عامر خان أحد أشهر الممثلين في السينما الهندية و أكثرهم تأثيرًا، ليس في الهند فقط ولكن على مستوى العالم، حيث اختير ضمن قائمة مجلة Time السنوية لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2013، ولد في عام 1965 في مومباي بالهند لعائلة فنية، فوالده “طاهر حسين” يعمل في الإنتاج، وعمه “ناصر حسين” عمل كمنتج ومخرج أيضًا، أول ظهور له كان لا يزال طفلًا في فيلم Yaadon Ki Baaraat من إنتاج عمه، أمّا أول بطولة له بعد احترافه مهنة التمثيل كانت في فيلم Qayamat Se Qayamat Tak في عام 1988، ولقد حقق نجاحًا تجاريًا مؤثرًا كبداية في مشواره الفني، ولم يكتفِ “عامر” بمسيرته الفنية أن يكون ممثلًا فقط، فلقد أسس شركة “عامر خان للإنتاج” في عام 2001، وكان أول أفلامها Lagaan من بطولته، كما قام بأداء بعض أغاني أفلامه بنفسه كأغنية Bum Bum Bole في فيلم Taare Zameen Par، وهو نفسه الفيلم الذي أخرجه “عامر” في أولى تجاربه الإخراجية.
رصيد عامر خان الفني لا يعتمد على الكم بل الكيف، فهو يهدف إلى اتخاذ نهج مختلف يكاد لا ينافسه فيه أحد على الأقل في السينما الهندية، على الرغم من تطورها الملحوظ في السنوات الأخيرة، ولكن تظل منطقة “عامر” متفردةً وخاصةً بالمواضيع التي يتناولها وبأداء يسعى دومًا أن يكون مثاليًا، فيتحدى حتى بنيته الجسدية ليلعب أدوار متنوعة.
من الممكن تقسيم مشوار “عامر خان” الفني إلى مرحلتين: مرحلة البدايات والتي تأخذ ما يقرب من نص عمر مشواره من بدايته وحتى بدايات الألفية الثالثة، وسنجدها رغم ما بها من نجاحات وتميز في الأداء، إلّا أنّها كانت تميل لأجواء السينما الهندية التقليدية من حيث القصص، ومرحلته الثانية حيث النضج الفني والاختيارات التي وصلت به للعالمية، من بدايات الألفية الثالثة.
وهاهي مجموعة من أهم أفلام عامر خان من وجهة نظري، والتي تميز فيها كممثل وكمواضيع تم اختيارها بعناية.
(Lagaan: Once Upon a Time in India (2001
الفيلم تدور أحداثه في إحدى القرى الصغير غرب الهند، في عام 1893 حيث كانت الهند محتلةً من الإمبراطورية البريطانية، وعلى الرغم من الجفاف الذي تعاني منه القرى في هذا التوقيت يتم فرض ضرائب إضافية باهظة على القرويين ما يثير غضبهم ويحاولون الشكوى، بقيادة الشاب “بوفان”؛ لتخفيف هذه الضرائب ومراعاة حالة الجفاف التي تمر بها المنطقة، ولكن لم يجدوا لشكوتهم أدنى استجابة، وفي إحدى المرات التي ذهب القرويون لتقديم شكواهم، يشاهد “بوفان” مباراة الكريكيت بين الضباط الإنجليز وأثارت إعجابه، وتحدث مشادة بينه وبين أحد الضباط المتغطرسين بعد سخرية الضابط منه، ويصل الأمر إلى تحدي في إقامة مباراة بين الإنجليز والقرويين بقيادة بوفان، ولم يقتصر الأمر على المباراة بل تم وضع رهان خاصة بالضرائب على نتيجة المباراة، فإذا خسر القرويون عليهم دفع الضرائب مضاعفة ثلاث مرات، أمّا في حال فوزهم فسيتم إعفاءهم من الضرائب لثلاث سنوات، فهل ينجح “بوفان” في تدريب مجموعة من القرويين البسطاء على قواعد اللعبة وينال متنفس من السيطرة البريطانية؟
هذا الفيلم رُشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم بلغة أجنبية، ويُعد حينها الفيلم الهندي الثالث الذي يرشح لهذه الجائزة، وحصل على جائزة فير لأفضل فيلم، وأفضل ممثل.
