تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

The Lost Flowers of Alice Hart.. حينما تداعب الدراما القضايا النسائية الشائكة!

the lost flowers of alice hart series arageek
رُواء سيد
رُواء سيد

5 د

مع سردٍ متماسك يمتدّ عَبر السنوات ويربط بين الصدمات المتتالية والحزن العميق، في إطار شخصيات معقدة وتملك الكثير من الأبعاد لفهمها بالكامل. مع كل هذه العناصر، يمكنك التنبؤ أنك أمام مسلسل مبني على أحداث رواية تحمل نفس اسم مسلسل برايم الجديد The lost flowers of Alice Hart.

تدور أحداث المسلسل على مدار عقدين من الزمن، ويتتبع قصة "أليس" المولعة بالحكايا والكتب منذ صِغرها وتكتشف في نهاية الطريق أن قصة حياتها هي الأكثر قوةً وسحرًا، والأجدر بالحكي معنا اليوم في "أراجيك فن".

7.9/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

The Lost Flowers of Alice Hart

تنطلق الأحداث مع عائلة صغيرة يمرحون في حقلٍ ما، بعيدًا عن أي ضوضاء وبعيدًا عن أي شخص، تأخذ أليش ذات التسع سنوات في الإلحاح على والدتها -ٱجنس- لتحكي لها قصة ولادتها مرةً أخرى وكيف جاءت للدنيا على عُجالة من أمرها، وهناك يجلس والدها كليم، يقاسمهم الابتسامات والسعادة.

نقتحم عزلتهم، نلقي نظرة عن كَثب على تلك الصورة حيث يبدو فيها كل شيء مثاليًا، وقبل أن نمضي، سرعان ما تتلاشى تلك الصورة اللامعة، وتبدأ الكدمات في الظهور هنا وهناك، حتى تصبح الصورة ملطّخة تمامًا. يملك كليم موهبة براقة في النحت ولكنه على الصعيد الٱخر لا يكفّ عن إيذاء أسرته الصغيرة، يخاف أن يصيبَ ابنته مكروه ولكنها حين تعود سالمة، يبرحها هو ضربًا.

في علاقة تضجّ بالتناقض والفوضى تنشأ أليس، وتحاول أن تحب الحياة رغم كل شيء. وتبدأ العائلة في التفكك أكثر فأكثر حين تفقد أليس والديها وتكاد تفقد حياتها، تتزعزع الأرض من تحت قدميها، ومن هولِ الصدمة، تفقد النطقَ وتلازم الصمت والبكاء.

أليس زهرةٌ حرة، مشاكسة، تتورط في المتاعب وتفوح منها رائحة المرح، تحب من كل قلبها الذي أصبحت الصدمات تحاوطه من كل اتجاه، ولكنها لحسن الحظ لم تؤثر على قابلية استقبالها للعالم وأن تفتح له ذِراعيها، نجح والدها في قطفِ وريقاتها أكثر من مرة ولكنه لم يستطع أبدا أن ينزعها من جذورِها.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    جليندين ايفين

بطولة

أليلا براون،
سيجورني ويفر،
آشر كيدي

متاح على

amazon_prime_url

صورةٌ سعيدة.. أسرة مفككة

يبدأ المسلسل بعائلة صغيرة يمرحون في حقلٍ ما، بعيدًا عن أي ضوضاء وبعيدًا عن أي شخص، تأخذ أليس ذات التسع سنوات في الإلحاح على والدتها -ٱجنس- لتحكي لها قصة ولادتها مرةً أخرى وكيف جاءت للدنيا على عُجالة من أمرها، وهناك يجلس والدها كليم، يقاسمهم الابتسامات والسعادة. 

نقتحم عزلتهم، نلقي نظرة عن كَثب على تلك الصورة حيث يبدو فيها كل شيء مثاليًا، وقبل أن نمضي، سرعان ما تتلاشى تلك الصورة اللامعة، وتبدأ الكدمات في الظهور هنا وهناك، حتى تصبح الصورة ملطّخة تمامًا. يملك كليم موهبة براقة في النحت ولكنه على الصعيد الٱخر لا يكفّ عن إيذاء أسرته الصغيرة، يخاف أن يصيبَ ابنته مكروه ولكنها حين تعود سالمة، يبرحها هو ضربًا. 

في علاقة تضجّ بالتناقض والفوضى تنشأ أليس، وتحاول أن تحب الحياة رغم كل شيء. وتبدأ العائلة في التفكك أكثر فأكثر حين تفقد أليس والديها وتكاد تفقد حياتها، تتزعزع الأرض من تحت قدميها، ومن هولِ الصدمة، تفقد النطقَ وتلازم الصمت والبكاء.

أليس زهرةٌ حرة، مشاكسة، تتورط في المتاعب وتفوح منها رائحة المرح، تحب من كل قلبها الذي أصبحت الصدمات تحاوطه من كل اتجاه، ولكنها لحسن الحظ لم تؤثر على قابلية استقبالها للعالم وأن تفتح له ذِراعيها، نجح والدها في قطفِ وريقاتها أكثر من مرة ولكنه لم يستطع أبدًا أن ينزعها من جذورِها.


