ألتمان يلعب بالنار: Sora 2 يفتح أخطر جبهة بين التقنية والسينما

3 د
بدأت الشائعات تدور في هوليوود بشأن تطبيق «سورا 2» من OpenAI.
أثار التطبيق الجديد قلق وكالات المواهب بشأن حقوق الملكية الفكرية.
واجه سام ألتمان وممثلو OpenAI تحديات في المفاوضات مع الوكالات الفنية الكبرى.
تتهم شركات مثل ديزني ووارنر بروس OpenAI بتجاوز الحدود القانونية.
تشهد العلاقة بين هوليوود والشركات التقنية مرحلة توتر جديدة بسبب الذكاء الاصطناعي.
قبل أيام من إطلاق تطبيق الفيديو الجديد «Sora 2» من شركة OpenAI، كانت الشائعات تدور في أروقة هوليوود حول ما قد تعنيه هذه الخطوة لصنّاع الترفيه. فالتقنية التي طوّرها سام ألتمان تتيح للمستخدمين إنتاج مقاطع مرئية تضم شخصيات معروفة من أفلام ومسلسلات وألعاب شهيرة، وهو ما أثار قلق كبرى وكالات المواهب مثل WME وCAA وUTA، التي رأت في المشروع استفزازاً صريحاً لمسألة حقوق الملكية الفكرية.
وهذا يربط بين إطلاق «سورا 2» السريع وطبيعة العلاقة المعقّدة التي تجمع عالم التكنولوجيا بهوليوود.
غموض في التواصل وقلق بين الوكالات
بدأت المفاوضات بين ممثلي OpenAI ومديري الوكالات الفنية الكبرى بشكل متوتر. فقد أكدت الشركة أن النظام الجديد سيعتمد مبدأ «الانضمام الطوعي» لحماية صور الفنانين وأصواتهم من الاستخدام غير المصرح به. لكن وكالات المواهب لاحظت تناقضاً في رسائل الفريق التقني، فبينما أبلغ البعض أن أي استخدام يتطلّب إذناً مسبقاً، أكّد آخرون أن العملية ستكون تلقائية ما لم يرفض الفنان. هذا الغموض زاد من المخاوف بشأن مصير الشخصيات الشهيرة في البيئة الرقمية.
ومن هنا انتقل القلق إلى شركات الإنتاج نفسها التي وجدت أن التقنية الجديدة قد تسمح بإعادة تدوير موادها البصرية دون رقابة.
استياء متصاعد ودعوات لاتخاذ موقف
مع إطلاق التطبيق رسمياً، فوجئ الوسط السينمائي بأن المستخدمين يستطيعون توليد مقاطع تضم شخصيات من أعمال مثل الرسوم المتحركة العالمية وألعاب الفيديو الضخمة. عندها، اتجهت الاستوديوهات الكبرى مثل ديزني ويونيفيرسال ووارنر بروس ديسكفري لتصعيد الموقف، متهمة OpenAI بتجاوز الحدود القانونية. وبدأت هذه الشركات بالفعل باتخاذ إجراءات قانونية ضد شركات الذكاء الاصطناعي التي تستفيد من بياناتها المسروقة أو المحمية بحقوق النشر.
وبذلك تداخلت ساحة القانون الرقمي مع الذكاء الاصطناعي التوليدي في معركة مفتوحة حول من يملك الحق في الصورة والصوت.
التكنولوجيا في مرمى الاتهام
تتّهم شخصيات قانونية مختصة مثل روب روزنبرغ شركة OpenAI باتباع مبدأ «افعل أولاً واعتذر لاحقاً»، أي استغلال المواد الموجودة ثم التراجع عند بروز الاعتراضات. ويُنظر إلى هذا الأسلوب باعتباره تكتيكاً لتحقيق انتشار سريع قبل أن تتشكل أطر قانونية واضحة، خصوصاً مع النمو الهائل الذي تحققه تطبيقات الذكاء الاصطناعي حالياً والتي باتت تدر مليارات الدولارات شهرياً.
وهو ما يعيد إلى الأذهان بدايات الإنترنت عندما واجهت الصناعة السينمائية أولى موجات القرصنة الرقمية ولم تتمكّن من احتوائها بسرعة.
مستقبل العلاقة بين هوليوود والذكاء الاصطناعي
اليوم، تجد الاستوديوهات نفسها أمام معضلة حقيقية: هل تستمر في مقاضاة الشركات التقنية لحماية أعمالها، أم تدخل معها في اتفاقات ترخيص تتيح استثمار الذكاء الاصطناعي بصورة قانونية؟ فبينما قد تختار ديزني تطوير تطبيق خاص بها يشبه «سورا»، قد تميل شركات أخرى إلى الشراكة بدلاً من الصراع، بحثاً عن نموذج تجاري جديد في **صناعة المحتوى التفاعلي.
لكن وسط هذه التحولات، تبقى الثقة مفقودة بين هوليوود ووادي السيليكون، إذ يشعر كثير من الوكلاء أن الجسر الذي كان يمكن أن يربط الطرفين قد احترق مع أول إطلاق لتقنية تجاهلت الملكية الفكرية.
ختاماً، يبدو أن معركة «سورا 2» لم تنتهِ بعد، بل فتحت فصلاً جديداً في تاريخ العلاقة بين الإبداع الإنساني والذكاء الاصطناعي، حيث تحاول هوليوود الدفاع عن إرثها الفني، بينما تسعى الشركات التكنولوجية إلى إعادة تعريف حدود الفن والملكية في العصر الرقمي.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.