الفيلم من إخراج “أشوتوش جواريكر”، وشارك “عامر خان” البطولة “جراسي سينج”، و “راشيل شيلي”، و “بول بلاكثورن”.
(The Rising: Ballad of Mangal Pandey (2005
الفيلم سيرة ذاتية عن حياة الجندي “مانجال باندي” الذي ساهم في بداية إشعال الثورة الهندية ضد الاحتلال الإنجليزي عام 1857.
في البداية كان “مانجال” أحد الجنود الهنود التابعين للشركة الهند الشرقية البريطانية، ويومًا ما ومع دخول بندقية جديدة لتسليح الجنود تنتشر شائعة استخدام دهن حيواني لعمل البندقية، مصدره إمّا من البقر أو الخنازير، مما يثير حفيظة الجنود لأسباب دينية سواءً الهندوس منهم أو المسلمين، لتؤكد لهم الشركة عدم صحة هذه الشائعة وحرصهم على احترام معتقداتهم، ولكن يتأكد لدى الجنود كذب هذا الادعاء وصحة الشائعات مما يشعل الغضب في نفوسهم، وتبدأ شرارة التمرد بقيادة “مانجال” ضد محتل لم يكتفِ باحتلال الأرض واستعباد الشعب لعقود طويلة، ولكنه أيضًا استهان بمعتقداتهم.
الفيلم إخراج “كيتان ميهتا”، و شارك “عامر خان” البطولة “راني موخراجي”، و “توبي ستيفنز”.
(Fanaa (2006
“زوني” فتاة عمياء من كشمير، حالمة رومانسية، تذهب مع زميلاتها في فرقة الرقص إلى دلهي لأداء فقرة في حفل يوم الجمهورية، وأثناء رحلتها تتعرف على المرشد السياحي “ريحان”، وعلى الرغم من تناقض شخصياتهما، إلّا أنّها تقع في حبه، ويتفقان على الزواج، وقبل العودة إلى كشمير تعرف “زوني” بوجود إمكانية أن ترى بعد إجراء عملية جراحية، وبعد إتمام العملية واستيقاظ “زوني” تصدم بمقتل “ريحان” في تفجير إرهابي، وبعد مرور سبع سنوات يطرق باب “زوني” شخص مصاب هو ذاته “ريحان” الذي استطاع التعرف عليها على عكسها التي لم ترَ وجهه من قبل، ويكتشف أنّ “زوني” لديها طفل هو ابنه، ليبدأ فصل جديد في قصة حبهما.
الفيلم نال جائزة فير لأفضل ممثلة، إخراج “كونال كوهلي”، وشارك “عامر خان” البطولة “كاجول”، و “ريشي كابور”، و “تابو”.
(Rang De Basanti (2006
المخرجة البريطانية “سو”، التي تأسر من قبل مذكراتها جدها الضابط الذي عمل كسجان في الهند أثناء حركة الاستقلال الهندية، والذي ذكر فيها بسالة خمسة من المقاتلين النشطين في الحركة الاستقلالية، وكيف كانت لحظاتهم الأخيرة في الأسر قبل إعدامهم، وقررت عمل فيلم عنهم، وعلى الرغم من أنّها لم تحصل على التمويل من إخراج فيلمها، إلّا أنّها تذهب إلى الهند وتستعين بإحدى صديقاتها لمساعدتها في انتقاء خمسة شباب لأداء الأدوار، وبعد معاناة تجد “سو” ضالتها، ولكن يكون عليها مواجهة عدم اكتراث هؤلاء الشباب أصحاب الشخصيات المعاكسة تمامًا لأبطال فيلمها، ولكنها تتمكن من إقناعهم لأداء الفيلم، محاولة التعامل مع استهتارهم، حتى يتعرض أحد أصدقائهم الطيار العسكري للموت أثناء قيادة طيارته، ويقابل هذا باستهانة من المسؤولين وتصريحاتهم، لتتبدل حياتهم وشخصياتهم ونرى وجه جديد لهم.
