أو إصابة الزوج بمرضٍ مُعدٍ. وإذا مات زوجها فلا تستطيع الزواج من آخر، وعلى الأغلب لأنها لم ترث شيئًا من زوجها الأول يمكن أن تُقدمه لزوجها الثاني.

وهكذا فشلت المرأة الصينية في الحصول على حقوقها، وكانت أكثر عرضة للظلم مقابل نظيرتها في الحضارات الأخرى، فكان مقامهن خادمات ليس إلا، حتى لم يُوضع أي قانون يضمن لهن حقوقهن، بل كنَّ دائمًا الطرف المظلوم في أي علاقة.


المرأة في الحضارة الرومانية

المرأة في الحضارات القديمة

المرأة في الحضارة الرومانية

لم تحظ المرأة الرومانية بمكانة أفضل من نظيرتها التي سُلبت حقوقها، فكان دورها محجوبًا في الحضارة الرومانية القديمة وكان دورها الرئيسي هو تربية الأبناء وخدمة زوجها، وتقديم فروض الولاء والطاعة له، وكانت تتزوج في سن المراهقة قبل سن العشرين، ولم يكن لها حق في التصرف في ممتلكاتها، فقد كان هناك وصي على ممتلكاتها، لكن كان هناك حالات استثنائية، مثل أن يكون للمرأة ثلاثة أطفال وبينهم من يزيد عمره على 17 عام، أيضًا تلك التي كان لها أربعة أطفال ولكنها حرة.

وكان ينص القانون الروماني القديم على أنّ المرأة لها الحق في الاحتفاظ بأموالها وممتلكاتها الشخصية، إلا أنها في كثير من الأحيان كانت توصي أحد الذكور من أقاربها بالأموال والممتلكات، ظنًا منها أنها غير قادرة على التصرف في هذه الأموال.

لم يكن للمرأة الرومانية دور في الحياة العملية أو السياسية إلا في نطاقٍ محدودٍ، وكنَّ يفعلن ذلك من خلال أزواجهن، أما عن النساء الرومانيات اللاتي كنَّ ينتمين إلى الطبقات الدنيا، فكنَّ يعملن في الحرف البسيطة من أجل الحصول على لقمة العيش، مثل الزراعة والبيع في الأسواق، وكذلك في الحرف اليدوية.

وفي الحياة الدينية، هيمن الذكور على جانب الحياة هذا، فقد كان أغلب الكهنة من الرجال، إلا أنّ المرأة قد لعبت دور الكاهنة في كثير من دور العبادة، وقد كان هناك العديد من المهرجانات النسائية، وكان للمرأة دور في المسيحية واليهودية، إلا أنّ الرجال هم من كانوا يسيطرون على هذه الجوانب الدينية من الحياة.

وهناك الكثير من النساء الرومانيات اللاتي خرجن من قوقعة التحجيم التي فرضها عليهن المجتمع، إلا أنها لاقت القبول وكان أكثرهن من الحكام، وأمهات الأباطرة، بل واشتهرت العديد من النساء في الوسط العلمي، فقد كان منهن الفيلسوفة والأديبة والعالمة، لكن هذه كانت حالات محدودة للغاية.


المرأة في الحضارة البابلية

المرأة في الحضارات القديمة

المرأة في الحضارة البابلية
ذو صلة

والحضارة البابلية هي تلك التي نشأت في بلاد ما بين النهرين، وهي العراق اليوم، ولم تكن المرأة البابلية أفضل حالًا من نظيرتها في الحضارات الأخرى التي تضطهد المرأة، فكانت بمثابة خادمة لزوجها، وكانت وظيفتها تربية الأطفال وإدارة شؤون المنزل، إلا أنها كانت تُعامَل بعنف إذا عصت زوجها، أما إذا خانته فقد كانت تموت غرقًا. لكن بالطبع لم تعاني نساء الأسر الحاكمة من هذه التقاليد.

لم تلقَ المرأة حقوقها في الكثير من الحضارات القديمة وإنما كانت تعاني الظلم وعدم القبول، لكن مع ذلك ظهرت العديد من النساء المتمردات اللاتي سرن في عكس اتجاه التيار رافعات راية التمرد، إلا أنهنَّ كنَّ قلة محدودة للغاية، حتى اليوم في عصرنا هذا، تعاني الكثير من النساء حول العالم، بالرغم من أنّ القوانين الحديثة حفظت للمرأة حقوقها إلا أنّ ثقافة المجتمع تطغى.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة