تطبيقات المحادثة الأقدم.. جولة ممتعة في عالم التسعينيات الجميل بعيدًا عن ضجيج السوشيال ميديا

4 د
تطبيقات المحادثة الأقدم هي بوابتنا للتواصل مع الناس في تسعينيات القرن الماضي، فإن كنت من جيل الألفية فقد تعاملت فعليًا مع أقدم تطبيقات المحادثة والتي كان أول ظهور عام لها من منتصف إلى أواخر التسعينيات بحسب البلد ومدى توفر خدمة الإنترنت بشكل فعّال خلال ذلك الوقت.
وعلى الرغم من أن بعض تطبيقات المحادثة الأولى لا تزال موجودة حتى الآن ولكن تراجعت مكانتها قليلًا وتراجع أداؤها أيضًا مقارنةً بالتطبيقات والإمكانيات التي نراها اليوم، ولكن لا يمكننا تجاهل هذه التطبيقات ودورها فقد كان لها الفضل الحقيقي في انتشار خدمة التراسل العالمي المجاني.
تطبيق ICQ

تم إطلاق هذا التطبيق عام 1996 أي أنه يبلغ من العمر الآن 23 سنة تقريبًا، والتطبيق من تطوير شركة Mirabillis ثم انتقلت ملكيته إلى شركة Time Warner’s AOL الأمريكية ومن ثم انتقلت الملكية إلى شركة روسية في عام 2010، ويُعتبر ICQ أحد تطبيقات المحادثة الرائدة في ذلك الوقت، وعلى الرغم من إمكانياته الضعيفة إلا أنه كان بمثابة إنجاز رائع في عام 1996 وسمح للناس من جميع أنحاء العالم بالتواصل مع بعضهم عن طريق الكتابة النصية إضافةً للتواصل الصوتي والمرئي، وأحدث ذلك نقلة نوعية في مجال التواصل المجاني عبر الإنترنت.
والجدير ذكره حول ICQ أنّه عبارة عن برنامج حاسوبي لا يزال متواجدًا ويمكن تحميله ويوفر الربط بين حسابي Gmail و Facebook للتواصل المباشر مع الأصدقاء ممّن لديهم هاتين الخدمتين، كما يمكنكم إيجاده على الهواتف الذكية أيضًا.
تطبيق AOL

اعتادت شركة AOL أن تكون ملكة الإنترنت بلا منازع خلال فترة التسعينيات، ولا تزال الشركة موجودة حتى اليوم كواحدة من فروع Verizon Communications، ولكن بالنسبة إلى تطبيق AOL، فقد مضى عهده منذ زمن طويل.
بالنسبة للكثيرين من جيل الألفية سيظل برنامج AIM ذو مكانة خاصة للغاية، فقد كان تطبيق بسيطًا للغاية ويتيح تحميل الصور واستخدام الرموز التعبيرية التي تضفي بعض المتعة والمرح على المحادثة بين الأصدقاء حول العالم، وقد كان من أوائل التطبيقات التي أتاحت لنا ميّزة الانضمام إلى غرف الدردشة التي تضم عددًا كبيرًا من المستخدمين، كما كان يتميز بأصوات غريبة للغاية مثل صوت الباب المثير عند تسجيل أحد أصدقائك، لذا إن استخدمت الإنترنت في عام 1997 ستدرك بالطبع مكانة هذا البرنامج في القلوب حتى الآن رغم اختفائه مع ظهور الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.
ياهو ماسنجر Yahoo Messenger

كان ياهو رائد محركات البحث قبل انتشار Google وسيطرته التامّة على حرب محركات البحث، وتم إطلاق ياهو ماسنجر رسميًا في عام 1998، وفي التسعينات كان معظم مستخدمي الإنترنت يبحثون عن المعلومات عبر محرك ياهو ولديهم بريد إلكتروني عليه واستخدموا تطبيق Yahoo Messenger للمحادثات، وقد كان أيضًا من البرامج العملية للغاية، وانتشر سريعًا بين الناس، ولا يزال البرنامج متوافرًا للتحميل ويعمل على حواسيب Windows و Mac وعلى الهواتف الذكية بنظاميها iOS و Android، ولكنه بالتأكيد أصبح أقل شعبية وخاصّةً في العالم العربي بعد إلغاء النسخة العربية منه.
تطبيق MSN Messenger

أطلقت Microsoft تطبيق MSN Messenger في عام 1999 رسميًا للرد على انتشار وشعبية كل من AIM و Yahoo Messenger، ودخلت في منافسة شرسة مع باقي الشركات في المجال التقني للسيطرة على عالم المراسلة الحديث في ذلك الوقت، وقدّم MSN Messenger نفس الوظائف التي توافرت بالفعل في Yahoo و AIM ولكن MSN كان أجمل من حيث التصميم وأكثر أناقة وكان متوافقًا مع البريد الإلكتروني Hotmail، والذي كان في ذلك الوقت في منافسة شرسة مع ياهو، ونلاحظ أنّ الثلاثة الكبار وروّاد التقنية في التسعينيات قد قدّموا الخدمات نفسها تقريبًا بشكل يتوافق مع بريدهم الإلكتروني الأساسي.
لكن قامت مايكروسوفت في عام 2005 بتغيير اسم MSN Messenger إلى Windows Live Messenger في محاولة للعودة من جديد، ولكن للأسف لم تفلح في ذلك أبدًا مع ظهور فيسبوك و Gmail.
سكايب Skype

Skype ليس من مواليد التسعينيات بالتأكيد، حيث ظهر للمرة الأولى في عام 2003، كما كانت هناك الكثير من برامج الدردشة والمراسلة التي تم إطلاقها قبله، ولكن يعتبر تطبيق Skype من التطبيقات الهامّة فقد غيّر ظهوره من قواعد اللعبة تمامًا.
كان Skype من تطبيقات المحادثة الرائعة قبل أن تضع مايكروسوفت يديها عليه، فقد وفّر التطبيق خدمات عديدة لم تكن موجودة في ذلك الوقت ومنها مراسلة الأصدقاء سواء بالفيديو أو الصوت أو الكتابة النصية، كما كان يسمح بمشاركة الملفات دون الحاجة لوجود بريد إلكتروني مرتبط به، ولكن تراجع أداء التطبيق بشكل كبير بعد شراء مايكروسوفت له عام 2011 مقابل 8.5 مليار دولار لتكثر الشكاوى حوله تدريجيًا، ورغم أنه لا يزال موجودًا وقابلًا للاستخدام والتحميل على أي جهاز ولكنّه يتعرض للمنافسة الشديدة وخاصّة بوجود تطبيق Zoom.
هذه كانت أقدم تطبيقات المحادثة والتي أطلقت العنان لتواصل اجتماعي بلا حدود عبر قارات ودول العالم بشكل بسيط وسريع ومجاني.
اقرأ أيضًا: كيفية استرجاع محادثات سناب شات
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د
ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.
لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.
حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.
يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.
في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.
حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.
قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.
واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.
يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.
في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.
حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.