تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بين دمى الفتيات وأحلام الصبى.. كيف تعزف “باربي” لحن النسوية بعيدًا عن المثالية الذكورية؟

Arageek 2023
علي عمار
علي عمار

9 د

"باربي".. كلمة السر السحرية، لرؤية ارتسام البسمة على ثغر الفتيات، صغيرات ومراهقات. وكذلك الأمر بالنسبة للشابات الأكبر سنًا والنساء، لارتباط "Barbie" اللعبة الأشهر عالميًا، بالطفولة وذكريات المرحلة العمرية الأكثر نقاءً وبراءة. 

ولكن أكانت حسناء البلاستيك، الملاذ الآمن لتلجأ لها الصغيرات! وهي التي تتمتع بمقاييس شكلانية جمالية خارقة، ابتداءً من جسدها الأنثوي، ولباسها الباهر، ووجها المزين بمساحيق التجميل، وأقلام الحمرة. 

خصوصاً أن الإعلانات التسويقية أخبرتنا دومًا، أن باربي تهتم بالموضة والجمال لأنها دمية أزياء، وتعشق التسوق من أجلها. وهذا ربما يؤثر على سلوك الفتيات، وكيف يرغبن في الظهور مستقبلًا، على حساب الاهتمام بأمور العلم وتنمية الشخصية الذاتية. 

لكن شركة Mattel عرابة باربي، ارتأت بعد فترة زمنية ليست بالقليلة، أن مدللة الشركة يجب أن تكون لكل البنات، باختلاف أشكالهن وألوانهن وانتماءهن. وذلك رغبةً في استعادة مكانتها في السوق، وتحقيق مزيدًا من المبيعات والانتشار. فصارت باربي امرأة مؤثرة وحاضرة في ميادين الحياة والعمل كافة، لا مجرد دمية تتمتع بمواصفات خيالية، كما عرفناها سنينًا رمزًا للأنوثة والجمال.

لذا هي ملهمة للبعض، لشريحة المهتمات بعالم الأناقة والجمال، وغير ملهمة للواتي ينظرن إليها، كمروجة لصورة غير سليمة حول الأنوثة، والمرأة السوبر . 

هل لاحظتم؟ نتكلم عن امرأة، ما علاقة الأطفال بامرأة، أيجب أن يكون لطفلة بعمر 4 أو 5 أو 6 سنوات مثلًا، طموح.. وملهمة؟ 

ربما هذه النقطة وإن أدركناها يومًا كأهالي، لم نهتم كثيرًا للتعمق بها، أو محاولة رسم حدودٍ ما للتعامل فيما بين باربي والصغيرات، أو أي لعبة أخرى. حتى ألعاب الصبيان الحربية. 

إلا أن فيلم Barbie النسخة الحية للدمية، جعلنا نعيد النظر حول الموضوع، تحديدًا باربي بنسخة الممثلة "مارغو روبي"، لا تصلح للأطفال بتاتًا. 

حيث أرادت كاتبة ومخرجة الفيلم "جريتا جيروج"، أن تنسف صفة السطحية التي طالما اتهمت بها اللعبة، وتقديمها بصورة المرأة الذكية المعنية بقضايا جنسها، فشاهدنا باربي امرأة نسوية قوية في وجه الذكورية السامة، ولكن أين.. هل في عالمها الوردي الذي هو أصلًا ملكًا لها؟. 

هيا لنتعرف على حكاية Barbie الحية مع أراجيك فن...

7.6/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Barbie

فيلم “باربي” يأخذنا في رحلة مثيرة ومشوقة إلى عالم باربي المشهور، حيث تعيش البطلة باربي أزمة تُجبرها على تساؤلات حول عالمها ووجودها.

تنقلب حياة باربي رأساً على عقب عندما تواجه أزمةً غامضة تهز عالمها الوردي اللامع. تصبح الشكوك تسيطر على عقلها، فهل هي مجرد دمية باربي في عالم خيالي مصمم للتسلية؟ أم أنها تمتلك هوية ووجود حقيقي خارج هذا العالم الوردي المُثالي؟

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    جريتا جيرويج

بطولة

مارجوت روبي،
ريان غوسلينغ،
إيما ماكي

فيلم Barbie.. حياة وردية لحسناوات Mattel 

فيديو يوتيوب

افتتاحية فيلم "Barbie" كانت صادمة، اختيار الأسلوب الذي اعتمدته المخرجة "جريتا جيروج" في تصوير الثورة التي عملتها باربي في عالم الدمى، أزعج كثيرًا من المشاهدين. 

