تريند 🔥

🌙 رمضان 2024
لماذا يجب أن يكون التعليم مجانًا؟

لماذا يجب أن يكون التعليم مجانًا؟

دعاء رمزي
دعاء رمزي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

5 د

ما الغاية من مجانية التعليم، وهل تفيد حقًّا في حصول أكبر شريحة عليه؟

تتعدد فوائد التعليم المجاني وفقًا للكثير من آراء الفلاسفة والعلماء والحكماء ويتمثل أهمها في:

توفير القوة للجميع، فوفقًا لفرانسيس بيكون فإن المعرفة هي القوة، لذا لا يجب احتكارها فقط على من لديه ثروة ليملك بعدها كل شيء، فقيمة الشخص يجب أن تتقرر من خلال قدراته وعقله وليس من خلال ثروته.

علاج الكثير من أمراض المجتمع، فمن المعروف أن معظم ثروات العالم تتركز في يد قلة قليلة، لذا لا يمكن للبقية فعليًا تحمل نفقات باهظة على التعليم في حين يعانون من الجوع وعدم وجود المأوى، في حين أن التعليم هو العلاج الحقيقي للكثير من الأمراض الاجتماعية عن طريق توفير وظائف أفضل، وبالتالي مستوى معيشة أكثر رقيًا.

اختيارات أفضل للحكام، فالمتعلم سيستطيع أن يختار حكامه بشكل أفضل دون التأثر بشعارات زائفة أو مجرد مكافآت رمزية وهذا سيعود بالإيجاب على المجتمع ككل كنهضة شاملة ومقاومة للفساد.

تساوي الفرص من أهم مزايا التعليم المجاني، فالذكاء والموهبة ليس حكرًا فقط على من لديهم ثروة، ولكن هناك الكثير من الفقراء الذين إذا توفرت لهم الفرصة يمكن أن يساهموا في تطوير العالم كله، ومن دون التعليم المجاني سيتم دفن مواهبهم.

تحسين المجتمع: فالناس المتعلمون قادرون على حل مشاكلهم بكفاءة أكثر من الناس الأميين، مما يساعد في تطور المجتمع، بالإضافة إلى ذلك يمكنهم فهم تاريخ مجتمعهم وظروفه الاقتصادية الحالية بشكل أفضل مما يفيدهم في تحسين بلدهم.


أهمية التعليم المجاني للاقتصاد

يعدّ التعليم من الحاجيات الأساسيّة لجميع الأشخاص حتّى يتمكنوا من العيش في حياةٍ أفضل وأكثر رفاهيّةٍ، فعمليّة التعليم تساعد على الوصول لحياةٍ مثاليّةٍ من حيث معرفة اغتنام الفرص المُتاحة، ولأنَّ التعليم يعتبر ضرورةً أساسيّةً فمن الواجب على الدول جعله مجانيًّا على الأقل في المراحل الأولى لأسبابٍ عديدةٍ منها:

التعليم المجاني يفيد الجميع: كما يقول من يؤيد فكرة التعليم المجاني أنَّ فائدته لن تكون حكرًا على الأشخاص إنما تفيد الدول جميعها وبالتالي العالم كلّه، فقد يساعد في التخلص من الفقر كونه يخفف على الطلاب وأهلهم ثقل تحمل الديون وبالتالي إمكانيّة صرف الأموال التي بحوزتهم على أشياء أخرى قد تكون مفيدةً لهم وللمجتمع بشكلٍ أوسع.

التعليم المجاني يتيح لذوي الإحتياجات والناجين من الكوارث الإستفادة منهُ، فمن واجب الحكومات دعم الأشخاص الذين ينتمون إلى ذوي الإحتياجات الخاصة وأيضًا لمن نجوا من الكوارث والحروب في أيِّ بلدٍ من العالم، فقد يكون من المستحيل عليهم أن يكسبوا المال الوفير لإنفاقه على التعليم وبذلك سيتعرض أكثرهم للحرمان من أبسط حقوقه إضافةً لأنهم قد يكونوا أصحاب عقولٍ عبقريّةٍ تساعد في تطور البلد من جميع النواحي.