كل زهرة تفصح سرًا

تذهب أليس مع جدتها -جون هارت- التي لم ترها مرةً واحدة في حياتها إلى مزرعة ثورنفيلد، التي تسكن فيها جون وتوفّر ملجأ داخلها لكل ضحايا العنف، ويشاء القدر أن يكبر ابنها ليصبح واحدًا من الجُناة. وبينما تعتنق أليس الصمت، تكتشف أن هناك لغةً خاصة يتواصلون بها في ثورنفيلد لن تضطر أليس لمغادرة صمتها، حيث يتواصل كل قاطني ثورنفيلد عبر لغة الأزهار، حيث تعني كل زهرة جملةً ما، وهناك قاموس كامل لتلك اللغة التي تجد فيها أليس ملاذَها.

كل زهرة حول أليس تحمل معنى وتفصح سرًا، في الحلقة الثانية على سبيل المثال كانت زهرة الأكاسيا هي ضيف الشرف وجاءت لتترك رسالة فحواها: ”أنا دائمًا معك.“ وفي الحلقة التي تليها جاءت زهرة الفانوس لتقول أن في بعض الأحيان ”الأمل قد يُعمي.“

يملك المسلسل سحره الخاص، تمتزج كل عناصر الطبيعة من ماء وهواء ونار وأزهار مع القصة، يتشابكون بطريقة لم أراها في أي عمل من قبل، وكأن المخرج يتعامل معها بصفتها بطلٌ حقيقيّ للعمل وليس مجرد زائر ليضفي على اللوحة النهائية لمسة ساحرة. يمثل عنصر النار على طول المسلسل فورة الغضب الداخلية لأليس، يمثل خوفها من نمط حياتها المذبذب بين التعنيف تارة والحنان تارة أخرى، لا تعلم أيهما ستلقاه اليوم.

نرشح لك:  “اختيار عنصر النار ليس عبثيًا”.. كيف يحارب فيلم Elemental العنصرية تجاه المهاجرين؟

يداعب مسلسل The lost flowers of Alice Hart الكثير من المواضيع الشائكة والحساسة، حيث لا تتناول القصة توابع التعنيف وٱثاره على النساء والأطفال فحسب بل تتطرق أيضًا إلى الندوب التي تحملها المهاجرات من جرّاء العنف التي تفرضه الدولة بسبب السياسة القسرية في إبعاد الأطفال عن أمهاتهم.

يدرك الممثلون جميعًا مدى حساسية القصة التي يلعبون دورًا في تشكيلها وعلى هذا الأساس يؤدي كلٌ منهم دوره على أكمل وجه. تلتقط الممثلة أليلا براون -التي تلعب دور الطفلة أليس- البراءة والخوف والتيه والمرح، وتجعلهم جميعًا يقتسمون ملامحها في مشهد واحد.

جون هارت شخصية صارمة، تبدو متجمدة المشاعر، ولكن على مدار السبع حلقات ومع انزياح تلك الغشاوة نجد امرأة تحب بكل ذرة من قلبها، وتفعل أي شيء في سبيل حماية أحبائها وإن كان على حسابِهم في نهاية المطاف. استطاعت سيغورني ويفر أن تتمرس في أداء شخصية مثل جون ببراعة، تجعلك حانقًا من تصرفاتها وتستشيط غضبًا وتشفق عليها في المشهد الذي يتبعه مباشرة.


أن تغفرَ.. أن تتعافى

 هو مسلسل عن نصف الحقائق المعلَنة، عن الثقب الذي نراه يتسّع في التواصل ونعجز عن رتقه، عن الأخطاء الشنيعة التي قد يرتكبها المرء في حق مَن يحبهم ظنًا منه أنه يحميهم من خلالها. يتلو قصةً مؤلمة تتخللها الكثير من أشكال الحب المختلفة، وكان أبرزهم حب التملّك، وتأخذ القصة وقتها، تجذب المشاهد إلى داخلها وتتركه يستكشف معالمها بنفسه.

نقفز للأمام مع أليس في الوقت المناسب، تاركين مساحةً كافية للغموض، الٱن بطلتنا فتاة عشرينية تشق طريقها في الحياة وهي لا تزال تنبش في ماضيها، نشهد تحولها من زهرة برية مضطربة إلى امرأة مستقلة واعية.

دومًا ما يصنع ثنائي الألم والتعافي أجمل القصص، لهذا قرر المسلسل أن ينسج منهما حكايةً يمكن لأي شخص أن يتعلق بها وإن لم يتعرضّ للتعنيف أبدًا. تعد هذه الميلودراما إثباتا أنه ببعض المهارة والحنكة يمكنك أن تجمع بين الإثارة والوقع الهادئ الذي يعطي المشاهد فرصة لهضم كل حدث يقدم إليه.

ذو صلة

يجيءُ الفصل الثالث والأخير من القصة ليكشف الستار عن السؤال الأهم؛ هل يمكن للمرء حقًا أن يتجاوز ماضيه؟ هل يستطيع أن يغفرَ للطفل الذي بداخله، ويأخذ بيديه نحو التعافي؟ هل يمكنه أن يكسر الأنماط التي حُصِر فيها طوال حياته، هل يتسنّ له أن يرفضها ويقول لا؟ أم سيصيبه الذعر من وقعِ الكلمة ويضطر للرضوخ كما كل مرة؟ وإذ به يلفّ في دوائر مفرغة من الخوف والهلع، وإذ بمستقبله يصبح نسخةً طبق الأصل من ماضيه. 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة