أفلام أوربية حديثة تستحق المشاهدة – الجزء الأول

لم تعد السينما الأجنبية مقتصرة على أفلام هوليوود فقط، بل توسعت الذائقة الفنية لتشمل الأفلام الأوربية والتي ذاع صيتها في الآونة الأخيرة.

وعلى عكس أفلام هوليوود التي تتميز بسرعة الإيقاع والدعاية الهائلة، والتي جعلها تحتل الاهتمام الأكبر بين المتابعين في العالم والوطن العربي بشكل خاص، فإنّ الأفلام الأوربية تميل إلى الدراما الهادئة.

وعلى مدار مقالين مُتتالين سنستعرض معًا بعضًا من الأفلام الأوروبية الحديثة.

فيلم فرنسي – كندي إنتاج 2010، صُنِّف كرقم 154 بقائمة أفضل 250 فيلم في موقع IMDB. تترك نوال مروان وصيتين لتوأميها جين وسيمون. تطلب منهما إيجاد أخ ثالث لهما، والوصية الثانية البحث عن والدهما. ينتقل التوأم إلى لبنان في رحلة لكشف الجزء الغامض من حياة والدتهما يأخذنا الفيلم من مفاجأة لأخرى ومن صدمة لصدمة أشد، عَبر رحلة تكشف الوجه اللاإنساني للحرب، والظلم، في وجود الفساد وقسوة قلب العالم، لنعايش على مدار مُدة الفيلم صراعات إنسانية ومُجتمعية شديدة التعقيد من خلال ملحمة جمعت بعبقرية بين الماضي والحاضر، بأداء مميز من أبطاله، وقصة لن ينساها كل من يُشاهدها.

الفيلم للكاتب و المخرج “Denis Villeneuve” عن مسرحية للكاتب اللبناني مجدي معوض.

يتلقى مقدم البرامج المشهور “Georges Laurent” و زوجته “Anne Laurent “مجموعة من شرائط الفيديو والتي يتم فيها مراقبته هو وزوجته، فيصيبه الذعر بعدما ترفض الشرطة مساعدته؛ لأنّه لا يوجد تهديد واضح.

يعتمد جورج على نفسه في اكتشاف هوية المرسل و تعتقد “Anne ” أنّ حادثة وقعت لزوجها في طفولته لها علاقة بالموضوع، فيلم للمخرج “Michael Haneke”، وقد حاز المخرج على جائزة مهرجان كان السينمائي كأفضل إخراج .

أثناء الحرب العالمية الثانية يقوم الضابط في الجيش النازي “Kurt Gerstein” – والذي أدرك بأنّ اختراعه Zyklon B يتم استخدامه لتوصيل المياه لمعسكرات إبادة اليهود – بتبليغ قصته لعدد من الشخصيات الدبلوماسية، و لكن وحده “Riccardo Fontana” يقوم بمساعدته.

يقوم “Ali Aksu” المقيم بألمانيا بمساعدة صديقته “Yeter Öztürk” على الرغم من رفض ابنه “Nejat Aksu“. يسافر “Nejat” إلى تركيا للبحث عن ابنته “yeter “ و التي تورطت في أحداث سياسيه بإسطنبول ليقوم بمساعدتها كما فعل أبوه مع والدتها لتنتقل إلى ألمانيا، فيلم درامي مناسب لجميع الأعمار السنية.

فيلم درامي أُنتج عام 2006 للمخرج “Ken Loach” تجري أحداث الفيلم أثناء حرب الاستقلال الإيرلندية (1919-1921)، والحرب الأهلية الإيرلندية (1922-1923). يتحدث الفيلم عن الأخوين “Teddy O’Donovan” و “Damien O’Donovan”، و الذي قام بدوره “Cillian Murphy”، وقد انضما إلى الجيش الجمهوري الإيرلندي للقتال من أجل استقلال إيرلندا عن المملكة المتحدة .