التعليم المجاني يفيد الإقتصاد: نتيجةً لتغير العالم بشكلٍ مستمرٍ سيكون هناك ضرورةٌ مُلحّةٌ لوجود أشخاصٍ عاملين في وظائف يوميّة ممن يمتلكون المعرفة والمهارات المتقدمة في أيِّ مجال، فعندما يحصل الأغلبيّة على التعليم تكون هناك فرصٌ أكثر لوجود أشخاص ٍ مساعدين للنمو الإقتصادي.

التعليم المجاني يؤدي للإستفادة من الموارد البشريّة: فقد تكون لدى الحكومات مواردٌ بشريّةٌ قويّةٌ تستطيع أن تقدم اكتشافاتٍ في مجالاتٍ عديدةٍ مثل المجال الطبي والتكنولوجي وغير ذلك، مما يؤدي لجعل الدولة أكثر قوةً وتميّزًا بين دول العالم.


المساعي الدولية لتوفير التعليم

بموجب اتفاقية اليونيسكو للتعليم عام 1960م والتي أقرت فيها أنّ هنالك 100 دولةٍ ومن بينها دولٌ عربية كسوريا ومصر أنّ تطبق نظام التعليم المجاني المتاح للجميع. إن الهدف الأساسي لهذه الاتفاقية هو أنّ يكون التعليم متاحًا وممكنًا لجميع فئات الشعب الفقير منها والغني. قد يكون هنالك تعليمٌ خاص في بعض الدول؛ هدفه مساعدة الحكومة من ناحية الضرائب المترتبة عليها، ولتخفيف عدد الطلاب في التعليم الحكومي.

ولكن بالنسبة للتعليم المجاني في الوطن العربي وفي الدول الفقيرة بشكلٍ عام، وبالرغم من أنّ اسمه “مجاني”، ولكن إذا قمنا بمقارنة مناهجه وتطوره على مدى السنوات بالمناهج والأبحاث العالمية الأخرى؛ سنلاحظ مستوى تدنيها وجمودها على مر الوقت.

بشكلٍ عام قد يعاني الطالب الذي يعتمد في مجتمعاتنا على التعليم المجاني، فقد يلجأ أغلب الطلاب الآن لرفع مستواهم الدراسي وللقيام بأبحاثهم الذين يرغبون بها إلى صفوف التقوية، أو الاعتماد على الدروس الخصوصية في المنزل، أو السفر للدراسة في البلدان الذي تطبق التعليم الحديث، أو متابعة جلسات أون لاين على اليوتيوب والتطبيقات التعليمية على الهواتف المحمولة.

وبالرغم من ذلك خَرّجَت المدارس والجامعات المجانية في وطننا العربي وغيرها من الدول العديد من العقول والأدمغة التي تنافس البلدان المتطورة في اختراعاتها وأبحاثها العلمية، وذلك عن طريق دعم الحكومة لهم بالمنحات الدراسية المجانية خارج وطنهم الأم، وتشجيعهم وتحفيزهم عن طريق الجوائز والدعم المعنوي.

في نفس الوقت قد يساعد التعليم المجاني الأهالي على توفير أموالهم والاكتفاء بشراء قرطاسيةٍ فقط لأبنائهم من أجل الدراسة، فلولا التعليم المجاني لكان 50 بالمئة أو أكثر من سكان الكرة الأرضية أميين. ولا ننسى أيضًا المنظمات والجمعيات الخيرية التي  لطالما حاولت أنّ تسعى إلى بناء المدارس والجامعات في الدول النامية، وإعطائهم النصائح والأمل أنّ التعليم سيكون مفيدًا لهم وكلّ ذلك بشكلٍ مجاني.

مع ارتفاع التكاليف المترتبة على التعليم يواجه العديد من الطلاب تكاليف مالية كبيىرة لاستكمال تعليمهم، مما يضطرهم لترك المدرسة أو الجامعة، لكن لذلك الأمر تبعات كبيرة لا تقتصر على الفرد بحد ذاته وإنّما تتعدى ذلك لتشمل التأثير على المجتمع ككل.

لذا إذا كانت هناك مصداقية حقيقية في تطوير الشعوب والنهضة بها فيجب أن يكون التعليم هو الهدف الأول فمن خلاله سيتم التخلص من الفساد والاحتكار والظلم الاجتماعي.

هل أعجبك المقال؟