الفيلم ينتقل بين مشاهد الماضي والحاضر ليسلط الضوء على الاختلافات حين كان يجمع الهنود على اختلاف عقائدهم هدف واحد وهو الاستقلال، وبين فساد واستهتار الشباب في الوقت الحاضر وخلافاتهم الطائفية، بالإضافة للفساد السياسي.
الفيلم إخراج “راكيش أومبراكاش مهرا”، وشارك “عامر خان” البطولة “سيدهارت نارايان”، و “أتول كولكارني”، و “كونال كابور”، و “شارمان جوشي”، و “أليس باتن”، و “سهى علي خان”.
حصل الفيلم على جائزة فير لأفضل فيلم، وأفضل مخرج.
(Taare zameen par (2007
الفيلم عن الطفل”إيشان” الذي يواجه تأخرًا دراسيًا ملحوظًا، فهو لا يجيد القراءة أو الكتابة كما هم في نفس السنه، ليس هذا فقط فهو يعاني أيضًا من افتقار للمهارات الحركية بشكل دقيق مما عرضه للتوبيخ من المدرسين حتى كره المدرسة، وتعرض أيضًا لتنمر الأطفال، حتى في بيته لم يسلم من التعنيف والاتهام بالغباء تارةً، وبالدلال الزائد الذي أفسده تارةً أخرى.
وهذا ما دفع والده لإرساله إلى إحدى المدارس الداخلية المعروفة بانضباطها وصرامتها، ليواجه “إيشان” مجددًا للتوبيخ وسوء المعاملة، مما يجعله أكثر اكتئابًا وانطوائيةً إلى أن يلاحظه مدرس الرسم الجديد “رام شانكار بيكومب” ويعرف أنّ مشكلته مرضية عصبية، وأنّه في حاجة لمعاملة خاصة يستطيع بعدها تحقيق تقدم في دراسته، كما أنّه اكتشف تميز “إيشان” وموهبته في الرسم واستخدام الألوان، مما ساعده في برنامجه الدراسي الذي وضعه له وتابعه بنفسه حتى حقق تفوقًا ملحوظًا من الجميع.
ثقة “رام” وتقبله لـ”إيشان” الذي ساعده لاستعادة الثقة في نفسه، وقوة العلاقة بينهما من أجمل نقاط قوة هذا الفيلم.
حصل الفيلم على جائزة فير لأفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل قصة، الفيلم إخراج “عامر خان”، و شاركه البطولة “دارشيل سفاري”.
(Ghajini (2008
مدفوعًا برغبة في الانتقام تتأرجج شعلته يوميًا مع تجدد معرفته بحقيقة ما حدث، ومن فقد، وكيف فقد، يواصل رجل الأعمال الشاب “سانجاي” حياته بذاكرة تتجدد كل خمس عشرة دقيقة؛ نتيجةً لحادث تعرض له أثناء محاولته حماية حبيبته عارضة الإعلانات “كالبانا”، التي تورطت مع عصابة تتاجر في البشر وأنقذت من بين أيديهم مجموعة من الفتيات الصغيرات، لتتعرض بعدها لغضب زعيمهم “غاجيني”، الذي يقرر التخلص منها، وينجح في هذا ليضع بيده المسمار الأول في نعشه.
هذا الفيلم حصد أعلى الإيرادات في السينما الهندية حتى عام 2008، ونال جائزة فير لأفضل ظهور لأول مرة.
الفيلم إخراج “إيه.آر. رجمان”، و شارك “عامر خان” البطولة “آسين”، و “جيا خان”.