اسم الفيلم مأخوذ عن أغنية ل  Robert Dwyer Joyce، و التي غُنيت أثناء تمرد إيرلندا 1798. الفيلم حقق نجاحًا جيدًا في جميع أنحاء العالم، وسجل رقمًا قياسيًا في إيرلندا كأعلى فيلم إيرلندي مستقل حتى عام 2011.

يُعدّ فيلم Amélie أحد أشهر وأجمل الأفلام الحديثة نسبيًا بالسينما الفرنسية، وقد نال الفيلم تقييمات إيجابية سواءً من النقاد أو الجمهور حتى أنّه احتل المرتبة الـ 75 بين أفضل 250 فيلم بتاريخ السينما كافةً على موقع IMDb. في الوقت نفسه ترشح للكثير من الجوائز، أهمها 5 جوائز أوسكار، لتصبح حصيلة الجوائز التي حصدها الفيلم 56 جائزة.

الفيلم رومانسي كوميدي يحكي عن (إيميلي) التي يعتقد والدها – نتيجة تشخيص طبي خاطئ – أنّ لديها مرض ما بالقلب، فيمنعها من مُغادرة المنزل، ما يجعلها تحظى بتعليم منزلي، لتصبح انطوائية ومعزولة عن العالم الخارجي بكل ما به من حياة أو مغريات.

تنشأ إيميلي كفتاة بريئة لا تغريها الماديات أو الشهوات بقدر ما تتغذى على الجمال والخيال، وحينما تتوفى والدتها تذهب للعمل بالمقهى المُجاور للمنزل. لتكتشف صندوق مخبَأ في أحد جوانبه لتمر بتجربة مُثيرة تُغير حياتها وترجع الابتسامة على شفتيها.

يُشكل الفيلم الظهور الأول لناتالي بورتمان (ماتيلدا)، والتي نشأت ضمن عائلة محطمة وفاسدة ما لبثت أن تم قتلهم. ليتولى ليون – قاتل مأجور محترف – رعاية ماتيلدا وتتطور صداقتهما بصورة تراجيدية. تتطور ماتيلدا لتصبح ذات شأن في عالم الاغتيالات.

فيلم فرنسي كوميدي درامي مبني على قصة حقيقية عن المليونير فيليب “François Cluzet” ، و الذي يتعرض لحادث سير يتسبب في إصابته بالشلل، ما يجعله يبحث عن شخص يُعينه على مهام حياته. هنا يلتقي ب “Driss”، و الذي يقوم بدوره “Omar sy” مسلم فرنسي من أصول إفريقية خرج للتو من السجن لتتوالى الأحداث وتنشأ بينهم علاقة قوية.

الفيلم من أكثر الأفلام الفرنسية نجاحًا، وعلى المستوى العالمي استطاع أن يحطم الرقم القياسي ليصبح الأعلى تحقيقًا للإيرادات بفئة الأفلام الغير ناطقة باللغة الإنجليزية.

فيلم من إنتاج عام 2007، وهو واحد من أشهر وأهم الأعمال الفنية المأخوذة عن أحداث حقيقية بطلها الصحفي الفرنسي جان دومينيك بوبي، والذي أُصيب في الثالثة والأربعين من عُمره بسكتة قلبية، وجلطة دماغية تسببت له بما يُعرف بـ Locked-In syndrome.

حيث عانى جسده من الشلل التام باستثناء جفن عينه اليُسرى، ما أصبح بالتبعية وسيلته الوحيدة للتواصل مع الآخرين، لنُشاهد على مدار مُدة الفيلم كيف واصل بوبي حياته، وكيف تعاملت أسرته مع حالته الصحية الصعبة والغريبة.

وقد نال الفيلم تقييمات فنية إيجابية من الجميع، مُترشحًا لـ 4 جوائز أوسكار، بينما فاز مُخرجه “Julian Schnabel” بجائزة أفضل مخرج بمهرجان كان السينمائي 2007.