مايكروسوفت تعتمد الذكاء الاصطناعي لإصلاح أعطال ويندوز 11 وتخطط لاستبدال لغتي C وC++ بـ Rust
3 د
مايكروسوفت تستعد لإعادة بناء ملايين الأسطر باستخدام الذكاء الاصطناعي.
واجه ويندوز 11 مشاكل حرجة، أبرزها تعطل قائمة ابدأ وشريط المهام.
تعتزم مايكروسوفت الانتقال إلى لغة Rust بحلول 2030 لاستبدال C و++C.
تستثمر الشركة بقوة في الذكاء الاصطناعي لتجاوز مسؤولياتها التقنية المتراكمة.
بحث مستمر عن مهندسين مختصين لتعزيز جهود الذكاء الاصطناعي البشري في التطوير.
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت مايكروسوفت عن خطة جريئة لإعادة كتابة ملايين الأسطر من شيفرة منتجاتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد أشهر من المشاكل المزعجة التي أصابت ويندوز 11 وجعلت مكوناته الأساسية تتعطل لدى مستخدمين حول العالم. وبين طموحات الشركة في التخلص من إرث لغات البرمجة القديمة مثل C و++C وبين الواقع الصعب لأعطال النظام، يجد المجتمع التقني نفسه أمام مفترق طرق يثير الأسئلة أكثر مما يقدم إجابات.
القصة بدأت في يوليو 2025 عندما لاحظ مستخدمو ويندوز 11 تعطل وظائف أساسية مثل قائمة ابدأ وشريط المهام ومستكشف الملفات وإعدادات النظام، وهي خدمات يعتمد عليها الملايين يوميا. ومع أن الشكاوى تزايدت عبر المنتديات وشبكات التواصل، لم تعترف مايكروسوفت رسميا بالمشكلة إلا في نوفمبر، قبل أيام فقط من إعلان خطتها الطموحة للانتقال التدريجي نحو لغة Rust والاستغناء عن لغتي C و++C بحلول عام 2030. وهذا يربط بين القلق من تراجع استقرار النظام وبين اتجاه مايكروسوفت المتسارع نحو البناء بالذكاء الاصطناعي.
رهان مايكروسوفت على الذكاء الاصطناعي لتسريع التطوير
وفق ما كشفه غالين هانت، المهندس المتميز في مايكروسوفت، تعتمد الشركة على بنية تقنية جديدة تُمكّن الذكاء الاصطناعي من فهم الشيفرة، تحليلها، ثم إعادة كتابتها على نطاق واسع. الشعار الجريء الذي وضعته الشركة هو مهندس واحد وشهر واحد ومليون سطر من الشيفرة، وهو هدف يعكس رغبتها في القضاء على الديون التقنية المتراكمة منذ عقود. إلا أن هذه الخطوة، كما يرى متخصصون، تأتي بينما لا تزال نماذج الذكاء الاصطناعي تعاني من صعوبة التعامل مع لغات مثل Rust، إضافة إلى ميلها لإنتاج أكواد غير دقيقة أو استدعاء مكتبات غير موجودة. وهذا يعيد النقاش إلى سؤال أكبر حول قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين الاستقرار بدلا من خلق مشاكل جديدة.
الكثير من المطورين أشاروا إلى أن أكثر أجزاء ويندوز 11 تعرضا للأعطال ليست مبنية على C أو++C أصلا، بل تعتمد على تقنيات أحدث مثل XAML المستخدمة في بناء الواجهات الرسومية. ومع أن مايكروسوفت وعدت بتحديث شامل في ديسمبر 2025 لإصلاح الخلل، إلا أن التأخير الذي امتد لأشهر أثار مخاوف بشأن أدوات الاختبار الداخلية وسرعة استجابة الشركة للمشكلات النظامية. وهذا يربط بين الضغوط التي تواجهها الشركة وبين استثماراتها الضخمة في البنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي.
جزء كبير من هذه الصورة يتضح عند النظر إلى استثمارات مايكروسوفت العملاقة في مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، والتي تجاوزت 80 مليار دولار في عام واحد فقط، إضافة إلى توسعها في خدمات الإعلانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وبلوغها أكثر من 20 مليار دولار من العائدات السنوية. النجاح التجاري في قطاعات مثل البحث والإعلانات يشجع الشركة على الدفع بقوة نحو أتمتة التطوير، لكن المخاطر في الأنظمة الاستهلاكية ليست هي نفسها المخاطر في الأنظمة التشغيلية الأساسية مثل ويندوز. وهذا يمهد للحديث عن التوازن الصعب بين الابتكار والحذر في بناء البرمجيات الحساسة.
مايكروسوفت تواصل بحثها عن مهندسين مختصين للعمل في مقرها في ريدموند للمشاركة في هذه المهمة الضخمة، وهو مؤشر على أنها تدرك أن الذكاء الاصطناعي وحده لا يكفي. فالخبرات البشرية في هندسة الأنظمة، وإدارة الذاكرة، وتحسين الأداء تبقى ضرورية لإنجاح مشروع إعادة بناء شيفرة بحجم ما في ويندوز. ومع أن التاريخ يذكر أن انتقالات تقنية كبرى مثل ظهور الجداول الحسابية والبريد الإلكتروني أحدثت قفزات إنتاجية، إلا أنها تطلبت سنوات من إعادة تصميم العمليات قبل تحقيق مكاسب واضحة. وهذا ما يجعل مستقبل هذا المشروع مفتوحا على احتمالات متعددة.
خاتمة
بين أعطال ويندوز الغامضة، وطموحات مايكروسوفت في إعادة كتابة تاريخها البرمجي اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، يقف المستخدمون والمطورون والمراقبون أمام مرحلة جديدة قد تعيد تشكيل الطريقة التي تُبنى بها الأنظمة الرقمية. ما إذا كان هذا التحول سيجلب استقرارا أكبر أو تعقيدات إضافية، يبقى سؤالا مفتوحا، لكن المؤكد أن السنوات القادمة ستكون محورية في تحديد مصير ويندوز وطرق تطوير البرمجيات على مستوى العالم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.









