تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

فيلم Loving … علامة سوداء في مسيرة جيف نيكولس

مراجعة فيلم Loving
زين بوش
زين بوش

4 د

جيف نيكولس هو واحد من الأفضل المخرجين الصاعدين حالياً، فالمخرج عبقري، وبالرغم من صغر سنه إلّا أنه أوضح أنه يملك نظرة مميزة للأفلام، واستطاع خلال فترة قصيرة بناء مسيرة فنيّة قوية، واكتساب خبرة كبيرة في محال صناعة الأفلام، لذا وبعد مشاهدة جميع أفلام المخرج، كنت متشوقاً لرؤية ما سيقدمه في أحدث أفلامه، فيلم “Loving”، وكان هو السبب الرئيسي لمشاهدتي الفيلم، وحقيقة الفيلم كان ببساطة مخيباً للآمال، ليس سيئاً بالتأكيد، بل حتى أنه فيلم جيد من بعض النواحي، إلّا أنه ببساطة أقل أعمال “نيكولس” جودةً، وخطوة خاطئة في مسيرته الفنيّة.

بوستر فيلم Loving

يروي الفيلم قصة الزوجين “ريتشارد” و “ميلدريد لافينغ”، زوجين مختلفي الأعراق، الأمر الذي لم يكن مقبولاً من الحكومة في ذلك الوقت، ومستهجناً من قبل الناس، بعد زواجهما بفترة قصيرة يتم اعتقالهما والحكم عليهما بمغادرة ولاية فيرجينا لمدة 25 سنة وفي حال خالفوا هذا القرار سيتم إرسالهما للسجن لمدة عام.

الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية، وهي قصة ملهمة ومحزنة، لكن السؤال الأهم… هل يمكن صنع فيلم عن هذه القصة؟

بالتأكيد لا، فسيناريو الفيلم لا يملك أحداثاً مهمة، حوارات عميقة أو شخصيات قوية، وهو الأمر الذي تركني محتاراً، لأن الفيلم يملك الكثير من النقاط الإيجابية، لكنها مع ذلك لم تستطع تعويض ضعف القصة.

المشكلة الكبرى في الفيلم هي الحبكة الرئيسية له، وهي اضطرار العائلة للانتقال من قريتهم إلى مدينة أخرى، بسبب قرار المحكمة، وهو قرار مجحف وظالم بالتأكيد، لكن هل يمكن اعتبار هذا الأمر معاناة حقيقة، فمئات آلالاف الأشخاص يضطرون للانتقال من مدينتهم أو وطنهم لأسباب أقسى من هذه بكثير، لذا شخصياً لم استطع التعاطف مع الشخصيات ومعاناتهم بالقدر الكافي.

فيلم Loving - ريتشارد وميلدريد لافينغ

النصف الثاني من الفيلم أفضل من النصف الأول، فعلى الأقل يتم البدء بقصة مثيرة هي معارضة الزوجين لقرار المحكمة، والتعاون مع فريق من المحاميين من أجل السماح للزواج المختلط، وذلك عن طريق محاكمة مع المحكمة العليا، لكن مع ذلك الفيلم فوت العديد من الفرص هنا، فلم يستطع الفيلم أن يكون فيلم دراما سياسية، فلم يتم التركيز بالقدر الكافي على القضية المطروحة أو عن تفاصيل المحاكمات التي خضع لها الزوجين، كما فشل بأن يكون فيلم رومانسي درامي، حيث لم يركز على العلاقة بين الزوجين، وظهرت بشكل بارد خالٍ من الأحاسيس، فلم يتم تصوير شخصين يحبان بعضهما لدرجة تحمل كل المصاعب المترتبة على زواجهما، فكانت النتيجة كان فقط فيلم درامي عادي مصوّر بطريقة جميلة.

المحزن في الأمر أن جيف نيكولس قام بإخراج الفيلم بطريقة ممتازة من الناحية البصرية، تصوير جمال الطبيعة، اختيار الألوان، تصميم الأزياء والديكور، والتحكم بأداء الممثلين، وهذا يؤكد أنّ نيكولس مخرج ممتاز، لكنه فشل بروي القصة بطريقة مشوقة مثلما يفعل دائماً، وذلك لأن قصة الفيلم غير مشوقة.

نيكولس ارتكب خطأً في إخراجه فيلم كهذا، فعلى الرغم من أن الطابع الرئيسي لجميع أفلام نيكولس هو الدراما، إلّا أنه دائماً ما يدخل عناصر أخرى مشوقة لأفلامه، وهو الأمر الذي لم يكن موجوداً في قصة الفيلم، والذي كان يستحيل على أي مخرج مهما كان موهوباً أن يقوم بتغطيته.

أداء الممثلين كان جيداً جداً في الفيلم على الرغم من ضعف رسم الشخصيات، “روث نيغا” نالت الكثير من المديح عن دورها في الفيلم، وترشحت لعدة جوائز أهمها جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور بطولة، وأداء نيغا كان جيداً بالفعل، لكن لا اعتقد أنه يستحق ترشيح لجائزة الأوسكار، وأفضل أداء في الفيلم كان أداء “جويل إيدغيرتون” الذي قام مؤخراً بتقديم أفلام جيدة جداً، وكان أداؤه في الفيلم مختلفاً عن أي أداء قدمه سابقاً، ويعد الفيلم تعاونه الثاني مع جيف نيكولس بعد فيلم “Midnight Special” والذي قدم فيه أداءً تمثيلياً لا يقل روعة عن أداءه في فيلم “Loving”، لذا أتمنى رؤية “جويل إيدغيرتون” يتعاون مرة أخرى مع “جيف نيكولس” في مشاريعه المستقبلية.

فيلم Loving - جويل إيدغيرتون وروث نيغا

الممثلين المساعدين في الفيلم كانوا ممتازين، “مارتون سوكاس” استطاع من خلال مشاهد قليلة تقديم أداء مميز، كذلك “بيل كامب” الذي ظهر بعدة أدوار صغيرة في أفلام مهمة في السنوات الأخيرة، أحدها كان في فيلم “Midnight Special”، “نيك كرول” الممثل الكوميدي المذهل قدم أداء درامي يستحق الإشادة، وقد يشكل هذا الفيلم نقطة تحول في مسيرته، ومثل جميع أفلام جيف نيكولس ظهر في الفيلم الممثل الرائع مايكل شانون، لكن هذه المرة في دور صغير جداً، لكنه كان مهماً للغاية.

ذو صلة

لن أقول أن فيلم “Loving” لا يستحق المشاهدة، فقد يوجد جمهور لهذا النمط من أفلام الدراما، لكن في سنة مليئة بأفلام الدراما الرائعة، لا اعتقد أن فيلم “Loving” سيكون أفضل خيار، وإذا كنت من محبي المخرج “جيف نيكولس” وكنت في انتظار أحدث أفلامه، فهذا الفيلم هو مجرد خيبة أمل وعلامة سوداء في مسيرة المخرج الصاعد.

التقييم النهائي: 6/10

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

لا اتفق معاك نهائيا فى المقال
القصة كانت قوية والسبب الرئيسى اني تابعت الفيلم

ذو صلة