تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

في عيد ميلاده العشرين: فيلم Notting Hill الفيلم الذي يعدك بالسعادة في كل مرة تشاهده فيها

ٍسارة يوسف
ٍسارة يوسف

5 د

أتمّ العمل الرومانسي الكوميدي اللطيف فيلم Notting Hill عامه العشرين بالأمس، وهو الفيلم الذي بدا كـ fairy tale أو كحكاية خرافية لقصة حب تجمع بين ممثلة ونجمة عالمية، ورجل عادي جدًا يمتلك مكتبة صغيرة. والذي كانت بطلته نجمة عالمية محبوبة بالفعل، وهي (جوليا روبرتس)، وأدّى دور حبيبها، البريطاني (هيو جرانت)، والذي لم يكن وقتها نجمًا بمقاييس هوليوود بعد.

لمح البعض لكاتب الفيلم (ريتشارد كورتيس) أنّ فكرة الفيلم مُتشابهة مع فيلم أودري هيبورن الشهير (عُطلة رومانية) الذي صدر عام 1953، والتي تلعب فيه دور أميرة مُتخفية تقع في حب مراسل صحفي في روما، ولكن كورتيس صرّح بأنّه في واقع الأمر -لحسن حظه- لم يُشاهد هذا الفيلم أبدًا.

عشرون عامًا مروا، ولم يُنقصوا من لطف وعذوبة الفيلم شيئًا. تعالوا معًا نتذكر أفضل مشاهد الفيلم، وبعض المعلومات الطريفة حوله، والأسباب التي جعلته سببًا من مُسبّبات السعادة في كل مرة نُشاهده فيها.


جوليا وهيو، الاختيار المثالي في فيلم فيلم Notting Hill

جوليا روبرتس وهيو جرانت

أحد أهم أسباب نجاح الفيلم، وبقائه في الذاكرة إلى الآن، هو ذلك الانسجام الذي بدا ظاهرًا بين كل من (جوليا روبرتس) في دور آنّا سكوت و(هيو جرانت) في دور ويليام ثاكر، فبخلاف أنّ كلًا منهما أدّى دوره بشكلٍ صادق ومؤثر، إلّا أنّ اجتماعهما معًا كان له أثرًا ساحرًا وعذبًا أكثر، فبدا ارتباك ويليام، وخجله، وعفويته، وذلك الانبهار البادي في عينيه أغلب الوقت تجاه آنّا، حقيقيًا تمامًا، وذلك أمام جرأة ولهفة آنّا، التي تحاول السيطرة على مشاعرها، بينما نرى ذلك الحزن البادي في عينيها أغلب الوقت. ذلك التناقض بين الشخصيتين بدا طبيعيًا تمامًا وعلى قدر هذا التناقض، كانت الجاذبية التي جمعتهما معًا.

كانت (جوليا روبرتس) هي الاختيار الأول والأخير لكلٍ من كاتب الفيلم (ريتشارد كورتيس)، والمخرج (روجر ميتشل)، فلم يكن لديهما أي أفكار أخرى بخصوص شخصية آنّا، في حال رفض جوليا روبرتس للسيناريو. أمّا بالنسبة لـ (هيو جرانت) فعلى الرغم من أنّه لم يكن الاختيار الأول لدور ويليام، إلّا أنّه كان الاختيار المثالي.


التفاصيل التي لا تُنسى

فيلم نوتينج هيل Notting hill

أحد أهمّ الأسباب التي تجعل الأفلام الكوميدية الرومانسية، أو ما يُطلق عليها  الـ Rom-Com، عالقة في الذاكرة لفترة طويلة، هي تلك التفاصيل المكتوبة بذكاء وخفة ظل داخل السيناريو، والتي تم تنفيذها على الشاشة بنفس الروح والكيفية التي كُتبت بها، وفيلمنا هذا خير مثال على ذلك.

فمثلًا، من منّا ينسى مشهد حفل العشاء الشهير الذي يجتمع فيه عائلة وأصدقاء (ويليام) مع (آنّا)؟ يقول (كورتيس) عن هذا المشهد، أنّ فكرة الفيلم الأساسية برزت له من خلال تخيّل ردة فعل عائلته وأصدقائه، إذا ما حضر لمنزلهم يومًا ما للعشاء بصحبة أحد المشاهير، مثل مادونّا مثلًا؟ وتخيّل أنّ منهم من سيُصدم وينبهر من روعة الموقف، ومنهم من لن يعرف أصلًا أنّها مادونّا وسيتعامل بشكل عادي، وهو المشهد الذي نَفذّه كورتيس بحذافيره كما تخيّل في الفيلم، ليكون أحد أهمّ وأجمل مواقف الفيلم وأكثرها كوميدية.

هيو جرانت نوتنج هيل

أمّا تفاصيل مشهد المكتبة الأخير الذي جمع بين آنّا ووليام، والذي تقول فيه آنّا الجملة الأيقونية للفيلم وهي دامعة العينين:


“ولكن لا تنس، أنا فقط فتاة، أقف أمام فتى، أسأله أن يُحبنّي”

هذه الجملة الرقيقة التي لا تُنسى، بأداء جوليا روبرتس الخُرافي، توّجت الحوار الثري الذي وضعه (كورتيس) لهذا المشهد تحديدًا بتفاصيله التي جلبت الدموع لأعين الكثيرين من المُشاهدين.


