تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

العلاقات الدولية قبل الحرب العالمية الأولى

وائل سليمان
وائل سليمان

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

شكل مقتل الدوق فرانز فرديناند وريث عرش امبراطورية المجر والنمسا وزوجته في مدينة سراييفو على يد شخصٍ عسكريٍّ شرارة اندلاع نار الحرب العالمية الأولى دون أن يكون السبب الوحيد، فقد وصلت العلاقات بين الدول والامبراطوريات القديمة منها والحديثة إلى مستوى من التوتر والتصادم وتضارب المصالح على كافة الصعد كان كفيلًا لمثل هذه الحادثة أن تُصبح ذريعةً لنشوب حربٍ عالميةٍ أزهقت أرواح ملايين الناس في مختلف دول العالم.


الحرب العالمية الأولى

تدعى أيضًا بالحرب العظمى وهي حربٌ دوليةٌ بدأت عام 1914 بين دول الحلفاء وهم فرنسا وبريطانيا وإيطاليا إضافة لروسيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، وبين دول المحور وهم ألمانيا وتركيا العثمانية والنمسا والمجر لتنتهي بهزيمتهم عام 1918 وسقوط أربع امبراطوريات عظمى في كل من ألمانيا وروسيا والنمسا والمجر وتركيا، إضافةً لخسائرٍ كارثيةٍ في الأرواح والبنى التحتية لتلك الدول.


نشوء قوى جديدة قبل الحرب العالمية الأولى

عرف العالم في العصر الحديث بداية التوسع الأوروبي لتظهر في نهاية القرن التاسع عشر قوى إمبرياليةٍ جديدةٍ، حيث تغيرت الخارطة الدولية بين الثمانينيات من القرن التاسع عشر وحتى عام 1914 خاصةً في إفريقيا؛ فقد برزت كلٌ من ألمانيا وإيطاليا على الساحة الدولية كقوتين طموحتين ذات طابعٍ عدائيٍّ. ومع نهاية القرن التاسع عشر أصبحت اليابان والولايات المتحدة الأمريكية قوتان إمبرياليتان عالميتان، حيث دخلت اليابان صراعًا مع الصين وروسيا وأوجدت مستعمراتٌ في كوريا والمحيط الهادي، أما الولايات المتحدة الأمريكية وبعد انتصارها على إسبانيا، سيطرت على إحدى الامبراطوريات الاستعمارية في شرق آسيا وتحديدًا في الفليبين واحتلت جزر هاواي وأقامت منطقة نفوذٍ لها في البحر الكاريبي، وقد ساعدها على ذلك التطور الذي شهدته في مجال المواصلات وصناعة الأسلحة فوصل نفوذها إلى دولٍ في القارة الإفريقية.


توزع القوى في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى

كانت أوروبا في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى منقسمةً إلى تحالفين متنافسين فيما بينهما، حيث كان لتوحيد ألمانيا عام 1871 دور هام في تغيير توازنات القوى في أوروبا عندما قادت ألمانيا عام 1879 تحالفًا مع النمسا والمجر انضمت له إيطاليا بعد ثلاث سنواتٍ، لكن هذا أثار مخاوف روسيا وفرنسا فشكلتا تحالفًا عام 1893 لمجابهة قوة ألمانيا الصاعدة.

بدأت ألمانيا بالتطلع لامتلاك أسطولٍ بحريٍّ مما خلق جوًا من التنافس مع بريطانيا سرعان ما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين، وهذا ما دفع بريطانيا التي لطالما اعتبرت روسيا وفرنسا أعداءً لها إلى التفاوض معهما وتسوية النزاعات وتشكيل تحالف عرفٍ بالوفاق الثلاثي. كل هذه العوامل ساعدت في تزايد الانقسام بين القوى في أوروبا ونشوء خلافات وتوترات وصلت إلى حد الاستعداد للحرب، خاصةً عندما وقفت ألمانيا في وجه سيطرة فرنسا على المغرب لتقف بريطانيا إلى جانب فرنسا.


سباق التسلح البحري بين ألمانيا وبريطانيا

خلال الفترة الممتدة بين عامي 1900-1914 شعرت ألمانيا بنمو خطر بريطانيا واعتبرتها العدو الأول، مما شكل دافعًا لامتلاك أسطولٍ بحريٍّ ينافس الأسطول البريطاني الملكي أحد أقوى الأساطيل البحرية في العالم تلك الفترة؛ فبدأت ألمانيا منذ عام 1898 ببناء أسطولٍ بحريٍّ حربيٍّ ودخلت بذلك في سباق تسلحٍ مع بريطانيا انتقل في عام 1906 إلى مرحلةٍ جديدةٍ ركزت فيها الدولتان على إنشاء سفنٍ حربيةٍ مدرعةٍ، واستمرت الحال كما هي حتى أدركت ألمانيا عام 1910 حقيقة أنها غير قادرةٍ على مجاراة الأسطول الحربي البريطاني وأعادت توجيه نفقاتها إلى الجيش، لكن ذلك لم يمنع من وصول العلاقات الألمانية- البريطانية إلى مرحلة التوتر الشديد.


الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الأولى

شهدت الولايات المتحدة حربًا أهليةً استمرت لمدة 4 سنوات كبدت البلاد خسائر ضخمة جعلتها تحد من طموحاتها السياسية الخارجية وتكتفي بترتيب أمورها الداخلية خلال منتصف القرن التاسع عشر، لكن ذلك لم يمنعها من شراء ألاسكا من روسيا عام 1867.

لم يدم الحال طويلًا حتى ظهرت شخصيات في أمريكا خلال فترة الازدهار طالبت بالتفكير بشكلٍ جديٍّ بالتوسع خارج الحدود وامتلاك نفوذ أينما اقتضت المصلحة وجوده، فكان أول خطرٍ شعرت به أمريكا هو النفوذ المتزايد لإسبانيا في نصف الكرة الأرضية المعتبر ضمن المجال الحيوي لأمريكا، حيث امتدت الامبراطورية الإسبانية لتشمل الفليبين وغوام وبورتوريكو وكوبا الواقعة بالقرب من ولاية فلوريدا.

عام 1898 تعرضت سفينةٌ حربيةٌ أمريكيةٌ لانفجارٍ أثناء تواجدها في ميناء كوبي فكان ذلك شرارةً لاندلاع حرب بين أمريكا وإسبانيا استمرت 4 أشهر، تمكنت خلالها الولايات المتحدة من بسط نفوذها على عددٍ من المستعمرات الإسبانية؛ فضَّلت الولايات المتحدة بعد ذلك التزام الحياد بما يخص الصراعات بين الدول الأوروبية مخفيةً بذلك نواياها الاستعمارية التوسعية حتى جاءت الفرصة عندما دخلت الحرب العالمية الأولى عام 1917 إلى جانب الحلفاء.

هل أعجبك المقال؟