حيث نشاهد في البداية مجموعة من الفتيات الصغيرات، يلعبن مع دمى رضع في زمنٍ زائل، ومكانٍ ترابيٍ كئيب، كما هو حال فساتينهن. من ثم تأتي باربي العملاقة ملكة الدمى، فتصاب الصغيرات بحالة من الدهشة والانبهار، ليسارعن بعدها إلى تحطيم أطفالهن، والتخلي عن غريزة الأمومة، من أجل اللعب مع سيدة جميلة، كل الأعين عليها. 

والآن سنسافر إلى أرض الأحلام، إلى عالم "باربي لاند" الوردي، العالم الذي تمنت زيارته كل فتاةٍ بالجمال والألوان مغرمة. هناك تجري أحداث فيلم Barbie، بعيدًا عن العالم الواقعي المناقض تمامًا لما تعيشه حسناوات ماتيل. 

الكل هناك باربي، والرجال أيضًا كلهم كين. إلا أن الكينز لا شيء يفعلونه سوى العيش في ظل الباربيز. فالكلمة والقرار والعمل لهن. باربي هي العاملة، والطبيبة، والمهندسة، والقاضية، ورائدة الفضاء، وعروس البحر، إلخ... 

تتمتع باربي النمطية -بطلة الحكاية- بيوم رائع كل يوم، لكن كين المتيم بها لا يحظى بهذا اليوم إلا إذا نظرت باربي إليه. يحاول لفت أنظارها إليه دون جدوى.. إنها عملية مضنية بالنسبة له. 

الأيام في أرض الباربيز متشابهة، والأحداث متكررة، وهذا لا يعني أن مللًا قد يتسلل لحياة تلك السيدات، على العكس كل شيء مثالي ومتكامل. فهن عرابات المثالية. 

ذات يوم تشعر باربي أن خللًا ما أصابها، وتعيش أزمة وجودية، حيث صارت قدميها فجأةً مسطحة، وظهر السيلولييت على جسدها. كما تراودها أفكار خيالية حول الموت! تحاول الحصول على مساعدة من باربي الغريبة، فتخبرها أن عليها الرحيل إلى العالم الواقعي، والاجتماع بمالكيها -الفتاة التي تملكها في العالم الواقعي- وتصحيح الأمور. 

ترى هل يسوء الوضع معها في الحياة الحقيقية، وكيف ستتعامل وكين مع الاختلافات ما بين الواقع وعالم باربي لاند؟ وتحديدًا كين، كونه سيحظى بأسلوب حياة مختلف، وأوقاتٍ الرجولة سيدها؟ 


بين المثالية والبحث عن الذات

دنيا البلاستيك التي قدمتها المخرجة "جريتا جيروج" رائعة، بالتصاميم والألوان، هي تشبه كل شيء خيالي قد يتصوره العقل، ويتخدر به بعيدًا عن الواقع المعاش في أرض البشر.

ليس فقط بالنسبة للإناث، والذكور كذلك الأمر أحلامهم وردية -ليس بالمعنى الحرفي للكلمة- هناك رفض دائم لما يمر به الإنسان، وصعوبات الحياة. لذلك نجاح فيلم Barbie بديهي ومتوقع -بالإضافة إلى شعبية لعبة الدمى- بغض النظر عن المحتوى المقدم. فالسينما عمومًا هي ملاذ الروح والعقل للهروب إلى اللاواقع. 

لا يمكن تخيل باربي سوى نموذج لإكسير الشباب الدائم، لذا محاولة أنسنة الشخصية وتقديمها امرأة ترغب بالبحث عن هويتها، ومكانتها في المجتمع، وعدم الانصياع للمثالية الزائفة، فكرة جميلة، خاصةً أن عرابي الدمية سعوا جاهدين، لمسح الصورة النمطية البدائية عنها. لكن لم يصيبوا من ناحية تقديمها امرأة نسوية.