(3Idiots (2009
الفيلم عن ثلاثة أصدقاء، طلاب في كلية الهندسة الملكية، وهي أشهر وأنجح كلية في الهند، “فرحان” والذي يدرس الهندسة تلبيةً لرغبة والده على الرغم من شغفه بفن التصوير، و “راجو” ابن الأسرة الفقيرة المعلقة آمالهم في نجاحه وحصوله على وظيفة جيدة ودخل يساعد الأسرة لتخطي وضعهم المالي، و “رانشو” العبقري عاشق المعرفة عامةً وشغوف بالهندسة الميكانيكية بشكل خاص، يبدأ الفيلم بعد مرور عشر سنوات على دراستهم، وكل من “فرحان” و “راجو” يبحثان عن صديقهما “رانشو” الذي اختفى من حياتهما دون سابق إنذار بعد حفل تخرجهم مباشرةً، وفي أثناء الذهاب إلى مكانه نرى ذكريات الدراسة وكيف كان تأثير “رانشو” عليهما لتتغير حياتهما تمامًا، للأفضل.
الفيلم يناقش مشاكل التعليم القائم على التنافسية بغرض الحصول على أعلى الدرجات دون اهتمام حقيقي بالمعرفة، واكتشاف مواهب الإبداع وتنميتها في قالب كوميدي رومانسي.
دخل الفيلم موسوعة جينيس للأرقام القياسية لحصوله على أعلى إجمالي إيرادات بشباك التذاكر في بوليوود، ولم يحطم رقمه حتى عام 2013، عندما تفوق عليه فيلم Dhoom 3، كما دخل قائمة أفضل 250 فيلم في العالم.
الفيلم إخراج “راجكومار هيراني”، و شارك “عامر خان” البطولة “كارينا كابور”، و “آر. مادهافان”، و “شرمان جوشي”.
“سورجان” ضابط شرطة، ينتقل إلى منزل جديد مع زوجته “روشني”، في حالة من الاضطراب النفسي والأسري بعد حادث غرق طفله الوحيد ذو الثمان سنوات، في نفس الوقت الذي يحدث فيه حوادث غامضة على طريق البحر، وأثناء التحقيق فيها يلتقي بفتاة ليل تدعي “روزي” يحاول أن يجعلها تعمل له لفك غموض هذه الحوادث، ليكتشف أنّ لها علاقة بحادثة إجرامية من ثلاث سنوات.
كان الفيلم واحد من الأفلام الأعلى إيرادًا في عام صدوره، وحصل على جائزة الأفلام الوطنية – جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
الفيلم إخراج “ريما كاجتي”، و شارك “عامر خان” البطولة “راني موخرجي”، و “كارينا كابور”.
(Dhoom 3 (2013
الفيلم هو الجزء الثالث من سلسلة الأفلام دووم Dhoom، التي تدور حول المحقق “جاي” ومساعده “علي”، وقضايا يصعب على الشرطة حلها فيتم الاستعانة بهما، وفي كل جزء يكون هناك خصم جديد.
وهذا الجزء يحكي عن “ساهر” الذي شهد انتحار والده أمام عينيه بعد إصرار البنك على إغلاق “السيرك الهندي العظيم” الذي كان يديره لتراكم الديون عليه، ليكبر برغبة في الانتقام من البنك واضعًا مخططًا لتدميره، ويقوم بسرقات لفروع البنك يقوم بتنفيذها نهارًا ويستطيع الهروب في كل مرة من بين أيدي رجال الشرطة، تاركًا خلفه رسالة باللغة الهندية ووجه مهرج، وبعد فشل الشرطة في الإمساك به يستعين البنك بقدرات “جاي” للكشف عن السارق، لتبدأ مطاردة بينهما، نكتشف على أثرها كيف يستطيع “ساهر” الهرب في كل مرة دون أن يكشفه أحد.
الفيلم حقق إيرادات ضخمة كسرت كل الأرقام القياسية السابقة، ومن الأيام الأولى لعرضه في دور العرض السينمائية.
إخراج “فيجاي كريشنا أتشاريا”، و شارك “عامر خان” البطولة “أبهيشيك باتشان”، و “عدي تشوبرا”، و “كاترينا كيف”.
(PK (2014
“PK” الكائن الفضائي الذي هبط على كوكب الأرض كرائد فضاء مستكشفًا، ليتعرض لأولى تجاربه عليه بفقدانه لجهاز التحكم الذي يستطيع به العودة لسفينته ثم لكوكبه، وفي محاولته لاستعادة جهاز التحكم الخاص به يتعرض لعدة تجارب محولًا التفاهم مع سكان هذا الكوكب، أو الهند تحديدًا حيث مكان هبوطه.