هزلية الشخصيات الثانوية

جوليا روبرتس Notting Hill

هل تذكرون (سبايك) رفيق (وليام) المقيم في المنزل؟ بل السؤال الأصح، هل من أحدٍ استطاع أن ينسى سبايك بملابسه الغريبة وسلوكه غير الطبيعي؟ وماذا عن (هاني) شقيقة (ويليام) التي لا تقل غرابة عن (سبايك)؟

ألم يُدهشك أيضًا ذلك السارق غريب الأطوار الذي حاول سرقة كتاب من المكتبة في مشهد دخول جوليا روبرتس إليها؟ وماذا عن مشهد (أليك بالدوين) حبيب (آنّا) عندما فاجأها في الفندق؟ وهو النّجم الذي ظهر كضيف شرف في مشهد لا يتعدى خمسة دقائق، ولكنّه أدّاه بصورة ساخرة ورائعة. أمّا (بيلّا) صديقة (ويليام) القعيدة على كرسي متحرك، فشكّلت هي وزوجها ثنائيًا مميزًا. كل هذه الشخصيات الثانوية التي كتبها (كورتيس)، والتي اختار تفاصيلها بدقة ولم يُهملها كما يحدث عادةً، أضافت للفيلم كوميديا من نوعٍ خاص، وجعلت المُشاهد يستمتع بالمَشاهد التي تظهر فيها هذه الشخصيات بالفيلم.


القصة الخُرافية ذات النّهاية السًعيدة

جوليا روبرتس هيو جرانت

كما ذكرنا قبلًا، فقصة الفيلم تدور حول نجمة سينما أمريكية بالغة الشهرة، تقع في حب رجل بريطاني عادي. هذه الفكرة الخيالية رأيناها كيف تتحقق في الفيلم بطريقة أقرب إلى التصديق، فكانت كأنّها حكاية خرافية حدثت على أرض الواقع وشاهدناها بأعيننا. لذا فقد كان هذا الجمع بين الخيال والواقع رائعًا، وكأنّه حُلمًا بعيد المنال، ولكنّه تحقّق.

هذا هو الشعور الذي غلب على من انتهى لتوّه من مشاهدة الفيلم، وهذا هو سبب السعادة التي شعرنا بها جميعًا. فكأنّما نحن من تحقّقت أحلامنا البعيدة، وكأنّما نحن من عشنا هذه الحكاية الخرافية الرائعة.

نوتنج هيل Notting hill
هيو جرانت نوتنج هيل

المكتبة والباب الأزرق وأجر جوليا روبرتس المُتصاعد

نوتينج هيل جوليا روبرتس

من الطريف أن نعرف أنّ صاحب مكتبة كتب السفر الصغيرة الموجودة بمنطقة (نوتينج هيل) التي ظهرت في الفيلم، يقصده الكثيرون من الرجال حتى يومنا هذا، والذين يودّون أن يتقدموا لخطبة فتياتهم في المكتبة، فيخبرونه أنّ كل ما عليه أن يتكتم الأمر، وأن يكتفي بتشغيل أغنيتهم المفضلة قبل أن يركع الرجل على قدم واحدة طالبًا من حبيبته الزواج. هذا غير الطلبات الغريبة الأخرى التي تتلقاها المكتبة، والتي جعل منها فيلم Notting Hill أحد أهم الأماكن الرومانسية في لندن.

أمّا البيت الشهير ذو الباب الأزرق الذي كان يسكن فيه ويل ثاكر/ هيو جرانت، فله قصة طريفة أيضًا. البيت في الأصل كان يخص كاتب قصة الفيلم (ريتشارد كورتيس) وعائلته، قبل أن يبيعه لأخت زوجته، والتي قامت ببيع الباب وحده لإحدى الجمعيات الخيرية، لأنّه كان يجلب العديد من النّاس والسائحين المُحبّين للفيلم، مُسبّبًا الكثير من الإزعاج لأصحاب البيت. ولكنّ كان لا يزال باب البيت الآخر الذي تم طلائه باللون الأسود بدلًا من الأزرق، والذي وجدوا أصحاب البيت أنّ أحدهم كتب على الباب الأسود عبارة: “هذا هو الباب الأزرق”، مما جعلهم يُعيدون لونه للأزرق من جديد.

ذو صلة

وأخيرًا، فالمشهد الذي تُخبر فيه (آنّا) صديق (ويليام) بأجرها كممثلة، تم التقاطه ثلاثة مرات، في المرة الأولى قالت أنّ أجرها كان 10 ملايين، وفي المشهد الثاني قامت برفعه إلى 12 مليون، وفي المشهد الثالث جعلته 15 مليونًا كما شاهدناه في الفيلم، وعندما تم سؤالها عن سبب رفع المبلغ في كل مشهد قالت أنّها سئمت من انخفاض أجرها وأرادت أن ترفعه قليلًا.

في النّهاية.. لعلّها ذكرى طيبة أن نُشاهد هذا الفيلم العذب مجددًّا، بعدما مر على صدوره عشرين عامًا، ونتذكر معه أفضل الأوقات التي ضحكنا فيها بملء أفواهنا، والأوقات الأخرى التي شعرنا فيها ببعض الحزن غير المؤلم، ولن ننس أنّنا في النهاية نمنا قريري العين بنهاية أكثر من رائعة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

دائما نستمتع بكتابتك السلسه والرقيقه التى تدخل الفرح فى قلوبنا والسعاده شكرا ساره

ذو صلة