فهل الدفاع المستميت عن النسوية يريد إلغاء دور الرجال، أو زرع فكرة أن النساء قادرات على المضي قدمًا من دونهم؟ وكأن على كل جنس عليه أن يعيش بمعزلٍ عن الآخر، وينجح لوحده. 

كيف هذا! كان يجب الدفاع عن المرأة وحقوقها، وتعزيز فكرة الحصول على استقلاليتها وحريتها، تمامًا كالرجل، ولكن ليس بإلغاء الآخر، فالرجال والنساء مكملين لبعضهم، وهكذا خلق الكون على آدم وحواء. 

ليس بهذه الأفكار يتم تمكين المرأة. 

كان من المفترض عبر تصوير التناقضات الموجودة بين عالم باربي وعالم الواقع، الوصول إلى حلول وتعزيز رسالة المساواة بين الجنسين في آخر الفيلم. لكن لم يحصل. حيث في الآخير تم منح فقط بعض الحقوق للكينز على أرض الباربيز. 


نجوم العالم الغنائي يدعمون Barbie 

حملة ترويجية كبيرة تحصل عليها فيلم باربي، بإشراف شركة "Warner Brothers"، حيث صبغ العالم باللون الوردي.. أينما حللت تجد الألوان الوردية، وأزياء باربي. وإن طبعت كلمة باربي على محرك البحث غوغل، ستتحول الشاشة لديك للوردي.. وغيرها. 

حتى أنه انتقلت العدوى إلى عالمنا العربي، فشهدنا ألمع نجمات الغناء والتمثيل، والمؤثرات أيضًا يرتدن ألوان باربي ويتشبهن بها. وآخرها، كان ظهور ملكة الأزياء والجمال بالقرب من برج خليفة، عبر لوحة إعلانية ضخمة بتقنية 3D.

والحدث الأبرز فنيًا هو إصدار ألبوم موسيقي خاص بالفيلم، أنتجته شركة "Atlantic Records" والمنتج الموسيقي "مارك رونسون"، ألبوم جمع ألمع نجوم البوب والهيب هوب، من خلال أغنيات حاكت أجواء الفيلم المبهجة، وتوغلت أكثر في عالم الأحلام الوردية. 

وعلى الرغم من ذلك لا يجوز تصنيف هذا العمل السينمائي على أنه "musical movie"، فهو لا يشبه نوعية الأفلام الموسيقية مثل "LA LA LAND" و"The Greatest Showman"، وإنما هو عمل رومانسي كوميدي يحتوي موسيقى. 


القائمة الكاملة Barbie: The Album 

فيديو يوتيوب
  • Lizzo – Pink 
  • Dua Lipa – Dance The Night 
  • Nicki Minaj & Ice Spice – Barbie World (with Aqua) 
  • Charli XCX – Speed Drive  KAROL G – WATATI (feat. Aldo Ranks) 
  • Sam Smith – Man I Am 
  • Tame Impala – Journey To The Real World 
  • Ryan Gosling – I’m Just Ken 
  • Dominic Fike – Hey Blondie 
  • HAIM – Home 
  • Billie Eilish – What Was I Made For?
  • The Kid LAROI – Forever & Again 
  • Khalid – Silver Platter 
  • PinkPantheress – Angel  
  • GAYLE – butterflies 
  • Ava Max – Choose Your Fighter 
  • FIFTY FIFTY – Barbie Dreams (feat. Kaliii)
  • Ryan Gosling - Push 

بعد أن ذكرنا أغنيات الألبوم، سنقوم بتناول بعضًا منها وأين جاءت في الفيلم، والحالة الدرامية التي رافقت باربي... 

  • أغنية Lizzo - Pink

هي الأغنية الافتتاحية للفيلم، تشعرك بأجواءها الإيجابية والفرحة أنك في زمن الثمانينيات. تعبر عن القوة وحب الذات، عن الأنوثة والصداقة العميقة التي تجمع باربي وصديقاتها. هي بمثابة احتفال يومي بالجمال الذي يتمتعن به في عالمهم الوردي الساحر. 

وأيضًا النشيد الصباحي، ولكي تقول الباربيز "Hi Barbie". 

هذه الأغنية هي الشيء الوحيد الذي يشبه الإناث الصغيرات، إلى جانب الألوان. 