على الرغم من أنّ “PK” كفيلم وكبطل يطرح أسئلةً مباشرةً إلى حد كبير، وبديهية كطفل يتساءَل محاولًا استكشاف العالم من حوله، ويتعامل معه من منطلق فطرة لم تتلوث بعد، حتى أنّنا نقف أمامه عاجزين عن إجابته، والمنصف منا هو من يعترف أنّ أسئلة الطفل التي لا تجد أجابة منطقية عليها، عليه أن يراجع نفسه بشأن مفاهيمه، فالأسئلة المباشرة التي تجعلك غير قادر على إعطاء أجابة مباشرة فورية لها، ستتركك لتراجع كثير من أفكارك، وعن حقيقة نظرتك لمن يشاركك هذا الكوكب، يتنفس نفس هواءَه، ويمتلك نفس تكوينك كهيكل خارجي على أقل تقدير، ولكنه يختلف عنك في معتقده.
هذا ليس كل شيء فهذا الفيلم أيضًا سيجعلك تراجع علاقتك مع الله بلا وسائط ولا شوائب، وعلى الرغم من أنّ الفيلم يتحدث عن الهند وتعدد الديانات فيها، إلّا أنّه يصلح لكل ذي عقل يقدس حريته، ولا يريد أن يكون عبدًا إلّا لخالقه، خالقه الحقيقي، وليس الوسطاء وقوانينهم التي باتت تعبد وتخشى أكثر من الإله!
رغم عمق الفيلم، إلّا أنّه مغلف بكوميديا مبهجة وبعض الرومانسية.
ومن جديد يحقق أحد أفلام “عامر خان” أعلى الإيرادات، بالإضافة إلى ردود فعل إيجابية على الرغم من كل ما أثير حوله بسبب طبيعة القصة، كما حصل على جائزة فير لأفضل حوار، الفيلم إخراج “راجكومار هيراني”، و شارك “عامر خان” البطولة “أنوشكا شارما”، و “سوشانت سينغ راجبوت”.
فيلم سيرة ذاتية مقتبس عن قصة حقيقية للمصارع والبطل المحلي “ماهافير سينج فوجات”، والذي حالت إمكانياته المادية بينه وبين التأهل لتمثيل الهند بشكل عالمي، فقرر أن ينجب صبي يحقق له هذا الحلم، ولكنه لم يرزق إلّا بأربع فتيات مما جعله يستسلم من تحقيق حلمه، حتى جاءه يوم شكوى من أحد الأهالي أنّ ابنتيه الكبيرتين قاما بضرب أبنائِهم الذكور، مما جعله ينتبه لقوتهما الجسمانية واحتمالية أنّهما تمتلكان موهبةً رياضيةً في المصارعة، ليقرر أن يجعل هدفه في فتاتيه، وبدأ تدريبهم واضعًا جدولًا قاسيًا مما يجعلهما تتذمران في البداية، وقد يجعلك كمشاهد تشعر بالاستياء لإجبارهما على تدريبات شاقة بجانب دراستهما، حتى أنّه تمادى إلى حد مخالفة معتقاداتهم وأجبرهما على تناول اللحوم لبناء جسميهما عضليًا بشكل سليم، ولكن مع رؤية البيئة المحيطة بهما، والتي لا ترى في الفتاة إلّا فائدةً واحدةً وهي الزواج والإنجاب حتى وأن كان في سن مبكر، ستشعر بشيء من الامتنان والتقدير لأب رأى في فتياته الصغار موهبةً مختلفةً وسعى لتنميتها، وهذا ما آمنت به كل من “جيتا” و “بابيتا”، ليصبح هدف والدهما هو نفسه حلمهما.
يواصل “عامر خان” في هذا الفيلم أيضًا تحقيق أعلى الإيرادات، بجانب استحسان من النقاد، وهذا نتيجة مجهود عامين من التحضير من تغيير جسماني يناسب الدور، وبحث عن بطلتين تناسب هيئتهما فتيات المصارعة.