ما معنى اسم سدير في الإسلام واللغة العربية

تتنوع الأسماء وتختلف من مكانٍ لآخر، ومن شَعبٍ لآخر أيضًا، فاختيار الاسم يعود لعددٍ من العوامل يحددها كل شعبٍ بناءً على عاداته وتقاليده والدين المتبع من قبله، وغيرها الكثير من الضوابط والأحكام. سنقدم في مقالنا التالي أحد الأسماء النادرة الاستخدام في عالمنا العربي، وسنشرح المعاني التي يحملها في طياته، وما هو حكم الدين الإسلامي من التسمية به، وأهم ما يميز حامله من صفاتٍ، إنّه اسم سدير.. فما هو معنى اسم سدير؟ تابع معنا القراءة.

اسم سدير هو اسم علمٍ مؤنث، ويسمى به الذكور أيضًا، تعود أصول الاسم إلى اللغة الفارسية، وهو اسم أحد القصور الموجودة بالقرب من الحيرة، بناه النعمان، ومعناه “ذو القباب الثلاث”، ولفظه الأصلي “سه دِلى”، وبجانب القصر نهر اسمه سدير.

بينت العديد من المعاجم والقواميس المعاني التي يحملها الاسم، من هذه المعاني:

قال أَبو حنيفة: قال ابن زياد: السِّدْرُ من العِضاهِ، وهو لَوْنانِ: فمنه عُبْرِيٌّ، ومنه ضالٌ؛ فأَما العُبْرِيُّ فما لا شوك فيه إِلا ما لا يَضِيرُ، وأَما الضالُ فهو ذو شوك، وللسدر ورقةٌ عريضةٌ مُدَوَّرة، وربما كانت السدرة محْلالًا؛ قال ذو الرمة: “قَطَعْتُ، إِذا تَجَوَّفَتِ العَواطي، ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيًّا وضال؟”.

يفضل الدين الإسلامي من المسلمين تسمية أطفالهم بأسماءَ عربيةٍ ورد ذكرها في القرآن الكريم أو سمّي بها أحد الأنبياء والصالحين، لكنّه لا يفرض الأمر عليهم، فهو يبيح أيّ اسمٍ طالما لا يحمل معانٍ غير محببةٍ أو بذيئةٍ أو تدعو إلى الحزن والكآبة، أو تدعو إلى الشرك بالله وعبادة غيره، وبما أنّ جميع المعاني التي يحملها عن اسم سديرٍ هي معانٍ جميلة ومحببة لذا لا مانع من التسمية به، ولا قلق أو خوف من ارتكاب أي أثمٍ في ذلك.

لم يرد ذكر اسم سدير في أيٍّ من النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة، لكن عدم وروده لا يعني أنّه لا يجب التسمية به، بل كما بينّا سابقًا، فالاسم حلالٌ ومن المباح التسمية به.

تسهّل معرفة الصفات العامة التي يتصف بها الشخص الذي تتعامل معه، في فهم شخصيته ومعاملته بالطريقة المناسبة، حيث يتفق جميع الأشخاص الذين يحملون نفس الاسم ببعض الصفات المميزة لشخصيتهم عن غيرهم، ويعود السبب في ذلك إلى تكرار سماع الاسم والإيحاءات التي تترسخ في أفكارهم وأذهانهم، لتنعكس على شخصيتهم فيما بعد، من الصفات الشخصية لحامل اسم سدير:

يكتب اسم سدير بأكثر من طريقةٍ في اللغة الإنكليزية، من تلك الطرق:

اسم سدير من الأسماء الثقيلة، لذا تستخدم أسماء الدلع للتخفيف من حدة حروف الاسم وثقلها، من تلك الأسماء:

يمكن زخرفة أي اسمٍ نريده بإضافة بعض المحارف والحروف الصغيرة عليه لجعله يبدو أجمل ومميز، من الأشكال التي يمكن استخدامها لزخرفة اسم سدير في اللغة العربية:

وفي اللغة الإنكليزية:

سدير من الأسماء النادرة الاستخدام، لذا يكاد يخلو الأمر من شخصياتٍ بارزةٍ حملت هذا الاسم عبر التاريخ، لكننا استطعنا إيجاد بعض الشخصيات التي حملت هذا الاسم وبرز اسمها، وهي:

ممثلٌ ومخرجٌ سوري الجنسية، من مواليد العام 1994 والده الفنان العالمي غسان مسعود الذي شارك في بعض الإنتاجات السينمائية العالمية، درس الإخراج في الجامعة اللبنانية الدولية، وهو خريج علاقاتٍ دوليةٍ ودوبلوماسيةٍ من جامعة القلمون السورية. دخل السدير مجال التمثيل في العام 2014، مع المخرج شوقي الماجري في مسلسل “حلاوة روح”، تلى ذلك عدد من الأعمال مثل مسلسل “أحمر” الذي لعب فيه دور المحامي خالد كبديلٍ عن الفنان عباس النوري في مرحلة شبابه، كما شارك في مسلسل “نبتدي منين الحكاية” و”مقابلة مع السيد أدم”، وقام بإخراج العديد من الأفلام القصيرة والدعايات التلفزيونية.

هو سدير بن حيان بن صهيب الصيرفيّ، عاش قبل العام 148 هجري، وهو من أصحاب الأئمة السجاد والباقر والصادق، يُعرف عنه أنّه من كبار رجال الشيعة، سعى في أواخر أيام الدولة الأموية لاستلام الحكم في العالم الإسلامي، روى العلامة الكليني بسنده عن الحسين بن علوان عن أبي عبد اللّه، أنّه قال وعنده سدير: “إنّ اللّه إذا أحبّ عبدًا غثّه بالبلاء غثّا، وإنّا وإياكم يا سدير نُصبح فيه و نُمسي”.

روى سدير بن حيان عن الأئمة الثلاث العديد من الأحاديث في الفقه الإسلامي وغيره، يبلغ حوالي 87 موردًا في الكتب الأربعة وروى في موردين أخرين عن حكيم بن جبير وأبي خالد الكابلي، أما من رووا عنه فكثر وهم: إبراهيم بن أبي البلاد، العلاء بن رزين، عليّ بن رئاب، عبد اللّه بن حماد الاَنصاري، فضالة بن أيوب، حريز بن عبد اللّه، عبد اللّه بن مسكان، الخطاب بن مصعب، زريق بن الزبير، بالإضافة إلى ابناه حنان والحسين، وغيرهم الكثير، وثَّقه يحيى بن معين و ابن شاهين، وذكره كل من ابن داود و العلامة الحلي في القسم الاَوّل من كتابيهما، و قال عنه الذهبي أنّه صالح الحديث.

هو سدير بن عامر بن بدران، أو سدير بن عامر البدراني الدوسري، أمير سميّ باسمه وادي الفقى في المملكة العربية السعودية، والذي يقع في شمالي إقليم اليمامة، لتعرف المنطقة بأكملها فيما بعد باسم سدير، والده هو عامر بن زياد البدراني الدوسري الملقب بالضمين، والذي استطاع فرض نفوذه وتولي أمارة وادي الدواسر ومحيطه في العام 780 هجري، جده بدران بن سالم بن زايد الدوسري.