صرحت الممثلة مارغو روبي أن كلمات Lizzo ذكية ومضحكة، ولها دورًا بارزًا في العمل، بسبب لمسة الكوميديا التي أضافتها. 

  • أغنية Dua Lipa - Dance The night 

“شاهدني أرقص/ أرقص طوال الليل”. 

يتم تشغيل الأغنية في الديسكو، والباربيز يرقصون ويمرحون، وكين يحاول التقرب من باربي. 

في أثناء ذلك تعترف باربي لصديقاتها، دون أن تعي تأثير الكلمات عليهن، 

أنها تفكر بالموت؟ فتحاول تصحيح ما قالتله، والقول أنها تقصد الرقص. 

تؤكد الأغنية على ضرورة الاستمتاع بالحياة، مهما بلغنا من مشكلات وعوائق. ويجب أن نعزز القوة داخلنا، ولو شعرنا بالضعف في خضم تحديات الحياة. 

  • أغنية Tame Impla - Journey To The Real World 

“المستقبل هو  لغز.. 

أتساءل عما سنراه.. 

عندما نصل إلى العالم الحقيقي.. 

نحن ذاهبون إلى العالم الحقيقي”.

يتم تشغيل أغنية الفرقة الأسترالية، حينما تقرر باربي المغادرة إلى العالم الحقيقي، ومعرفة سبب الأزمة الوجودية التي وقعت لها. 

تشير الكلمات إلى هذه الرحلة برفقة كين، حول الرغبة في اكتشاف العالم الغريب عن باربيلاند.. واكتشاف الذات. 

  •  أغنية Ryan Gosling – I’m Just Ken

“أنا فقط كين” أغنية لشخصية كين حبيب باربي، بمعنى أدق الذي يحب باربي، فهي تحترمه فقط. ولا أهمية للرجال في عالمها الخاص. 

كين كان لديه تأثير كبير في الأحداث، فهو حاول قلب النظام في أرض الباربي وتحويله إلى نظام أبوي، بعد أن اختبر سيطرة الرجال وقوتهم في العالم الحقيقي. 

يتحدث كين في الأغنية عن كيف يتم النظر إليه كرجل جميل -وجهًا وجسدًا- الوضع الذي سأم منه، هو لا يريد أن يبقى دمية على الرف. هو يريد أن يكون على طبيعته، وأن ينظر إليه كرجل له قيمة. وليس عليه أن يرقى إلى مستوى توقعات أي شخص آخر. 

  •  أغنية Billie Eilish – What Was I Made For؟

اجتماعها مع شخصيات حقيقية، واحتكاكها العاطفي معهم، جعلها تمل المثالية التي تعيشها، والحياة البلاستيكية الرتيبة في عالمها. حيث يراودها شعور أنها لا تنتمي إلى أي مكان، هذا العالم غير حقيقي، وهي تريد حياة حقيقية تختبر بها ذاتها العميقة. لذا تُعلم روث هاندلر مبتكرتها، رغبتها بالتحول إلى إنسان وانضمامها للواقع. فتقول لها هاندلر أنها خلقت بالضبط لتكون ما تريد أن تكونه. 

وتأتي أغنية "بيلي إيليش" الدرامية بعنوان ما الذي صنعت لأجله؟ تمامًا للتعبير عن حالة الضياع التي عاشتها باربي، وبحثها عن المعنى الوجودي للحياة. 

في عالمنا العربي تم تحديد 31 أغسطس /أب، موعدًا لعرض فيلم Barbie في صالات السينما في مصر والسعودية. إلى أن هناك أخبارًا انتشرت في الساعات الماضية، على منعه في السعودية، لكن القرار إلى الآن ليس رسميًا. 

ذو صلة

كثير من المشاهدين يتوقعون قرار المنع، بسبب احتواء الفيلم على شخصية مثلية وأخرى متحولة جنسيًا، بالإضافة إلى احتواءه على إيحاءات جنسية صريحة. 

إذا كنتِ سيدتي من عشاق اللون الوردي، ولديكِ رغبة في حضور باربي، وبانتظار موعد العرض إن تم ذلك، ننصحك بمتابعة فيلم "أميرة حبي أنا" للسندريلا "سعاد حسني"، لأن الحياة مع السندريلا لونها بمبي 😉

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة