تريند 🔥

🤖 AI

معلومات عن الديناميت

حسام سليمان
حسام سليمان

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

5 د

في حال كنت تتابع الرسوم المتحركة، لا بدّ وأنك قد رأيت الكثير من المتفجرات على شكل أصابع حمراء اللون، ولها فتيلٌ تولَع منه لتنفجر، هذا هو الديناميت والذي سيكون موضوع مقالنا، سنتحدث عن خصائصه واستعمالاته ومضاره وعلاقته بجائزة نوبل.


تعريف الديناميت

الديناميت (Dynamite) هو أحد المتفجرات الكيميائية والتي بمجرد اشتعالها تنفجر وتنتج كميةً كبيرةً من الغاز الساخن في هذه العملية. يتفوق الديناميت على بقية المتفجرات بكونه أكثر أمانًا، حيث إن أغلب المتفجرات تحوي النتروجليسرين (Nitroglycerin) السائل أساسية، ولكن ميزة الديناميت هي توظيف النتروجليسرين على شكل حبيبات صلبة على أرضية سيليسية مسامية من تراب المشطورات (Kieselgur)، وهذا ما جعله أكثر أمانًا من النتروجليسرين لوحده. يُحضر النتروجليسرين الصلب بموادٍّ ماصة كلُب الخشب، وتُضاف نترات الصوديوم (NaNO3) كعاملٍ مؤكسدٍ لزيادة قوة التفجير.

 يعد الديناميت براءة اختراعٍ مُسجلة باسم الفيزيائي السويدي ألفريد نوبل (Alfred Nobel) وذلك في عام 1867، كما اخترع نوبل الديناميت الجيلاتيني، وهو مزيجٌ من النيتروسليلوز (Nitrocellulose) والنيتروجليسرين. يمكن إضافة نترات الأمونيوم (NH4NO3) لإعطاء متفجراتٍ أمانًا أكثر وتكلفةً أقل، فتسمى هذه الخلطة بالديناميت الإضافي..


اكتشاف الديناميت

عند الحديث عن مخترع الديناميت، فالاسم الأول المذكور هو نوبل، ولكن هنالك عملًا كبيرًا قام به الكيميائي الإيطالي أسكانيو سوبريرو (Ascanio Sobrero) ابن مدينة كازالي مونفيراتو (Casale Monferrato)، ففي أربعينيات القرن التاسع عشر، أثناء عمله في مختبرٍ في باريس، اخترع المادة المعروفة باسم النتروجليسرين؛ وهو سائلٌ زيتيٌّ شديد الانفجار، والذي اُستخدم على نطاقٍ واسعٍ وبشكلٍ مدمرٍ، حتى إن سوبريرو نفسه صرَّح قائلًا:


"عندما أفكر في جميع الضحايا الذين قُتِلوا خلال انفجارات النتروجليسرين، والدمار الرهيب الذي تسبّب فيه، والذي سيستمر على الأرجح في المستقبل، أشعر بالخجل تقريبًا من الاعتراف بأنني مكتشفه."

لم يجد سوبريرو أي جدوى تجارية مما اخترعه، ولكن في نفس المختبر الباريسي كان هنالك رجل سويدي يعمل أيضًا، ويُدعى ألفريد نوبل، وهو الذي اهتدى لهذه الجدوى، إذ فكر نوبل بطريقةٍ ما تمكنه من استخدام النيتروغليسرين بأمانٍ، وبذلك سيُحل محل البارود الأسود المُستخدم في ذلك الوقت (الذي يعود للقرن التاسع)، ومما ساعده في ذلك بشكلٍ أكبر، هو أن عائلته كان تعمل بنفس المجال، فقد كانوا يبيعون الألغام الأرضية وغيرها من معدات المتفجرات.

بعد أن درس الموضوع بشكلٍ جيدٍ وقام بالعديد من التجارب والاختبارت، وصل إلى الشكل المطلوب والأكثر أمانًا، ولكن كلفه ذلك الكثير، فقد انفجر مصنعه الخاص خلال الاختبارات على الديناميت، مما أدى إلى مقتل العديد من العاملين فيه من بينهم إميل، شقيق نوبل الأصغر.

رغم كل ذلك، لم يردعه شيءٌ، وواصل العمل، واستمر في تجربة طرق مختلفة، حتى عثر في يومٍ ما على خليطٍ مثاليٍّ من النتروجليسرين وشيء يسمى تراب المشطورات (Kieselgur)، ووضع المادة الجديدة في أنابيبَ من الورق المقوى، وصمم غطاء تفجير وفتيلًا للتحكم بالانفجار.

حصل نوبل على براءة اختراعٍ في عام 1867 وبِيع المنتج باسم مسحوق السلامة نوبل، ليتم تغييره لاحقًا إلى ديناميت، اقتباسًا من اللغة اليونانية القديمة Dýnamis، والتي تعني القوة..


استخدامات الديناميت

شكّل الديناميت ثورةً في الأعمال الصناعية والعسكرية، فقد كان أحد أهم الاختراعات في زمن الثورة الصناعية، فمثلًا لم يكن هنالك ما يساعد عمال المناجم والمحاجر كآلات الطاقة والأجهزة التكنولوجية القوية الأخرى، لتفجير المناجم والصخور لاستخدامها في المواد أو مسحها لمزيدٍ من التصنيع، لذا كان للديناميت الدور الفعّال في ذلك.

كما استبدلت وزارات الدفاع آنذاك في العديد من الدول البارود الأسود المستخدم للتفجير بالديناميت مما منح الجيوش قوةً هائلةً، أما التطبيقات العسكرية للديناميت فقد كانت واسعةً جدًا، ففي عام 1900 قامت العديد من الهيئات العسكرية بالعديد من الأبحاث لتوظيف الديناميت كسلاحٍ، وهو عبارة عن قاذفة قنابل يدوية من الديناميت، كانت هذه الآلية تعرف باسم بندقية الديناميت، ولكن اُعتبِرت باهظة الثمن، ولكنّ مبدأ هذه البندقية ساعد في إنشاء مجال جديد في صناعة الأسلحة، قنابل يدوية.


جائزة نوبل والديناميت

من المفارقات الغربية نوعًا ما أن ما اخترعه نوبل للتدمير والتفجير، دفعه أيضًا لإنشاء جائزته المعروفة، فالتفجيرات والكوارث التي تسبب بها اكتشافه، كل ذلك ولّد بداخله شعورًا بالذنب، لذا وضع في وصيته عام 1895 تخصيص مبلغٍ ماليٍّ ضخمٍ لإنشاء جائزةٍ دوليةٍ سنويةٍ تُمنَح في عددٍ من الفئات تقديرًا للتقدم العلمي والثقافي، والتي تُعرف الآن بجائزة نوبل، اليوم أصبحت هذه الجائزة إحدى أشهر الجوائز العلمية على الإطلاق إن لم تكن الأشهر، وأعلى تكريمٍ يمكن أن يتمناه الإنسان..


الصيد بالديناميت وتأثيره

الصيد بالديناميت، والمعروف بالصيد بالتفجير، هو توظيف قوة الديناميت التفجيرية لصيد الأسماك، ويعد شائعَ الاستخدام رغم كل الإجراءات الصارمة المُتبعة من قبل الحكومات كونه إجراء غير قانونيٍّ، ويكثر استخدامه في المثلث المرجاني في جنوب شرق آسيا بالإضافة لكثيرٍ من البلدان الأخرى، وذلك لكون الديناميت مُتاحًا بشكلٍ يسيرٍ وسهلٍ.

وإن هذا الأسلوب في الصيد ليس جديدًا، فقد اتبعته الجيوش الأوربية في العديد من البلدان، فخلال الحرب العالمية الأولى، اعتاد الجنود على هذا النمط من الصيد لتأمين وجباتهم بسرعةٍ.

للأسف، يعد الصيد بالديناميت أحد أهم أسباب تدمير مستعمرات الشعاب المرجانية، حيث إن قطعةً صغيرةً من الديناميت يمكن أن تسبب ضررًا يمتد لمساحة قدمين تقريبًا، ويقضي الانفجار الذي يحدث على الشعب المرجانية، ويعيق أيضًا عملية التعافي.

إنّ ذلك التدمير المستمر للمرجان سيجعل من المستحيل إعادة نموها، وذلك سيؤثر على الأسماك أيضًا، وهذا ما لا يعيه الصيادون، كل ذلك سيؤثر على المجتمعات الساحلية ومصايد الأسماك الصغيرة التي تحاول التنافس مع سفن الصيد الصناعية، مما يعطي نتائجَ عكسيةً على السياحة أيضًا.

 تشير التقديرات إلى أن أكثر من 55% من الشعاب المرجانية حول العالم مهددة نتيجة الصيد الجائر والصيد المدمر، ونظرًا لأنّ الشعاب المرجانية جزءٌ لا يتجزأ من النظام البيئي للمحيطات والبحار، لذا فإنّ الإمعان في تدميرها هذه سيحدث أزمةً على مستوى الكوكب..

هل أعجبك المقال؟